خاتمة عامة

خاتمة عامة
رسالتان إلى أهل تسالونيكي. أول ما كُتب في العهد الجديد. أرسلهما بولس إلى أناس بشّرهم خلال الرحلة الرسوليّة الثانية وخلال صيف 50. أجبر على ترك تسالونيكي بسبب عداوة اليهود له، فكتب 1 تس خلاله شتاء سنة 50، وأرسلها في ربيع سنة 51. كان بقربه سلوانس وتيموتاوس حين كتب هذه الرسالة، والاخبار التي تلقّاها جعلت قلبه يفيض فرحاً. وكتب بولس من كورنتوس أيضاً، وبعد بضعة أشهر، على ما يبدو، 2 تس مع تحريضات عمليّة أخرى وتعليمات جديدة حول المجيء والعلامات التي تسبق هذا المجيء. رسالتان. قال البعض: تتعارضان. وقال آخرون: تتكاملان. والتقليد الكنسي القديم يشهد لهما.
رسالتان تتضمّنان مواضيع ستعود إليها الرسائل اللاحاقة، ولا سيّما التعليم حول الاسكاتولوجيا. في هذه المرحلة القديمة من رسالة بولس، يبدو فكره مركّزاً على قيامة المسيح وعلى مجيئه المجيد الذي يحمل الخلاص للذين يؤمنون به، حتى ولو ماتوا. كم نحن قريبون من مر 16: 16: "من يؤمن ويعتمد يخلص، ومن لا يؤمن يهلك". هذا المجيء الجديد قد صوّره بولس حسب تقاليد الجليان كما في العالم اليهودي أو العالم المسيحي الأول (مر 13). التصق الرسول بتعاليم يسوع، فشدّد تارة على اقتراب هذا المجيء الذي لا نتوقّعه والذين نستعدّ له بالسهر. هذا المجيء الذي يراه المؤمنون وهم أحياء. وحاول طوراً أن يهدئ المؤمنين الذين بلبلتهم هذه النظرة، فذكّرهم بأن ذلك اليوم لم يأتِ بعد وأن هناك علامات تسبقه.
هذا ما نجده في 1 تس و2 تحس. ما أحببنا أن نفصل بينهما، حتى لو لم تكن 2 تس من يد بولس. فكاتبها دخل في جوّ الرسالة الأولى، وحاول أن يعيد قراءتها على ضوء ما استجدّ من وضع بعد أن تأخّر مجيء الربّ.
في 1 تس التي ظهرت منذ بعض الوقت، جعلنا مقدّمة صغيرة. ومع 2 تس توسّعنا في ما يتعلّق بتسالونيكي وكنيستها ومجيء المرسلين إليها. هكذا كمّلنا في هذا الكتاب ما بدا سريعاً في 1 تس. ومن كتاب إلى كتاب نكتشف شخصيّة بولس الرسول وتعليمه. بعد الدراسة على روم، وتفسير 1 كور، 2 كور، غل، أف، فل، 1 تس، نقص ن قد رافقنا بولس الرسول وسنكمّل المشوار معه بإذن الله فندرس قريباً كو والرسائل الرعائية على أن نعود إلى ررم في تفسير مستفيض يعطي هذه الرسالة ما تستحق من اهتمام.


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM