تقديم

تقديم

الايمان وسّر الخلاص، مواضيع لاهوتيّة مستقاة من الكتاب المقدّس، وهي تساعد المؤمن على اكتشاف الحقائق المسيحية التي تشكّل أساس معتقده. وهذه المواضيع ارتبطت من جهة بقانون الايمان، فتحدّثت عن الله الثالوث، الآب والابن والروح القدس. كما تحدّثت عن شخص المسيح في سّر آلامه وموته وقيامته. وارتبطت أيضاً بحياة الكنيسة، بقداستها، بأسرارها، كما تحدّثت عن مريم أم الكنيسة كما سمّاها المجمع الفاتيكاني الثاني.
الايمان وسّر الخلاص، سلسلة مقالات ظهرت هنا وهناك في المجلاّت فأردنا أن نجمعها علّها تساعد القارىء على اكتشاف الغنى الذي يزخر به الكتاب المقدس من أجل حياتنا اليومية. فلا نكتفي فقط بقراءة الكتاب قراءة متواصلة وكأن قراءته "السريعة" فُرضت علينا فرضاً. أو أننا مجبرون على الانتهاء منه خلال سنة كاملة. بل نذهب إلى البحث عن كنوزه مثل الغائص على اللآلىء الذي تحدّث عنه يسوع. وجد درّة ثمينة. فمضى وباع كل شيء واقتناها.
هكذا يكون اكتشافنا لغنى كلام الله. لا نخاف أن نتوقّف كما توقّفت السامرية عند بئر يعقوب. ونفتح حواراً مع ذلك الغريب الذي يطلب منا شربة ماء. ولكن ذلك الغريب هو أقرب الينا ممّا كنا نتصوّر. إنه ذلك الذي يعرف قلبنا أكثر ممّا نعرفه. إنه في النهاية المسيح ومخلّص العالمِ، ونحن في النهاية سنطلب منه أن يعطينا الماء الذي يتفجّر فينا ينبوع حياة أبديّة.
الايمان وسّر الخلاص. مواضيع لاهوتيّة نضعها في يد القارىء وقد تتبعها مواضيع أخرى لأننا بحاجة ماسّة إلا أن نجعل إيماننا ينطلق من الكتاب المقدس، من كلام الله، لا من عواطف ونظريات أخلاقيّة لا تغذّي الحياة المسيحية ولا تجتذب الآخر لكي يتعمّق في إيمانه. كلام الله هو الاساس. عليه يرتكز إيماننا. كلام الله هو الينبوع. منه نرتشف مياه الحياة. فلماذا لا نعود إلى هذا الأساس وهذا الينبوع من أجل تأمّلنا اليوم وصلاتنا، من أجل الحديث مع أولادنا وأصدقائنا وأقاربنا؟ لماذا لا نعود إلى ما عاد إليه آباء الكنيسة فاكتشفوا غنى الكتاب وفتحوه للآخرين. عند ذلك نستطيع أن نردّد كلام المزمور: ذوقوا وانظروا ما أطيب الله. ساعدنا الله لكي نصل إلى هذه السعادة فنتذوّق الربّ، نتذوّق كلمته والعيش بقربه على مثال التلميذين اللذين قضيا معه يوماً كاملاً فتبدّلت حياتهما بلقياه.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM