وصيّة يهوذا الابن الرابع ليعقوب وليئة

وصيّة يهوذا الابن الرابع ليعقوب وليئة

المطلع
1 (1) نسخة أقوال يهوذا، ما أعلنه لأبنائه قبل موته. (2) حين اجتمعوا لديه، قال لهم:

سيرة يهوذا
(3) يا أبنائي، إسمعوا يهوذا أباكم: أنا رابع أبناء أبي يعقوب. سمّتني ليئة أمي يهوذا قائلة: "أشكر" الرب لأنه وهبني ابناً رابعاً. (4) كنت حاداً سريع التصرّف في شبابي، وكنت أطيع أقلّ قول من أبي. (5) كنت أكرّم أمي وخالتي. (6) ولما صرت رجلاً باركني أبي قائلاً: "تكون ملكاً وتنجح في كل شيء".

2 (1) أنجحني الربّ في كل أعمالي، في الحقل كما في البيت. (2) أتذكّر أني تصارعت مع غزال فأمسكته وهيّأت طعاماً لوالدي. (3) كنت اتغلّب على الغزال في الركض، وأمسك كل طريدة في السهل. أسرت جواداً برّياً، وبعد أن سيطرت عليه روّضته. (4) قتلت أسداً وانتزعت الجدي من شدقه. أمسكت دباً برجليه ورميته في هاوية فتحطّم. (5) تباريت في الركض مع خنزير برّي، فأمسكته وهو يركض ومزّقته تمزيقاً. (6) في حبرون، قفز نمر على كلبي فلقطه بذنبه ورميته، فوُجد محطّماً عند حدود غزة. أمسكت ثوراً يرعى في الحقل بقرنيه، ولوّحت به لأعميه ثم رميته وقتلته.

3 (1) وحين هاجم قطعانَنا ملكان كنعانيان مغطّيان بدرعين ومحاطان بجيش قوي، انطلقت وحدي على ملك حاصور، وضربته على ساقِه فرميته أرضاً وقتلته. (2) والملك الثاني، ملك تفّوح، كان راكباً على فرممه، فقتلته وبدّدت كل جيشه. (3) كان الملك احور ذات قامة ضخمة، وكان يطلق السهام من عن حصانه أمامه ووراءه. رفعتُ حجراً يزن اثني عشر رطلاً ورميته على حصانه فقتلته. (4) وبعد براز دام ساعتين مع الملك احور، قتلته وشققت ترسه شقين وقطعت له رجليه. (5) وإذ كنت أنزع له درعه، برز فجأة للقتال معي ثمانية من رفاقه. (6) فلففت ثوبي بيدي كمقلاع فرميت الحجارة عليهم فقتلت منهم أربعة، وهرب الباقون. (7) قتل أبي يعقوب بليشه ملك الملوك، وكان رجلاً قوياً جباراً طوله 12 ذراعاً. (8) حلّ الرعب بهم فتوقّفوا عن محاربتنا. (9) ما كان أبي يقلق عليّ في القتال الذي أخوضه على رأس اخوتي، (10) لأنه رأى في رؤية، ملاكَ القدرة يرافقني في كل مكان لئلاّ أُقهَر.

4 (1) في الجنوب، اندلعت حرب علينا، أخطر من حرب شكيم. اصطففت مع اخوتي للقتال ولاحقت ألف رجل، فقتلت منهم 200 مع أربعة ملوك. (2) وتسلّقت الجدران وقتلت ملكين أيضاً. (3) وهكذا خلّصنا حبرون وأخذنا السلب كله.

5 (1) في اليوم التالي، سرنا على اريتان، المدينة القويّة ذات الحصون، التي لا يجسر أحد أن يقربها، وكانت تشكّل لنا خطر الموت. (2) اقتربت أنا وجاد من المدينة من جهة الشرق ورأوبين ولاوي من جهة الغرب. (3) ظنّ الذين على الأسوار أننا وحدنا، فانجذبوا إلينا. (4) وفجأة تسلّق إخوتي السور من جهتين، مع أوتاد، فدخلوا المدينة وأهلها لا يعلمون. (5) قتلنا أهل المدينة بحدّ السيف. بعضهم لجأ إلى البرج، فأحرقنا البرج وأسرناهم مع أموالهم. (6) وحين انطلقنا، احتلّ سلبَنا رجال من تفّوح. فلما رأينا هذا أصليناهم حرباً. فقتلناهم جميعاً واستعدنا السلب.

6 (1) لما كنت في منابع كزيبا، دخل معنا رجال يوبيل في حرب. (2) فقاتلناهم وألجأناهم إلى الفرار. أما حلفاؤهم في شيلو فقتلناهم، وما تركنا لهم القدرة على مهاجمتنا. فقام رجال ماحير في اليوم الخامس ليأخذوا سلبنا، فذهبنا للقائهم وانتصرنا بعد معركة قاسية. فقد كان بينهم عدد من الجبابرة، إلاّ أننا قتلناهم قبل أن يصعدوا المرتفعات. (4) ولما وصلنا أمام مدينتهم، دحرج علينا نساؤهم حجارة من أعلى التلة التي عليها المدينة. (5) ولكني جئت مع شمعون من الوراء خلسة، فاحتللنا المرتفعات ودمّرنا المدينة كلها.

7 (1) وفي الغد أخبرونا أن ملك مدينة جاعش آتٍ علينا بجيش قوي. (2) فتظاهرت أنا ودان بأننا من الاموريين ومن حلفائهم، فدخلنا المدينة. (3) وفي الليل العميق، جاء اخوتنا ففتحنا لهم الأبواب. وأفنينا كل السكان وأخذنا جميع أموالهم ودمّرنا الأسوار المثلّثة. (4) ثم اقتربنا من تمنة حيث جميع مؤنهم. (5) شتموني غضباً. أما أنا فاندفعت عليهم إلى القمة. ورموني بالحجارة والسهام. (6) فلو لم يمدّ لي أخي دان يد المساعدة لكانوا قتلوني. (7) اذن هاجمناهم بغضب فهربوا كلهم وراحوا في طريق آخر يتوسّلون إلى أبي كي نسالمهم. (8) ما اسأنا لهم بعد أن خضعوا لنا ورددنا إليهم الاسلاب. (9) أعدتُ بناء تمنة ووالدي ربائيل. كنت في العشرين من عمري في تلك الحرب.

8 (1) كنت أملك عدداً كبيراً من البهائم، وكان رئيس رعاتي حيرة العدلامي. (2) ذهبت إليه فرأيت برسابا، ملك عدلاّم، فأولم لنا. ولما رجوته اعطاني ابنته بتشوعة زوجة. (3) فولدت لي عيراً وأونان وشيلة، أخذ الرب منهم اثنين، وبقي شيلة وأنتم أولاده.

9 (1) عاش أبي ثماني عشر سنة مع أخيه عيسو، كما عاش أبناء عيسو معنا حين رجعنا من بلاد الرافدين بعد أن تركنا لابان. (2) ولما مرّت الثماني عشرة سنة، صعد علينا عيسو أخو أبينا بجيش قويّ قدير، أصاب يعقوب عيسو بسهم، فحُمل مجروحاً إلى جبل سعير ومات في الطريق في انونيرام. (4) فانطلقنا لملاحقة أبناء عيسو، ولكن مدينتهم كانت محصّنة، فما استطعنا الدخول إليها. فخيّمنا حول المدينة وحاصرناها. (5) وبعد عشرين يوماً، ما كانوا فتحوا لنا بعد. فبمرأى من الجميع قرّبت سلّماً وجعلت الترس على رأسي وصعدت وأنا اتلقّى حجارة تزن ثلاث وزنات، فقتلت لهم أربعة من خيرة جنودهم. (6) أما رأوبين وجاد فقتلوا ستة آخرين. (7) عندئذ سألونا شروطنا للسلام. وبعد أن استشرنا أبانا قبلناهم كخاضعين لنا. (8) اعطونا 500 كور من القمح، 500 ايفة من الزيت، 500 كيلة من الخمر، إلى أن نزلنا إلى مصر.

10 (1) بعد ذلك، اتخذ عير زوجة هي تامار الرافيدينية، ابنة آرام. (2) ولكن عيراً امتلأ شراً وما اجتذبته امرأته التي كانت كنعانيّة. فأماته ملاك الرب في الليلة الثالثة (لزواجه). (3) وبسبب خداع أمه، لم يعرفها لأنه لم يرد منها أولاداً. (4) وفي أيام اعراسهما زوّجتها إلى أونان. وهو أيضاً بخداع لم يعرفها، مع أنه عاش معها سنة كاملة. (5) بعد تهديداتي تجامع معها ولكنه رمى الزرع على الأرض بحسب مشورة أمّه. وهو أيضاً مات في الشرّ. (6) فأردت أن أعطها شيلة زوجاً لها، ولكن زوجتي بتشوعة منعتني. كانت تبغضها لأنه لم تكن مثلها بنت كنعان.

11 (1) فعرفتُ أن نسل الكنعانيين شرير، ولكن ميل الشباب أعمى بصيرتي. (2) فلما رأيتها تصبّ الماء، سُحرت وأخذتها دون أن ينصحني أبي بذلك. (3) استفادت من غيابي وزوّجت شيلة بنتاً من أرض كنعان. (4) ولما علمتُ بما صنعتْ لعنتها من ألم نفسي، (5) فماتت هي أيضاً في شرّها مع أبنائها.

12 (1) بعد هذه الاحداث، عرفت تامار، بعد ترمّلها بسنتين، أني صاعد لأجزّ الغنم. فارتدت ثوب العرس وجلست في مدينة عينايين عند الباب. (2) اعتاد الاموريون إذا أرادوا أن يزوّجوا ابنتهم أن يجعلوها تقف عند باب المدينة بشكل بغيّ سبعة أيام. (3) سكرتُ من الخمر فما عرفتها، وأضلّني جمالها وأناقة هندامها. (4) التفتُّ إليها وقلت: "هل تسمحي أن آتي اليك"؟ فاجابت: "وماذا تعطيني"؟ أعطيتها كرهن صولجاني وحزامي وتاج ملكي. وتجامعتُ معها فحبلتْ. (5) كنت جاهلاً بما فعلت. وأردت أن أقتلها ولكنها أرسلت إليّ سراً الرهن، وهكذا انتصرت عليّ. (6) دعوتها، وسمعت الأسرار التي بحت بها في سكري حين كنت ممدّداً بقربها. ما استطعت أن أقتلها لأن الرب سمح بذلك. (7) ولكني قلت: أما تصرّفتْ بحيلة ونالت الرهن من امرأة أخرى؟ (8) وما عدت اقتربُ منها طوال حياتي، لأني اقترفت هذا الرجس أمام كل اسرائيل. (9) كان أهل المدينة يقولون: لم تكن بغي مكرّسة عند الباب. قد تكون جاءت من مدينة أخرى وأقامت هنا بعض الوقت. (10) فطننت أن لا أحد عرف أني جئت إليها. (11) ثم ذهبنا إلى مصر، إلى يوسف، بسبب الجوع. (12) كنت في ذلك الوقت في السادسة والاربعين، وعشت في مصر 73 عاماً.

تحريضات
13 (1) والآن يا أبنائي، آمركم أن تسمعوا ليهوذا أبيكم وتحفظوا أقواله وتمارسوا فرائض الرب وتطيعوا وصايا الله. (2) لا تسيروا وراء شهواتكم في كبرياء القلب، ولا تتبجّحوا بصنائع شبابكم، فهذا شرّ أمام الربّ. (3) حين تبجّحت بأنني ما ضللتُ بوجه امرأة جميلة، حين كنت في البريّة، ووبّخت رأوبين أخي بسبب بلهة، امرأة أبي، اصطفّ للقتال عليّ روح الحسد والفجور حتى أقمت علاقة مع بتشوعة الكنعانية ومع تامار التي اعطيتْ زوجة لابنيّ. (4) قلت لحميّ: "أريد أولاً أن أستشير أبي. ثم آخذ ابنتك". ولكنه رفض وأراني مع ابنته كميّة كبيرة من الذهب، لأنه كان ملكاً. (5) غطّاها بالذهب واللآلئ وسقانا خلال الوليمة. (6) بلبلت الخمرة نظري وأعمت اللذّة قلبي. (7) فأغرمت بها وكانت لي علاقة معها. تجاوزتُ وصيّة الربّ ووصيّة أبي فاتخذتها امرأة. (8) وعاملني الرب بحسب ميل نفسي، لأن الأولاد الذي وُلدوا لي منها لم يُفرحوا قلبي.

الاعتدال في شرب الخمرة
14 (1) والآن يا أبنائي، لا تسكروا بالخمر لأن الخمر تحيد بالروح عن الحق، تثير الحرارة في الرغبة، وتقود العينين إلى الضلال. (2) فالخمرة هي في خدمة الفجور وتفرح المخيّلة، وكلاهما يجعلان الانسان يضيّع السيطرة على نفسه. (3) إن شرب انسان خمراً حتى سكر، بلبلت فكرَه افكار نجسة تقوده إلى الفجور، واحترق جسده من أجل الاتحاد الجنسيّ. وإن سنحت الفرصة المرغوبة اقترف الخطيئة بدون أي حياء. (4) هذا هو الشرّيب، يا أبنائي، لأن السكر لا يراعي أحداً. (5) فها أنا ضللت وما استحيت أمام جميع أهل المدينة. أمام الجميع توجّهت إلى تامار واقترفت خطيئة عظيمة وكشفت عورة ابنيّ. (6) شربت الخمر فما راعيت وصايا الله وأخذت امرأة كنعانيّة. (7) من يشرب الخمر عليه أن يشربها باعتدال كبير. فالاعتدال في استعمال الخمر يقوم في هذا: نشرب ما زلنا نحفظ نفوسنا، وإن تجاوزنا الحدّ حالاً يحرّك روح الضلال مخيّلتنا، ويجعل السكران يتلفّظ بأقوال فاحشة، ويتجاوز الشريعة. وبدلاً من أن يلهمه الحياء، يدفعه إلى التبجّح بدنوّ منزلته، ويجعله يظنّ أنه انسان طيّب.

15 (1) من يتعاطى الفجور، لا يعي أنه يفعل شراً ولا يستحي حين يزعم الحياء. (2) فإن كان الانسان ملكاً وعاش في الفجور يتجرّد من ملكه، ويُستعبد للفجور كما اختبرت أنا ذلك بنفسي. (3) أعطيت صولجاني، أي سند قبيلتي، وحزامي أي قوتي، وتاجي، أي مجد مملكتي. (4) وندمتُ على كل هذا فحرمت نفسي من الخمر واللحم حتى شيخوختي، وما عرفت أي بهجة. (5) أراني ملاك الله أن النساء يَسُدن دوماً على الملوك كما على الفقراء. (6) ينزعن من الملك مجده، ومن الجبّار قوّته، ومن الفقير أصغر سند في قلبه.

16 (1) فاحفظوا، يا أبنائي، الحدود المعقولة في استعمال الخمر، لأن فيها أربعة أرواح شريرة، أرواح الرغبة والشهوة المشتعلة واللاإعتدال وحبّ الربح. (2) فإن شربتم الخمر مبتهجين، فليكن بتحفّظ وفي مخافة الله. وإن ابتعدت مخافة الله في بهجتكم، يأتي السكر حالاً وتتسلّل الوقاحة. (3) أما إذا أردتم أن تعيشوا في الاعتدال، فامتنعوا كلياً عن الخمر لئلاّ تخطأوا بالشتائم والمنازعات والافتراء والتعدّي على وصايا الله وهكذا تموتون قبل الأوان. (4) ثم إن الخمر تكشف أسرار الله والبشر. فأنا مثلاً كشفت للكنعانيّة وصايا الله، واسرار يعقوب ابي التي منعني الله من كشفها. الخمر علّة الحرب والفوضى.

النساء والمال
17 (1) إذن، آمركم يا أبنائي، أن لا تحبّوا المال، وأن لا تلقوا نظركم على جمال النساء. فأنا قد انجذبت إلى بتشوعة الكنعانيّة بحبّ الفضّة والجمال. (2) أعرف أن هاتين النقيصتين ستُسقطان ذرّيتي في الشرّ. فبين أبنائي يتبدّل رجالٌ حكماء ويُضعفون مملكة يهوذا التي أعطانيها الرب لأني كنت خاضعاً لأبي. (4) فما كنت قد أحزنت أبي أبداً. كل ما كان يقوله لي كنت أفعله. (5) فباركني ابراهيم، أبو أبي، لكي أكون ملكاً في اسرائيل. وباركني اسحاق أيضاً. (6) أعرف أن المُلك سيثبت انطلاقاً مني.

18 (1) قرأت في كتب أخنوخ البار جميع الجرائم التي ستقترفون في الأيام الأخيرة. (2) فاحفظوا نفوسكم، يا أبنائي، من الفجور وحبّ المال، واسمعوا يهوذا أباكم.
(3) فهذه العيوب تُبعد عن شريعة الله،
تُعمي ميل النفس،
تعلّم الكبرياء،
وتمنع الانسان من رحمة قريبه.
(4) تحرم نفس (الانسان) من كل حنان،
وتثقله بالشرور والاتعاب.
تطرد النوم بعيداً عنه،
وتنهك جسده.
(5) فلا يعود يذبح لله، هذا الانسان،
وينسى أن يبارك الله.
إن تكلّم نبيّ لا يسمع له،
ويسخط على كلام التقوى.
(6) هو عبد رغبتين متضاربتين
بحيث لا يقدر أن يطيع الله:
اعميتا نفسه
ليمشي، كما في الليل، في وضح النهار.

19 (1) يا أبنائي، إن حب المال يقود إلى عبادة الاوثان. فالبشر الذين أضلّتهم الفضة، سمّوا آلهة ما ليس بآلهة. وحبّ المال هذا يُغرق في الجنون من يمتلكه. (2) بسبب المال فقدتُ ولديّ، ولولا توبة الجسد وذلّ نفسي وعون صلوات ابي، لكنت متّ بلا أولاد. (3) ولكن إله آبائي المليء بالرحمة والرأفة، أشفق عليّ لأني تصرّفت عن جهل. (4) فأمير الضلال أعماني فبدوتُ جاهلاً كانسان وكجسد أفسدته الخطايا، وعرفت ضعفي ساعة ظننتُ نفسي لا أُقهر.

الروحان
20 (1) فاعلموا يا أبنائي، أن روحين يهتمّان بالانسان، روح الحقّ وروح الضلال. (2) وفي الوسط روح الوجدان الفاهم الذي يتيح له بأن يميل حيث يريد. (3) فاعمال الحقّ وأعمال الضلال تتسجّل على صدر الانسان، والرب يعرف كلاً منها. (4) فليس من لحظة تختفي فيها أعمال الانسان، لأنها حُفرت في قلبه أمام الربّ. (5) فروح الحقّ يُبرز كل شيء ويتّهم كل انسان. والخاطئ الذي أحرقه قلبه لا يتجاسر أن ينظر إلى ديّانه.

أحبّوا لاوي
21 (1) والآن يا أبنائي، آمركم أن تحبّوا لاوي لتحيوا، وأن لا تقفوا في وجهه لئلاّ تفنوا. (2) فلي أنا أعطى الربّ الملك، وللاوي الكهنوت. (3) أنا أعطاني ما على الأرض، وله أعطاه ما في السماء. (4) وكما أن السماء تعلو على الأرض، كذلك يتفوّق الكهنوت على المُلك الأرضي، إن لم ينفصل عن الربّ بسبب الخطيئة فيسود عليه المُلك الأرضي. (5) فقد قال لي ملاك الرب: "الرب فضّله عليك، لكي تقترب وتأكل عن مائدته، وتقدّم له بواكير لذيذة من بني اسرائيل. أما أنت فتكون مَلك يعقوب".

انباءات
(6) "تكون لهم كالبحر. فكما أن العاصفة في البحر تضرّ بالأبرار والاشرار، فيصبح البعض سجناء، ويغتني البعض الآخر، هكذا يكون فيك كل أجناس البشر. بعضهم يعرفون الخطر ويُسجنون، والآخرون يغتنون ويأخذون أموال الغير".
(7) فالملوك يكونون كالحيتان
يبتلعون البشر مثل السمك.
يستعبدون الأبناء الاحرار والبنات.
يحتلّون البيوت والحقول والقطعان والأموال.
(8) من كثرة الجثث تسمن بشكل مشين الغربان والكواسر
ويتقدّمون في الشرّ، بجشع يتنامى.
(9) يكون الانبياء كالاعاصير
فيضطهدون جميع الأبرار.

22 (1) فيجلب الرب عليهم خلافات أهليّة
وتستمرّ الحروب في اسرائيل.
(2) وتنتهي مملكتي وسط الغرباء،
إلى مجيء خلاص اسرائيل،
إلى مجيء إله البرّ،
ليجد يعقوب الراحة والسلام ومعه كل الأمم.
(3) هو الذي يحفظ قدرة ملكي إلى الأبد
فالرب أقسم قسماً بأن لا يُنتزع المُلك من ذرّيتي.

23 (1) ما أعظم حزني، يا أبنائي، بسبب المجون والسحر والشرك الذي ستمارسونه تجاه المملكة، فتتبعون الذين يدعون الارواح والعرّافين وشياطين الضلال. (2) تجعلون من بناتكم مغنّيات وبغايا، وتشاركون في أرجاس الوثنيين. (3) لهذا يجلب عليكم الربّ الجوع والوباء، الموت والسيف المنتقم، الحصار وكلاباً تمزّق الأعداء، شتائم الأصدقاء وخسارة العينين والآكلة، قتْل الاولاد، خطف الزوجات، نهب الأموال، حرق هيكل الله، خراب البلاد وعبوديّتكم وسط الأمم. (4) يخصون أبناءكم ليجعلوهم خصياناً لنسائهم (5) إلى أن تعودوا إلى الرب بقلب كامل، فتتوبوا وتسلكوا في جميع وصاياه، فيفتقدكم الربّ بالرحمة ويعيد سبيكم من بين الأمم.

كوكب يعقوب
24 (1) بعد هذا يطلع لكم كوكب من يعقوب، في السلام.
يطلع رجل من ذرّيتي كشمس البرّ،
يسلك مع البشر في الوداعة والبرّ،
ولا تُوجد فيه خطيئة.
(2) تنفتح السماوات له
لتُفيض الروح، بركة الآب القدوس،
وهو يفيض روح النعمة عليكم.
(3) تصيرون أبناءه في الحقيقة،
وتسلكون في أوامره الأولى والأخيرة.
(4) هو نبت العلي،
وهو الينبوع المحيي الجميع.
(5) فيشعّ صولجان ملكي،
ومن جذركم ينبت جذع.
منه يخرج صولجان البرّ للأمم
ليدين جميع الداعين للرب ويخلّصهم.

قيامة الآباء
25 (1) بعد هذا، ينهض ابراهيم واسحاق ويعقوب ليحيوا أيضاً. وأنا وإخوتي نكون رؤساء قبائل اسرائيل. لاوي الاول، وأنا الثاني، ويوسف الثالث، وبنيامين الرابع، وشمعون الخامس ويساكر السادس وهكذا دواليك.
(2) بارك الرب لاوي. وأنا يهوذا، باركني ملاكُ الوجه. وقوّات المجد (باركت) شمعون. والسماء رأوبين. والأرض يساكر. والبحر زبولون. والجبال يوسف. والمسكن بنيامين. والنيرات داناً. وعدن نفتالي. والشمس جاداً. والقمر أشير.
(3) تكونون شعب الرب،
ويكون لكم لغة واحدة.
لن يوجد روح ضلال بليعار،
لأنه يُرمى في النار الابديّة.
(4) والذين ماتوا في الحزن،
يقومون في الفرح.
والذين كانوا فقراء من أجل الرب،
سوف يغتنون.
والذين هلكوا لأجل الرب،
يستيقظون للحياة.
(5) أيائل يعقوب تركض في البهجة،
ونسور اسرائيل تطير في الفرح،
ولكن الاشرار ينتحبون،
والخطأة يبكون،
وجميع الشعوب تمجّد الربّ إلى الأبد.

تحريض أخير
26 (1) "فاحفظوا، يا أبنائي، كل شريعة الربّ، لأن هناك رجاء لجميع الذين يحفظون طرقه". وقال لهم: "أموت اليوم أمام عيونكم وأنا ابن 109 سنوات. لا تدفنوني في لباس فخم، بل أعيدوني إلى حبرون، إلى حيث آبائي".

الخاتمة
(4) وحين قال هذه الكلمات، رقد. فصنع أبناؤه كل ما أمرهم به: دفنوه مع آبائه في حبرون

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM