الفصل السادس والأربعون
الإنسان في استعداداته الداخلية
وسلوكه وعواطفه
في إطار تعرّفنا إلى مواضيع الكتيّب الثاني، نتوقف في هذا الفصل عند محطّات ثلاث: وجهات خاصّة بالسلوك البشريّ. استعدادات الإنسان الداخليّة. العواطف الشخصيّة.
1- وجهات خاصة بالسلوك البشري
لن نجد في هذه المجموعة وجوهًا كما في 29:23- 35؛ 24: 30- 34؛ 13:26- 16. ولكن هناك أقوالاً تبدو بشكل مدخل وبداية، فتُبرز رذائل نتجنّبها، وتقدّم أنماطاً بشريّة نجعلها في حياتنا.
أ- الكسل
في 24: 30- 34 يهاجم الحكماء الكسالى ويسخرون منهم. أما الكتيّب الثاني فيقدّم تلميحات قصيرة. يبدو الكسل كرذيلة لها نتائج سيّئة. إنه يُفقر أما الجدّ فيُغني (10: 4، 11: 16، 12: 27، 20: 4). الكسل يجعل الإنسان في الفاقة والجوع الذي لا تكفيه رغبة باطلة (13: 4 ؛ 19: 15، 20: 13). ثقل النوم، التراخي، ملاحقة الأوهام (12: 11)، كل هذا يقود إلى الدمار. ويشير 12: 24 إلى نتيجة أخرى: يصبح الكسلان في عداد العاملين بالسخرة. ربما يصبح عبدًا، لأنه لا يقدر أن يدفع ديونه. ويرافق الكسلَ أخطارٌ أخرى تهدّد الإنسان: رغباته الخاصة التي تقتله (21: 25)، البحث عن الشهوات، عن الخمر والزيت (أو العطور)، وكل هذا يفقر الإنسان (21: 17).
وهناك حكم أدبي يرافق التنديد بالكسل ومساوئه. من يجمع في الصيف يُعتبر عاقلاً، ومن ينام في أيام الحصاد يُحتقر (10: 5). هذه مقولات يحبّها الحكماء. وفي 12: 11: صاحب الأوهام قصير النظر. وهناك تأثير الكسل على المجتمع. فالكسلان مزعج لمن يعتمد عليه كالخل (أو الحامض) للاسنان والدخان للعينين (10: 26). إنه أخ المدّمر (18: 9).
ويصوّر الحكيمُ طريقَ الكسلان مثل سياج أشواك (15: 19). حياته مليئة بصعوبات لا حلّ لها، فلا يعود يجد طريقه. أما طريق الأبرار فممّهد (15: 19، 21). ويهزأ الحكيم بالكسلان الذي ليست له قوة لأن جمل (19: 24) بسبب المسافة بين الصحن والفم. بسبب كل هذه الأعذار، يسخر منه الجميع (13:22).
والعمل الذي يتحدّث عنه الحكيم هو عمل الحقول: الحصاد (10: 5)، الزراعة (12: 11)، الفلاحة (20: 4)، الحقول والكروم (24: 30 ي). في 12: 27 نجد تلميحًا إلى الصيد. وفي 12: 10؛ 14: 4، إلى المواشي. هو لا يهتمّ بالأعمال الاداريّة والاهتمامات الخاصة بالمدينة (الحكمة المصرية تتكلّم عن كسل الكاتب). وهناك مثل يهتم بعقلية الشاري (20: 14)، وقد يكون شاري البهائم.
ب- العمل
التنديد بالكسل هو مديح العمل. فالإنسان المجتهد يعارض الناعس وصاحب الاحلام. ولكن لماذا يعمل الإنسان؟ لأن فه ومعدته يدفعانه إلى العمل (16: 26). وما تجلبه اليدان (12: 14) هو ينبوع مدخول ضروريّ للحياة. وهذه النتيجة تعود إلى ثمرة الفم التي تشبع البطن (18: 20). والكلمة الحلوة تُعتبر حاملة خيرات ماديّة. وفي 18: 21 يتكلّم الحكيم عن أكل ثمار اللسان التي هي موت أو حياة. وقد يكون للعبارة معنى أدبي: من تكلّم حسنًا أو سيّئًا، توجّه نحو الموت أو الحياة.
كل هذه النصوص تشير إلى نتائج الكلام، إلى ثمار الفم. فالنتائج في 18: 21 هي من العالم الأدبي، وفي 12: 14 ؛ 13: 2؛ 18: 20 هي من عالم العمل اليدوي. إنها مداخيل مفيدة لتشبع البطن. ويهتمّ 13: 2- 5 بالكلمة (الفم، الشفاه) التي تنفع الحلق والبطن (نفش في العبرية)، بالكسل أو الجد. ويمزج الوجهات المادّية والادبيّة الخاصة بسلوك البشر: فاسدون، عنيفون، كسالى، كذّابون، جامحون في كلامهم.
ج- السكر
تُشجب هذه الرذيلة، لأنها لا تتوافق واقتناء الحكمة. السكر يبلبل الفكر والحواس (20: 1). يتحدّث الحكيم عن السكر لا عن السكران. وفي مجموعة أخرى (20: 29- 35) يهاجم السكران في لوحة مثيرة.
د- الثروة
تحدّثنا عن الثروة حين تحدّثنا عن العلاقات بين الأغنياء والفقراء. ولكن هناك أمثالاً تقدم حكمًا على استعمال الثروة. إنها تنفع لتقدّم هدية أو لتدفع رشوة. وهذا ينفع من يقدر عليه. الهدية طلسم (8:17) يحمل السعادة والنجاح في كل مناسبة. تجعلنا نرتاح أمام العبء (18: 16) وتساعدنا على الحصول على أصدقاء عديدين وأمناء (19: 6؛ رج 14: 20)، كل هذه المنافع لا يعرفها الفقير (19: 4، 7). ثم إن الهدية لا تنفع فقط مهديها، بل هي تساعد على إطفاء الغضب والعنف (14:21).
والتصرّف بالمال يفترض فطنة ووعيًا. فالفطنة هي ينبوع حكمة، وهي تمارَس حين يكفل الواحد الآخر. فمن كفل غريبًا سار إلى الشقاء. ومن رفض الكفالة اطمأنّ (15:11). ومن جعل نفسه كفيلاً أمام شهور أبان عن جهالته (18:17). يُخطئ الكافل، وما يعتمّ أن يصير مكفولاً: يحتفظ المقرض بالرهن (20: 16؛ 13:17). هذه الأمثال تفترض تنظيم مجتمع يُمارَس فيه القرضُ والرهن والكفالة. في خر 22: 25 ي؛ تث 24: 10-13، 17، تتكلّم الشريعة عن القرض مع رهن (أشياء خاصة، ثياب) وعن القرض مع الفائدة (خر 22: 24؛ لا 25: 35- 38؛ تث 23: 20 ي). هذا الأمر لا يتحدّث عنه الحكماء، بل ينظرون فقط إلى الخطر الذي يهدّد رأس المال الذي ترافقه كفالة. وهذا ما ينظر إليه أيضاً سي 13:8 ؛ 29: 14، 19- 20، فيندّد بمن يكفل دون تفكير أو منتظرًا الربح الوفير (وهذا ما يجعلنا قريبين من الدين مع الفائدة). من المستحسن أن نساعد القريب حسب امكانيّاتنا، ولكن ابن سيراخ يختلف عن أم فيتطلعّ في الوقت عينه إلى الكفالة والقرض مع الفائدة (سي 8: 12؛ 29: 1- 7).
2- استعدادات الإنسان الداخلية
أ- شريعة الله
يلفت الحكماء انتباهنا مرارًا (13:13 ؛ 16: 20؛ 17:19) إلى الكلمة، إلى الوصيّة. نحن أمام شريعة الله أو أقلّه أمام كلمة تقال من قِبل الله فلا نحتقرها. أمام هذه الكلمة، الموقف اللازم هو الخوف والاحترام اللذان يميزان جوهر الديانة اليهوية (10: 27؛ 14: 26، 27؛ 15: 16؛ 19: 23) ويكونان عربون السعادة. وترتبط مخافة الله باستعدادات باطنيّة أخرى: التواضع (15: 33)، المحبّة والأمانة (16: 6). وتنبع المخافة من وعينا للخطيئة (20: 9، 28: 14) دون أن نترك الثقة (16: 20 ؛ 3:17؛ 18: 10). فالمخافة أساس الثقة بالله.
في إطار ديانة الخضوع للكلمة ونحافة الربّ والرجاء، يعي الإنسان واجبه تجاه الله. لا يذكّره به الحكماء مباشرة، ولكنهم يفترضونه. وموقفهم تجاه شعائر العبادة هو موقف الأنبياء. على الإنسان أن يكفّر عن خطاياه بعواطفه الداخليّة. بالرحمة والامانة لا بالذبيحة (16: 6). يفضّل الحكماءُ البرَّ والاستقامة على الذبيحة (3:21) لأن ذبيحة الشرير غير مقبولة (8:15 ؛ 7:21).
وسيذكّر الكاتبُ بالامانة ذلك الذي نذر نذرًا (20: 5)، وهو يطلب منه التروّي قبل الالتزام. إنه لا يصدر حكمًا على مناسبة النذر (رج جا 3:5- 4).
ب- في الحياة الاجتماعية
يشدّد الحكماء على التواضع والتكبّر في انعكاساتهما على الحياة الاجتماعيّة، وهذا بمعزل عن علاقتهما بموقف دينيّ. فالتكبّر هو الجهالة أو ينبع من الجهالة (3:14). ويندّدون بالاعتداد بالنفس الذي يقود إلى العار (11: 2)، وبالتبجّح البليد الذي يخني الفاقة (12: 9). ويُبرز مثل من الأمثال (21: 24) التكبّر والتشامخ والاكتفاء، لأنها أشكال ترتبط بالسخرية التي ترفض كل تأديب. ويرفض الحكيم معاشرة المتكبرين ولو حملت إليه غنى مشكوكًا في أمره (السلب والنهب). فالكبرياء والتشامخ (يرفع عتبة بيته) يسبقان الدمار (16: 18؛ 17: 19؛ 18: 12).
هذه أحكام على مستوى الحكمة. وهناك أحكام على المستوى الديني. فوقف الإنسان المترفعّ العينين والمنتفخ القلب هو خطيئة (21: 4) وان اعتبر مجيدًا في عين الأشرار. الربّ يقلب بيوت المتكبّرين (25:15)، ويمقت القلب المترفع، ولا يتركه دون عقاب (16: 5)، ولكنه يبارك التواضع (22: 4).
يشجب الحكماء الكبرياء، ويهدّدون المتكبرين، ولكنهم يعظّمون التواضع والمتواضعين: الفقراء، الارملة. عندهم نجد الحكمة (11: 2). فالتواضع مرحلة ضروريّة للوصول إلى المجد (33:15: مخافة الربّ تقود إلى الحكمة، 18: 12)0 الربّ يبارك عالم المتواضعين (الارملة 15: 25؛ 22: 4) ويقف بجانب المساكين (14: 31 ؛ 17: 5). ولهذا "تواضعُ الروح مع الوضعاء خير من اقتسام الغنيمة مع المتكبّرين " (19:16). فالموازاة مع غنيمة المتكبّرين تجعلنا نفهم أن الله يعطي الجزاء للمتواضعين. ويشير مثل يرد في 22: 4 إلى هذه المناخ: الغنى ومعه الخيرات الروحية، مخافة الربّ، الكرامة، الحياة. لا شكّ في أن الحكماء يحسّون أنهم هنا مع روّاد الديانة اليهوية. كيف يكون غريبًا عن هذه الديانة من يقود تلاميذه إلى النجاح البشري؟ كل حكمة الشرق هي مزيج من الحسّ الديني والملاحظات العمليّة. فمن الطبيعي أن يكون الدين والاخلاق في أرض إسرائيل دين واخلاق الشريعة والأنبياء.
3- العواطف الشخصية
عاش الحكماء في وسط عالم البشر فاكتشفوا في الوجوه تعبير العواطف الحميمة. لاحظوها وجعلوها موضوع تفكيرهم. أحسّوا بالفرح والحزن وبمرارة البشر، فحدّدوا أسبابها ونتائجها. وهذه العواطف الخاصة لا يدركها الآخرون، لا يدركها الغريب، ولا يمكنه أن يشارك فيها حقًا (14: 10). ولكننا نستشفّها على الوجوه وفي الاخلاق (13:15)، وهي تجعل أيامنا يوم عيد أو يوم حداد. وتأثير هذه العواطف على الصحّة والشقاء قد يكتشفها الطبيب (22:17). ويلاحظ 14:18 صعوبة شفاء روح منكسر. وتأثير الرغبة على القلب (على العواطف) نلاحظه في 13: 12: إذا حُرمت الرغبة كان القلب مريضاً. وإذا أشبعت، تفتّح القلب مثل شجرة حياة.
وقد يشدّد الحكيم على أن الضحك والفرح أمر عابر. إنما ناقصان وقد تغمرهما الكآبة (13:14). هذه وجهة تشاؤميّة تقابل وجهة تفاؤليّة (20: 6، 9، 24). على كل حال، هكذا تبدو الحياة الواقعيّة والحكيم يراقبها. وهو يجد أفراحًا في أمور بسيطة: "يسرّ الإنسان بجواب فمه، والكلمة في وقتها ما أحلاها" (23:15).
وتتواجه عاطفتان في 14: 30: سلام القلب والحسد. فهما يُعتبران كالفرح والكآبة بحسب تأثيرهما على التوازن البشري. فالفرح هو حياة للجسد، والحسد نخر للعظام.
ومهما كانت حياة الإنسان العاطفية حميمة فهي تتأثّر بالآخرين. فالتعب الآتي من الهموم تخفّفه كلماتٌ حلوة (12: 25). وسيلاحظ الحكماء أيضاً (16: 24) تأثير الكلمة الطيّبة (16: 24): إنها عسل في الحلق وشفاء للعظام. وحين نقول إن نظر الإنسان المنير هو فرح للصدّيق (15: 30)، فنحن نلاحظ الخير المتأتّي من هذا النظر. في هذا الاطار، لا يفرض علينا علمُ الاخلاق شيئًا. إنه يوشوش في أعماق قلوبنا ويقترح.
خاتمة
نقدّم في هذه الخاتمة الخطوط الرئيسية للتوجيه الاخلاقي هذا كما اكتشفناها في هذا الكتيّب الثاني الذي عنوانه: أمثال سليمان الأولى.
أقوال مفكّكة ومختلفة تؤلّف هذه المجموعة فتتعب الباحث. إن اخلاقية هذا الكتيّب تعتمد على رغبة طبيعية عند الإنسان الذي يحاول أن يصل إلى خير ثابت، أن يؤمّن سعادته. وقد أراد الحكماء أن يساعدوه بأقوال تدعوه إلى تفضيل موقف على آخر لأنه يقدّم خيرًا أفضل (16:15 ي؛ 8:16، 16، 19، 32؛ 17: 1 ؛ 19: 1 ؛ 22: 1). إلى تفضيل الخيرات الادبيّة على الخيرات الماديّة (21: 9؛ 25: 24، إن 21: 19 يقابل وضعين و 12: 9 يقابل موقفين أخلاقيين). وهذا الأمر ليس خاصاً بهذا الكتيّب: رج 3: 14 ؛ 8: 11 وامتداح سموّ الحكمة و 7:25 وسموّ موقف نتخذه (خير أن يقال لك: أصعد إلى هنا) و 27: 10؛ 6:28 وسموّ شخص على آخر و 27: 5 وموقف إنساني مفضل.
لم ينفتح الحكماء على الآخرة، ولهذا لم يفكّروا (مثل أيوب) بربط قواعد السلوك بسعادة يحصل عليها المؤمن بعد الموت. لقد قلنا إن وعد الحياة المعطى للحكيم وللصدّيق اللذين يخافان الربّ، لا يرتبط بالحياة الابديّة (رج 10: 25، 28؛ 14: 32 ؛ 15: 11). غير أن معلّمي الحكمة لا يَعِدون بسعادة تصل إلينا الآن. إنهم يميلون بأفكار تلاميذهم إلى سعادة آنيّة يكون سلوكهم عربونًا لها: هناك الاسم والشهرة. هناك الذكر الطيّب (7:10). والميراث الذي ينتقل إلى البنين (13: 22؛ 20: 7). سيكون للبار غدٌ ، لن يكون للشرير غدٌ (20:24 ؛ رج 18:23؛ 14:24). وهكذا يحدّثنا الحكماء عن خيرات أرضيّة تتلخّص في حياة ثابتة تنجو من فخاخ الموت (13: 14؛ 27:14) وتتضمّن التنعّم بالغنى في الكرامة والفضيلة.
لم يقدم لنا الحكماءُ بواعث مؤسّسة على قيم أبدية، ولكنهم أعطوا تلاميذهم وجهة روحيّة لسلوكهم. عليهم أن يخضعوا للحكة ولرضى الربّ. فالحكمة والعقل والمعرفة والاخلاق ترتبط بعضها ببعض (10: 23، 31؛ 14: 8؛ 15: 21)، ومن يتبع نصائح الحكماء تكون له حياة صالحة وسعيدة (18:12؛ 14:13؛ رج 10: 11؛ 11: 30؛ 13: 6). ومن ازدرى بهذه النصائح ناله العقاب (13:13؛ 15: 10). فمن الضروري البحث عن المعرفة والفطنة والحكمة (12: 1 ؛ 15: 14؛ 15:18 ؛ 19: 20). ومعاشرة الحكماء تصبح شرطاً للسعادة وسبيلاً عاديًا للاقتداء بهم (13: 20 ؛ 15: 31؛ 19: 25). والحكمة التي نقتنيها على هذه الصورة تصبح طريقَا إلى السعادة (16:16؛ 7:20؛ 14:28؛ 18:29، نقابلها مع 32:8، 34).
وهناك سعادة يقدّمها ابن كامل لوالديه (10: 1 ؛ 15: 25 ؛ وبالمقابل 17: 21، 25 ؛ 13:19). وهناك خير خاص يُفاض على الآخرين (10: 21؛ 18:12 ؛ 17:13؛ 25:14)، على المدينة (11: 10؛ 14: 34؛ والعكس 11: 14، 26).
والنجاح والسعادة قد يكونان مشروطين بالخضوع لرضى الله (19: 21 ؛ 20: 24؛ رج 16: 1، 19، 20)، أو يبدوان آتيين من عنده (18: 22). فرضى الربّ يصل إلى الصدّيقين، إلى المستقيمين، إلى الصلاّح (12: 2). أما الأشرار فيرثون الغضب (21: 12؛ 24: 18). واحترام كلمة الربّ (13: 13؛ 16: 20؛ 19: 16) ووصيته ومخافة الربّ هما ينبوع كمال أدبي، هما ينبوع سعادة. وإذا رحنا إلى أعمق من هذا قلنا إن من سلك حسنًا أكرم الله (14: 31).
لم يقدّم الحكماء طريقين للكمال: واحد مبنيّ على حكمة العالم، وآخر يتأسّس على الخضوع لله. فمخافة الربّ وتعليم الحكيم هما واحد (33:15) ونتائجهما واحدة (13: 14؛ 27:14). فديانة الحكماء هي ديانة الشعب وقوّادِه الروحيين، وهي ترتبط بالربّ (يهوه)، وتؤمن بعمل الشريعة ومواعيدها من أجل سعادة الإنسان