نشيد:50 مبارك من أتمَ الرموز

 

 

النشيد 50

مبارك من أتمّ الرموز

 

الردّة   مبارك من جاء إلينا

فأتمّ رموزه!

1      نتقدّس يا أحبّائي،

ومن خبز الحياة نقترب

ما هو فطير الشعب

ولا حمل مصر هو.

2      لا من السلوى نقترب

ولا من المنّ في البرّيّة[1]

ولا من خبز التقدمات

فخبزنا يتسامى عليها كلّها

3      رموزٌ إلى الأمور الآتية

العلاماتُ هذه الصور

حين يتمّ زمانها

تحلّ محلّها حقيقتنا.

4      لو أنّ الحقّ (يسوع) ما جاء

لبقيت الذنوب بقاء

ألغاها فنعترف

بعمل من هو الحقّ

5      نحن لا نحارب الشعب

بل نحثّ جميع الشعوب

ليطهّروا قلوبهم لاقتبال الروح القدس

الذي يشاركون فيه مع الأنبياء.

6      قيل بالنبيّ: "على عبيدي

وعلى إمائي أفيضُ من روحي"[2]

من أجلنا تحقّق اليوم

الوعد الذي كان في الماضي.

7      ها الله يجعل مسكنه

في قلب العبيد والأحرار وأولادهم

فمن كان أهلاً للجسد (الإلهي)

هو أهل للابن حين يتقبّل جسده.

8      هنا لا محاباة ولا تمييز

لبيتٍ من البيوت ولا لعبد

فالإنسان بقداسته

يتفوّق على رفاقه.

9      قيل لحزقيال:

"ضع ختمًا على الجباه"[3]

هو رمز طبعه الملاك في العلّيّة

حيث تمّت هذه الأقوال.

10     لا أمنح الخاطئين

من الاقتراب إلى الأقداس

فأيّ إنسان، فهما جاهد،

يجرؤ على القول إنّه أهل.

11     فالذين ينالونه

ليسوا أهلاً، ولا الذي يقرّبه

فإن هو تطلَّب تطلّبًا

فلأنّه يتجاوز كلّ قدرة.

12     إن كان ناقص الكمال

شجّع لكي يقترب،

فلكي يشفيه من نقصه

ويجعله بلا عيب.

13     ومن ترك الخطيئة تسير مسيرتها،

يجب أن يعرف نفسه

ليخف إن لم يتنقَّ

أن يستهين بالجسد (المقدّس).

14     خطيئة هذا الإنسان خطيئتان:

ما عرف نفسه

وما عرف نجاسته،

فجلّ جسد ربّنا وعظمته.

15     كتب الرسول عن هذا الرجل:

ينال لنفسه دينونة[4]

لأنّه يتناوله وهو في نجاسته

فلا يعرف أن يقترب نادمًا.

16     بأيّ روح،

إن لم يكن روح الاستخفاف،

يقترب الخاطئ

الذي لا يتوقّف عن الخطيئة؟

17     طوبى لمن هو أهل

لمعموديّة التكفير،

ويقترب من الجسد والدم

وهو بلا عيب في روحه.

18     وبعده، طوبى للإنسان

الذي يقترب بالمخافة

ويؤمن، كما هو مكتوب،

أن تكون له كفّارة.[5]

19     اسمعوا، يا إخوتي، ما يقول لنا الابن:

"من يأكل جسدي ويشرب دمي،

هو فيّ، وأنا فيه،

وأقيمه في اليوم الأخير"

20     وكما قال لنا بعدُ:

هو معنا في مثوى الأموات

فكم يكون معنا إذًا

في هذا العالم وفي الملكوت!

21     سمع التلاميذُ هذا الكلام

فما احتملوه، بل ارتابوا

كيف يمكن أن يتمّ

ما ليس بالإمكان أن يتمّ؟

22     فكّروا: "كيف يعطي ذاته لنا،

وهو حيّ بعد موته؟

من يأكل جسد إنسانٍ

حيًّا كان أو ميتًا؟

23     أن نهان لأجله،

هذا أمر ممكن

وأن نأكل جسده حيًّا أو ميتًا،

فهذا غير ممكن".

24     ما سمعوا هذه الأقوال

ببساطة القلب والروح

بدا الكلام لهم صعبًا،

فمالوا عنه ومضوا.

25     ما أراد المخلّص قبل الزمان

أن يكشف سرّ جسده

قال: "من يأكل"

وما كشف كيف نأكل.

26     كان حبّ الرسل عظيمًا.

وفي عظمة هذا الحبّ

استعدّوا أن يأكلوا جسده،

وهو بعد حيّ، ثمّ ميت.

27     قبل أن يكسر الخبز

أكلوه بشكل خفيّ

وحين وزّع الخبز،

تقدّموا بفرح، جهارًا.

28     من يأكل الخبز الحيّ

يأكل جسد الابن

من يشرب دواء الحياة

تذوق الدمََ شفتاه.

29     نتقدّس بعد أن أعطي لنا

أن نأكل جسد العليّ

وكما يرتاح عن اليمين

يرتاح فكرنا هناك.

30     أحبّ البشر بلا حدود

واعتنى بهم بكلّ الأشكال

بجسده نقّى نجاستنا

وبدمه وهب ذاته لنا.

31     من لا يأكل جسده ولا يشرب دمه،

لا تكون له الحياة، كما قال

الويل لمن لا يتناوله

لأنّه ما أراد أن يؤمن به.

32     الخاطئ الذي يقرّبه من عينيه

بحبّ وإيمان ثابت، ليتنقّى،

يفضّل على البار

الذي رفض أن يتناوله بنقص غيرته.

33     كاذبٌ من اقترب

باستخفاف من جسد ربّنا

كاذبٌ هو كاذب

في داخله، زائف كلّه.

34     ما من إنسان يشوِّه قداسته

ويكون في حالة القداسة

فمن قبل الجسد باستخفاف

جعل نفسه في الحال مكروهًا.

35     إمنح، يا ربّ الضالين

أن يقتربوا من الجسد بإيمان

واجعل من أدركوا نجاستهم،

أهلاً لأنّ يقتربوا وهم مرتعدون.

 



[1] إشارة إلى طيور المنّ وخبز السلوى الذي أعطي للشعب في البرّيّة الفصل السادس عشر من سفر الخروج.

[2] نبوءة يوئيل 3: 1.

[3] حزقيال 9: 4. هو حرف التاو سريانيّ الذي يبدو بشكل صليب.

[4] 1 كور 11: 27.

[5] 1 يو 2: 2. والأبيات التالية هي توسّع في خطبة خبز الحياة وردّة فعل التلاميذ الذين بدأوا يتركون يسوع لولا جواب بطرس: "إلى من نذهب، يا ربّ، وكلام الحياة الأبديّة عندك".

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM