ميخائيل و الملائكة

ميخائيل و الملائكة

12 (1) و حين كنت أتحدّث معه، إذا بملائكة جاؤوا حاملين سلالاً مملوءة زهورًا. فأعطوها لمخائيل. (2) فسألت الملاك: "يا سيّد، من هم وماذا يحملون"؟ فقال لي: "هم الملائكة الموكّلون بالأبرار". (4) فأخذ رئيس الملائكة السلال ورماها في الكأس. (5) فقال لي الملاك: "هذه الزهور هي استحقاقات الأبرار". (6) ورأيت ملائكة آخرين يحملون سلالاً لا فارغة ولا مليئة. جاؤوا في كآبة، وما تجرّأ أن يقتربوا لأنه لم يكن معهم كل المكافآت.
(7) فصاح مخائيل قائلاً: "تعالوا، أنتم أيضًا يا ملائكة، وهاتوا ما حصلتم عليه". (8) وحزن مخائيل حزنًا عظيمًا، كما الملاك الذي يرافقني، لأنهم (= الملائكة) لم يملأووا كؤوسهم.
13 (1) ثم جاء أيضًا ملائكة آخرون يبكون ويندبون ويقولون خائفين: "انظر يا سيّد، كيف أصبحنا متجهمين، لأننا أسلمنا إلى أناس أشرار، ورغبنا بأن لا نتعلّق بهم". (2) فقال مخائيل: "لا تستطيعون أن تبتعدوا عنهم، لئلا يأخذهم العدوّ بشكل نهائي". (3) فقالوا: "نرجوك، يا مخائيل قائدنا، بأن تفصلنا عنهم، لأننا لا نستطيع أن نبقى مع أناس أشرار وجهّال، لأن لا خير فيهم، بل كل أنواع الجور والإثم. (4) ما رأيناهم يدخلون يومًا في جماعة، ولا بين الآباء الروحيين ولا في عمل صالح واحد. ولكنهم يوجدون حيث القتل، في الوسط وحيث الفسق والزنى والسرقة والاغتياب والحلف الكاذب والحسد والسكر والمنازعات والحسد والتذمّر والافتراء وعبادة الأوثان والعرافة وسائر الشرور الشبيهة بهذه، هناك (تجد) صانعي مثل هذه الشرور وأسوأ منها. لهذا نرجوك أن تفصلنا عنهم". (5) فقال مخائيل للملائكة: "اصبروا حتى أعلم من الرب ماذا سوف يحدث".
14 (1) وفي تلك الساعة عينها، ابتعد مخائيل وأغلقت الأبواب. وكانت ضجة شبيهة بالرعد. (2) فسألت الملاك، "ما هذه الضجة"؟ فقال لي: "الآن أغلق مخائيل استحقاقات البشر تجاه الله".
15 (1) وفي تلك الساعة عينها، نزل مخائيل ففُتح الباب. فجاء بالزيت. (2) وملأ بالزيت سلال الملائكة الذين حملوها مليئة، وقال "احملوا وكافئوا مئة ضعف أصدقاءنا والذين تعبوا فأتمّوا الأعمال الصالحة. فالذين زرعوا في الفضيلة، يحصدون أيضًا في الفضيلة". (3) وقال أيضًا للذين حملوا سلالاً ملأى إلى النصف: "تعالوا أنتم أيضًا، وتسلّموا الأجر الذي يقابل ما حملتم وسلّموه إلى بني البشر". (4) ثم قال للذين حملوا سلالاً مليئة وإلى الذين حملوا سلالا ملأى إلى النصف: امضوا وباركوا أصدقاءنا وقولوا لهم: "هكذا يقول الرب: كنتم أمناء في أشياء قليلة، فستوكّلون على أشياء كثيرة، فأدخلوا إلى فرح ربنا".
16 (1) ثم التفت فقال أيضًا للذين لم يحملوا شيئًا: "هكذا تكلّم الرب. لا تتجّهموا. ولا تبكوا ولا تتركوا بني البشر. (2) ولكن بما أنهم أغضبوني بأعمالهم، فامضوا وأغيروهم واغضبوهم وأثيروهم على أمّة ليست بأمّة، على أمّة لا فهم لها. (3) ثم ارسلوا لهم الرف والجراد، اليرقان والجندب، والبرد مع البروق ومع القضب. وعاقبوهم بالسيف والموت، وأبناءهم بالشياطين. (4) لأنهم لم يسمعوا صوتي ولم يحفظوا وصاياي ويعلموا بها، بل احتقروا وصاياي وجماعاتي، وعنفوا على الكهنة الذين أعلنوا لهم كلامي".
عودة باروك إلى الأرض
17 (1) وبعد هذه الخطبة، أغلق الباب فانسحبنا. (2) فأخذني الملاك وأعادني إلى نقطة انطلاقي. (3) فلما عدت إلى نفسي، مجّدت الله الذي اعتبرنا جديرًا بمثل هذه الكرامة. (4) وأنتم أيضًا يا أخوتي، الذين نلتم مثل هذا الوحي، مجّدوا الله أيضًا لكي يمجّدكم هو أيضًا الآن وفي كل آن إلى أبد الآبدين. آمين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM