الموشّحة الثامنة والعشرون: حنان الربّ وعنف البشر

الموشّحة الثامنة والعشرون
حنان الربّ وعنف البشر
(1) مثل أجنحة الحمائم على صغارها،
وقرب أفواهها أفواهُ الصغار،
هكذا أجنحةُ الروح على قلبي.
(2) سُرّ قلبي ورقص،
كطفل يرقص في حشا أمه.
(3) آمنتُ ولهذا ارتحتُ،
لأن من آمنتُ به أمين.
(4) باركني مباركة،
ورأسي هو لديه.
(5) السيف لا يفصلني عنه،
ولا المهنّد.
(6) كنتُ مستعداً قبل أن يأتي الهلاك،
وجعلتُ نفسي تحت جناحيه، بلا فساد.
(7) الحياة الخالدة ضمّتني،
وقبّلتني.
(8) والروحُ الذي فيّ هو منها،
لا يمكن أن يموت لأنه حياة.
(9) الذين رأوني ذُهلوا،
لأني اضطُهدتُ.
(10) ظنّوا أني ابتُلعتُ،
لأني ظهرتُ لهم كواحد من الهالكين.
(11) ولكنَّ الظلمَ الذي حلّ بي،
كان لي خلاصاً.
(12) صرتُ (موضوع) احتقارهم،
لأنه لم يكن حسد فيّ.
(13) ولأني صنعتُ الخير إلى كل انسان،
أُبغضتُ.
(14) وأحاطوا بي مثلَ كلاب مسعورة،
هؤلاء الذين هاجموا أسيادهم وهم لا يدرون،
(15) لأن فكرَهم فسُدَ،
وتحوّل وجدانُهم.
(16) أما أنا فأمسكتُ الماء بيميني،
واحتملت مرارتهم بحلاوتي.
(17) ما هلكتُ لأني لم أكن أخاهم،
ولا كانت ولادتي مثل ولادتهم.
(18) طلبوا موتي فما استطاعوا،
لأني كنتُ أقدم من ذكرهم.
باطلاً ألقوا القرعة عليّ،
(19) الذين كانوا بعدي.
باطلاً حاولواً أن يدمِّروا ذكر من هو قبلهم!
(20) ففكرُ العليّ لا يتقدّم أحدٌ عليه،
وقلبُه أكبر من كل حكمة.
هللويا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM