الوَصيَّة الثامِنَة وَصيَّة نفتَالي حول طيبة الانسان

وصيّة نفتالي حول طيبة الانسان

يختلف مضمون وبنية وصيّة نفتالي عمّا في سائر الوصيّات. فالمقدمة تذكر أن الخطبة جاءت بعد الوليمة وجاء العنصر السيرويّ محصوراً. وتوقّف الكاتب عند ظروف ولادة نفتالي (1: 6- 8) وما يتعلّق ببلهة (1: 9- 11). ولكن حين جاء الكلام عن حياة نفتالي، آية واحدة كانت كافية (2: 1) كمقدّمة للقسم التحريضيّ في الوصيّة.
نجد التحريض في 2: 2- 3: 5. ويتضمّن ف 5- 7 خبر رؤيتين رآهما نفتالي، وردّة فعل يعقوب على هاتين الرؤيتين. إن هذا القسم المرتبط بالمستقبل قد نما بشكل كبير بحيث سيطر على الوصيّة كلها. قد خدمت الرؤيتان موضوع الخطيئة والعودة من المنفى وما يتعلّق بلاوي ويهوذا. هي مواد أدرجها الكاتب في بنية الوصيّة، دون أن ينسى الوجهة التحريضيّة.
الموضوع الاساسي هو طيبة الانسان. لا يذكر الكاتب خطيئة أو فضيلة بل الصلاح (أو الطيبة) بشكل عام (رج أشير 3: 1؛ بنيامين 8: 1)، طيبة الطبيعة التي خلقها الله (2: 2- 3: 5؛ 8: 4- 10). في 2: 2- 5 يشبّه الله بخزّاف يعرف الإناء الذي يصنعه. صنع الله الجسد والروح الذي يقابله. عرف لماذا ينفع هذا الأناء: للشر أو للخير. في 3: 2- 5 نجد أربعة أمثال عن "التصرّف الخلقيّ"، واحد ايجابي وثلاثة امثلة سلبية: الشمس والقمر والكواكب لا تغيّر نظامها، لهذا يجب أن نقتدي بها (آ 2). وهناك الوثنيّون الذين يتبعون الأوثان والأرواح الشريرة. فيجب أن لا نقتدي بهم (آ 3- 4 ج). ويعطى مثلان سيِّئان لافتان: سدوم التي بدّلت ترتيب الطبع (آ 4 د هـ) والساهرون (أو الملائكة الساقطون) الذين عملوا مثل سدوم في زمن الطوفان.
ويبرز التحريض الأخير (8: 4-10) ضرورة الاختيار بين الخير والشرّ اللذين تتبعهما البركة واللعنة (آ 4- 6). في آ 7- 10 تأتي أيضاً لفظة "تكسيس" (ترتيب). فيقال إن هناك وصايا متضاربة يجب أن تحفظ بترتيب، أي بفطنة وفي الوقت المناسب (2: 9 ج).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM