الفصل العشرون
الجواب الرقيق
15: 1 – 33
(15: 1) رج سي 3:8، 28: 12، قال فتاح حوتب: "الإنسان الحار يزرع النميمة". أما الجواب الرقيق فيوقف الخصام. قالت السبعينية: الغضب يقتل حتى الحكماء.
(آ 2) دور الحكماء وإعطاء المعرفة. وهذا يعارض دور البلداء (آ 7؛ 2: 1- 9؛ 13:3- 18 ؛ 18:9). دور الحكماء كدور الأنبياء. يعود الأنبياء إلى وحي إلهي (إر 1: 4-10 ؛ أش 1: 1- 13). أما موضوع تعليم الحكمة فيرتبط بنتائجها المتعدّدة (1: 1-7؛ 10: 30- 32 ؛ 12: 18).
(آ 3) عين الرب تراقب كالحارس من أعلى برجه (2 مل 17:9- 20 ؛ أش 52: 8) وكالنبي الذي يسمع كلمة الله (حز 3: 17)، وكالمرأة التي تدبّر بيتها (31: 27). هذا يدلّ على معرفة الله الشاملة التي تلج حتى أعماق النفوس (مز 17:34 ؛ سي 15: 18 ؛ 17: 15؛ 23: 19). ليس الله ذلك اللامبالي، بل ذلك المهتمّ فيجازي الأشرار والأخيار.
(آ 4) هلاك للروح (أش 65: 14؛ مز 69: 21؛ 147: 3؛ إر 23: 9): أي: يأس ناتج عن الخوف أو خيبة الأمل. يشير المثل إلى شجرة الحياة (رج تك 2: 9 ؛ أم 3: 18 ؛ ق 18:12 ؛ 3:14، 30). ترجمت السبعينية البيت الثاني: ومن يحتفظ بها (بالكلمة) يمتلئ فكرًا. وقالت القبطية: شقاء اللسان شجرة حياة. من يصنع هذا يشبع من ثمارها.
(آ 5) يذكّرنا هذا المثل بتعابير المقدمة، كما في الكتيّب الأول، فيدلّ على تواصل الأسلوب التعليمي لدى الحكماء.
(آ 6) هذا هو مبدأ المجازاة على هذه الأرض (رج 10: 2، 16؛ 11: 4، 18 ؛ 22:13؛ 27:15).
(آ 7) قالت السبعينية: حيث العدالة تامّة فهناك قوّة عظيمة، والأشرار الذين جذورهم في الأرض يهلكون.
(آ 8- 9) ما الذي يمقته الربّ؟ ذبيحة الأشرار وطرقهم. وما يريده هو الاستعدادات الداخلية التي تحدّث عنها الأنبياء مرارًا (أش 1: 11- 15؛ إر 6: 20؛ 7: 22؛ عا 5: 21؛ هو 6:6 ؛ ملا 1: 12). نحن لسنا أمام شجب للذبائح. بل إن الذبائح التي لا صدق فيها هي تجديف على الله. وإن الصلاة ترافق الذبيحة التي هي أيضاً تقدمة نرفعها إلى الرب.
(آ 10) رج 23:5 ؛ 10: 17؛ مز 55: 24.
(آ 11) الجحيم (أو مثوى الأموات) والهاوية (أبدون في العبرية أو موضع الدمار) يرتبطان بعالم الأموات (27: 20؛ أي 26: 6). في هذا الإطار نكتشف قدرة الله الذي يحيط وحده بالكون كله. فاذا كان الله يعرف العالم فهل يخفى عليه قلب الإنسان؟
(آ 12) رج 1: 20 ؛ 7:9؛ 13: 1، 20. لماذا يقسّي الساخر قلبه؟ لأنه لا يستمع إلى الحكمة.
(آ 13) إعتبارات سيكولوجية (القلب، الوجه، الفكر) تدلّ على علاقة الملكات بعضها ببعض (رج 22:17؛ 14:18؛ سي 12:13- 25).
(آ 14) رج آ 2، 5:18 1 ؛ سي 39: 1. كررّت القبطيّة البيت الثاني: فم الجهّال يعرف الشرور، قلب الجهّال يعرف...
(آ 15- 17) أقوال تعلّمنا أن الفقر ليس شرًا في حدّ ذاته. ولكنّه يحمل إلينا بعض الخير.
في آ 15: الحياة أنت تجعلها أيام سوء أو عيدًا دائمًا. قالت السبعينية: عيون الأشرار تنتظر الشرور كل يوم، أما الأبرار فهم دائمًا في طمأنينة.
إن آ 16- 17 تُعارض بين الخيرات المادية والخيرات الروحية. قال امينيموفي: الفقر في يد الله خير من الغنى في الخازن. الخبز وحده مع قلب فرِح أفضل من الغنى مع الكآبة.
(آ 18) رج 29:14؛ 15: 1؛ 22: 24؛ 26: 20؛ 28: 25؛ 29: 22؛ سي 8: 16؛ 28: 8- 12.
(آ 19) تبدو الصعوبة كبيرة أمام الكسلان، ومهما تأخّر في حلّها، ازدادت ونمت. رج عن الكسل 6:6- 11 ؛ 13:22؛ 24: 30؛ 13:26- 16.
(آ 20) رج 10: 1. تشدد هذه الآية على التقوى البنويّة التي تميّز روح الحكمة.
(آ 21) رج 16:3؛ 10: 23 ؛ 14: 16. قالت السبعينيّة في البيت الأول: طرق الجاهل ينقصها العقل.
(آ 22- 23) تعبّر هاتان الآيتان عن أهمية النصائح التي هي من مهمّات الحكماء. إنها تحمل الخير لقائليها ولسامعيها (11: 14 ؛ 18:20؛ 22: 21؛ 6:24؛ 25: 11). رسالة الحكيم كرسالة النبيّ. غير أن النبيّ يتلقّى دعوة إلهيّة تفرض عليه أن يتكلّم (إر 1: 1- 10؛ 9:20 ؛ عا 8:3 ؛ اش 6: 1ي). أما الحكيم فيتخذ المبادرة ويقوم بمهمّة نشر الحكمة وهو مرتاح.
(آ 24) الحياة والجحيم (أو الشيول: مثوى الأموات). نجد في النصّ العبري: فوق، تحت، فاعتبر بعض الشرّاح أن النصّ يشير إلى المجازاة في العالم الآخر: الأبرار فوق، الأشرار تحت. ولكن إذا كان عالم الأموات تحت الأرض، فعالم الأحياء فوق الأرض.
(آ 25) مبرر تعليمًا مماثلاً عند الأنبياء الذين يتحدّثون عن الله كمدافع عن المساكين والأرامل والأيتام، كمعاقب للظالمين (أش 5: 1- 30؛ مي 2: 1- 9؛ هو 5: 1- 14 ؛ 8:2- 12؛ رج تث 14:19). ونجده أيضاً عند الحكماء (14: 21، 31؛ 17: 5 ؛ 19:19 ؛ 2:22؛ 13:29؛ أي 15:31؛ 19:34 ؛ رج مز 10: 17؛ 6:68). يستند هذا التعليم إلى التشريع الموسويّ الذي نقرأه في تث 19: 14. ونلاحظ أن الحكمة المصريّة تجعل النظام الاجتماعي في حماية الآلهة.
(آ 26) يرتبط البيتان بالله دون أن يكون هناك توازٍ أو تعارض.
(آ 27) البحث عن الربح وطلب الرشوة أمر يعيبه الرب (خر 8:23 ؛ حز 12:22 ؛ جا 7:7). قال امينيموفي: لا تأخذ الرشوة من القويّ ولا تظلم الضعيف لمصلحتك.
(آ 28) أهمية التروّي. رج 10: 14- 19؛ 13: 3.
(آ 29) رج 15 : 8؛ مز 16:34-18؛ 3:65 ؛ 18:145. يتطلعّ المعلّمون إلى رضى الربّ عن الأبرار أكثر منه إلى رحمته للخطأة. أما الأنبياء فيشدّدون على الرحمة في سلوك الله نحو شعبه وفي المواعيد المسيحانيّة (رج إر 33:30؛ أش 49، 56 ؛ هو 11: 1- 11؛ 2:14- 9 ؛ عا 8:9- 15).
(آ 30) يدلّ لمعان العينين على الراحة بعد التعب (1 صم 14: 27- 29). أما العين المستنيرة فتدلّ على رضى الرئيس (15:16؛ أي 24:29) ورضى الله (مز 7:4 ؛ 44: 4 ؛ 16:89).
(آ 31- 33) تستعيد هذه الآيات موضوع الحكمة، وتربطه بمخافة الربّ. هناك قراءات عديدة للآية 33 ب. بدء المجد يقابله. ويزيد: يأتي المجد أمام الوضعاء (السبعينية). وقالت القبطية الصعيدية: يسير المجد أمام الوضعاء، وبداية المجد باكورة عدالة الرب الذي يدبّر الكون