الموشّحة الثامنة والثلاثون: المركبة الالهيّة

الموشّحة الثامنة والثلاثون
المركبة الالهيّة
(1) كما على مركبة، صعدتُ إلى نور الحقّ،
فتدبّرني الحقُّ وجاء بي.
(2) عبَّرني الهُوى والفَجَوات،
وخلّصني من الصخور والأمواج،
(3) فكان لي ميناء خلاص،
ووضعني في موضع الحياة الأبديّة.
(4) مشى معي وأراحني وما تركني أضلّ،
لأنه كان الحقّ وهو (الآن).
(5) سِرتُ معه فما عرفتُ الخطر،
وما ضللتُ في شيء لأنّي سمعتُ له.
(6) الضلال فرَّ منه
فما التقى به.
(7) ومضى الحقُّ في الطريق المستقيم،
فأراني ما لم أكن أعرفه.
(8) أراني كلَّ سموم الضلال،
وعذابات الموت التي تُعتبَر حلاوة.
(9) وما يُفسد المفسد،
رأيته حين تزيّنتْ عروسٌ مفسِدة،
وعريسٌ يُفسد ويُفسَد.
(10) سألتُ الحق: "مَن هم هؤلاء"؟
فقال لي: "هو المضلّ والضلال".
(11) بالحبيب وعروسه يقتدون،
ويُضلّون العالم ويُفسدونه.
(12) ويدعون الكثيرين إلى الوليمة،
ويُعطونهم ليشربوا خمر سكرهم.
(13) يقيّؤونهم حكمتهم وفهمهم،
ويجعلونهم بلا وجدان.
(14) عندئذ يتركونهم،
فيعثرون في جنونهم وفسادهم.
(15) إذ لا فهم لهم،
لا يطلبون (الفهم).
(16) وأنا صرتُ حكيماً فما سقطتُ في أيدي المضلّين،
وفرحتُ في نفسي لأن الحقّ مضى معي.
(17) فتثبتُّ وحييتُ وخلصتُ،
ووُضعتْ أسسي على يد الربّ،
لأنه هو غرسني.
(18) هو وضع الجذر،
وسقاه وثبّته وباركه،
فكانت ثمارُه إلى الأبد.
(19) نزل إلى العمق وصعد وتوسّع،
وامتلأ وعظُم.
(20) فتمجّد الله وحده،
في غرسه وفي فلاحته،
(21) في اهتمامه وبركة شفتيه،
في غرسة عينيه الجميلة،
(22) في مآل نصْبَته،
ومعرفة وجدانه.
هللويا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM