نص رسالة أخنوخ

نص رسالة أخنوخ
اعلان انتصار البرّ في النهاية
91 (1) "والآن، يا ابني متوشالح، أدعُ إليك جميع إخوانك،
اجمع حولك كل بني أمّك،
لأن صوتاً يناديني، وروحاً حلّ عليّ،
لكي أريك كل ما يحصل
حتى نهاية الأزمنة".
(2) فمضى متوشالح ودعا كل اخوته إلى (أخنوخ) وجميع قرابته. (3) فتوجّه أخنوخ إلى جميع أبناء البرّ فقال:
"اسمعوا، يا أبناء اخنوخ، كلام أبيكم،
وتنبّهوا لما يقوله فمي
لأني أحضّكم وأكلمكم.
يا أحبّائي، أحبّوا الحقّ وسيروا فيه.
(4) لا تقربوه بقلب وقلب
ولا تنضموا إلى الناس ذوي القلبين،
بل اسلكوا في البرّ، يا أولادي
فيقودكم في سواء السبيل
ويكون البرّ رفيقكم.
(5) أعرفُ أن الظلم سيحلّ في الأرض.
ولكن يتمّ عليها عقاب قاسٍ،
فيوضع حدّ لكل جور:
يُقطع من جذوره
ويزول كل بنائه.
(6) ويعود الجور طافحاً على الأرض،
ويتضاعف كل جور وظلم واثم.
(7) ولكن حين تنمو الخطيئة والجور والتجديف والظلم في كل مكان،
حين ينمو الفساد والجرم والنجاسة،
سيأتي من السماء على الجميع عقاب قاسٍ
فيخرج الربّ القدّوس بغضبه وعقابه
ليمارس الدينونة على الأرض.
(8) في ذلك الوقت يُقطع الظلم من جذوره،
والجور والشرّ من تحت السماء.
(9) وتسلّم أصنامُ الأمم كلها
إلى نار محرقة، مع هياكلها.
تُؤخذ من الأرض كلها
وتطرح في عذاب النار
فتهلك في الغضب وحكم الأبد القاسي.
(10) ينهض البار من رقاده
وتقوم الحكمة فتُعطى له.
(18) "فالآن أعلن لكم، يا أبنائي، سوف أريكم طرق البر وطرق الظلم، أريكم من جديد لكي تعرفوا ما سيحصل. (19) فاسمعوا لي الآن يا أبنائي، واسلكوا في طريق البرّ. لا تسيروا في طرق الظلم، لأن الذين يسلكون في سبل العنف يهلكون إلى الأبد".

إعلان جديد لانتصار البرّ
92 (1) هذه رسالة كتبها أخنوخ واعطاها لمتوشالح (ابنه). فأخنوخ هو الذي دوّن جميع حروفها، هو أحكم البشر والمشهور والمختار (بين) أبناء (الأرض).
"إلى جميع أبنائي الذين يسكنون الأرض
وإلى الجيل الأخير الذي يُتمّ البرّ والسلام.
(2) لا يحزن روحكم من الأزمنة
لأن القدوس العظيم أعطى وقتاً لكل شيء.
(3) يقوم البار من رقاده
يقوم ويسلك طرق البرّ
ويوافق طريقُه وسلوكه الفضيلة والنعمة على الدوام.
(4) (الله) يتحنّن على البار ويمنحه البرّ الأبدي.
يمنحه القدرة، في الفضيلة والبرّ،
فيسيرون في النور الابديّ.
(5) ولكن الخطيئة تزول في الظلمة، على الدوام
فلا تُرى بعد، من هذا اليوم وإلى الابد".

رؤيا الاسابيع
93 (1) ثم تفوّه أخنوخ بمثله وبدأ يتكلّم بحسب ما كُتب. (2) قال: "يا أبنائي، هذا ما أردت أن أقول لكم وأعلمكم، أنا أخنوخ، حول أبناء البرّ، حول مختاري الابد، حول غرس الاستقامة، بحسب ما أرتني الرؤية السماويّة، وما علّمتني كلمة الساهرين القدّيسين، وما فهمته من اللويحات السماويّة".
(3) تفوّه اخنوخ بمثله (حسب ما كُتب) فقال:
"وُلدت السابع، في الاسبوع الاول.
ملك البرُّ (والحقّ) حتى جئت أنا.
(4) بعدي، في الاسبوع الثاني،
ازدهر الكذب والعنف.
فكانت التتمّة الأولى،
ولكن نجا انسان (أيضاً).
بعد التتمة نما العنف
ولكن وُضع ناموس للخطأة.
(5) ثم، في الاسبوع الثالث وفي تتمتّه،
اختير انسان كنبتة الدينونة البارة،
وصار نسلُه غرسَ برّ إلى الأبد.
(6) ثم في الاسبوع الرابع وفي تتمته،
تراءى القديسون والابرار
وأعطي لهم ناموس وحظيرة لجميع الاجيال.
(7) ثم في الاسبوع الخامس وفي تتمته،
تأسّس بيت المجد والمُلك إلى الابد.
(8) ثم في الاسبوع السادس، يعمى كل العائشين فيه
وتنسى قلوبهم كلها الحكمة،
ولكن يصعد انسان إلى السماء.
في تتمة (الاسبوع) يُحرق بيت الملك بالنار
ويتشتّت كل نسل الجذر المختار.
(9) ثم في الاسبوع السابع يقوم جيل فاسد:
يفعل الكثير وجميع أفعاله تكون فاسدة
(10) وفي تتمة (الاسبوع)، يختار (الله) الابرار كشهود الحقّ من نبتة البرّ الأبدي، فينالون الحكمة والمعرفة ستة أضعاف.

91 (11) "بهم تقتلع أسسُ الاثم وعمل الكذب في التتمة (= الدينونة).
(12) ثم يأتي اسبوع ثامن، اسبوع البرّ
فيه يُعطى سيف لجميع الأبرار
ليُتمّوا الدينونة العادلة في كل الأشرار
وهؤلاء يُسلمون إلى أيديهم.
(13) في تتمة (الاسبوع) يقتنون أموالاً شرعيّة
ويُبنى القصر الملكي (للاله) العظيم
في عظمة بهائه لجميع الأجيال.
(14) ثم يأتي أسبوع تاسع،
يكشف فيه البرُّ والدينونة العادلة لجميع أبناء الأرض كلها.
كل عمل الأشرار يزول من الأرض
ويُرمى في الهاوية (الابدية)
ويرى كل البشر طرق البرّ الابديّ.
(15) ثم يأتي أسبوع عاشر.
في جزئه السابع تكون دينونة العالم،
زمن الدينونة العظيمة التي تتمّ وسط الملائكة.
(16) تزول السماوات الأولى، فتظهر سماوات جديدة.
كل قوّات السماء تشعّ وتسطع سبع مرات.
(17) ثم (تأتي) اسابيع كثيرة، لا عدّ لها ولا نهاية
تتمّ فيها الفضيلة والبرّ
ولن تُذكر الخطيئة من بعد على الدوام.

من يعرف عمل الله
93 (11) "فمن بين البشر يستطيع أن يعرف، دون أن يرتجف، أقوال (في الحبشيّة: صوت) القدوس؟ من يستطيع أن يعرف فكره؟ أي انسان يستطيع أن يتأمَّل كل عمل السماء؟
(12) "مَن يستطيع أن يتأمّل السماء؟ من يستطيع أن يعرف ما يُصنع فيها؟ أن يرى روحاً أو كائناً روحياً فيكلّمه؟ من صعد ليرى اجنحتها، ليفهمها ويعمل مثلها؟ (13) مَن بين البشر يستطيع أن يعرف طول الأرض وعرضها؟ من بين البشر أراه (الله) قياسات الكون؟ هل يقدر انسان أن يعرف وسع السماء وعلوَّها، إلى أي شيء تستند، وما هو عدد النجوم، وأين ترتاح جميع النيّرات؟

تحريض على البرّ
94 (1) "والآن أقول لكم يا ابنائي، أحبّوا البرّ وسيروا فيه،
لأن طرق البر تجدر (بكم) وتليق.
أما في طرق الجور، فالهلاك والانحدار.
(2) بعضهم، في جيل، تنكشف لهم سبل الظلم والموت
يظلّون عنها بعيدين ولا يتبعونها.
(3) والآن أقول لكم، أيها الأبرار،
لا تسلكوا في طرق الشرّ، طرق الموت.
لا تقربوا منها لئلاّ تهلكوا.
(4) بل أطلبوا لكم البرّ واختاروا الحياة
وسيروا في طرق السلام لتحيوا وتُزهروا.
(5) احفظوه في فكر قلوبكم، فلا تُمحى منه كلمتي.
أعرف أن الخطأة يجرّبون البشر ليحوّلوا الحكمة إلى شرّ.
ليس لها من مسكن، والتجربة لا تتناقص.

ويل للخطأة وتعزية للابرار
(6) ويل للذين يشيّدون الجور والظلم ويوطّدون الغش
لأنه سيُقلبون بقسوة فلا يكون لهم سلام.
(7) ويل للذين ينون بيوتهم بالخطيئة
لأنها ستُقلب من اساساتها.
يسقطون بالسيف.
والذين جمعوا الذهب والفضة يهلكون بعقاب قاسٍ.
(8) ويل لكم، أيها الاغنياء، لأنكم ما ذكرتم العلي في زمن غناكم.
(9) اقترفتم التجديف والجور
فاستحققتم يوم الدم، يوم الظلمة،
يوم الدينونة العظيمة.
(10) هذا ما أقوله لكم، هذا ما أعلنه لكم:
الذي خلقكم يقلبكم
ولا يُشفق أحد على سقوطكم،
ويفرح خالقكم بهلاككم.
(11) وفي ذلك الوقت يثبت الابرار
عاراً للخطأة والكافرين.

95 (1) "من يجعل من عينيّ سحابة مملوءة ماء لأبكي عليكم،
لأذرف دموعي مثل غمام ممطر
وأروِّح عني حزن قلبي؟
(2) من جعل منكم فعَلة البغض والشرّ؟
الدينونة تضربكم، أيها الخطأة.
(3) أيها الابرار لا تخافوا الخطأة
فالرب يجعلهم أيضاً في أيديكم
لتمارسوا عليهم الدينونة كما تشاؤون.
(4) ويل لكم، تعلنون حرماً لا عودة عنه.
فالشفاء بعيد عنكم، بسبب خطاياكم.
(5) ويل لكم، تردّون الشرّ لقريبكم،
ستجازون بحسب أعمالكم.
(6) الويل لكم، يا شهود الكذب
ويا اصحاب الموازين الجائرة
فإنكم تهلكون.
(7) ويل لكم، أيها الخطأة، لأنكم تضطهدون الابرار.
ستُسلمون فيضطهدكم الجور،
ويثقل نيره عليكم.

96 (1) "أثبتوا على الرجاء، أيها الأبرار، فالخطأة يهلكون سريعاً أمامكم
وتتسلّطون عليهم كما تشاؤون.
(2) في يوم عذاب الخطأة، يقوم أطفالكم، ينتصبون كالنسور،
ويكون عشّكم أعلى من عشّ النسور.
تتسلّقون، تلجون إلى شقوق الأرض
في تجاويف الصخور على الدوام.
كالوباء (تهربون) من الاشرار
وعليكم تنبح وتصرخ جنيّات البحر.
(3) لا تخافوا لأنكم تألمتم، فسيكون لكم الشفاء.
نور ساطع يشرق لكم
فتسمعون من السماء الكلمة المريحة.
(4) ويل لكم أيها الخطأة، فغناكم يُظهركم بمظهر الأبرار،
وقلبكم يوبّخكم على الخطيئة.
أيها الاشرار، هذه الكلمة تشهد عليكم، تذكّركم.
(5) ويل لكم يا من تأكلون زهرة الطحين،
يا من تشربون القوّة من رأس النبع
وتدوسون الوضعاء بقدرتكم.
(6) ويل لكم يا من تشربون الماء في كل زمان
سوف تجازَون، تُحرقون، تجفّون،
لأنكم تركتم ينبوع الحياة.
(7) ويل لكم يا فعلة الجور والغش والتجديف
ستكون الردّة لكم رديئة.
(8) ويل لكم، أيها المقتدرون، بقوّتكم تسحقون البار،
فسيأتي عليكم يوم هلاككم.
في ذلك الوقت تأتي للأبرار أيام عديدة وسعيدة، في يوم دينونتكم.

97 (1) "ثقوا، أيها الأبرار، لأن الخطأة آخرتهم العار، ويهلكون في يوم الجور.
(2) وأنتم، أيها الخطأة. سيذكركم العلي لكي يدمّركم،
ويعيد ملائكةُ السماء لدماركم.
(3) ماذا تصنعون أيها الخطأة؟ وإلى اين تهربون في يوم الدينونة هذا
حين تسمعون صلاة الأبرار ترتفع؟
(4) أنتم مثل من قيل فيهم:
"لقد شاركتم الخطأة".
(5) في ذلك الوقت تصل صلاة القدّيسين إلى الربّ،
وتحلّ عليكم أيام دينونتكم.
(6) يقرأون كل خبر غدركم أمام العظيم، القدوس، في حضرتكم،
وكل عمل مشوب بالكفر يُرذل.
(7) الويل لكم أيها الخطأة. أنتم تعيشون وسط البحر وعلى اليابسة.
ستكون عليكم شهادة رديئة.
(8) "الويل لكم يا من تقتنون الذهب والفضة على حساب العدالة وتقولون: "اغتنينا، امتلكنا، اقتنينا الخيرات. امتلكنا كل ما أردنا. (9) والآن لنفعل ما نريد لأننا جمعنا الفضَّة في كنوزنا والثروة في بيوتنا، (10) وهو ينصبّ كالماء". أنتم تضلّون حقاً، وغناكم لا يثبت. بل يُنتزع منكم بسرعة لأنكم اقتنيتموه كله بالجور، وستسلّمون أنتم إلى اللعنة العظمى.

98 (1) "والآن أقسم لكم، أنتم الخطأة، لا الجهّال. سترون الكثير من الغدر على الأرض: (2) رجال يتزّينون كالنساء. يتخضّبون أكثر من الصبايا، بمهابة وروعة على مثال الملاك. سيكون طعامهم الفضة والذهب، فكل هذا سيسيل كالماء (3) بسبب جهلهم ولا تفكيرهم. هكذا تهلكون فتقاسمون مصير كل خيراتكم وكل مجدكم وكل كرامتكم، (وتكونون) للعار والدمار والقتل، وتُطرح أرواحكم في أتون النار المشتعلة.

مسؤولية الانسان
(4) "أقسم لكم أيها الخطأة: ما صار الجبل ولن يصير يوماً خادماً. ولا الهضبة خادمة. كذلك لم ترسل الخطيئة من العلاء على الأرض. بل هم البشر الذين أقاموها بنفوسهم، والذين يقترفونها ينالون لعنة عظيمة. (5) ما أعطيت العبوديّة لامرأة، بل هي لها بفعل يديها. ولم يحدّد أن تكون العبدة عبدة. هذا لا يأتي من العلاء بل من الظلم، وما أعطيت الخطيئة من العلاء بل من التعدّي (على الوصيّة). وما خُلقت امرأة عقيمة. بل عوقبت بالعقم لخطايا شخصيّة وستموت بدون أولاد.

معرفة الله الكاملة
(6) "أقسم لكم ايها الخطأة، بالقدوس والعظيم، ستُكشف كلُّ شروركم في السماء، فلا يبقى عمل مخفياً. (7) لا تظنّوا في نفوسكم، لا تظنّوا في قلوبكم أن العلي لا يعرف شروركم، لا يراها، لا يلاحظها، لم تسجّل لديه. (8) إعلموا منذ الآن أن كل شروركم تسجّلت يوماً بعد يوم، حتى يوم الدينونة.

تهديد للخطأة
(9) "ويل لكم أيها الجهّال لانكم ستهلكون بجنونكم. ما سمعتم للحكماء، فلن يأتيكم خير، والشرّ يمسك بكم. (10) إعلموا الآن أنكم معدّون للدمار. لا تأملوا بالخلاص أيها الخطأة. تعبرون وتموتون ولا تعرفون فداء، لأنكم معدّون ليوم الدينونة العظيمة وضيق يتنامى لأرواحكم.
(11) ويل لكم يا ذوي القلوب القاسية: تصنعون الشرّ وتأكلون الدم. من أين تنالون من الطعام الصالح والشراب، ما يشبعكم؟ أما هو الخير الذي يكثره الرب العليّ على الأرض؟ أما أنتم فلا خلاص لكم.
(12) ويل لكم يا من تقترفون الجور وتسرّون به. لماذا تتصوّرون الآمال الحلوة لكم؟ إعلموا أنكم ستُسلمون إلى أيدي الأبرار فيقطعون رقابَكم ويقتلونكم ولا يشفقون.
(13) ويل لكم يا من تفرحون بعذاب الأبرار، فلا يُحفر قبر لكم.
(14) ويل لكم: لا تحسبون حساباً للأبرار. فلا أمل بالخلاص لكم.
(15) ويل لكم يا من تكتبون كلام الكذب، كلام الغش، وهناك من يكتب ويضلّ بكذبه عدداً من الناس. (16) أما أنتم فتغشّون نفوسكم. لا خلاص لكم. بل تهلكون سريعاً.

99 (1) "ويل لكم: تخلقون الضلال وتنالون المجد والكرامة بأعمال غشّكم. ستهلكون ولا يكون لكم خلاص الخير.
(2) ويل لكم: تشوّهون كلام الحق، تتجاوزون الوصايا الابديّة، وتظنّون أنكم بلا خطيئة. بل ستُبتلعون.
(3) فاستعدّوا أيها الأبرار، وارفعوا صلاتكم ذكرانة وقدّموها شهادة أمام الملائكة فيقدّموا خطايا الاشرار ذكرانة أمام العليّ.
(4) فيضطربون ويقومون يوم يدمّر الجور.
(5) في ذلك الوقت تطرح الامهات، يتركن، يرذلن رضيعهن، والحبالى يجهضن، والمرضعات يتخلّين عن أولادهنّ ولا يلتفتن إلى رضعائهن المعلقين بالثدي، ولن يشفقن.
(6) أقسم لكم أيها الخطأة: ليوم الدم الذي لا ينقطع، أعدّت لكم خطيئة. (7) فالذين يعبدون الحجر، والذين ينحتون صور الفضّة والذهب والخشب والحجر والطين، والذين يعبدون الاشباح والشياطين والارجاس وأرواح الشر، وكل الاوهام، هؤلاء لا لبّ لهم فلا ينالون عوناً البتّة. (8) يتيهون في بلادة قلوبهم. ويضلّون برؤى منالهم.
(9) فأنتم وأعمالكم والكذب الذي صنعتموه ونحتموه في الحجر، ستهلكون معاً.
(10) في ذلك الوقت، طوبى لجميع الذين سمعوا كلام الحكماء وتعلّموه ليُتموا وصايا العلي. يسلكون في طرقه البارّة ولا يضلّون مع الضالين، بل يخلصون.
(11) ويل لكم يا من تنشرون الشرّ على قريبكم، فستُقتلون في مثوى الاموات.
(12) ويل لكم يا من تقيسون الخطيئة والغش. ويل للذين يمتحنون الأرض، فعليها يزولون.
(13) ويل للذين نون بيوتهم دون أن يضعوا يدهم في العمل، الذين يبنون بالحجر واللبن: لا رحمة لهم.
(14) ويل للذين يرذلون أساس وميراث آبائهم الآتي من البعيد، فروح الضلال يلاحقهم، ولا راحة لهم.
(15) ويل لكم: تقترفون الشرّ وتعملون للجور فتقتلون القريب حتى يوم الدينونة العظيمة. (16) (فالله) يسحق مجدكم ويوقظ غضبه عليكم ويهلككم جميعاً بالسيف، فيتذكّر جميع الأبرار (أو: القديسون والابرار) جوركم.

100 (1) "في ذلك الوقت، يتواجه في موضع واحد الآباء والابناء، الاخوة والاخوة، ويسقط منهم عدد كبير فيسيل نهر من دمائهم. (2) لا يتردّد الرجل من أن يرفع يده على ابنه، على حبيبه، ليقتله. ولا الخاطئ على الكريم أو على أخيه، يتقاتلون من السحَر إلى مغرب الشمس. (3) فتجري الخيل حتى صدورها في دم الخطأة، وتغرق المركبات حتى المحاور.
(4) في ذلك اليوم ينزل الملائكة ويلجون إلى الخادع. فيعاقَب كلُّ معاوني الجور في موضع واحد. ويقوم العلي ليدين الجميع دينونة عظيمة.
(5) يعطي جميعَ الابرار وجميع القديسين حرساً من الملائكة القدّيسين فيحفظونهم كحدقة العين إلى أن تزول الشرور والخطيئة، فينام المؤمنون نوم الهناء، ولا يكون من يرعبهم. (6) ويرى الحكماء بين البشر، وأبناء الأرض يفهمون كلام هذه الرسالة، ويعرفون أن غناهم لا يخلّصهم ساعة ينهار الجور.
(7) ويل لكم يا أهل الجور، كل مرّة تسحقون الأبرار في يوم الضغط القاسي، وتجعلونهم في النار. ستدفعون ثمن جرائمكم.
(8) ويل لكم يا قلوباً قاسية: تسهرون لتدبّرون الشرّ: سيمسككم الرعب وليس من يدافع عنكم.
(9) ويل لكم كلكم، أيها الخاطئون، لأقوال فمكم وأعمال يدكم، لأنكم ضللتم عن الأعمال المقدسة. ستحترقون في حرارة لهب أكثر شدّة من النار.
(10) فاعلموا الآن أن (الرب) يستخبر عن أعمالكم لدى الملائكة في السماء، وعن خطيئتكم لدى الشمس والقمر والنجوم، لأنكم على الأرض تحكمون على الأبرار. (11) سيُشهِد عليكم كلَّ الغمام والضباب والندى والمطر. سوف تُحرمون منها بسبب خطاياكم. (12) فقرّبوا التقادم للمطر والندى والغمام والضباب لئلاّ تُمنع من النزول عليكم. وادفعوا لها الذهب ثمناً لتنزل عليكم. (13) وحين يسقط عليكم الثلج والجليد والصقيع، وحين تجلدكم الرياح القارسة، لن تستطيعوا أن تحتملوا البرد وعضّاته.

حضّ على مخافة الله
101 (1) "فاعتبروا أيها البشر أعمال العلي، ولا تعملوا الشرّ أمامه.
(2) حين يقفل نوافذ السماء ويمنع الندى والمطر من أن ينزل عليكم، ماذا تصنعون؟ (3) وحين يُسدل غضبه عليكم وعلى أعمالكم، ألا تتوسّلون إليه؟ لماذا تحبّون الأقوال المترفّعة القاسية ضد جلاله؟
(4) "أنظروا الربابنة في البحر: تحرّك الأمواج والعاصفة سفينتهم. (5) إن تضايقوا خافوا كلهم، فرموا جميع أمتعتهم وخيراتهم في البحر، ويخافون في نفوسهم أن يبتلعهم البحر ويهلكهم في بطنه. فالبحر كله بجميع مياهه أما هو عمل العليّ؟ هو الذي ثبّت حدوده، وحبسه وسجنه في الرمل. حين يُرعد، تخاف الأمواج وتجفّ، ويهلك السمك مع كل ما في (البحر). وأنتم أيها الأثمة الذين على الأرض، ألا تخافونه؟ (6) أما هو الذي صنع السماوات والأرض وكل ما فيها؟ أما هو الذي أعطى المعرفة للذين يتحرّكون على الأرض وعلى البحر؟ الربابنة يخافون البحر، والاثمة ألا يخافون الله؟!

102 (1) "وحين يرسل (الله) عليكم إعصار النار الذي يحرقكم، أين تهربون للنجاة؟ وحين يُرعد بصوته عليكم، أما ترتعشون وترتعبون من هذا الضجيج العظيم؟ (2) النيّرات كلها ترتعد خوفاً، والأرض كلها تهتزّ مرتاعة مضطربة. (3) يقوم الملائكة بواجبهم وتبدو النيّرات مضطربة مرتعدة، وكل أبناء الأرض، وأنتم أيها الخطأة تكونون ملعونين إلى الابد. لن يكون خلاص لكم.

المجازاة بعد الموت
(4) "تشجعي يا نفوس الأبرار الراقدين، الابرار والامناء.
(5) لا تحزنوا لأن نفوسكم نزلت في الحزن إلى الشيول ولأن جسدكم البشري لم يحصل خلال حياتكم على مكافأة تقواكم. فالأيام التي عشتموها كانت أيام الخاطئين، أيام الملعونين على الأرض.
(6) عند موتكم يقول الخطأة: "سقط الامناء في يد القدر. فماذا بقي لهم من أعمالهم؟ ماتوا مثلنا. (7) ماتوا مثلنا في الحزن والظلمة. فما هو فضلهم علينا؟ ليقوموا الآن وينجوا فيرونا نأكل حسناً ونشرب حتّى نهاية العالم. (9) فلنأكل ونشرب ونجمع ونخطأ ونسلب ونمتلك ونرى أياماً سعيدة! (10) والذين يحسبون نفوسهم ابراراً: أي سقطة سقطتهم! لم يُوجد فيهم برٌّ حتى موتهم. (11) ماتوا فكأنهم ما وُجدوا. ونزلت نفوسهم حزينة إلى الشيول".

103 (1) "ولكن في الواقع أقسم لكم، أيها الابرار، بمجد الله العظيم المهيب والملك القدير، أقسم لكم بعظمته. (2) أفهم هذا السرّ. فقد قرأت في اللويحات السماويّة ورأيت الكتابة التي لا تُخطئ، وقرأت كل ما كُتب فيها ودوِّن في شأنكم. (3) وهو أن الخيرات والسعادة والكرامة معدّة ومسجّلة لنفوس الراقدين الأمناء. (4) يكونون في الفرح، ولا تهلك أرواحهم كما لا تهلك ذكراهم أمام العظيم لكل أجيال الدهور. فلا تخافوا اذن شتائمهم.
(5) أما أنتم أيها الخطأة الراقدون، فيقال عنكم في موتكم: "(كان) الخطأة سعداء جميع الأيام التي رأوها في حياتهم. (6) ماتوا محاطين بالاكرام ولم يعرفوا دينونة خلال حياتهم".
(7) فاعلموا أن نفوسكم تنزل إلى الشيول (= مثوى الاموات) وتكون هناك في ضيق عظيم، (8) في الظلمة، في القيود، في نار محرقة، وتحتمل عذاباً قاسياً لجميع أجيال العالم. الويل لكم! لا خلاص لكم.
(9) يا أبرار، ويا جميع الذين عاشوا في القداسة، لا تقولوا: "تألّمنا في زمن الظلم، وتحمّلنا الخسارة، وقُتلنا، وما وجدنا من يدافع عنا".
(10) "سُحقنا، تلاشينا، يئسنا من رؤية الخلاص في يوم من الأيام. (11) رجونا أن نكون الرأس، وها قد صرنا الذنَب. تعبنا في عملنا وما استفدنا من ثماره. كنّا فريسة الخطأة وثقل نيرُ الأشرار علينا".
(12) "تسلّط أعداؤنا فنخسونا (كالثيران) وأحاطوا بنا.
(13) "حاولنا أن نفلت منهم لنستعيد نفسنا ونرتاح، ولكننا ما وجدنا ملجأ ولا موضع خلاص لا تصل إليهم يدهم. (14) في عذابنا اتهمناهم لدى الملائكة، وصرخنا على الذين يرهقوننا ويعنّفوننا، ولكنهم لم يقبلوا مطالباتنا ورفضوا حتى أن يسمعوا صوتنا.
(15) "ما دافعوا عنا، وما وجدوا شراً في الذين يعنّفوننا ويفترسوننا، بل ساندوا علينا الذين يقتلوننا ويفنوننا، وما ندّدوا بالقتل الذي نحتمله، وما ذكروا خطايا الخطأة".

104 (1) "أقسم لكم أن الملائكة في السماء يذكرونكم ذكراً طيباً أمام مجد العظيم، أن أسماءكم مكتوبة أمام مجد العظيم. (2) فتشجعّوا لأنكم جاهدتم في الشدّة والمضايق. ستشعّون مثل نيّرات السماء، وتنفتح لكم نوافذ السماء. (3) سُمع صراخكم، والعدالة التي تطالبون بها ستتجلّى ضدّ كل من شارك في مضايقتكم، كل من عمل مع الذين اضطهدوكم وافترسوكم.
(4) ترجّوا. لا تفقدوا كل أمل، فسيكون لكم فرح عظيم يشبه فرح الملائكة في السماء. (5) لا تخافوا الشقاء في يوم الدينونة العظيمة. فلن تكونوا شبيهين بالخطأة. أما أنتم أيها الخطأة فسوف تتعذّبون، وتخرج منكم دينونة أبديّة لجميع أجيال الدهور.
(6) لا تخافوا أيها الأبرار حين ترون الخطأة ينجحون ويُزهرون. لا تكونوا شركاءهم. بل ابتعدوا عن كل شرورهم، لأنكم ستُضَّمون إلى (ملائكة) السماء الصالحين.
(7) ولا تقولوا، أيها الخطأة، إن خطاياكم لن يُبحث عنها ولن تسجَّل. فجميع خطاياكم مسجّلة في كل الأيام. (8) والآن أقول لكم إن النور والظلمة، والنهار والليل، تشاهد جميع خطاياكم. (9) فلا تضلّوا في قلوبكم، ولا تكذبوا، ولا تحوّلوا كلام الحقيقة، ولا تنطقوا بالكذب على كلام القدوس، ولا تمجّدوا أصنامكم، لأن كل كذب وكل ضلال لا يقودان إلى البرّ، بل إلى خطيئة عظيمة.

الكتب الصادقة والكتب الكاذبة
(10) "والآن أقول لكم هذا السر: إن الخطأة يحوّلون كلام الحقّ ويعيدون كتابته. يبدّلون أكثره، ويكذبون ويخترعون تخيّلات هائلة ويدوّنون كتباً (مقدسة) باسمهم. (11) يا ليتهم كتبوا فقط باسمهم جميع أقوالي بأمانة، فما ألغوها ولا حرّفوها، بل دوّنوا بأمانة، الشهادات التي نقلتها إليهم! (12) وأعرف أيضاً سراً ثانياً: إن الابرار والقدّيسين والحكماء يتقبلّون كتبي ويفرحون بالحقّ. (13) يتقبَّلون الكتب ويثقون بها ويفرحون، ويتهلّل جميع الأبرار حين يتعلّمون فيها كل طرق الحقّ.

105 (1) "في ذلك الوقت، يقول الرب، يتوجّهون إلى أبناء الأرض ويعلّمونهم حكمتهم". بيّنوا لهم أنكم مدبّروهم وأن لهم جزاء على كل الأرض، وأني انا وابني نتّحد بهم على الدوام في طريق الحقّ، خلال حياتهم، فيكون لكم السلام. إفرحوا يا أبناء الحق، آمين".

مولد نوح
106 (1) بعد ذلك الوقت بقليل، أخذتُ امرأة لابني متوشالح، فولدت ابناً سمّته لامك. حتى ذلك اليوم، نقص البرّ. ولما صار شاباً تزوّج، (2) فولدت له امرأته ابناً. حين وُلد الولد، كان جسمه أشدّ بياضاً من الثلج وأشدّ احمراراً من الورد. وكان شعره كله أبيض مثل ندف الصوف، مجعّداً رائعاً. وحين فتح عينيه، شعّ البيت كالشمس. (3) نهض من يد القابلة، ففتح فمه وبارك الرب. (4) فخاف لامك وهرب وذهب إلى متوشالح أبيه وقال له: (5) "ولد لي ولد غريب. هو لا يشبه البشر بل أبناء ملائكة السماء. مظهره خاص، ويختلف عنا. عيناه كشعاع الشمس ووجهه مضيء. (6) أظنّ أنه ليس منّي بل من ملاك، وأخاف أن يحدث شيء على الأرض خلال حياته، (7) استحلفك يا أبي، إذهب إلى أخنوخ أبينا واسأله، واسمع منه الحقيقة، لأنه يقيم مع الملائكة". (8) حين سمع متوشالح ابنه، جاء إليّ (10) في أطراف الأرض حيث علم أني كنت وقال لي: "إسمع صوتي يا أبي، وتعال إليّ". سمعت صوته، وذهبت إليه وقلت له: "ها أنا يا ابني. لماذا أتيت إليّ"؟ (9) أجابني: "ضرورة خطيرة قادتني إلى هنا يا أبي. (10) فقد وُلد لابني لامك ولدٌ لا يشبه منظره ووجهه ما عند البشر. له لون أشدّ بياضاً من الثلج وأشدّ احمراراً من الورد. شعر رأسه أشدّ بياضاً من ندف الصوف، وعيناه تشبهان الشمس. (11) نهض من يد القابلة وفتح فمه وبارك رب الأبد. (12) فخاف ابني لامك وهرب إليّ. وهو يظنّ أن هذا ليس ابنَه بل (ابن الملائكة)، وها أنا جئت إليك لتعرّفني الحقيقة التي هي في يدك". (13) فأجبته: "إن الرب سيقيم على الأرض ترتيباً جديداً. هذا ما رأيته يا ابني وهذا ما شرحته لك. في جيل يارد أبي، تجاوز (الملائكة) كلمة الرب واحتقروا ترتيب السماء. (14) خطئوا، تعدّوا على الاخلاق، فتزوّجوا نساء وخطئوا معهنّ. تزوجوهنّ (17 أ) فوُلد لهم كائنات بشرية لا تشبه الأرواح (15) فحلّ بالأرض غضب عظيم، طوفان، نكبة عظيمة، خلال سنة. (16) وهذا الطفل الذي وُلد الآن سينجو، وينجو معه أولاده الثلاثة حين يهلك سكان الأرض. (17 ب) وهو يشفي الأرض من الضربة التي أصابتها. (18) والآن، قل للامك، "هو ابنك شرعاً وحقاً. سمّه "نوح"، لأنه هو ما يبقى منك حين تدخل الراحة، وأبناؤه يفلتون من دمار الأرض وكل خطاياها، ومن كل جور يتمّ على الأرض في زمانه".
(19) "بعد هذا لن يعود جور على الأرض كما من قبل. فأنا اعرف أسرار القديسين، لأن القديسين (حاشية حبشيّة: الرب) أروني إياها وكشفوها، وقرأتها في اللويحات السماوية.

107 (1) "نظرتُ ما كُتب فيها: تزداد الأجيال سوءاً، وهذا ما رأيته، حتى قيام جيل البرّ. (عند ذاك) يتوقّف الاثم والخطيئة، ويُنفى الجور عن الأرض، ويحلّ الخير. (2) والآن يا ابني، إذهب وأعلم ابنك لامك أن هذا الطفل الذي وُلد الآن هو شرعاً وحقاً ابنه". فلما سمع متوشالح أقوال أخنوخ أبيه، الذي علّمه سراً، عاد ونقلها. سمّى (لامك) الطفل "نوح"، الذي يعزّي الأرض من دمارها. رسالة أخنوخ.

كلام أخنوخ الأخير لابنه
108 (1) هذه رسالة ثانية بعثها أخنوخ لابنه متوشالح ونسله الذين يحفظون ترتيب نهاية الأزمنة. (2) يا من صنعتم الخير، استمرّوا فيه لذلك الوقت، حتى يفنى صانعو الشرّ وتفنى قوّة الكافرين. (3) فاستمروا حتى زوال الخطيئة لأن اسم (الخطأة) يجب أن يُمحى من كتاب الحياة وكتب القديسين. نسلهم سيدمّر على الدوام وأرواحهم تبيد. يصرخون، ينتحبون في بريّة خاوية وفي نار مشتعلة، لأنه لم يعد للأرض من وجود. (4) ورأيت هناك مثل غمامة لا حدود لها وعميقة جداً، بحيث ما استطعت النظر إلى فوق. رأيت شعلة تتقّد وتسطع، وجبالاً ملتهبة تدور وتتحرّك في كل اتجاه.
(5) فسألت أحد الملائكة القديسين، الذي كان يرافقني: "ما هذه الشرارة؟ ليست هي السماء. فأنت تجد ناراً مشتعلة وبكاء ونحيباً وعذاباً كثيراً". (6) فقال لي: "هذا الموضع الذي ترى، ستُرمى فيه أرواح الخطأة والأشرار والذين يصنعون السوء ويحرّفون كل ما قاله الربّ بفم الأنبياء، كل ما سيحصل. (7) فبعض هذه (الأحداث) مسجَّل ومحفور في الأعالي، في السماء، بحيث يقرأه الملائكة ويعرفون ما سيحصل للخطأة، وما يحصل لأرواح المتواضعين، والذين تألّموا في جسدهم فكافأهم الله، أو عيّرهم الاشرار. (8) والذين يحبّون الله وما أحبّوا الفضة والذهب وجميع خيرات هذا العالم، بل أسلموا جسدهم للتعب، (9) والذين في كل حياتهم لم يطلبوا طعام الأرض، بل اعتبروا دوماً حياتهم نسمة عابرة. امتحنهم الربّ كثيراً ولكن أرواحهم وُجدت نقيّة فباركت اسمه".

مواعيد الله الأخيرة
(10) قلت في كتاباتي كل البركة والجزاء المعدَّين لهم، لأنهم فضّلوا السماء على حياتهم في هذا العالم، مع أن الأشرار سحقوهم وجعلوهم يقاسون الخزي والعار، وأكثروا لهم من الشتائم وهم يباركونهم. (11) والآن أدعو أرواح فضلاء جبل النور، وأحوِّل أولئك الذين وُلدوا في الظلمة (12) وأولئك الذين أحبوا اسمي القدوس وأجلس كلَّ واحد منهم على كرسيّ المجد. (13) فيشعّون لأزمنة لا عدّ لها، لأن دينونة الله عادلة وتمنح الثقة للامناء في موضع طرق الاستقامة. (14) ويرون الذين وُلدوا في الظلمة يُطرحون في الظلمة. ساعة يشعّ الابرار (15) يبكي الخطأة ويرونهم يشعّون أمامهم فيذهبون حيث سُجّلت لهم بالكتابة الايام والأزمنة.
رؤية أخنوخ الجليانيّة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM