الفصل العاشر: قيامة المسيح وقيامتنا

الفصل العاشر
قيامة المسيح وقيامتنا

1- قيامة المسيح
بعد نفيهم عقيدتَي الثالوث الأقدس والتجسّد، ينكر الشهود قيامة المسيح بالجسد (وبالتالي سر الفداء).
فيسوع حسب زعمهم لم يقم إلاّ بالروح. "أمّا الجسد فيبقى في بطن الارض في مكان ما مخفياً عن الجميع".
(ليكن الله صادقاً ص 53).
الحق يحرركم ص 268).
الرد من الكتاس المقدس:
في يوحنا 2: 18- 22:
"أجابهم يسوع: انقضوا هذا الهيكل، وأنا أقيمه في ثلاثة أيام. ولكنه كان يعني هيكل جسده. فلما قام من بين الأموات، تذكّر تلاميذه أنه قال ذلك، فآمنوا بالكتاب وبالكلمة التي قالها يسوع".
وفي لوقا 24: 36- 43:
"توهّم التلاميذ أنهم يرون روحاً فقال لهم: ما بالكم مضطربين، ولم ثارت الهواجس في قلوبكم؟ أنظروا يديّ ورجليّ، أنا هو. ألمسوني وتحقّقوا، فإن الروح ليس له لحم ولا عظم كما ترون لي... قال هذا وأراهم يديه ورجليه".
وفي يوحنا 20: 27:
"ثم قال يسوع لتوما: "هات اصبعك إلى ههنا وانظر يديّ.... وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً".
وفي يوحنا 10: 17- 18 يقول يسوع قبل موته:
"حياتي أبذلها باختياري. لي سلطان أن أبذلها، ولي سلطان أن استرجعها أيضاً".
ويقول بطرس الرسول في خطبته الأولى بعد حلول الروح القدس (أع 2: 29- 34): "ليسمح لي أن أقول لكم في حريّة عن داوود رئيس الآباء إنه مات، ودفن وقبره عندنا إلى اليوم. ولكنه إذا كان نبياً سبق فرأى قيامة المسيح وتكلّم عنها قائلاً إنه لم يترك في الجحيم ولم يرَ جسده فساداً (مز 15: 10).
فيسوع هذا قد أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك".
والقديس بولس في 1 كو 15: 14- 15 يقول:
"إن كان المسيح لم يقم فكرازتنا إذاً باطلة، وإيمانكم أيضاً باطل، بل أضحينا شهود زور لله، لأنّا شهدنا على الله انه قد أقام المسيح وهو لم يقمه".
فالشهود ينكرون إذاً أسس الإيمان الثلاثة في الكنيسة: الثالوث الأقدس والتجسّد والفداء، وهذا يعني بوضوح أنهم ليسوا مسيحيين.

2- النفس تموت مع الجسد
يقول الشهود بعدم خلود النفس، بل إنها لا تتميّز عن الجسد وتموت معه.
1- وإن الحية في الفردوس هي التي اختلقت مفهوم الخلود الملازم للنفس الروحية. وهكذا يأتي التضليل فالشيطان ليخضع للديانات المختلفة التي هي كلها قائمة على هذا الادعاء الواهي.
(ليكن الله صادقاً ص 61، الحق يحرركم ص 75).
2- ان كلمة نفس تدل على نسمة الحياة. إنها تموت وبالامكان قتلها، فهي شيء واحد مع الجسد.
(الحق يحرركم ص 188- 189).
(ليكن الله صادقاً 333).
(ويستندون بذلك على حزقيال 18: 4- 20).
3- يساوي الكتاب المقدّس بنظرهم بين الانسان والحيوان. فالانسان إذا كالبهيمة من حيث التلاشي بعد الموت.
(الحق يحرركم ص 110).
(ويستندون بذلك إلى سفر الجامعة 3: 18).
الرد على هذا التعليم
1- تؤكّد الكنيسة المقدسة أن في الانسان عنصرين: مادي وروحي. فالمادي وحده قابل للموت لأنه مركب: أما الروحي البسيط فخالد بخلود الله... وهذا ما يميّز الانسان عن باقي المخلوقات، لأنه وحده على صورة الله، لا بالجسد المادي بل بهذا الروح العاقل.
ويجيب يسوع الصدوقيين الذين يقولون بعدم القيامة خلود الروح، أما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل: "أنا إله ابراهيم واسحق ويعقوب والله ليس إله أموات بل إله أحياء" (مت 22: 32).
ويرى يوحنا في الرؤيا "نفوس الذين قتلوا لأجل كلمة الله والشهادة قائمة تحت المذبح حية تناجي ربها" (رؤ 6: 9).
2- النفس البشرية تدل بحسب المنطق العبري على كائن حي، على شخص، على فرد مكوّن من نفس وجسد.
فكلمة "النفس التي تخطأ هي تموت"، ترجمتها عن العبرية هكذا: "الشخص الذي يخطأ يموت" (حز 18: 4).
وحزقيال نفسه يقول: "المنافق إذا تاب على جميع خطاياه التي صنعها وحفظ جميع رسومي وأجرى الحكم والعدل... فإنه يحيا حياة ولا يموت" (حز 18: 21).
3- إن سفر الجامعة الذي يتغنّون به ليؤكّدوا أن الانسان كالبهيمة بعد الموت، يعترف هو نفسه أن "ليس لأحد سلطان على الروح فيضبطه ولا سلطان على يوم الموت" (جا 8: 7- 8).
ويعود إلى التأكيد: ينطلق الانسان إلى دار أبديته ويحيط به النادبون في الشارع... فيعود التراب إلى الأرض حيث كان ويعود الروح إلى الله الذي وهبه (جا 12: 5 و7).
"وإن الله سيحضر كل عمل ليدين على كل خفي خيراً كان أم شراً" (جا 12: 14).
ويقول سفر الحكمة:
"أما نفوس الصديقين فهي بيد الله فلا يمسها العذاب. وفي ظنّ الجهال أنهم ماتوا وقد حُسب خروجهم شقاء... أما هم ففي السلام" (حك 3: 1- 3). وكذلك: "ان الله خلق الانسان خالداً وصنعه على صورة ذاته. (حكمة 2: 23).
وسفر المكابيين الثاني يعلن بوضوح بقاء الروح بعد الموت. وهو يعبّر بأجلى بيان عن إيمانه وإيمان معاصريه بخلود النفس المعدة للقيامة (2 مك 12: 43- 46).

3- القيامة العامة... ونهاية العالم
"يزعم الشهود أن لا قيامة حقيقية للبشر إذ إن نفوسهم عادت إلى العدم، وأجسادهم تفكّكت فيجري الله يوم القيامة خلقاً جديداً للنفوس والاجساد. (ليكن الله صادقاً ص 142- 152).
وان هذه القيامة هي على دفعات...
الأولى مختصة بـ 144 ألفاً من المختارين، وهذه قد بدأت سنة 1914 وهذا العدد يشمل البقيّة الصغيرة من الشهود العائشين حالياً والذين لن يصيبهم الموت إذ انهم يتحولون آتياً خلائق روحية.
(الغنى ص 315).
والقيامة الثانية ستجرى بعد قليل بفرَق متتابعة ليعيشوا على الارض وسط أحوال فردوسية... أولاً ابراهيم والآباء- ثم المؤمنون الذين لم يشتركوا في معركة هرمجدون- وأخيراً الذين لم يسمعوا وعظ الشهود...
الجواب:
1- لا وجود في الكتاب المقدس لهذه الفرق وهذه التتابعات في القيامة فإنه لن يكون هناك سوى قيامة واحدة عامة:
"لا تتعجبوا من هذا لأنها ستأتي ساعة يسمع فيها جميع من في القبور صوته، فيخرج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 5: 28- 29).
ويسوع يقول: "هكذا يكون في منتهى الدهر، يرسل ابن البشر ملائكته فيجمعون من مملكته كل الشكوك وفاعلي الاثم ويلقونهم في أتون النار، حينئذٍ يضيء الصديقون مثل الكواكب في ملكوت أبيهم". ويقول بولس "لأننا جميعاً لا بد أن نظهر أمام المسيح لننال كل واحد على حسب ما صنع بالجسد خيراً أو شراً" (2 كو 5: 10).
2- لن يكون بعد القيامة تناسل على الارض- حتى للصلاّح "لأنه في القيامة لا يزوّجون ولا يتزوّجون بل يكونون كملائكة الله في السماء" (مت 22: 29- 30).
3- الفردوس أو النعيم الأبدي، لا يعني مكاناً. بل هو حالة أبناء الملكوت السماوي (نعيشه من الآن) ولا وجود لملكوت بمعنى مكان ماديّ، لأنه في القيامة لا وجود للزمان والمكان: "ان مملكتي ليست من هذا العالم..." يقول يسوع لبيلاطس... (يو 18- 36).
ويعد يسوع أتباعه بسعادة السماء:
"طوبى لكم أيها المساكين الآن فإن لكم ملكوت السموات" (لو 6: 20).
"إفرحوا وابتهجوا فإن أجركم عظيم في السماء" (لو 6: 32).
وفي 1 بط 1: 4: "لميراث لا يبلى، ولا يفسد، ولا يضمحل محفوظ لكم في السماوات".
وبولس الرسول يقول: "أما نحن فموطننا في السماوات، وفيها ننتظر مجيء المخلص يسوع المسيح الذي يبدّل جسدنا الحقير فيجعله على صورة جسده المجيد..." (فل 3: 20-21).

4- القيامة العامة والدينونة ومجيء الربّ حدث خلاصًي واحد
"فمتى جاء ابن البشر في مجده، وجميع الملائكة، فحينئذ يجلس على عرش مجده وتُجمع لديه كل الأمم فيميّز بعضهم عن بعض" (مت 25: 31- 33).
ويوحنا يقول في الرؤيا: "ورأيت الأموات كبارهم وصغارهم واقفين أمام العرش وقد فتحت الأسفار، وفتح سفر آخر هو سفر الحياة. ودين الاموات على مقتضى المكتوب في الاسفار على حسب أعمالهم" (رؤ 20: 12)- فلا قيامة إذاً أو دينونة على دفعات...
أما عن العدد 144 ألفاً الذي يقول الشهود فيه إنهم المختارون، فهاكم النص الذي يعتمدون عليه.
"وسمعت احصاء المختومين، مئة وألف وأربعة وأربعين ألفاً مختوم من جميع أسباط بني اسرائيل... من كل سبط اثنا عشر ألفاً" (رؤ 7: 4- 8).
الجواب:
1- ان رقم 144 يعني الكثرة لانه مضاعف عدد 12...
2- ان ذكر هذا العدد هو رمزي للمخلصين من أسباط اسرائيل. فهل هذا يعني أن الامم هي خارج الخلاص؟ وهل الشهود هم من الاسباط أم من الأمم؟
3- إذا لم يكن هذا العدد يعني الكثرة... فكيف نفسر تتمة قول يوحنا؟
"وتوالت الرؤيا... فرأيت بعد ذلك فإذا بجمع كثير لا يستطيع أحد أن يحصيهم من كل أمة، وكل قبيلة وكل شعب وكل لسان، واقفون أمام العرش وأمام الحمل، لابسين حللاً بيضاء، وبأيديهم سعف النخل" (رؤ 7: 9).
ويقول في موضع آخر عن الـ 144 ألفاً:
"هؤلاء هم الذين لم يتنجّسوا مع النساء لأنهم أبكاراً..." فهل هذا يعني انه ليس للنساء محل في السماء؟ (رؤ 14: 4).
يقول الرسول بولس بوحي الروح القدس:
"إن نعمة الله المخلّصة قد تجلت لجميع الناس" (تيط 2: 11). وفي موضع آخر يقول: "إن الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تيمو 2: 4).


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM