الوَصيَّة الثانيَة وَصيَّة شمعُون حول الحسد

وصيّة شمعون حول الحسد

وصيّة شمعون بسيطة، شأنها شأن وصيّة رأوبين. نجد في ف 1 المقدّمة المعتادة، وهي تتضمّن عناصر عديدة مشتركة مع وصيّة رأوبين. بعد دعوة للاصغاء إلى كلام الأب (2: 1) نقرأ مقطعاً سيروياً: كان شمعون ابن يعقوب وليئة قوياً وشجاعاً. تلك صفة ومزيّة، لأن القوة عطيّة من الله (2: 2- 5). وقوّة شمعون صارت تهوّراً حين اقترب من يوسف بغيرة وحسد. فلو تبع طريقه لكان قتل يوسف (2: 6- 11). وجاء العقاب والتوبة: فهم شمعون النتائج السيّئة للحسد (فتونوس) (2: 12- 14). ويقود هذا القسم إلى مقطع إرشاديّ يحذّر من الحسد (ف 3). والدواء الوحيد (كما اختبره شمعون) هو خوف الربّ. ونجد في ف 4 تحريضاً داخل مقاطع سيروية: شمعون الذي ندم وفهم انه سُجن بعدل في مصر. ويوسف الذي بدا رجلاً صالحاً فلم يحقد على إخوته. في 5: 1- 3 هناك مقاطع فيها التحريض مع عودة إلى يوسف وكلام عام حول الزنى (بورنايا) الذي هو "أم الشرور".
بعد هذا، هناك عدد من الانباءات حول المستقبل. هناك مقطع لاتيني في 5: 4- 6 يتحدّث عن الزنى وعن مقاومة لاوي. وانباء حول السعادة الآتية مع قيامة شمعون (ف 6). وتنتهي هذه الوصيّة في مقطع ختامي يمتدّ إلى ف 8- 9.
الموضوع الرئيسيّ في هذه الوصيّة هو الحسد. تُستعمل "فتونوس" مع "زيلوس" (الغيرة)، ولكن الفرق بسيط بين اللفظتين. في ف 2 نسمع أولاً عن حسد شمعون ليوسف (آ 6) وعن التأثير السيِّئ لروح الحسد الذي يرسله "روح الضلال" (آ 7). بعد 2: 13- 14 يستعمل الاسم "فتونوس" والفعل "فتوناين". نفهم هذا انطلاقاً من تصوير علاقة يوسف مع اخوته في تك 37، الذي يتبعه 2: 6- 11 مع استعمال فعل "زيلون". إن غيرة الاخوة قادتهم إلى الرغبة في قتل يوسف (تك 37: 18- 20؛ رج آ 26)، في وصيّة منسوبة إلى شمعون (2: 7، 11). في ف 3- 4 يتوسّع الأب في موضوع الحسد (فتونوس) الذي يشرف على كل حياة الانسان الذي يحسد، ولا يتيح له راحة إلى أن يتخلّص من الحسد. في سائر الوصيات، يبدو الحسد أيضاً رذيلة مسيطرة، وهو يتوجّه إلى الذين ينجحون (جاد 3: 3؛ 4: 5؛ 7: 2؛ بنيامين 4: 4). كما يرتبط بالبغض والحقد (دان 2: 5؛ جاد 4: 5؛ يوسف 1: 3) (البغض ليوسف). في بنيامين 7: 5؛ 8: 1 يُذكر الحسد مع بغض الاخوة. في بنيامين 7: 2 هو أول كل الشرور، وأمّه سيف يعطيه بليعار

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM