نص كتاب النيرات

نص كتاب النيرات

مقدّمة
72 (1) مقال دوران النيّرات السماوية، كل حسب فئته وسلطانه وزمانه واسمه ومكان شروقه وأشهره التي أراني الملاك القديس أورئيل. رفيقي ودليلي. كل المقال المتعلّق بها، يوافق ما أراني (ويسري) لجميع سنين العالم، على الدوام، إلى أن يتمّ العملُ الجديد الذي يدوم إلى الأبد.

ناموس الشمس
(2) هذا اول ناموس النيّرات، ناموس النيّر الشمس. شروقها على أبواب السماء المحدّدة من جهة المشرق، وغروبها عند أبواب السماء الغربيّة. (3) رأيت ستة أبواب حيث تشرق الشمس، وستة أبواب حيث تغرب الشمس. يُشرق القمر ويغرب في هذه الأبواب وقوّاد الكواكب مع ما تقود. هناك ستة في المشرق وستّة في المغرب، الواحد وراء الآخر في نظام وترتيب. هناك نوافذ عديدة عن يمين وشمال هذه الأبواب.
(4) النيّر الاكبر يُسمّى الشمس. يشرق الأول. مداره يشبه مدار السماء وهو مليء بنار تضيء وتحرق. (5) تنفخ الريح على مركبة يصعدها. عند غيابه، تترك الشمس السماء في الغرب وتعود إلى الشرق من جهة الشمال. هي تقاد بحيث تعود إلى بابها لتشرق (من جديد) على وجه السماء.
(6) فتخرج في اليوم الأول بباب كبير هو الرابع بين أبواب المشرق الستّة. (7) هذا الباب الرابع (الذي فيه تخرج الشمس في الشهر الأول) له اثنتا عشرة نافذة مفتوحة تخرج منها شعلة حين تُفتح في وقتها. (8) حين تشرق الشمس في السماء، تخرج بهذا الباب الرابع إلى ثلاثين صباحاً، وتنزل بالباب الرابع الغربيّ بشكل منتظم. (9) في ذلك الوقت، تطول النهارات وتقصر الليالي خلال ثلاثين صباحاً. (10) في هذا الزمن، يكون النهار أطول من الليل بتسع (نهار). يعدّ النهار بالضبط عشر حصص، مقابل ثماني حصص لليل، بالضبط. (11) تخرج الشمس بهذا الباب الرابع وتغيب بالرابع (من جهة الغرب)، ولكنها تعود إلى الباب الخامس في الشرق. وعلى ثلاثين صباحاً تخرج بهذا الباب وتغيب في الباب الخامس (من جهة الغرب). (12) عند ذاك يكون النهار أطول بحصتين: يعدّ إحدى عشرة حصّة، بينما يقصر الليل ويعدّ سبع حصص.
(13) ثم تعود إلى المشرق وتدخل بالباب السادس. تخرج وتغيب في الباب السادس (الغربي) لواحد وثلاثين صباحاً بموجب علامة هذا الباب. (14) في هذا الزمن يكون النهار أطول من الليل، يكون ضعفه: يعدّ النهار اثنتي عشرة حصّة. والليل يقصر فيصبح ست حصص.
(15) ثم ترتفع الشمس بحيث يقصر النهار ويطول الليل. تعود إلى الشرق، تدخل بالباب السادس، تُشرق وتغيب لثلاثين صباحاً. (16) وبعد ثلاثين صباحاً يقصر النهار حصة واحدة بالضبط: يعدّ النهار احدى عشرة حصّة والليل سبع حصص.
(17) وبعد أن تترك الشمسُ المغرب بالباب السادس، تذهب إلى الشرق وتشرق من هناك بالباب الخامس لثلاثين صباحاً، وتغيب في الغرب أيضاً بالباب الخامس.
(18) في هذا الزمن يقصرُ النهارُ حصّتين: يعدّ عشر حصص والليل ثماني حصص.
(19) تخرج الشمس بهذا الباب الخامس وتغيب بالباب الخامس في الغرب، ولكنها تشرق بالباب الرابع بمقتضى علامات هذا الباب لواحد وثلاثين صباحاً، وتغيب في الغرب.
(20) في هذا الزمن يتساوى الليل والنهار: يعدّ النهار تسع حصص والليل أيضاً.
(21) وبعد أن تخرج الشمس بهذا الباب وتغيب في الغرب، تذهب إلى الشرق وتخرج فيه بالباب الثالث لثلاثين صباحاً، وتغيب أيضاً في الغرب بالباب الثالث.
(22) في هذا الزمن، يُصبح الليل أطول من النهار. تطول الليالي وتقصر النهارات خلال ثلاثين صباحاً، يكون لليل عشر حصص بالضبط وللنهار ثماني حصص.
(23) تخرج الشمس بهذا الباب الثالث وتغيب بالباب الثالث في الغرب. ولكل عندما تعود إلى الشرق، تخرج بالباب الثاني من الشرق لثلاثين صباحاً. وتغيب أيضاً بالباب الثاني في غرب السماء. (24) في هذا الزمن، يعدّ الليل إحدى عشرة حصّة والنهار سبع حصص.
(25) في هذا الزمن، تخرج الشمس بهذا الباب الثاني وتغيب أيضاً في الغرب بالباب الثاني. ثم تعود إلى الشرق، إلى الباب الاول، لواحد وثلاثين صباحاً، وتغيب بالباب الأول في غرب السماء. (26) في هذا الزمن يطول الليل فيصير ضعف النهار: يعد الليل اثنتي عشرة حصّة بالضبط والنهار ست حصص.
(27) وبعد أن تكمل الشمس شروقاتها تعود الآن إليها. تدخل بهذا الباب خلال ثلاثين صباحاً وتغيب في الغرب بالباب الذي يقابله. (28) في هذا الزمن، نقص الليل تِسع طوله: صار الليل إحدى عشرة حصّة والنهار سبع حصص.
(29) وحين تعود الشمس تدخل بالباب الثاني من الشرق. خلال ثلاثين صباحاً، تشرق وتغيب. (30) في هذا الزمن ينقص الليل: يعدّ عشر حصص والنهار ثماني حصص.
(31) في هذا الزمن، تخرج الشمس بهذا الباب الثاني، تغيب في الغرب وتعود إلى الشرق، تشرق بالباب الثالث لواحد وثلاثين صباحاً وتغيب في غرب السماء. (32) في هذا الزمن، يقصر الليل فيعدّ تسع حصص والنهار تسع حصص. يتساوى الليل مع النهار.
تعدّ السنة بالضبط ثلاث مئة واربعة وستين يوماً. (33) يختلف طول النهارات والليالي وقصرها بخلاف مسيرة الشمس (34) لهذا تطول النهارات وتقصر الليالي.
(35) ذاك هو ناموس الشمس ومسيرته وعودته، حين يدخل ويخرج هذا النيّر العظيم المسمّى شمساً ستين مرة (بكل من ستة أبواب المشرق والمغرب) فهذا إلى الأبد. (36) ما يخرج هو هذا النيّر العظيم الذي سميّ حسب مظهره كما أمر الربّ. (37) هكذا يخرج وهكذا يدخل: لا ينقص ولا يرتاح، بل يدور نهاراً وليلاً. ضوؤه سبعة أضعاف ضوء الشمس، ولكن قياسات النيرين متساوية.

أوجه القمر
73 (1) بعد هذا الناموس رأيت ناموساً ثانياً للنيّر الصغير المسمّى قمراً. (2) مداره يشبه مدار الشمس. تنفخ الريح على المركبة التي تقلّه، ولكن النور محدّد له. (3) كل صباح يبدّل موضع شروقه وغروبه، وأيامه تشبه أيام الشمس. حين يتوزّع نوره بالتساوي يكون سبع نور الشمس. (4) وإليك كيف يشرق: بدؤه هو أول ما يظهر من جهة الشرق في اليوم الثلاثين. في هذا الزمن يصبح منظوراً، وهذا ما يعينكم لتحسبوا بداية الشهر، اليوم الثلاثين. (يخرج) مع الشمس إلى باب خروج الشمس. (5) (أو) يظهر سبع ربعه إذ يكون القرص القمري كله محروماً من النور إلا من سبع الربع، أي جزء من أربعة عشر من النور كله. (6) ويوم يأخذ سبع ربع الضوء، يصبح نوره سبعاً ونصفاً (من الضوء كله). (7) (أو) يغيب مع الشمس ويشرق معها فلا يأخذ إلا نصف جزء من النور في تلك الليلة، عند شروقها في بداية يوم قمريّ، ويغيب مع الشمس. تظلّ تلك الليلة مظلمة لستة أسباع ونصف سبع (من الربع). (8) في هذا الزمن، يطلع (مع) سبع (الربع) بالضبط ويغيب من الشرق. وفي سائر الأيام، يستنير (على التوالي) بستة (مع) سبعة أجزاء.

دور الاشهر
74 (1) ورأيت دوراً آخر والناموس الذي يسوسه. بمقتضى هذا الناموس، يتمّ (القمر) دورَ الشهور. (2) أراني كلَّ هذه الملاك القديس اورئيل الذي هو دليلهم كلهم. صوّرت موقعه كما أراني، وشهوره كما هي، ومنظر نوره إلى أن يتمّ اليوم الخامس عشر.
(3) بأسباع يتمّ القمر إشعاعَه في نموّه، وبأسباع يتمّ إظلامه في انحطاطه. (4) في أشهر محدّدة يبدّل غروبه، وفي أشهر محدّدة يسيرُ مراحلَه الخاصة الواحدة بعد الأخرى. (5) خلال شهرين يغيب مع الشمس بالبابين الوسطيين، الباب الثالث والباب الرابع. (6) ويخرج خلال سبعة أيام، فيدور ويعود بباب خروج الشمس، ويكمّل إشعاعه، ثم يميل بعيداً عن الشمس ويدخل خلال ثمانية أيام بالباب السادس لخروج الشمس. (7) حين تخرج الشمس بالباب الرابع، يخرج (القمر) خلال سبعة أيام إلى أن يخرج بالخامس ويعود أيضاً خلال سبعة أيام بالباب الرابع فيتمّ إشعاعه. يميل ويدخل بالباب الأول خلال ثمانية أيام. (8) ويعود أيضاً خلال سبعة أيام بالباب الرابع لخروج الشمس. (9) وهكذا رأيت مواقع الاقمار وكيف تشرق وكيف تغيب الشمس في هذا الزمن.

السنة الشمسيّة والسنة القمريّة
(10) فاذا جمعنا خمس سنوات، تربح الشمس ثلاثين يوماً (على خمس سنوات قمريّة)، وكل يوم (يُضاف) يعود إلى كل هذه السنوات الخمس: (11) فالأيام المضافة للشمس والكواكب هي ستة أيام. وهكذا، فخصر سنوات بستة أيام تساوي ثلاثين يوماً. هذا هو نقص القمر بالنسبة إلى الشمس والكواكب.
(12) يخرج من الشمس والكواكب سنوات مضبوطة، توافق كل الموافقة موقعها، إلى الابد، دون أن تتقدّم أو تتأخر يوماً واحداً. يغيّرون السنة بدقّة دقيقة. في كل سنة 364 يوماً. (13) وفي ثلاث سنوات 1092 يوماً. وفي خمس سنوات 1082 يوماً. (14) وللقمر وحده أيامُ ثلاث سنوات تساوي 1062 يوماً. ولخَمس سنوات يخسر القمر (بالنسبة إلى الشمس) خمسين يوماً، لأننا نزيد على المجموع 1062 يوماً. (15) خمس سنوات (قمريّة) تساوي 1770 يوماً، وثماني سنوات قمريّة تعدّ 2832 يوماً. (16) بما أنه نقص ثمانون يوماً لثماني سنوات، فمجموع الأيام الناقصة على ثماني سنوات هو ثمانون يوماً.
(17) تتمّ السنة بشكل منتظم حسب الترتيب الأبديّ (للكواكب) وموقع الشمس. تشرق (الكواكب) بأبواب تسلكها الشمس ثلاثين يوماً لكي تشرق وتغيب.

الأيام الأربعة المضافة
75 (1) إن الذين يسوسون رؤساء ألف من الموكّلين على كل الخليقة وكل الكواكب، والأيام الأربعة المضافة، لا يتخلّون عن نشاطهم حسب الكلندار. فيقومون بوظيفتهم أيضاً خلال هذه الأيام الأربعة التي لا يُدخلونها في الكلندار (2) والتي بسببها يضلّ البشر. فهذه النيّرات تعمل بشكل منتظم للترتيب الأبديّ: واحد للباب الاول، وآخر لباب السماء الثالث. واحد للباب الرابع وآخر للباب السادس. ويتمّ الترتيب الأبدي بكل من هذه الأبواب الثلاثمئة وخمسة وستين.
(3) العلامات والأزمنة، السنوات والأيام، قد أراني اياها اورئيل، الملاك الذي أوكله الرب على الدوام، على النيّرات السماويّة في السماوات، لكي تكون الشمس والقمر والكواكب وكل الخلائق (العبدة التي تدور حول المركبات السماويّة على وجه السماء) منظورة على الأرض، فتدلّ على النهار والليل.

المركبات السماويّة
(4) وأراني أورئيل أيضاً اثني عشر باباً مفتوحاً في مدار المركبة في السماء. بها تخرج شعاعات الشمس فتنتشر الحرارة على الأرض، حين تُفتح، في الأزمنة المحدّدة لها. (5) (ونقول الشيء عينه) عن الرياح وروح الندى، حين تُفتح الأبواب في السماء، في أطراف (6) حين تُفتح في السماء، في أطراف الأرض، الأبواب الاثنا عشر التي بها تخرج الشمس والقمر والكواكب وجميع الأجسام السماويّة في الشرق وفي الغرب. (7) هناك عدّة نوافذ مفتوحة عن اليمين وعن اليسار، وكل نافذة تنشر الحرارة في زمنها، حسب الأبواب التي تسلكها الكواكب لتخرج بحسب الأمر الذي تلقّته، ولتغيب حسب رقمها. (8) رأيت المركبات السماويّة تجول العالم فوق هذه الأبواب. معها تقوم الكواكب الساهرة بدورتها. (9) هناك مركبة أكبر من سائر المركبات: هي تقوم بدورتها حول العالم كله.

أبواب الرياح
76 (1) ورأيت في أطراف الأرض اثني عشر باباً مفتوحاً لجميع الرياح: بها تخرج الرياح التي تهبّ على الأرض. (2) ثلاثة منها تنفتح شرقي السماء، وثلاثة غربيها. ثلاثة على اليمين وثلاثة على اليسار. (3) فالثلاثة الأولى هي من جهة الشرق، والثلاثة التالية من جهة الشمال، وثلاثة من جهة الجنوب، وثلاثة من جهة الغرب. (4) بأربع من هذه الأبواب تخرج الرياح ومهمتها تنقية الأرض وإحياؤها. وبالابواب الثمانية (الاخرى)، (تخرج) رياح العقاب: حين تُرسَل تدمّر الأرض كلها، المياه وكل ما فيها، ما ينمو، ما يزهر ويتكاثر في المياه وعلى اليابسة.
(5) الريح الأولى، وتسمَّى الشرقية، تخرج بأول هذه الأبواب الذي هو من جهة الشرق، وتميل إلى الجنوب. يصدر عنها الخراب والقحط والحرّ والدمار. (6) بالباب الثاني الذي في الوسط، تخرج الريح الشرقيّة الشرقيّة. يصدر عنها المطر والإنبات والراحة والندى. بالباب الرابع (تخرج الريح) الشمالية الشرقيّة، القريبة من (الريح) الشمالية. يصدر عنها البرد والجفاف.
(7) ثم رياح جهة الجنوب تخرج بثلاثة أبواب. بأول هذه الأبواب، تميل إلى الشرق فتخرج أولاً ريحٌ حارّة. (8) وبالباب القريب، باب الوسط، تخرج (ما يسمّى) الريح الجنوبيّة والندى والمطر والراحة والحياة. (9) بالباب الثالث الذي من جهة الغرب، يخرج الندى والمطر والجراد والخراب.
(10) ثم رياح جهة الشمال المسمّى "بحر". بالباب السابع الذي هو من جهة الشرق... يصدر منه الندى والمطر والجراد والخراب. (11) من باب الوسط تخرج حالاً الحياة والمطر والندى والراحة. بالباب الثالث الذي من جهة الغرب... يخرج منه الضباب والجليد والثلج والمطر والندى والجراد.
(12) ثم رياح جهة الغرب. بالباب الاول الذي من جهة الشمال... ويصدر عنه الندى والجليد والبَرد والثلج والصقيع. (13) من باب الوسط يخرج الندى والمطر والراحة والبركة. بالباب الاخير الذي من جهة الجنوب... يخرج منه الجفاف والخراب والحرّ والدمار.
(14) تمّت الابواب الاثنا عشر لرياح السماء الأربع. تسلّمتُ (اللائحة) كاملة مع الشرح، وأريتك أياها يا ابني متوشالح.

الجهات الأربع
77 (1) تسمَّى الجهة الأولى "الشرق" لأنّها الأولى. ويُسمّى الجنوب (اختلافة: الثانية) "جنوباً" لأن هناك يقيم العلي ويرتاح أن ينزل ذاك الذي هو مبارك على الدوام. (2) والجهة الاخرى تسمّى "الغرب" لأن كواكب السماء تذهب إليها، فهناك تغيب وإلى هناك تدخل جميع الكواكب. لهذا يُسمّى "الغرب". (3) ويسمّى الشمال "شمالاً" لأنه فيه تختبئ وتجتمع وتدور كل سفن السماء لتمضي إلى مشرق السماء. ويُسمّى المشرق "مشرقاً" لأن من هنا تقوم الأجسام السماويّة، ويُسمّى "شرقاً" لأنها من هناك تشعّ. تنقسم الأرض إلى ثلاث مناطق: واحدة منها في مقام البشر. وواحدة منها... للبراري... والبحار والغمار والغابات والانهر والظلام والضباب. والمنطقة الثالثة لفردوس البرّ.

الجبال والانهر والجزر
(4) ورأيت سبعة جبال أعلى من جميع جبال الأرض. عليها ينزل الثلج. ومنها يخرج الجليد وتمرّ الأيام والأزمنة والسنين.
(5) ورأيت سبعة أنهار على الأرض، أكبر من سائر الأنهار. وواحد منها يخرج من الغرب ويصبّ مياهه في البحر العظيم. (6) واثنان يخرجان من الشمال حتى البحر ويصبّان مياههما في بحر الاحمر من الشرق. (7) والأربعة الاخيرة تخرج من جهة الشمال إلى البحر: (اثنان) إلى البحر الأحمر، واثنان في البحر العظيم. وآخرون في البريّة، كما يقولون.
(8) ورأيت سبع جزر كبيرة في البحر: اثنتان في الأراضي، وخمس في البحر العظيم.

اسم الشمس واسم القمر
78 (1) وهذان اسما الشمس: الأول اورياريس. والثاني توماس.
(2) وللقمر أربعة اسماء: الاول اسونيا، الثاني ابيلا، الثالث بناسي، والرابع أراحي.
(3) هذان هما النيّران العظيمان، ومدارهما يشبه مدار السماء، وقرصهما متساوي القياس. (4) أضيفت على قرص الشمس سبع حصص من نور، في مقابلة مع القمر. وقيس (نور القمر) ليبلغ سبع نور الشمس. (5) هما يغيبان حين يدخلان بالابواب الغربيّة ويعودان بالشمال ويخرجان من أمام السماء بالأبواب الشرقيّة.

ناموس القمر أيضاً
(6) حين يشرق القمر، يظهر منه في السماء جزء من أربعة عشر. ويُضاف نورٌ كل يوم. فيدرك ملء ضيائه في اليوم الرابع عشر. (7) يُوضع فيه (= القمر) خمسة عشر جزءاً من النور بحيث يدرك ملء ضيائه في الخامس عشر حسب علامة السنة. فالإقمارات (فترة بين قمرين) تتكوّن من اثنين على سبعة. (8) وحين ينقص (القمر) يصير في اليوم الأول إلى أربعة عشر جزءاً من نوره. في الغداة يصير إلى ثلاثة عشر جزءاً من نوره. في اليوم الثالث يصير إلى اثني عشر. في الرابع إلى أحد عشر. في الخامس يصير إلى عشرة. في السادس يصير إلى تسعة أجزاء. في السابع يصير إلى ثمانية أجزاء. في الثامن يصير إلى سبعة. في التاسع إلى ستة. في العاشر يصير إلى خمسة. في الحادي عشر يصير إلى أربعة. في الثاني عشر يصير إلى ثلاثة. في الثالث عشر يصير إلى اثنين. في الرابع عشر يصير إلى جزء من 14 من نوره التام. وفي اليوم الخامس عشر، يختفي كلُّ ما تبقّى من نوره. (9) هناك أشهر يكون فيها الإقمار تسعة وعشرين يوماً، وأشهر يكون فيها ثمانية وعشرين يوماً.
(10) وأراني اورئيل حساباً آخر: في أي وقت يُجعل النور في القمر، ومن اين يوضع فيه انطلاقاً من الشمس؟ (11) ما دام القمر ينمو، يُسقَط عليه النور من جهة الشمس خلال أربعة عشر يوماً. حينئذ يكون ضياؤه تاماً. وحين يشتعل كلّه يدرك ملء ضيائه في السماء. (12) في اليوم الأول يُسمّى "الهلال"، لأن النور يشرق عليه في ذلك اليوم. (13) وهو يمتلئ بالضبط حين تنزل الشمس إلى الغرب، فيشرق هو في الشرق، في الليل. يشعّ القمر طوال الليل حتى شروق الشمس أمامه. (اذن) يظهر القمر تجاه الشمس. (14) وحيث يصل النور إلى القمر، هناك يبدأ بالنقصان إلى أن يختفي كلُّ نوره، وتمرّ أيام الشهر، ويصبح قرصه فارغاً بدون نور.
(15) خلال ثلاثة أشهر يتمّ (دوره) في ثلاثين يوماً، في زمانه، محدثاً نقصانه. وخلال ثلاثة أشهر يتمّه في تسعة وعشرين يوماً فيها يُحدث نقصانه في الزمن الاول وبالباب الأول. (كل هذا) يدوم 177 يوماً. (16) وفي "انحدار" السنة، يظهر (القمر) خلال ثلاثة أشهر وكل شهر بثلاثين يوماً. ثم يظهر خلال ثلاثة أشهر وكل شهر بتسعة وعشرين يوماً. (17) يكون مظهره كمظهر انسان خلال الليل. ولكن خلال النهار هو كالسماء لأنه لا يملك إلاّ نوره.

موجز النواميس التنجيميّة
79 (1) والآن يا ابني، أريتك كل شيء. هذه نهاية ناموس جميع كواكب السماوات. (2) أروني كل ناموسها، لكل يوم، لكل زمن خاضع للسلطة، لكل سنة، حين يميل (الكوكب) حسب الموضع الذي فيه يغيب، حسب الأمر، لكل شهر ولكل اسبوع. (3) (وأروني) نقصان القمر الذي يحصل في الباب السادس. ففي هذا الباب يدرك ملء ضيائه، وهنا بداية نقصانه. (4) وأروني النقصان الذي يحصل إلى أن يتمّ 167 يوماً أو 25 اسبوعاً ويومين. (5) إذن ينقص بالنسبة إلى الشمس وبحسب ترتيب الكواكب خمسة أيام بالضبط لحقبة واحدة (من ستة أشهر) حين يتمّ الموقع الذي ترى. (6) ذاك هو مظهر كل نيّر وصورته. اراني ذلك اورئيل الملاك العظيم الذي هو دليلها.

اضطراب الحركات السماويّة بسبب الخطيئة
80 (1) في ذلك الوقت كلّمني الملاك أورئيل فقال: "هذا ما أريتُك يا أخنوخ. كشفتُ لك كل شيء لكي ترى هذه الشمس، هذا القمر، أولئك الذين يقودون كواكب السماء وجميع الذين يجعلونها تدور، عملها، زمنها، وموضع خروجها.
(2) ولكن في زمن الخطأة ستقصَّر فصول المطر،
زرعها يكون متأخّراً على الأرض وفي الحقول.
كل عمل يُعمل على الأرض يُبلبَل
ولا يظهر بعد في زمنه.
يُمنع المطر بعد أن توقفه السماء.
(3) في ذلك الوقت، يتأخّر ثمرُ الأرض
ولا يُفرخ في زمنه.
(4) القمر يبدّل ناموسه
ولن يظهر في زمنه.
(5) في ذلك الوقت، تصبح السماء مكشوفة
ويأتي الجوع إلى الغرب خلف المركبة العظيمة.
السماء تشعّ فتتعدّى نظامها.
(6) رؤساء كواكب عديدون يتجاوزون النظام
ويبلبلون مسيرتها وعملها.
لن يظهروا في الزمن الذي حُدِّد لهم.
(7) كل ترتيب الكواكب يكون خفياً على الخطأة.
وفكر سكّان الأرض يضلّ فيها،
فيميلون عن كل طرقهم.
يضلّون وتكون (الكواكب) آلهة لهم.
فتتكاثر الشرور عليهم
ويحلّ عليهم عقاب يدمّر كل شيء".

لويحات السماء ومهمّة أخنوخ
81 (1) وقال لي أيضاً: "أنظر، يا اخنوخ، هذه اللويحات السماويّة، إقرأ ما كُتب فيها وتعلّم تفاصيله". (2) فنظرت اللويحات السماويّة وقرأت كل ما كُتب فيها وتعلّمته. قرأت جميع أعمال البشر، كل أبناء البشر على الأرض حتى الجيل الأخير.
(3) فباركت الرب العظيم وملك المجد إلى الأبد لأنه صنع كل صنعة العالم. ومدحت الرب لصبره، وباركته من أجل أبناء آدم. (4) ثم قلت:
"طوبى للانسان الذي يموت باراً مستقيماً
فعليه لا يُمسك سجل الذنوب
ليقدَّم في يوم الدينونة".
(5) وقادني القدّيسون الخمسة. وضعوني على الأرض أمام باب منزلي وقالوا لي: "عرّف ابنك متوشالح وأرِ جميع أبناءك أن ليس من بشر بارّ أمام الرب، لأنه هو الذي خلقهم.
(6) خلال سنة نتركك قرب ابنك إلى أن يأتيك أمر جديد، لكي تعلّم أبناءك وتكتب لهم شهادتك. تكتبها لكل أبنائك.
(7) ليكن قلبك ثابتاً،
لأن المستقيمين يخبرون المستقيمين بالبرّ.
البار يفرح مع البارّ ويحيّي الواحد الآخر.
(8) والخاطئ يموت مع الخاطئ
والجاحد يُبتلع مع الجاحد.
(9) أما صانعو البرّ فيهلكون بيد البشر
ويضمّون (إلى الموت) بيد الاشرار".
(10) في هذا الوقت ما عاد (القديسون) يكلمونني، فعدت إلى بيتي وأنا أبارك ربّ العالم.

الكلندار ومدبّرو الفصول
82 (1) والآن يا ابني متوشالح، قلتُ لك كل هذا وكتبتُه لك. كشفت لك كل شيء واعطيتك الكتب التي تجدها فيها. إحفظ يا ابني ما دوّنت يدُ أبيك لتعطيه إلى الجيل الأخير.
(2) أعطيتك المعرفة لك ولأولادك
وللذين يصيرون لك أولاداً،
لكي يعطوا لاولادهم، مدى الأجيال،
هذا العلم السامي لعقلهم.
(3) الذين يفهمون لا ينامون
بل يصغون إلى تعليم هذا العلم،
الذي هو أحلى لهم من طعام لذيذ.
(4) طوبى لجميع الابرار الذين يسلكون في سبيل البرّ ولا يخطأون كالخطأة في حساب كل أيامهم! بحسب هذا تسير الشمس في السماء، فتدخل وتخرج بأبواب خلال ثلاثين يوماً. وكذلك رؤوس ألوف جماعة الكواكب، و(الرؤساء) الاربعة المضافون الذين يميّزون الفصول الاربعة ويسوسونها ويدخلون معها في الأيام الأربعة. (5) بسبب هذه (الايام) تدخّل البشر فما عدّوها في كلندار السنة، لأنهم أخطأوا بسببها وما عرفوها بالضبط. (6) فهي تخصّ كلندار السنة وهي حقاً مخصّصة للأبدية: واحد للباب الأول، وواحد للباب الثالث، وواحد للرابع وواحد للسادس. والسنة هي كاملة بـ 364 يوماً. (7) هذا الكلام صدق، ودقيق هو الرقم المشار إليه، لأن أورئيل أراني في ما يخصّ النيّرات والشهور والاعياد والاشتية والأيام، وألهمني ما أمره ربّ الخليقة كلها حول جيش السماء. (8) تسلّط هو على الليل وعلى النهار، في السماء، لكي تعود الشمس والقمر والكواكب وكل القوات السماوات مع قصرها فتُطلع النور على البشر. (9) ذاك هو ناموس الكواكب التي تغيب في مراضعها وأزمنتها، في أعيادها وأشهرها، بحسب علاماتها.
(10) وهذه أسماء الذين يسوسونها ويحفظونها ويدخلونها في أزمنتها، الذين يوجّهونها على مواقعها حسب نواميسها في حقباتها وشهورها حسب سلطانها وفي مواقفها. (11) يدخل أولاً المدبّرون الاربعة الذين يميّزون الفصول الأربعة، ثم المدبّرون الاثنا عشر للنظم التي تميّز الشهور. و365 يوماً لها رؤساء ألوف تفصلها عن بعضها البعض، والأيام الأربعة الاضافيّة يرافقها مدبرون يفصلون الفصول الأربعة. (12) ويقف رؤساء الالوف بين مدبّر وآخر لليوم الاضافي، والمدبرون يحدّدون الفصل بينها.
(13) وهذه أسماء المدبّرين الذين يفصلون بين الفصول الاربعة المقامة: ملكئيل، هلامرمالك، ملايال وناريل. (14) والذين يسوسونهم هم: ادنارائيل، يسوسائيل، إلومائيل. هؤلاء الثلاثة يتبعون مرشدي النظم التي تتبع مرشدي المواقف التي تفصل بين الفصول الاربعة.
(15) في بداية السنة، الاول الذي يقوم ليملك هو ملكئيل. ويُسمّى أيضاً تمائيني و"شمس". أما عدد الأيام الموضوعة تحت السلطة التي يمارسها فهو 91 يوماً. (16) وهذه علامات الفصول التي ستظهر على الأرض في زمن سلطتها: الفتور، الحرارة، الهدوء. كل الأشجار تحمل ثماراً. تنمو الأوراق على كل الشجر. حصاد الشعير والورود وجميع الزهور التي تنبت في الحقل. ييبس النبات الشتويّ. (17) وهذه أسماء المدبّرين الخاضعين: بركئيل، زلسائيل... ورئيس الألف الآخر الذي يضاف يُسمّى هيلوياصف. هذه نهاية تسلّط (ملكئيل).
(18) والمدبّر الثاني الذي يأتي بعده هو هلاأمامالك الذي يُسمّى "الشمس المشعّة". عدد الأيام التي فيها يشعّ هو 91 يوماً. (19) وهذه علامات الفصول كما (تظهر) على الأرض: حرارة محرقة وجفاف. تطلع الأشجار ثمرَها ناضجاً. تعطي ثمرها يانعاً ليقطف. تتزوّج النعاج وتمتلئ. يُقطف كل ثمر الأرض، وكل ما في الحقول وما يمضي إلى المعصرة. وكل هذا تحت سلطته. وهؤلاء هم مدبرو رؤساء الألف بأسمائهم وترتيبهم: جدإيال، كيئيل، حيئيل، واسفائيل. انتهى زمن تسلّط (هلاأمامالك)...
... (الندى) والمطر يسقط على الأرض، الزرع... بحسب الأرض والاحراج. تخرج (الشمس) وتعود... هو الشتاء، وجميع الاشجار ترى أوراقها تيبس، ما عدا أربع عشرة شجرة تحافظ على رونقها فلا تيبس

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM