الفصل الخامس والثلاثون
إذا تكاثر الأبرار
29: 1 – 27
يتكلّم الفصل الأخير من مجموعة حزقيا (تبدأ في 25: 1) عن المواضيع التالية: التوبيخ والعقاب (آ 1، 15، 19)، الحكم (آ 2، 4، 12، 14، 18، 26)، الزنى (آ 3)، التملّق (آ 5)، الأشرار والأبرار (آ 6، 7، 15، 16، 27)، الساخر (آ 8)، الحكيم والجاهل (آ 9)، ضبط النفس (آ 11، 20)، الغني والفقير (آ 13)، التربية (آ 15، 17)، الخادم وسيّده (آ 19، 21)، الكلام (آ 20)، الغضب (آ 22)، التشامخ والتواضع (آ 23)، المشاركة مع السارق (آ 24)، الاتكال على الربّ (آ 25، 26).
(29: 1) يزداد عنادًا. حرفيًا: يصلّب عنقه. هي عبارة اشتراعية (تث 9: 6، 13؛ 10: 16 ؛ 27:31) ونبويّة (إر 26:7؛ 23:17 ؛ 15:19؛ رج 2 مل 17: 14). تدل على التصلّب في الشرّ. إن المتصلّب يدمَّر بسرعة. البيت الثاني يستعيد 6: 5 (رج 12: 1 ؛ 18:13 ؛ 15: 10؛ 28: 14).
(آ 2) إذا تكاثر الصديقون، أو إذا عظُم الصديقون، أو إذا امتُدح (كاليونانية) الصديقون (رج 28: 12، 28).
(آ 3) تطرّق الكاتب إلى مصير الإنسان الذي يعاشر الزواني في ف 1- 9، ولكنّه شدّد هنا (ق 5: 10؛ 6: 31) على النتائج الماليّة. لا نتكلّم عن عقليّة المرتزقة، بل نتذكّر أن الغنى هو علامة بركة الله وعنصر أساسي من أجل ثبات العائلة وسط الجماعة. فمن بدّد ماله، أبان عن جهل، وخان عائلته وهو رأسها. البيت الاول: رج 10: 1؛ 23: 15 ؛ 27: 011 البيت الثاني: رج سي 6:9 ي؛ لو 15: 11 ي.
(آ 4) صاحب الابتزاز أو بالاحرى الذي يقبل الرشوة والهدايا ليحرِّف الحق. إنه عكس الملك المنصفة. قالت اليونانية والسريانية: الرجل الشرير. قال ماريكارع: مارس الحقّ ما عشت على الأرض، ولا تحرم أحدًا من خيرات أبيه، ولا تطرد القاضي من كرسيه. إحذر أن لا تعاقب... فالسيِّد صاحب الحس المستقيم يزدهر.
(آ 5) تعبير عن خبرة يوميّة (رج 6: 16 ي؛ 27:25؛ 23:26-28؛ 28:28). بالنسبة إلى الصورة: رج 1: 17؛ 4: 9؛ 7: 23.
(آ 6) تُعرَض نتائجُ الخير والشرّ بلغة الخوف والخطر (رج 1 :18؛ 23:7) أو بلغة الثقة والفرح (23:3؛ 4: 12).
(آ 7) حقّ الوضيع الذي ليس له من يساعده. ليس له من يساعده في المحكمة بسبب فقره المادي (10: 5 ؛ 19: 17 ؛ 22: 22؛ مز 41: 1) أو ضعفه المعنوي الذي لا يسمح له أن يدافع عن نفسه (3: 5- 8؛ إر 5 :28؛ مز 140: 12).
(آ 8) ق 11: 10، 11؛ 12: 020 العلاقة بين الفرد والجماعة.
(آ 9) ق 26: 4. يؤكّد هذا القول أن لا فائدة من توبيخ الأحمق. فالأفضل أن نقطع كل علاقة به. قالت السبعينية: الرجل الحكيم يدين الشعوب، والرجل الخاطئ يغضب ويضحك ولا يخاف.
(آ 10) الرجل العنيف والقاتل يقف الأبرار أمامه فيبغضهم. يذهبون إليه ويستعطفونه.
(آ 11) ق 32:16 ؛ 28:25.
(آ 12) يقدّم هذا القول نصيحة مباشرة عن واجبات الملك، ويُفهم على ضوء أقوال أخرى في الموضوع عينه: أعطي الملك ان يكتشف الحقيقة (ق 16: 10؛ 8:20) وعليه أن يفعل (ق 25: 2). إن الكاتب يعرف أن الملك الضعيف (الذي يُنصت إلى الافتراء) هو أيضاً فاسد (رج سي 10: 2).
(آ 13) رج 22: 2. يعبّر المثلان عن تسلّط الله على الفقير والظالم. الربّ ينير أعينهما، أي يعطيهما أفضل ما في هذه الحياة (رج مز 13: 4؛ أي 33: 30).
(آ 14) هذه هي علامة نجاح الحكم: الاهتمام بكل فئات المجتمع (رج آ 4؛ 16: 12؛ 20: 28؛ 25: 5؛ 31: 5).
(آ 15) ضرورة التأديب مذكورة مرارًا في أم. تُذكر الأم هنا بسبب دورها عندما يكون الإنسان صغيرًا (ق 13: 24؛ 23: 13- 14).
(آ 16) ق 28: 12، 28 ؛ 29: 2.
(آ 17) رج آ 15.
(آ 18) كلمة "حزون " رؤية (رج حزا في السريانية). تعني الرؤية (أش 29: 7؛ دا 8: 1؛ 9: 24؛ حز 22:12 ي؛ هو 12: 11). وتعني الوحي (1 صم 3: 1 ؛ إر 14: 14 ؛ 16:23؛ حز 16:13). وبالأخص الرؤية النبوية (أش 1: 1؛ 1 أخِ 17: 15؛ 2 أخ 32: 32؛ مز 89: 20؛ حب 2: 1ي). ولهذا قلنا: حيث لا أنبياء. إذاً هناك علاقة بين الأنبياء والحكماء. وستُذكر الشريعة فيما بعد وهكذا نكون أمام التيارات الإسرائيلية الثلاثة: النبوي والاشتراعي والحكمي (حز 7: 26 ؛ إر 18: 18).
(آ 19) إن كلّمته لا يجيبك، أو لا يطيعك، أو لا يتنازل فيجيب. إذًا لا تكفي الكلمة وحدها. فالعقاب الجسدي ضروري. قال أحيقار: العصا للعبد، التوبيخ للأمة، والأوامر للخدم.
(آ 20) البيت الاول (رج 29:22؛ 12:26): ضد التهوّر (رج 2:19 ؛ 21: 5 ؛ 28: 20 ؛ جا 5: 1). البيت الثاني: نجده في 12:26.
(آ 21) أشكل فهم البيت الثاني، فقالوا: وجدَه عاصيًا أو اعتبر نفسه ابنًا أو صار وارثًا. قالت السبعينية والسريانية: الذي يعيش في الرخاء منذ الطفولة يصير عبدًا، ويبكي في النهاية على نفسه. أما نحن فعدنا إلى العربية: من دلّل عبده في صغره ابتلي (منون في العبرية: منا: ابتلى) به في كبره.
(آ 22) رج 17:14؛ 18:15.
(آ 23) تُعرَض النظرة إلى الكبرياء في عبارات عامّة وشاملة في 18:16، وتبدو سبب الخراب. وتصوّر في 25: 6- 7 في علاقاتها مع العظماء. هذا ما تقوله الحكمة المصرية. أما الأنبياء، فيشدّدون على تكبّر الشعب في علاقته مع ربه ومع الآخرين (رج 17:14؛ 15: 18؛ 16: 32).
(آ 24) البيت الاول: رج 1: 10- 019 البيت الثاني: التعويذ في النظام العام (قض 17: 2) أو في النظام القانوني (لا 5: 1) حيث نجهل المتهم. فالتعويذ يزيد الخطيئة ويجلب لعنة الله الثقيلة على الأشرار (33:3؛ 11: 26).
(آ 25) خشية البشر. رجعنا إلى العربية فقلنا: من يسرع (حردت في العبرية. أحرد في مشيته: أسرع). قالت السبعينية: إذا عُرض قسَم، فالذين يسمعونه لا يتكلّمون. حينئذ يسقط أناس خائفون وخجلون. ولكن الذي اتّكل على الربّ يبتهج. فالكفر يمنح الإنسان الهزائم، ولكن الذي وثق بالربّ يخلص.
(آ 26) رضى. حرفيا: وجه. إن الله يسند النظام وإن حدّده ظلم الإنسان.
(آ 27) التعارض بين الأشرار والأبرار. للإنسان الشرير طريقه المعوجة (1: 10- 19)، وللبار طريقه المستقيمة (4: 10- 19)0 العيب أو الرجس (رج 3: 32 ؛ 7:8؛ 15: 9 ؛ 24: 9 ؛ 24: 9 ؛ 28: 9)0 الله يمقت مثل هذا الشرير، وقد يمقته الإنسان (رج 27:11).