المرجانة والإيمان

المرجانة والإيمان

 

1      اقتنى اللصُّ الإيمان

الذي اقتناه، وأدخله فوضعه

داخل الفردوس. رأى في الصليب

شجرة الحياة. كانت هي الثمرة،

وهو بدل آدم كأنّه الآكل

الردّة   طوبى لمن آمن مثل سمعان،

الذي ورث طوباك.

2      الجاهل الذي له إيمان

في كلِّ سؤال، هو مطليٌّ

كالعين. مثقب الإصبع

أعمى العين، وأفضل منه

التبصّص في الإيمان،

3      والغاطس وراء المرجانة

لا يبصّها. بها يفرح

كلُّ التجّار. ما بصّوا (تحقّقوا)

متى هي، وما تأمَّل فيها

الملك الذي يتكلَّل بها.

4      بما أنّه كان لبلعام الجاهل

بصيرة جاهلة، بواسطة الأتان

تكلّم معه. وأنت توبّخك

المرجانةُ، بدل الآتان.

5      الشعب الذي اقتنى قلبًا من حجر

بكّته بالحجر. فالغمرات

سمعت كلمات (موسى). شاهدةً صُنعت

لكي توبّخهم. وإيّاكم أيّها الخرس،

تُوبِّخ المرجانةُ في هذا اليوم.

6      السنونو والغراب بكّت

بني البشر وبالثور بكّت

وبالحمار أيضًا. والآن توبِّخ

المرجانة. ها هي الطيور

في الوسط وفي الأسافل.

7      ما امتلأ نورك كالقمر،

ولا صغر. فالشمس أعظم

من كلّ بإشراقها. هو صُوِّر النمط

في تصاغرك يا سرّ الابن.

8      أقنوم مليء، وحملوا بالنور،

هو المرجانة. وما من صانع

يسرق منها. فحسنُها نورُها

وحارسها. لا نقص فيها،

فكما هي، هي كاملة كلّها.

9      وإن شاء إنسان أن يكسر ويأخذ

القليل منك، الإيمانَ

شابهت، الذي باد لدى الفجّار،

الذين مزّقوه فتاتًا ثمّ تعقّبوه.

10     الإيمان كيان كامل،

وغير فاسد. من يمزّقه

يتأذى به. من يكفر به

يفسد فيه من يلاحق النور

هو يعمى في بؤبؤة عينه.

11     مقسومتان هي النار والريح

وقويّتان، النور وحده،

فوق كلّ البرايا، لا يُقسَّم

مثل خالقه. لا هو عاقر،

ولا هو يلد ولا ينقص.

12     وإن ظنّ إنسان أنّك أتقنت،

يضلّ كثيرًا. كيانك يصرخ

أنّه ليس متقن الصنّاع

مثل كلّ الحجارة في سرّ هذا الولد.

الذي ما أتقنه الصانع الإلهيّ.

13     هرب صخرُك من مقابلة

صخرة الابن. فولادتُك الخاصّة

من داخل الأعماق. فابن باريك

من عُلى الأعالي. وإذ يشبهك

لا يشبهك، بل يُشبه أباه.

14     وكما الخبر (يقول): حضنان اثنان

ولداك أنت أيضًا. نزل من العلاء

كيان مسائل. صعد من البحر

جسمًا ثابتًا. في ولادة ثانية،

بيّنت حبّك لبني البشر.

15     ثقبتك الأيدي حين تجسَّمت

لمن أمسكوك. أنت في التاج

كما على الصليب. وأنت في إكليل (الشوك)

كما في الظفر. أنت على الأذان

مثل كلمات مفروشة للجميع[1].




[1]أناشيد الإيمان، 84، المرجانة القصيدة الرابعة.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM