شكراً لك يا رب لما أعطيننا، يوم أعطيتنا ابنك الحبيب
وصفحاً يا رب، لأننا نتصرّف بعطاياك على هذا الشكل الذي لا ترضاه
بل ننسى أن عطاياك ليست لنا فقط، بل لنحملها إلى الآخرين
بل ننسى أن الصلاة التي نشارك فيها تفعل فعلها في حياتنا
يقول لنا الكاهن: امضوا بالسلام يا اخوتي وأحبائي،
فنمضي ولا نتذكر موتك وقيامتك ومجيئك الثاني
لا نتذكرك في حياتنا وفي حياة الكنيسة والعالم
أي عهد، هذا العهد الجديد بدمك لغفران خطايانا!
لكن الله يقول للشرير: ما لك تتحدّث عن حقي، ويتلفّظ لسانك بعهدي؟
وأنت أبغضت مشورتي ورميت كلامي وراء ظهرك
إذا رأيت سارقاً صاحبته، ومع الزناة جعلت نصيبك.
تطلق فمك للسوء، ولسانك يعتمد المكر.
تجلس فتتكلّم على أخيك وتفتري على ابن أمك.
فعلتَ هذا، فلزمتُ الصمت، فظننت أني مثلك
لكني الآن أوبّخك، وأضع خطاياك أمام عينيك.
نحن يا ربّ نشبه إلى حدّ بعيد ذلك المؤمن الذي اعتبر نفسه فوق الآخرين
إدعى أنه يعتمد على الشريعة، وأنه يعرف مشيئتك، ويميّز ما هو الأفضل
نحن نشبه ذلك المؤمن الذي حاسب نفسه قائداً للعميان
حسب نفسه نوراً للذين في الظلام ومؤدّب الجهال ومعلّم البسطاء.
ولكننا علّمنا الغير وما علّمنا نفوسنا، وعظنا الغير وما وعظنا أنفسنا
وحسبنا أننا إن قلنا يا ربّ يا ربّ، كان لنا ملكوت السماوات
ونسينا أن نفعل إرادتك يا أبانا الذي في السماوات.
اعتبرنا نفوسنا مؤمنين، ونسينا أولى واجبات المؤمن
إن أردت أن تدخل الحياة، فاحفظ الوصايا. هذا كلام إنجيلنا
من يحبّني يحفظ وصاياي، هذه علامة محبّتنا لك.
نحن يا ربّ تركنا مشورتك، ورمينا كلامك جانباً
ما اهتممنا لوصاياك وصاحبنا من يتعدّاها
ربما لم نسرق أموراً هامة، ولكننا نحمّل ضمائرنا أموراً صغيرة،
ربما لم نتصرّف كالزناة، ولكننا تركنا الشرّ يدخل عيوننا وأفكارنا وقلوبنا،
ونسينا أن من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.
لم يكن لنا أن نشهد بالزور على أحد، ولكنّنا تكلّمنا على أخينا بالسوء،
إعتمدنا المكر والافتراء، ونسينا شرّ خطايا اللسان،
ونسينا أن من لا يزلّ بلسانه هو كامل في كل شيء
نسينا انه قدير على لجم جسده كله.
والذي يؤلمنا يا رب هو استهتارنا بك
فعلنا كل هذه الأفعال فحسبناك لا تسمع ولا ترى
أطلت صبرك علينا، فظننا أنك توافقنا على أعمالنا
لزمت الصمت فظننا أنك لا تتكلّم
حسبناك مثلنا تحابي الخاطىء وتخاف أن توبّخه
غير أن صوتك حاضر فينا، يلعلع في أعماق ضمائرنا،
وهو يوبّخنا دائماً: عودوا إليّ.