وَصِيَّة ابراهِيم أبينا البَار وَأبي الآبَاء - مدخل إلى وصيّة ابراهيم

مدخل إلى وصيّة ابراهيم

سنة 1892 نشر جامس للمرة الأولى النصّ اليونانيّ لوصيّة ابراهيم مع مقدمة وحواش. وبيّنت هذه النشرة أن هناك نسختين لهذه الوصيّة. القصيرة (أو: ب) والطويلة (أو: أ). انطلق الناشر من ثلاثة مخطوطات من أجل النص القصير، ومن ستة مخطوطات من أجل النصّ الطويل. أما الآن فنحن نمتلك ثلاثة وعشرين مخطوطاً للنصّ الطويل، وتسعة مخطوطات للقصير. تلك هي النشرة التي نقلها شميدت إلى الفرنسيّة.
انطلق النص القصير من مخطوط وُجد في المكتبة الامبروسيّة في ميلانو أما النسخة الطويلة فقد تأسّست على أسرة من سبعة مخطوطات وُجدت في باريس، اسطنبول، اندروس، انقرة، أورشليم القدس، مونبالييه في فرنسا، جبل اتوس. أما أفضلها فيبقى مخطوط باريس الذي كان الأساس في نشرة جامس.
نُقلت وصيّة ابراهيم إلى السلافيّة (القصيرة) والرومانيّة (القصيرة والطويلة) والقبطيّة والعربيّة والحبشيّة. نُقلت العربية عن القبطيّة، والحبشيّة عن العربيّة. نجد في هذه النصوص الثلاثة الأخيرة النسخة القصيرة مع مقدّمة لأتناسيوس (295- 373) اسقف الاسكندرية الذي تحدّث أيضاً عن وصيّة اسحاق ووصيّة يعقوب.
نجد النسخة القبطية في مخطوط بُحيري نشره العالم غيدي، وفي مخطوط يعود إلى القرن الخامس ولم يُنشر بعد. ونشر زوتنبرغ جزءاً من مخطوط عربي يعود إلى سنة 1629 في لائحة المخطوطات الحبشيّة. ووصلتْ إلينا من الترجمة الحبشيّة نسخة فلاشه ونسخة مسيحيّة، نشرهما ايسكولي منطلقاً من مخطوطين وُجدا في باريس.
وُجدت وصيّة ابراهيم في نسختين يونانيتين، كما قلنا، وكلتاهما تعودان إلى ينبوع واحد. قد تعود القصيرة إلى القرن الأول ب. م. والطويلة إلى القرن الثاني وربّما إلى القرن الثالث.
يتضمّن الخبر قسمين متوازيين. في القسم الأول، أُرسل ميخائيل لكي يأخذ نفس ابراهيم (ف 1- 15). في القسم الثاني، أُرسل الموتُ لكي يكمّل العمل (ف 16- 20). في الأول، استقبل ابراهيم زائره ميخائيل بأحلى ما تكون الضيافة. ولكن حين اكتشف لماذا جاء ميخائيل، رفض أن يموت (ف 2- 7). وظل ميخائيل يحاول إقناع ابراهيم بأن يطيع مشيئة الله، ولكن عبثاً. بل إن ابراهيم استفاد من المناسبة ليطلب أن يرى الأرض المسكونة قبل أن يموت (ف 8- 9). خلال هذه الرحلة، انزعج ابراهيم من الشرّ الذي رآه وطلب في الحال الموت للخطأة (ف 10). عندئذ أمر الربّ أن تتوقف الرحلة وإلاّ فنيت البشريّة. وطلب من ميخائيل أن يأخذ ابراهيم إلى حيث يزن هابيل أعمال الموتى، فيرى دينونة الله وما فيها من رحمة (ف 11- 13). ومعاملة الرب هذه للأنفس، أقنعت ابراهيم بأن يتشفّع من أجل الذين حكم عليهم خلال رحلته (ف 14).
تمّم ميخائيل ما طُلب منه. أما ابراهيم فرفض أن يموت. عندئذ عاد ميخائيل إلى السماء، وأرسل الله الموت ليأتي بنفس ابراهيم (ف 15- 16). حاول الموت أن يخيف ابراهيم (ف 17). ثم أقنع الموت ابراهيم بأن الموت السريع هو المطلوب، لان مثل هذا الموت يمنع القصاص اللاحق (ف 17- 19). ولكن ظلّ ابراهيم معانداً. وفي النهاية احتال عليه الموت. وينتهي الخبر بكلام عن الملائكة الذين أخذوا نفس ابراهيم إلى السماء (ف 20).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM