الفصل السادس عشر: مبادئ أخرى

الفصل السادس عشر
مبادئ أخرى

1- الاتفاق على التعابير والمصطلحات والرموز
- كلمة "ثالوث". نستطيع عدم استخدام هذه الكلمة شرط الإبقاء على جوهرها كما وردت في قانون الإيمان والكتب المقدسة. وذلك منعاً لإثارة المشاكل قبل شرحها بدقة. لأن مفهوم الثالوث عند هيئة شهود يهوه يختلف جوهرياً عما هو في الكنيسة. لأنهم يعتقدون أنا نعلم أن الثالوث عبارة عن ثلاثة أقانيم في شخص واحد، وهذا خطأ، لأن الكنيسة لا تعلم ذلك، فهي تقول بثلاثة أشخاص (أقانيم) لهم جوهر واحد، لا يُدمج أو يذوس أقنوم في آخر.
- أقنوم: هو اسم يدلّ على شخصيّة قائمة بذاتها، ولا يستقلّ في جوهره عن الآخر.
- إبن الإنسان: تعني أو تشير إلى طبيعة يسوع البشريّة، كفرد من البشر (حز 2: 1)، وكمرسل من الله في (دا 7: 13 و14).
- الكلمة- لوغوس- الابن: تشير إلى هويّة يسوع ما قبل التجسّد.
- يسوع: وتشير إلى هويّة يسوع بعد التجسّد.
وهنا نذكر أن للاسم مدلولاً يحدّد طبيعة شخصيّته. فإذا حدث تغيير في الأسم يدلّ ذلك على تغيير في المصير والرسالة والهدف. مثلاً:
- سمعان: بطرس- أي الصخر
- ابرام: ابراهيم- أب كل حيّ
- الأرقام:
- الرقم 7: يرمز إلى الكمال
- الرقم 6: يرمز إلى النقص
- الرقم 12: شمولي يرمز إلى كامل شعب الله (12 رسول، رج مر 3: 13 و14؛ أع 1: 12- 14 وفيها انتخاب خلفاً ليهوذا؛ 12 سبط؛ رج رؤ 7: 5- 8؛ وفيها نرى 12 سبطاً، حُذف منه سبط دان بسبب خيانته الدينيّة (قضاة 18) ولم يُعدّ في 1 أخ 4: 7، وأضيف سبط منسى الذي هو من ذريّة يوسف للحفاظ عل الرقم 12 (اقرأ تك 49؛ يو 6: 13؛ مت 14: 20؛ رؤ 21: 12 و14 و16 و21؛ 22: 2).
- الرقم 1000: يرمز إلى طول اليوم الإلهيّ (إقرأ 2 بط 3: 8)، ولم يستطع أي إنسان أن يحياه كله (رج تك 5)، بينما المسيح وحده قطعه كله، كونه آدم الجديد (رؤ 20: 4- 6).

2- لا نقرأ العهد الجديد على ضوء العهد القديم
- لدى مطالعتا لتصريحات هيئة شهود يهود، نلاحظ استخدام العهد الجديد كملحق للقديم، مثلاً:
- إن للملكوت طبيعة ماديّة حرفيّة وهذه الفكرة هي امتداد لرجاء العهد القديم. بينما في المسيحيّة نجد أن الملكوت هو روحيّ لا ماديّ (رج رؤ 14: 17؛ 1 كو 15: 50).
- إن الروح القدس هو قوّة الله الفعّالة، وهي فكرة تقع في امتداد العهد القديم. يقولون إن روح الله هو قوّة تصدر عنه، بينما البعض يرون أنها هو أي الله، والعهد الجديد يبرز سخصيّة الروح القدس: فهو يعزّي، يعلّم، يتكلّم، يحزن..
- لا يوجد ثالوث، وهي فكرة امتداد لوحدانيّة يهوه، فلا إله غيره. بينما المسيح في العهد الجديد أعلن لنا الله ثالوثاً.
- الهيئة التيوقراطية، وهي فكرة امتداد للعهد القديم القائل بأن الله يدير شعبه عبر النبي، بينما في العهد الجديد نصبح جسد المسيح أي الكنيسة، وهو يتعامل معنا مباشرة كونه الرأس.
بينما إذا رجعنا إلى العهد الجديد، نجد أننا لا بدّ أن نقرأ القديم ونفهمه ونؤوّنه على ضوء العهد الجديد، لنقرأ في إنجيل يوحنا (5: 39) أن المسيح يقول لليهود أن يفتّشوا في الكتب المقدسة التي تشهد له، وما ورد في أع 10: 43 أن كل الأنبياء تشهد أن كل من يؤمن بالمسيح ينال باسمه غفران الخطايا. وهكذا نرى أن محور العهد القديم الخفي هو يسوع، وكل العهد القديم يُفهم على ضوء المسيح. فنقرأ في 2 كو 3: 12- 16: "ولأن لنا هذا الرجاء، فنحن نتصرّف بجرأة. فما نحن كموسى الذي كان يضع قناعاً على وجهه لئلا يرى بنو اسرائيل نهاية ما يزول، لكن عميت بصائرهم، فلا يزال إذاً القناع إلى اليوم غير مكشوف عند قراءة العهد القديم، ولا ينزعه إلاّ المسيح. نعم، إلى اليوم لا يزال القناع على قلوبهم عند قراءة شريعة موسى، ولا ينزع هذا القناع إلاّ الاهتداء إلى الربّ". وهكذا نجد أن المسيح والعهد الجديد، هو مفتاح فهم العهد القديم. إذاً فلا يجوز أن ننطلق بفكرة أو مفهوم له امتداد حرفي في العهد القديم. وهكذا يبدو العهد القديم ظلاً ورمزاً للمسيح. فنقرأ في عب 8: 5: "غير ان عبادة هؤلاء عبادة صورة وظلّ للحقائق السماويّة...". وهي ترد بنصّ يؤكّد كهنوت المسيح والقدس الجديد الحقيقيّ ضمن محور سفر العبرانيين عن عمل وتفوّق المسيح... وهناك الكثير من النصوص تثبت أنه يجب أن نفهم ونفسرّ العهد القديم انطلاقاً من العهد الجديد ومن معاني تعاليم العهد الجديد (رج عب 10: 1؛ 9: 13؛ 9: 2 و8؛ 13: 10؛ رؤ 5: 2 و6؛ 11: 19؛ كو 2: 17؛ خر 25: 40).

3- امكانيّة اللجوء إلى مراجع غير الكتاب المقدّس لفهم بعض نصوصه
ان اللجوء إلى مراجع غير الكتاب المقدّس لفهم بعض نصوصه هو أمر محتوم. فأنه حين الكاتب يستشهد أو يدوّن أمراً ما له ارتباط بحادثة جرت، أو بفكرة مدوّنة في أسفار غير الكتاب المقدس. فعلينا العودة إليها ودرسها في إطارها لنرى كيف دوّنت أو كيف جرت، وذلك لنفهم قصد الكاتب من استخدامها أو تأوينها في نصه. إن لم نفعل ذلك لا نفهم فكر النصّ الكتابي على أفضل صورة، وفاتنا كلام الله ومقصده. وسنورد أمثلة.
- ورد في إنجيل لوقا (13: 1- 5)، ان قوماً أتوا إلى المسيح يخبرونه عن موت بعض الجليليين على يد بيلاطس. فقال لهم يسوع أتظنون أنهم خطأة أكثر من غيرهم (لأنهم كانوا يظنونهم خطأة، والله عاقبهم). ثم أضاف حادثة أخرى عن انهيار برج في سلوام قتل 18 شخصاً. وهكذا نرى أن لبعض الأحداث التاريخيّة تأثيراً على النصّ فيقوده نحو غرض معيّن يستخدم الكاتب الأحداث التاريخيّة ويؤونها ليقول من خلالها شيئاً ما. وهكذا علينا اللجوء إلى الأمور التاريخيّة التي أثرت في الكتاب لفهم أحداثها، وبالتالي لنفهم قصد الكاتب من استخدامها وتأوينها.
- ورد في يهوذا بعض الاستشهادات من مراجع منحولة مثل (آ 9) التي تتكلّم عن جدال بين الملاك ميخائيل والشيطان على جثّة موسى. وردت هذه في كتاب "ارتفاع موسى" المنحول. وفي الآيات 14- 16 ورد أن أخنوخ تنبّأ عن هلاك البعض بسبب فجورهم، وهي مأخوذة من كتاب أخنوخ، وكتاب اليوبيلات، ووصيات الآباء الأثني عشر، وكلها كتب منحولة. وفي آ 22- 24 حين تكلّم عن قايين وبلعام، وعاد إلى تقاليد يهوديّة آتية من فيلون الأسكندري وفي حياة موسى، وترجوم التكوين.


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM