نحن أمامك يا إله الآلهة وربّ والأرباب، أيها الإله القدير
نحن أمامك، أنت يا سيد السماء العظيمة والارض الواسعة
نحن أمامك تراب ورماد، بل أكثر، نحن خاطئون ولا نجسر أن ننظر إليك
مجيئك مهيب، وحضورك نار آكلة
نور برقك يملأ الشعوب فزعاً، ورعدك يرعب أهل الأرض.
هكذا حضرت على شعبك القديم وسط البروق والرعود والجبل المحترق
هكذا حضرت في سيناء وأعلنت لشعبك: أنا هو الربّ إلهك لا يكن لك آلهة سواي
وهكذا حضرت في جبل صهيون، في هيكلك المقدس وقلت الكلام عينه.
فكلامك هو هو، وشريعتك لا تتبدّل
أما الانسان فيتبدّل،
أما نحن فنريد أن نعبدك ونعبد سواك معك
نريد أن نكون لك دون أن نتخلّى عن ذواتنا
نريد أن نتهرّب إن استطعنا، من العيش بحسب وصاياك،
نريد أن ننظّم حياتنا كما نحن نشاء، لا كما أنت تشاء.
ولهذا أتينا إليك اليوم آسفين نادمين على أفكارنا ونوايانا وتصرّفاتنا.
أنت سيد السادة وربّ الأرباب، ونحن نرفض سيادتك علينا
بل نحاول بعض المرات أن نفرض إرادتنا عليك، يا ويلنا، نريد أن نجربك!
نحاول أن نمننك بما نفعله لك، وننسى أننا عبيد بطالون لم نفعل حتى ما طُلب منّا.
ولهذا نقف أمامك خجلين، لا نجسر أن نرفع رأسنا إلى العلاء
أنت يا ديّان السماء والأرض،
أنت يا ديّان الملائكة والبشر
أنت آت، ولن تسكت، ولن تلزم الصمت، بعد أن أطلت بالك وصبرتَ كثيراً
ونحن ماذا يمكننا أن نقول لك، وخطايانا ظاهرة أمامك، وأعماق قلوبنا غير خفيّة عليك.
فلا يبقى لنا إلاّ الاتكال على عدلك
ولكن إن عدلت سنعاقب على خطايانا
فلا يبقى لنا إذن إلاّ الاتكال على رحمتك وعطفك وحنانك
إرحمني يا الله كعظيم رحمتك، أنا الذي أفعل الخطيئة منذ حبلت بي أمي
إرحمنا، فنحن جبلتك وعمل يديك، إرحمنا من أجل اسمك.