الفصل الحادي والثلاثون: هذه أيضاً أمثال سليمان

الفصل الحادي والثلاثون
هذه أيضاً أمثال سليمان
25: 1 – 28

تشكّل ف 25- 29 مجموعة سليمان الثانية. فنحن نقرأ في 25: 1: "هذه أيضاً أمثال سليمان ". نجد كلمة "عتق " أي نظُم ومعطيات قديمة وصلت إلى الكاتب بطريقة شفهيّه. وزادت السبعينية: متنوّعة أو مبعثرة. وقالت السريانية: عميقة، فقرأت "عمق " بدل "عتق ".
متى دوّنت هذه المجموعة؟ في وقت نهضة وطنيّة ودينيّة كذلك الذي عرفه زمن حزقيا (725- 692 ق م). فسقوط السامرة والتهديد على يهوذا دفعا الكاتب إلى تنظيم تقاليد يهدّدها الضياع. ثم إن ف 28- 29 يعودان إلى أرض إسرائيل. قال بعض العلماء إن شبنا الكاتب (2 ملِ 18: 18، 37 ؛ 19: 2 ؛ أش 37: 2) قام بهذه المبادرة. ولكن هذا القول يبدو ضعيفَا لأن تنديدات أشعيا (22: 15- 23) هذه لا تساعدنا على اسناد هذا الدور إليه في تدوين أمثال تهاجم بطريقة صريحة الأشرار الذين يشيرون على الملك ويضطهدون الصديقين.
نقسم هذا الكتيّب قسمين: الأول: ف 25- 27. الثاني ف 28- 29. ان 23:27- 27 يختتم مجموعة مستقلة كما أن 31: 10- 31 هو خاتمة أم كله.
المواضيع المطروقة هي: الجاهل، الكسول، الخاصم، الصداقة. ويتكلم هذا الكتيّب عن الربّ، عن النبوءة، عن الخطيئة، عن البرّ والفضائل الانسانيّة، عن الغنى والفقر، عن التربية.
(25: 1) هذه أيضاً أمثال سليمان كما نظّمها رجال حزقيا (2 مل 18:18).
(آ 2- 3) واجبات الملوك وموقف عبيدهم منهم.
في آ 2 لا علاقة بين البيتين ولكل بيت معناه: السرّ هو جوهر الله، والملك الصالح يبحث عن الأمور ليكتشفها.
في آ 3: من الصعب معرفة فكر الملك وسرّ الكون (30: 4 ؛ مز 7:36). إن الملك يشارك في سرّ الله كما تقول النظرة التيوقراطيّة في أرض إسرائيل (1 مل 3: 12- 13).
(آ 4- 5) مقابلة مع الفضة المنقّاة في البوتقة. ثم أهمية المستشارين الحكيمين والعادلين (رج 15: 22؛ 16: 12؛ 20: 18). هنا نتذكّر دور الأنبياء في أرض إسرائيل.
(آ 6- 7) قواعد اللياقة أمام العبء. رج ما يقوله لو 7:14- 11 عن التواضع في مثل المدعوّين إلى العرس. ونجد الفكرة عينها في سي 14: 1- 22. وقال فتاح حوتب: أنت في غرفة انتظار جالس أو واقف. إنتظر دورك بصبر. إنتبه إلى المنادي... الله هو الذي يعطي المقام الاول. وقال أحيقار: يا ابني، إذا جلست إلى المائدة عند الناس، فلا تجلس في المقام الرفيع لأنه يأتي أناس من مقام أرفع فيجعلونك في مقام أدنى. أما إذا جلست في مكان أدنى فيدعونك إلى أعلى ولن يقال لك ارجع إلى مكان أدنى.
(آ 8- 10) في آ 7: ما رأته عيناك، لا تبرزه عاجلاً. نقرأ في السبعينية: ما رأته عيناك قله.
الموضوع هو السكوت في المنازعات بسبب التعقيدات التي تبرز. قد نكون هنا في المحكمة أو في الحياة الخاصّة (سي 27: 11- 21). قال أمينيموفي في هذا المعنى: لا تكشف أسرارك لكل الناس فتدمّر سمعتك. لا تُدر كلماتُك دورة الناس ولا تشترك مع الثرثار. خير للانسان أن يخفي كلمته في قلبه من أن يقولها على حساب سمعته.
في آ 10 تقوله السبعينية: لئلا يعيّرك صديقك. خصومتك وبغضك لا يبتعدان، بل يكونان لك كالموت. وتزيد: الرحمة والصداقة تحرّران، فازرعهما لك، لئلا تكون اهلاً للوم، واحفظ طرقك مستقيمة.
(آ 11- 14) سلسلة من أربعة تشابيه: الكلمة تفاحة، التوبيخ خاتم وحلية، السفير الأمين ماء بارد، عطية الزور سحاب وريح.
في آ 11: أهمية الكلمة التي تقال في وقتها. هذه هي نصيحة المعلّمين (16: 24). قال ماريكارع: كن حذقا في كلمتك لكي تغلب، لأن لسان الملك سيف لك.
في آ 13: السفير الامين في وقت الأزمة هو شراب يبرّد الفلاح العطشان في حرّ الصيف (رج آ 25).
(آ 15) في البيت الثاني نقرأ مع أحيقار: لسان الملك ناعم، ولكنه يحطّم أضلاع التنين.
(آ 16- 17) قولان في الاعتدال.
في آ 16: حين جمل العسل البري، إعرف أن تتوقّف في الوقت المناسب. هذا مثل عن الاعتدال.
في آ 17: هذا مثل تعليمي. قالت حكمة أني: لا تذهب إلى بيت جارك دون قيد ولا شرط، بل إذهب إليه فقط حين تُدعى.
(آ 18- 19) كانت شهادة الزور دومًا خطيئة فظيعة (خر 25: 16)، وافظع أشكال المكر. قال أمينوفي: لا تشهد بكلام كاذب، لا تذهب إلى المحاكمة أمام عظيم، ولا تشوّه شهادتك. قالت السبعينية: سنّ الشرير ورِجل الكافر تهلكان في يوم الشرّ.
(آ 20) إن أفضل الأشياء قد تكون مضرّة إذا استُعملت في غير وقتها.
في أ 20: من ينزع ثوبه في يوم بارد. تبدو هذه الفقرة تكرارًا للآية 19 ب. أما الشعبية اللاتينية فتربطها بما سبق. وقالت السريانية: من ياخذ الرداء من صاحبه في يوم البرد مثل من يرمي الخلّ على الوتر.
(آ 21-22) ق 22:20 ؛ 17:24-18، 29. لقد فهم الحكماء قوة المحبة لحل الخلافات واحلال السلام. وإذا فشلنا، فلن يكون سخاؤنا ضائعًا والربّ هو الذي يجازي (رج تث 35:32 ؛ روم 19:62؛ عب 10: 30).
وقال الحكماء: لا تُرِد الشرّ على الرجل الذي خاصمك، بل عاملْ باللطف عاملَ السوء. حافظ على العدالة مع عدوّك وتبسَّم لخصمك.
(آ 23) ريح الشمال تمنع (حول في العبرية أي حال دون) المطر ولا تولده. قالت الشعبية اللاتينية: ريح الشمال تبدّد المطر ونحن نعرف أن الريح الغربية (لا الشمالية) تولّد المطر (رج 1 مل 18: 41 ي؛ لو 12: 54). إذا قلنا ريح الشمال يكون منبت هذا المثل أرض الاسكندرية.
(آ 24) رج 9:21.
(آ 25) نتخيّل رجلاً ينتظر أخباراً (تجارية أو حربية) منذ أسابيع، بل منذ أشهر، ولا يعرف متى تصل إليه بسبب مخاطر الطرق. فحين يصله الخبر يكون كالماء البارد في نفس عطشانة.
(آ 26) المياه قليلة والشتاء غير أكيد في أرض فلسطين، من هنا أهمية الينابيع والعيون. ولكن إن عكر النبع وأسنت المياه فماذا تنفع؟ تكون كانتصار الشرير على البار.
(آ 27) من البيت الأول مع آ 16، قالت السبعينية في البيت الثاني (غامض في العبرية): من العدل أن نكرّم الكلام المجيد.
(آ 28) رج 16 : 32. هدف تعليم الحكمة أن يساعدنا على التغلّب على نفوسنا. فالغضوب الذي لا يضبط نفسه سريع العطب مثل مدينة لا أسوار لها

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM