مدخل إلى صلاة منسّى

مدخل إلى صلاة منسّى
نُسبت هذه الصلاة إلى منسّى (687 - 642 ق م)، إبن الملك البار حزقيا، والذي كان ملكاً شرّيراً على يهوذا. هذه الصلاة القصيرة هي مزمور توبة أو رثاء فرديّ يبكي فيه الملك خطاياه الشخصيّة. يعترف الكاتبُ مرّتين بخطاياه، ويطلب الحلّ منها، ويلجأ دوماً إلى حنان الله ورحمته. نحن أمام فكر شعريّ عميق وجميل. وما يلفت النظر هو التوبة الداخليّة: "ها أنا أحني ركبتَي قلبي أمامك".
تتضمّن الصلاةُ ثلاثة أقسام رئيسيّة: دعاء يمتدح فيه الشاعر ربّ أعمال الخلق (آ 1 - 4)، ويكتشف غضبَ الله على الخطأة ومراحمَه الكثيرة (آ 5 - 7). ثم اعترافٌ يبكي فيه الملك خطيئة ويُقرّ بها. وأخيراً توسّلٌ فيه يتضرّع الخاطئ طالباً الغفران (آ 11 - 13) مع كلام يعبِّر فيه عن ثقته برحمة الله. وتنتهي الصلاة بالمجدلة (آ 14 ي): "لك المجد والمديح والتعظيم".
استندت هذه الترجمة إلى النصّ السريانيّ. وهناك اختلافات في النصّ اليونانيّ كما نشره رالف.
النصّ الأصليّ هو النصّ اليونانيّ كما يقول عددٌ من العلماء، الذين لم يجدوا صلاة منسّى في مخطوط واحد أرامي أو عبري، أو لغة سامية (العبريّة، الأراميّة)، كما يقول آخرون منطلقين من بنية الجملة. ومتى دُوّنت هذه الصلاة؟ بين تدوين كتاب الأخبار (القرن 4 ق م) والديدسكاليا (القرن 3 ب م). ولكن مقابلة مع نصّ دانيال تجعلنا نعتبر أن صلاة منسّى دُوِّنت في القرن الثاني ق.م. أما موطن هذه الصلاة فهو فلسطين، لا مصر (أو الاسكندريّة) لارتباطها بالتعليم اليهوديّ في فلسطين وابتعادها عن تعليم الشتات.
هذه الصلاة هي قريبة من مزامير التوبة، ولا سيّما مز 51 (ق آ 7 ب - 15)، وقريبة من عدد من الكتب المنحولة (يوس 12: 5، 12). وما يلفت النظر هو وجودها في الديدسكاليا، وبشكل خاص في القوانين الرسوليّة التي تعود إلى القرن الرابع، والتي هي كتاب تعليم في الكنيسة بعد مجمع نيقية (325). هذا يعني استعمالها في الكنيسة، بعد أن وُضعت في كتب الأناشيد منذ القرن الخامس.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM