الخاتمة

الخاتمة

وهكذا تنتهي مسيرتنا في رحاب الرسالة إلى أفسس. تركنا الأمور النقديّة المتعلّقة بكاتبها وبالكنيسة التي أرسلت إليها. اعتبرنا أنّ بولس كتبها بيده أو بيد أحد العاملين معه. وأنها أرسلت إلى الجماعة الكنسيّة إلى أفسس، كما أرسلت إلى كنائس أخرى ومنها لاودكية وهيرابوليس.
هذه الرسالة تتوزّع على قسمين رئيسيّين، قسم عقائديّ وقسم أخلاقيّ. الله دعا أهل الأمم الوثنيّة إلى ملء الخلاص والإيمان، كما دعا اليهود. فيبقى لجميع المؤمنين أن يحيوا حياة تليق بالدعوة التي تلقّوها. ينمون في وحدة جسد المسيح بالمحبّة. يسلكون بحسب الإنسان الجديد لا سيّما في علاقاتهم مع الآخرين داخل الكنيسة الوحيدة التي هي عروس المسيح المقدّسة بماء الاغتسال والكلمة.
هذه الرسالة تتوجّه اليوم إلى جماعاتنا وإلى كل فرد منّا. فتدعونا إلى رفع آيات الشكر إلى الله على حسناته من أجلنا نحن الذين آمنا باسم يسوع، ومن أجل جميع السائرين إلى سّر يسوع دون أن يعلموا. فيسوع، بموته، قد هدم كلّ حاجز يفصل بين فئة وأخرى، بين اليهود والوثنين. بين اليونان والبرابرة، بين السيّد والخادم، بين الرجل والمرأة، بين الآباء والبنين. هدم الحاجز الذي هو العداوة وجاء فبشّر القريبين والبعيدين وأصلح بيننا وبين الله بصليبه.
لهذا ننهي قراءة هذه الرسالة بعد أن حلّت علينا البركة الروحيّة الآتية من السماء. ونفهم أنّ الله اختارنا قبل إنشاء العالم لنكون عنده قدّيسين بلا لوم في المحبة. أرسل الرب بواسطة رسوله النداء، فلا يبقى علينا إلاّ الجواب في حياة توافق إيماننا.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM