المرجانة بنتُ البحر

 

المرجانة بنتُ البحر

 

1      من تشبهين؟ صمتُك يتكلّم

لمن يسمع لك. بفم صامت

تكلّمي معنا. فمن سمع

همس صمتك. رمزك ينادي

بالعمق على مخلّصنا.

2      أمّك هي البتول البحر

وما أخذها (زوجة). في حضنه سقطت

وما عرفت. حبلُك لديه

لم تفهمه الغبيّات

ذبحن نمطك (يسوع) وعلّقنك.

3      أنت يا من أنت وُلدت فقط

من كلّ الحجارة، تشبهين

كلمة العلاء، وحدها

العليّ ولدها. الحجارة المنحوتة

تشبه سرّ العلويّين المصنوعين.

4      الابن تجلّى في حضن خفيّ،

يا للرمز العظيم! حبلك الطاهر

بلا زرع ولا زواج

ولدُك النقيّ من لا إخوة له

مولود منك لأنّه الوحيد.

5      لربِّنا إخوة. ولكنّه بلا إخوة

لأنّه وحيد هو. يا للفريدة!

سرّ عظيم! ووحيد

هو نمطك. في تاج الملك

لك إخوة وأخوات.

6      الحجارة الصالحة تكون إخوتك

مع البلّور والمرجانات

مثل رفيقاتك ويكون الذهب

كابن عشيرتك. لملك الملوك

إكليلاً يكون من أحبابك.

7      حين صعدتِ من جوف البحر،

القبر الحيّ، اقتنيت هذا

الجمع الجميل من الإخوة والأقارب

وأبناء العشيرة. الحنطة في الساق

وأنت في التاج مع الكثيرين.

8      وكما الفساد يعود إليك

بحقّ (أتيت) من هذا العمق

إلى الرفعة الجميلة. حنطة تحمل

الساقُ في الحقل. وأنتِ يزيّحك

رأسُ الملك على المركبة.

9      يا بنتَ المياه، يا من تركت اليمّ

الذي وُلدتِ فيه. إلى اليبس صعدتِ

حيث أنت محبوبة. يحبّونك، يخطفونك

ويتزيّنون بك مثل هذا الولد (الإلهيّ)

الذي أحبَّ الشعوب فتكلّلت به.

10     في المسرّ والحقّ داس لاويتان

المائتون. تعرّى الغاطسون

ولبسوا الزيت في سرّ المسيح.

سرقوك وصعدوا. الرسلُ النفس

خطفوا من فمه حين تمرمر.

11     طبيعتُك تشبه الحمل الصامت

في عذوبته. فإن حرّكها إنسان

وأخذ وعلّقها في أذنه،

مثل الجلجلة، ترمي أيضًا

كلّ أشعّتها على الناظرين إليها.

12     صُوِّر في حُسنك حسنُ الابن

الذي لبس الآلام. المسامير عبرَت فيه

الإبرة عبرتْ فيكِ وإيّاك ثقبوا

كما يديه ولأنّه تألّم ملك

كما في ألمك ازداد حسنك.

13     لو وفّروك ما كانوا أحبّوك

ولو تألّمتِ ملكتِ فسمعان كيفا

تألّم على الصخرة فمن ضربها

نال الضرر منها بسبب آلامه

زيَّن حسنَه العلوّ والعمق[1].




[1]أناشيد الإيمان، 82، المرجانة، القصيدة الثانية.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM