رحلة أخنوخ إلى الشرق

رحلة أخنوخ إلى الشرق

أرض الاطياب
28 (1) ومضيتُ من هناك إلى الشرق، وسط الصحراء، فرأيت الخواء. كان فقط موضعٌ (2) مغطّى بالأشجار، كانت المياه تجري... تسقط من فوق مثل قناة واسعة فتحمل من كل جهة إلى الشمال الغربي الماء والندى.

29 (1) ومضيت أيضاً من هناك إلى موضع آخر في البريّة وتوجّهت إلى شرقيّ هذا الجبل. (2) رأيت أشجار... تفوح منها روائح البخور والمرّ. وشابهتْ هذه الاشجار شجر الجوز.

30 (1) ووراء هذه الجبال، ابتعدتُ إلى الشرق فرأيت وسعاً آخر، هو وادٍ مرويّ فيه ينبت قصب فاخر يشبه عبيره عبير البطم. (3) على جانب هذه الوديان رأيت الكافور العطر.
ووراء هذه الوديان توجّهت نحو الشرق

31 (1) فرأيت جبالاً أخرى عليها أشجار يخرج منه صمغ يُسمّى المَيعة والحلبينة.
(2) ووراء هذه الجبال أراني جبلاً آخر شرقيّ أطراف الأرض. كل الاشجار كانت مثقلة... يشبه قشرة اللوز. (3) وعندما تُسحق هذه القشرات ينتشر أكثر العطور رائحة.

32 (1) ووراء هذه الجبال، في الشمال الشرقي، أراني جبالاً أخرى مملوءة من الغاردينيا الفاخر والمصطقى والهال والفلفل.
(2) من هناك، نقلني إلى شرقي جميع هذه الجبال، وأبعدني عنها إلى شرقيّ الأرض. وعبّرني فوق البحر الأحمر وأبعدني عنه كثيراً، وأجازني الظلمات وأبعدني عنها (3) وعبّرني باتجاه فردوس البرّ.

شجرة المعرفة
ورأيتُ من بعيد أشجاراً عظيمة أكبر من هذه، وهناك شجرتان كبيرتان جداً وجميلتان ورائعتان وبهيتان، مثل شجرة المعرفة التي يأكل من ثمرها القديسون ليقتنوا معرفة كبيرة. (4) تشبه هذه الشجرة الصنوبر بارتفاعه، وتشبه اوراقُها أوراق الخرنوب، وثمرها عناقيد الكرمة البهيجة، وعطرها ينتشر في البعيد. (5) فقلت: "شجرة جميلة تسرّ العيون"! (6) فأجابني رفائيل الملاك القديس الذي يرافقني: "هي شجرة المعرفة. جدك وجدتك اللذان كانا قبلك أكلا منها. اقتنيا المعرفة وانفتحت أعينهما فعرفا أنهما عريانان وأنهما طردا من الفردوس".

أبواب السماء
33 (1) ومضيت من هناك إلى أطراف الأرض، فرأيت فيها حيوانات كبيرة تختلف بعضها عن بعض، وطيوراً متنوّعة تختلف بعضها عن بعض بالمظهر والجمال والتغريد. (2) شرقيّ هذه الحيوانات رأيت أطراف الأرض، الموضع الذي تقف فيه السماء وتفتح أبواب السماء. (3) رأيت كيف تخرج الكواكب من السماء، وعددت الابواب التي تخرج منها وصوَّرت كل مخارجها (لكل واحد) مع عددها وأسمائها وتلاحمها وموقعها وزمن دورانها وشهور ظهورها حسب تعليم اورئيل، الملاك القديس الذي كان يرافقني. (4) أراني كلَّ شيء وطلب مني أن أكتبه. وكتب لي أيضاً أسماءها ونواميسها وتجمّعاتها (أو: أعمالها).

34 (1) ومضيت من هناك إلى الشمال، إلى أطراف الأرض. فرأيت فيها آية رائعة جميلة في أطراف الكون. (2) رأيت فيها أبواب السماء مفتوحة في السماء، وعددها ثلاثة، في كل منها تخرج رياح الشمال التي تنفخ الصقيع والبرَد والثلج والضباب والندى والمطر. (3) حين تخرج في باب فهي مؤاتية. وحين تكون في البابين الآخرين، تنفخ بعنف فتتأذّى الأرضُ.

35 (1) ومضيت من هناك إلى الغرب، إلى أطراف الأرض، فرأيت فيها ثلاثة أبواب السماء مفتوحة كما رأيت في الشرق مع عدد الأبواب والخارج.

36 (1) ومضيت من هناك إلى الجنوب، إلى أطراف الأرض. فرأيت فيها ثلاثة ابواب السماء مفتوحة خرجت منها الجنوب والندى والمطر والريح.
(2) من هناك مضيت إلى الشرق، إلى أطراف الأرض. فرأيت فيها أبواب السماء الشرقية الثلاثة مفتوحة، وفوقها أبواب صغيرة. (3) في كل من هذه الأبواب الصغيرة تعبر كواكب السماء وتمضي إلى الغرب في السبيل الذي أظهر لها.
(4) فحين رأيتُ كل هذا، باركت ربّ المجد وسأباركه في كل زمان هو الذي خلق آيات عظيمة ورائعة ليدلّ على عظمة خليقته لملائكته، للأرواح والبشر، فيمجّدوا عمله وكل خلقه ويروا عمل قدرته، ويمجّدوا عمل يديه العظيم ويباركوه إلى الأبد

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM