الفصل الثامن عشر: حول ملوك يهوذا

الفصل الثامن عشر
حول ملوك يهوذا
21: 1- 23: 8

نقرأ في هذا الفصل سلسلة من الأقوال النبوية المتعلّقة بملوك يهوذا. في الخاتمة (23: 1- 8) يعلن الربّ أنه يهيِّئ لشعبه رعاة (23: 4) أو بالأحرى راعياً (23: 5- 6)، يجسّد برّه ويكون بحسب قلبه (15:3). هذا ما نجده بشكل موسّع في حز 34.

1- الملك صدقيا (21: 1- 14)
جاء صدقيا بعد ابن أخيه يوياكين الذي حكم بضعة أشهر وذهب إلى المنفى البابلي في آذار سنة 597. ما أراد هذا الملك أن يسمع كلامَ إرميا، ولكنه كان يسأله مراراً ويحسّ بالحاجة إلى حضوره.
أ- قراءة النصّ
آ 1- "الكلمة التي كانت إلى إرميا من لدن الربّ... قائلاً". رج 7: 1، 11: 1؛ 18؛ 1؛ 30: 1؛ 34: 1؛ 35: 1؛ رج 8:32؛ 8:34؛ 40: 1.
آ 2- نبوكد رصّر (غائب في اليونانية). هذه أول مرة يظهر هذا الاسم في إر. في الاكادية: نبو- كودوري- أصور. نجد نبوكد نصر (أو= نبوخذ نصر) في 27: 6، 8، 20؛ 3:28، 11، 14؛ 29: 1، 3. غابت من اليونانية: معنا (يصنع معنا).
آ 3- في اليونانية يضاف: (إلى صدقيا) ملك يهوذا.
آ 4- الجملة اليونانية أقصر من الماسورية لغياب عدد من الجمل نجدها في الماسوربة: "إله اسرائيل". "التي بأيديكم". "ملك بابل" و "أجمعهم". في الماسوري: "أجمعهم". في ترجمة: آتي ؛ معاً (إلى وسط هذه المدينة). جملة ملتبسة. هل نحن أمام الاسلحة التي تُجمع أمام الكلدانيّين؟
آ 5- "بيد مبسوطة وذراع قوية". رج 27: 5؛ 17:32، 21 (مع اختلافات): ق تث 4: 34؛ 15:5 ؛ 8:26؛ ومع اختلافات في تث 9:7 ؛ 2:11؛ 1 مل 42:8= 2 أخ 6: 32. وخارج الأدب الاشتراعي، رج حز 20: 33، 34؛ مز 136: 12.
آ 7- هنا كما في آ 4، جاء النصّ اليوناني أقصر فنقص منه "بيد نبوخذ نصر ملك بابل "وفي يد" (طالبي). الماسوري: فيقتلهم (المفرد). في اليونانية: فيقتلونهم (الجمع، إذ لا يُذكر في اليونانيّة نبوخذ نصر). في الماسوري: لا يرثي لهم ولا يشفق (نبوخذ نصر). في اليونانية: أرثي لهم ولا أشفق (أنا الربّ). غابت: لا أرحم. رج 13: 14 حيث النصّ الماسوري قريب من اليوناني في آ 7.
آ 8- رج تث 30: 5؛ إن آ 8- 10 تنفصل عن آ 3-7 بسبب فعل "تقولون" في آ 3 و"قل" في آ 8. هناك أكثر من متكلّم، لأن الوفد لا يتكلّم في آ 8- 10.
آ 9- رج 38: 2 مع بعض الاختلافات الطفيفة. لا نجد في اليونانية "الولاء". في الماسوري "و ن ف ل" (يسقط، يستسلم، يلجأ) غير موجود في 38: 2 (رج 37: 13 مع ن ف ل). كت: ي ح ي هـ. قر: و ح ي هـ، يحيا. السريانية مع كت. اليونانية مع قر ولكن المعنى هو هو ما عدا حرف العطف. وعبارة "تكون له نفسه مغنما" (غنيمة حرب) نجدها في 2:38؛ 39: 18؛ 45: 5.
آ 11- لا نجد في بداية الآية حرف العطف (الواو)، الذي كان يربط ما يلي بما سبق بحيث يتماهى إرميا مع المتكلّم. قد تكون الآية كلها تدوينيّة. أما الجمع "اسمعوا" فيدل على أن الكلام يتوجّه إلى البلاط الملكي ككل، لا إلى الملك وحده.
آ 12- الماسوري: ل. ب ق ر: في الصباح (رج عا 4: 4). بهس: ل ب ق ري م: كل صباح. رج مز 73: 4 (سقطت الميم لأن الكلمة التالية تبدأ بالميم: م ش ف ط). "م ي د. ع وش ق"، من يد الظالم كما في 3:22 (سقطت العبارة في اليونانيّة).
آ 13- "ساكنة الوادي" (ماسوري). في بهس: التلّة (عوفل). رج مي 4: 8؛ أشد 32: 14: من أجل "الوادي". هناك من فهم: الناظرة إلى الوادي. الماسوري: ص و ر: صخرة. في اليونانيّة: صور المدينة.
آ 14- رج 23: 2 ب. لا نجد آ 4 1 أ في اليونانيّة. إن التبدّل في الصيغة يدلّ على أن آ 13- 14 ضمّتا قطعتين مميّزتين في الأصل (المؤنث المفرد: المدينة. الجمع، نحن وانتم: السكّان). الماسوري: "ب ي ع رهـ"، في غابته، رج 22: 6- 7.
ب- التفسير
آ 1- أرسل صدقيا يسأل إرميا كما اعتاد أن يفعل. أرسل فشحور بن ملكي (38: 1) الذي هو غير فشحور بن إمِّير المذكور في 25: 1، 6. وصفنيا بن معسيا الكاهن. رج 29: 25 ؛ 3:37، 52: 24
آ 2- إسأل. أُطلب من الربّ. رج 37: 7، 2 مل 22: 3. إن صدقيا ينتظر معجزة من الله (مز 105: 2، 5). نحن هنا في بداية الحصار الثاني، سنة 588. أما المعجزة فمساندة مصر.
آ 4- جاء جواب إرميا قاطعاً: ستعود الاسلحة عليكم. أو: سيجتمع الكلدانيون في قلب المدينة. رج 39: 3.
آ 5- كانت يد الربّ تمتد وذراعه تقوى لمساعدة شعبه. والآن لضرب شعبه، لضرب سكان هذه المدينة بالوباء، وكأن السيف لا يكفي.
آ 7- والباقون سيموتون بالسيف، من الملك وعبيده إلى الشعب. حسب 34: 5 سيموت صدقيا بسلام (وهو وعد مشروط). قد نكون هنا أمام عبارة دوِّنت بعد الأحداث. رج 13: 14؛ 15: 5؛ 16: 5.
آ 8- هذا في ما يخصّ الملك والعبء. أما الشعب، فقسم يموت، وآخر تكون له حياته مغنما (2:38؛ رج 39: 18؛ 45: 5).
آ 10- والمدينة تسلّم إلى ملك بابل فيحرقها. وهذا ما حدث سنة 587/586.
آ 11- تبدأ هنا مجموعة أقوال حول العائلة الملكيّة في كلام حول القصر (رج 22: 6 - 7)، لا حول اورشليم بشكل إجمالي. تبدأ مع نداء إلى ممارسة العدل ومحاربة الظلم (3:22، 13)، وإلاّ اتقد غضب الربّ (4:4؛ 7: 20؛ عا 6:5؛ نا 1: 2، 6) العدوّ الآتي من الشمال (رج 4: 6) ينزل فيصل إلى القصر الذي هو بجانب الهيكل.
آ 13- هو صراع بين الله وبين القصر الذي كان "صخراً" كبيراً يشكّل حاجزاً أمام ساحة الهيكل ويُشرف على وادي قدرون.
آ 14- بسبب أعمال العائلة الملكيّة، الربّ يعاقب. "الغابة" هي أعمدة من خشب الأرز كانت تزيّن القصر الملكيّ. رج 22: 6- 7.
ج- دراسة عامّة
إن المجموعات الخمس السابقة (2: 1- 18:20) لم تكن محدّدة في تاريخ الشعب. أما بعد ف 21، فهناك أخبار فرديّة محدّدة في ذاتها أو بالعودة إلى بعض الأحداث (ما عدا ف 30- 31 والأقوال على الأمم في ف 46- 51). إن الحدث الذي تتكلّم عنه آ 1، أي الوفد الذي أرسله صدقيا إلى إرميا، يعود إلى سنة 588- 587، خلال هجوم البابليين على أورشليم. نحن في إطار العلاقات بين البيت الملكي وإرميا (34: 1- 7؛ 37: 1- 10؛ 38: 14-23). هذه قطعة في غير محلّها.
ولكن لماذا جُعل ف 21 بعد ف 20. رأي أول: بسبب ذكر فشحور في 20: 1- 6 و 21: 1 (شخصان مختلفان واسم واحد). هناك تناقض بين فشحور وفشحور. واحد يعتقل إرميا، والآخر يسمع لإرميا ويحمل كلامه إلى الملك. هذا ما لا نجده في 38: 1- 6 حيث فشحور بن ملكيا هو بين الأمراء الذين يرمون إرميا في الجبّ الموحل. وهناك رأي ثانٍ يربط 21: 1- 10 بالدورات اللاحقة، على أنه مقدّمة اشراعية لها، مبرزاً موقف الملك والمدينة والشعب. إن ف 21- 23 هي وحدة متماسكة، و 21: 1- 10 يقدّم شرحاً للنتائج التي وصلت إليها الجماعة بسبب حكم فاسد وقيادة فاسدة (الملوك والأنبياء).
لا تشكّل آ 1- 10 وحدة، بل إن آ 1- 2 هي معلومة أساسيّة لما في آ 3- 6. هذا يعني أن آ 1- 6 تسير معاً. آ 7 هي تكرار لما في آ 6 مع بعض الاختلافات، وآ 8- 10 هي قطعة مستقلّة.
وتبدأ في آ 11- 12 دورةُ الأقوال لملوك يهوذا على أنها أقوال نبويّة. فالبيت الملكي (26: 10- 11، الملك ومعانوه) هو المسؤول عن العدالة في الجماعة. والتخاذل في هذا المجال هو أساس غضب الله. ونقرأ في آ 13- 14 قطعة مستقلّة تتوجّه إلى السكّان الذين ظلّوا في المدينة وما ذهبوا إلى المنفى. فهم أيضاً سينالون عقابهم بسبب شرّ أعمالهم.

2- شلوم ويوياقيم (22: 1- 30)
ويتواصل الحديث إلى صدقيا، فيبلغ إلى شلّوم الذي ملك شهراً بعد أبيه يوشيا باسم يوآحاز قبل أن يقتاده الفرعون نكو أسيراً إلى مصر (2 أخ 36: 1- 4؛ 2 مل 23: 30- 34). ويوياقيم هو ابن آخر ليوشيا. عيّنه الفرعون بعد شلوم، فلك من سنة 609 (سنة موت يوشيا في مجدّو) حتى سنة 598، أي قبل سقوط أورشليم بيد البابليين بزمن قصير.
أ- قراءة النصّ
آ 1- إنزل. من الهيكل إلى القصر الملكي الذي كان تحت الهيكل. رج 26: 10 (صعدوا من القصر إلى الهيكل. و ي ع ل و).
آ 2- "اسمع" (صيغة الأمر، المفرد، أنت). يتوجّه الكلام إلى النبيّ بشكل خاص. ق 21: 11 (اسمعوا). الماسوري: أنت وعبيدك. في اليونانية: أنت وبيتك.
آ 3- "م ي د. ع ش و ق". من يد الظالم. رج 21: 12. في الماسوري واليوناني غابت الواو بين الغريب واليتيم (الغريب اليتيم). أضافها السرياني فصارت: الغريب واليتيم.
آ 4- كت: هو وعبيده وشعبه. قر: هو وعبيده. كت: "و ع ب د و" وعبده. قر: "و ع ب د ي و" وعبيده.
آ 5- "ث ش م ع و" (إن كنتم لا تسمعون). في اليونانية: إن كنتم لا تعملون (= ت ع ث و).
آ 6- "كجلعاد". نحن أمام مقابلة. اشتهر جبل جلعاد وجبل لبنان بالأشجار. أما بيت الملك فسيُصبح قفراً (فيه غابة أرز).
آ 7- "أقدّس". أي أكرّس، وأخصِّص. كما في حرب مقدّسة. لهذا نقرأ: أرسل، أهيِّئ.
آ 8- "ج و ي م. رب ي م". أم عديدة. هناك من رأى في استعمال لفظة "أمم" (الأمم الوثنية) علامة على أن هذا القول جاء متأخراً. رج تث 29: 21، 23.
آ 10- "ل م ت". ذاك الذي سبق له ومات. فلن يستطيع أن يعود إلى الحياة. هذا ما نجده في آ 10 ب. لا يرجع من بعد ولا يرى. هناك من قال: لا يعود يرى. رج 15:12؛ 4:18.
آ 11- في العبرية: شلّوم. في اليونانية: يوآحاز. لا نجد في اليونانية "ملك يهوذا".
آ 12- "بل في الموضع الذي آخذه إلى السبي" (كذا في اليونانيّة. الربّ يتكلّم). في العبرية: لأن في الموضع الذي إليه أجلي (أُخذ)، الذي أخذوه (البابليون).
آ 13- "ويل" (هـ وي). هي المرّة الوحيدة نجد فيها قولاً يبدأ بالويل في تقليد إرميا. إن "هوي" تهيّئ الطريق لإعلان دينونة وحكم (رج أش 1: 4 ؛ 8:5، 11، 18، 20، 21، 22؛ 10: 1)، نجد "هـ و ي" في إر 27:13 نقرأ: ويل لك، يا أورشليم! رج 23: 1؛ 7:30؛ 47 :6. وترد اللفظة في إطار جنائزيّ (18:22؛ 5:34).
آ 14- الماسوري: أبني لي. اليوناني: بنيت لنفسك. "م روح ي م" (اسم فاعل جمع مذكّر، واسعين). ولكننا نجد احمين في صيغة المؤنث: "م د و ت" (قياس كبير). "ع ل ي وت " (علّيات)، واسمًا في صيغة المفرد "ب ي ت" (بيت). بهس: بنيت ووسّعت (م روح ي م).
آ 15- الماسوري: أتملك؟ هناك من قال: هل أنت ملك؟ هل تتصرّف كملك؟ إن يونانية 15 ب- 16 أ تختلف عن الماسوري: "أفضل لك أن تصنع الحكم والانصاف. هم لا يعرفون، لا يقضون للبائس أو للمسكين. أما يعني هذا أنك لا تعرفني"؟
آ 16- "ا ز. ط و ب"، إضافة من آ 015 الماسوري: أما هي معرفتي؟ أي معرفة يهوه الحقّة.
آ 17- الدم الزكي (البريء). رج 7: 6 ؛ 22: 3؛ رج 2: 34.
آ 18- بدأت اليونانية هذا النصّ الذي ليس تشكّياً (ويل لهذا الرجل) فدمجت المعنى الجنائزي بالانتقاد. لا نجد في اليونانية "يا اختي"، ولا "يا ملكي". إن النصّ الماسوري يعكس كلام أخت تندب أخاها الميت.
آ 20- "مع ب ر ي م" من عباريم. في اليونانية: من عبر البحر، من الجهة الأخرى للبحر (= م. ع ب ري م). عباريم هي منطقة جبليّة في موآب (تث 49:32؛ رج عد 27: 12).
آ 21- "ب ش ل وت ي ك" (عزّك). في اليونانية: في تجاوزاتك. سقطت "ك ي"، أنك (لا تسمعين لصوتي) في اليونانية.
آ 22- "ك ل. رع ي ك. ت رع هـ. روح" نجد تلاعباً على الحروف: كل رعاتك يرعون الريح. وتنتهي الآية بلفظة "رع ت ك" (شرّك). في اليونانية: محبّيك، أصدقائك (= رع ي ك).
آ 23- كت: ي ش ب ت ي. قر: ي ش ب ت (10: 17): ساكنة. كت: م ق ن ن ت ي. قر: بدون الياء في الأخير (العشق). "م هـ. ن ح ن ت"، كم تحنين، كم أنت أهل للشفقة. في اليونانية: أنّ (= أن ح)، انتحب.
آ 24- "ا ت ق ن ك" نزعتُك (أو: انتزعك). في اليونانية: نزعته (أي الخاتم). اعتبرت بهس أن هذا شعر، فألغت "بن يوياقيم، ملك يهوذا". كنيا هو اختصار اسم يوياكيم (52: 31) الذي نجده أيضاً في 22: 24 ؛ 37:28. ويُستعمل مراراً اسمُ يُكنيا في 24: 1؛ 27: 20؛ 28: 4؛ 29: 2.
آ 25- النصّ اليوناني أقصر (رج 21: 4، 7) فينقصه "ايدي" (من تفزع منهم)، "وفي يد نبوخذ نصر ملك بابل". بهس: نص أقصر أيضاً من اليونانية مع آ 25 أ فقط.
آ 26- في العبرية "ع ل"، إلى (أرض أخرى). في اليونانية: في.
آ 27- "تطمح". تنتظر طويلاً. تحنّ.
آ 28- هناك خلاف حول كون آ 28- 30 شعراً أو نثراً. نقرأ في اليونانية: "عُيّر يكنيا كإناء لا يستعمل، لأنه طُرح أرضاً ولأنه طُرد إلى أرض لا يعرفها". في الماسوري: هو وذرّيته (زرع و). رج 2 مل 24: 15، وخصوصاً 1 أخ 3: 17 (هذا يعني أننا أمام حاشية متأخّرة أضيفت فيما بعد، بهس).
آ 29- يا أرض، يا أرض، يا أرض. رج 7: 4 (هيكل)، أش 6: 3 (قدوس)، حز 21: 7، (دمار). نجد عبارة مشابهة في الأدب الرافديني: يا جلجامش، الأرض، الأرض، الأرض، ترميك بسحرها.
آ 30- لا نجد في اليونانية: هكذا قال الربّ. "ع ري ري" (عقيم). رج تك 2:15؛ لا 20: 20، 21. في اليونانية: مطرود بشكل علنيّ. هناك من قال: حُرم من كل كرامة. أو: خسر كل حقوقه. نشير هنا إلى أن كنيا لم يُحرم الأولاد، بل كان له خلال الأسر سبعة (1 أخ 3: 17- 18). لهذا قد نكون أمام عقم آخر: لم يصل أحد من أولاده إلى العرش. لا نجد في اليونانية "رجل يخلفه في أيامه". هي حاشية ماسورية لا تتوافق مع لائحة الاحصاء.
ب- تفسير
آ 1- انزل من الهيكل إلى القصر رج 13:21؛ 26: 10؛ 12:36؛ 2 مل 11: 19؛ 20: 5.
آ 2- رج 2:7؛ 17: 20؛ 29:22؛ 34: 4. ملك يهوذا، عبيده، الشعب. كلهم هنا ليسمعوا كلام الله، هذا إذا أرادوا.
آ 3- عاد الربّ إلى متطلّبات الشريعة في ما يتعلّق بالعدالة (6:7؛ 12:21؛ 17:22؛ رج خر 22: 20- 21؛ تث 19: 10، 13).
آ 4- حين كان الملك يتوَّج، كان يُمسحُ بالزيت في الهيكل، وينزل إلى قصر الملك يرافقه الشعب وهو يهتف: يحيا الملك. إن عملتم بحسب الشريعة تدخلون بعدُ من هذه الأبواب. وردت كلمة "أبواب" في آ 2، وكُرّرت هنا في آ 4.
آ 5- وإلاّ صار هذا البيت خراباً. أقسم الله بنفسه ليدلّ على أن لا عودة عن قراره. ليس شيء أعظم من الله يُقسم به. لهذا فهو يقسم بذاته كما هنا ("ب ي"، رج 13:49؛ ق تك 22: 16؛ أش 45: 23؛ عب 13:6)، أو بنفسه (ب. ن ف ش، 51: 14؛ عا 6: 8)، أو بقداسته (عا 4: 2؛ مز 89: 36)، أو بزهو يعقوب (عا 8: 7)، أو باسمه العظيم (44: 126، بيمينه، بذراع قدرته (أش 62: 8)، بأمانته (مز 89: 5).
آ 6- حتى إن كنتَ كجلعاد أو لبنان (رمز الخصب والجمال) بأشجارك الكثيرة (رج غابة بيت الملك في 14:21)، فستصبح قفراً.
آ 7- هنا تصوَّر هجمة الرجال على القصر كهجمتهم على غابة يقطعون أشجارها. رج آ 15، 23؛ أش 37: 24.
آ 8- كان على أورشليم أن تشهد بحضورها على عهد الله. فماذا هي تشهد بدمارها على أنها تركت عهد الربّ. ماذا سيكون موقف الأمم من هذا الوضع؟ الدهشة، وسيأتي الصفير.
آ 10- يتطرّق النصّ هنا إلى شلّوم (رج 1: 3). تُقدّم آ 11- 12 في صيغة نثرية شرح آ 10. إذن، قيل هذا القول بعد حادثة مجدو (609 ق. م، رج 2 مل 23: 29) بثلاثة أشهر ما انتهى بعدُ الحدادُ الوطنيّ على يوشيا، حتى دعا إرميا إلى حداد آخر على شلوم (= يوآحاز) الذي اقتاده الفرعون أسيراً (2 مل 23: 30- 34) فاعتبره النبيّ ميتاً، شأنه شأن يوشيا. نشير هنا في ما يتعلّق بوجود احمين لملك واحد، إلى أكثر من اسم: يديديا - سليمان (2 صم 12: 25). عزريا= عزيا (2 مل 15: 13). الياقيم= يوياقيم (2 مل 23: 34). متنيا= صدقيا (2 مل 17:24). قد يكون هناك اسم عند الولادة واسم عند التتويج: في 2 صم 12: 25، سمّى داود ابنه سليمان. في 2 مل 23: 34، الفرعون بذل اسم الملك من الياقيم إلى يوياقيم ليدلّ على ارتباط الملك الجديد به. وفي 2 مل 17:24 بذل ملك بابل اسم الملك. لم يعد الله هو الذي يعطي الملوكَ أسماءهم، بل فرعون مصر وحكّام بلاد الرافدين.
آ 11- وجاء القول النبويّ على شلّوم وكأن الربّ "يوافق" على ما حصل لهذا الملك التعيس الذي أبعِد عن أرضه وما عاد إليها. هناك من ينظر إلى القول النبويّ الذي يُعلَن قبل حصول حدث ما، فيدلّ على صدق الله في مخططه (هو يعرف، لا البشر). وهناك من يعود إلى الحدث فيبحث عن قول إلهيّ يلقي بضوئه على الحدث.
آ 13- هنا يبدأ الهجوم على يوياقيم (رج 1: 3) الذي أحرق في قصره أول مجموعة لأقوال إرميا (36: 22). راح هذا الملك عكس شريعة الربّ، التي تفرض عليه أن يدافع عن الحقّ والعدل (3: 15؛ 23: 5؛ 33: 15؛ رج تك 18: 19؛ مي 3: 1؛ أم 16: 12-13؛ 29: 4، 14)، أن يدافع عن كل انسان ولا سيّما المظلومين (28:5-29؛ 23:9؛ رج عا 6:2- 8؛ نا 1: 2؛ مز 94: 1- 6) والبؤساء والمساكين والضعفاء (آ 16؛ مز 72: 2- 4، 12- 14؛ 132: 15). بدا ملكاً ظالماً، شرّيراً، مستبداً (آ 13، 17). ودلّ على غرور كبرياء كبيرين، فأراد أن يبني قصراً عظيما (آ 14؛ رج 10: 24) دون أن يدفع أجراً لأحد. إن تث 24: 14- 15 يطلب من المؤمن أن لا يهضم أجرة مسكين ولا بائس.
آ 14- ويصوَّر هذا القصرُ الفسيح مع الأرز الذي فيه.
آ 15- وذكّر النبيّ الملكَ بأبيه يوشيا الذي عاش عيش البساطة، ولكنه عاش حسب الشريعة. وطلب أن يعرف الربّ (23:9؛ رج هو 6:6). يتطلعّ النصّ إلى يوشيا (1: 2؛ رج 2 أخ 34- 35؛ سي 49: 1- 4)، ومن خلاله إلى داود وسليمان اللذين مارسا العدالة، فكان عهدهما عهد سعادة.
آ 17- وبّخ النبي الملك على ثلاثة أمور: المكسب الخسيس، سفك الدم الزكيّ، الدم البريء (مثلاً، اوريا، رج 26: 23)، الظلم والعنف.
آ 18- وتوعّد النبي: سيموت الملك ويُدفن كالحمار ولا من يبكي عليه. رج 36: 30 الذي يتحدّث عن موت عادي؟ 2 مل 24: 6؛ إن 2 أخ 36: 8 (حسب اليونانية) يقول إن يوياقيم دُفن مع آبائه. ولكن قد يكون نبوخذ نصر نبش تبره وبدّد عظامه. رج 8: 1- 2؛ أش 14: 19 (عن ملك بابل)؛ 2 أخ 6:36 (قيّده نبوخذ نصر بسلسلتين).
آ 20- وعاد النبيّ إلى أورشليم، وحدَّثها كشخص حيّ (حز 16)، وطلب منها أن تصعد إلى أعلى القمم لكي تعلن على الجميع ضيقها الذي هو ثمرة خيانتها لربّها. وُضع هذا القول على أورشليم في الكتاب الذي يهاجم الملوك، وبجانب القول حول يوياكين، لأنه يشير إلى "الرعاة" (آ 22) في إطار السبي الأول سنة 597 ق. م. لبنان أي جبل لبنان (أش 10: 34) ولا سيّما حرمون الذي يُرى من فلسطين. باشان: منطقة جبليّة عالية، تقع إلى الشرق من الأردن. عباريم: منطقة جبل الفسجة ونبو وهي تقع شرقي البحر الميت (عد 29: 12). ولكن هناك جدالاً على "ع ب ر ي م". قالت السريانية واليونانية: عبر البحر. وقالت الشعبية اللاتينية: العابرين. والتفسير اليهودي: "ليُسمع صراخك في كل مكان". رج 49: 32. "محبيك": لا الآلهة الغريبة (2: 2؛ هو 7:2- 15؛ زك 13: 6)، بل حلفاء يهوذا في الحرب على بابل (30: 14؛ حز 16: 33، 36-37؛ 5:23، 9، 22؛ مرا 1: 19).
آ 21- في أيام عزك. أي في زمن الملك يوشيا. وهناك ترجمات: طمأنينتك، لامبالاتك. أي قبل زمن الحرب هذا. رج 2: 20 (منذ الحياة في البرية).
آ 22- ستذهب الريح (الآتية من الشمال) برعاتك. وكذلك حلفاؤك. وذلك بسبب شرّك أو: أصدقائك.
آ 23- تكبرّت أورشليم ببيوتها المصنوعة بخشب الأرز. وها قد جاء وقت الوجع.
آ 24- ويُنهي إرميا هذه اللوحة بالكلام عن كنيا (كنياهو، يوياكين، يكنيا). رج 1 :3. يوضع الخاتم (وفيه الختم) في العنق (تك 38: 18؛ نش 8: 6) أو في الإصبع كما هو الأمر هنا، فيدلّ على التصاقه بصاحبه. ومع ذلك، فالرب سيرمي هذا الخاتم من يده كما يُرمى شيء لا نفع منه.
آ 25- وجاء القول الإلهي بعد أن أخذ نبوخذ نصر يكنيا إلى الأسر مع أمّه الملكة. لن يعودا إلى أرضهما.
آ 28- ويشبَّه يكنيا بوعاء لا نفع منه.
آ 29- دعا النبيّ الأرض لتسمع عن فشل الملك يكنيا: فقدَ بنيه. لم ينجح في حياته. لم يكن له من نسله من يجلس على عرش داود.
ج- دراسة عامّة
إن العظة في آ 1- 5 هي توسُّع في تنبيه قرأناه في 21: 12 أ (أحكموا بالعدل). هي مقطع نثريّ يرتكز على شعر حُفظ في 12:21، ولكنه اتخذ شكل العظات التي نجدها في 7: 1- 5 ؛ 19:17- 27. تنتمي هذه العظة إلى طبقة تدوينيّة تبيّن النبي متنقلاً في المدينة (الهيكل، القصر الملكي، أبواب المدينة) بأمر الله. فكما في العظة على الهيكل (7: 3- 7) وعلى باب المدينة (17: 14- 26)، نحن أمام إعلان إمكانيات من أجل المستقبل. فان تجاوب بشكل إيجابيّ أولئك الذين توجَّه إليهم هذه التنبيهات، فسيكون المستقبل آمناً (عكس 11: 1- 13 ؛ 3:19- 9 حيث تُبعد امكانية التبديل أو العمل الإيجابي). فالمحافظة على العدالة الاجتماعيّة هي شرط يرتبط به المستقبل (كما في 3:7- 7؛ رج 17: 21- 22، 24- 26، حيث حفظُ السبت هو مفتاح المستقبل).
تُليت هذه العظة في القصر الملكي الذي ذهب إليه النبي من مكانه في الهيكل (19: 1، 14)، على مسمع الملك وعبيده، والشعب. أما العقاب فهو أن هذا القصر سيصير خراباً، سيُحرق بالنار.
ونصل إلى قصيدة قصيرة (آ 6- 7) تذكر جلعاد ولبنان بسبب أرضهما الخصبة وأشجار الغابات. كل هذا سيزول. سيكونان صورة عمّا يحل بأورشليم مع قصور صارت مثل "غابة لبنان". وبعد ذلك، نقرأ شرحاً نثرياً (آ 8- 9) يطبّق ما قالته آ 6- 7 على المدينة المقدّسة. فالدمار يدلّ على صحة الشرح الذي ناله العابرون من هنا: ترك شعبُ يهوذا العهد مع الله، أي تبعوا الآلهة الأخرى. وفي آ 10، نقرأ قصيدة لا ترثي يوشيا الذي مات في مجدو، بقدر ما ترثي شلّوم (= يوآحاز) الذي أخذه الفرعون أسيراً إلى ممر وستشرح آ 11- 12 معنى القصيدة، وتُضيف بأن شلوم مات في مصر
في آ 13- 17 نقرأ "الويل" الذي هو في خطّ التقليد النبويّ (لا بشكل خاص في إر). يتأسّف النبيّ لما فعله يوياقيم حين بنى قمره على الجور والظلم، فسخّر شعبه من أجل أحلام العظمة عنده. ويظهر الاختلاف الشاسع بين الوالد (يوشيا) والابن (يوياقيم) الذي ملأ أورشليم بالدم الزكي. وبدأ النشيد الجنائزي لذاك الذي سيُدفن كالحمار (آ 18- 19).
قُطعت القصيدة الموجهة إلى الملوك (آ 1- 35) بنشيد موجّه إلى مدينة لم يُذكر اسمها (المؤنث في هذا النشيد يدلّ على أن الموضوع هو امرأة، والمرأة استعارة عن المدينة). أمِرت هذه المرأة أن تصعد جبال المنطقة وتصرخ بأن محبّيها (الممالك المجاورة) قد دمِّرت. هذه المرأة هي لبنان (آ 23) الذي هو نموذج الارتفاع والعظمة والأمان. ومع ذلك دارت الدوائر عليه، فتحوّلت قوّته إلى ضعف وتعجرفه إلى ذلّ. إنه يرمز إلى يهوذا وملكها.
في آ 24- 27 نقرأ قطعة نثرية حول كنيا (أو: يكنيا) بن يوباقيم، الذي خلف أباه على العرش ولم يحكم سوى ثلاثة أشهر قبل أن بذهب إلى المنفى مع أمّه الملكة. وفي النهاية (آ 28- 30)، نجد شعراً حول يكنيا ذاك الوعاء (آ 28) الذي لا يريده أحد. فالأرض نفسها لن تحتمله، فيذهب إلى المنفى، لا يترك أثراً بعده في أرض يهوذا.

3- كلام على الرعاة (23: 1- 8)
ويأتي الكلام على الرعاة في امتداد الملوك الذين هم رعاة الشعب، كما يهيّئ "الهجوم" على الأنبياء الذين وجب عليهم أن ينيروا الشعب فلم يفعلوا. لهذا، سيستغني الربّ عن هؤلاء الرعاة، ويبحث عن راعٍ بحسب قلبه، عن راعٍ من نسل داود.
أ- قراءة النصّ
آ 1- يرى بعض الشرّاح أن آ 1- 4 هي شعر. وآخرون أن آ 2، 4 فقط شعر وفئة ثالثة ترى في آ 1- 4 نثراً مع العلم أن آ 3 هي حاشية دُوّنت بعد المنفى. في الماسوري "م رع ي ت ي"، مرعاي. في اليونانية (كما في الفاتيكاني والسينائي): مرعاهم. نجد صورة القطيع في 10: 21؛ 13: 20؛ حز 34. رد هنا حز 34: 31 (مرعاي)؟ إر 17:13 (قطيع الربّ). لا نجد في اليونانية: قال الربّ.
آ 2- نجد تلاعباً على الكلمات مع فعل "ف ق د" (افتقد، زار، عاقب). "لم تفتقدوها"، لم تهتموا بها للخير. لذلك أنا "افتقدكم "، أي أزوركم لكي أعاقبكم. رج 11: 21- 22؛ 14:12- 15؛ 15:50 ب، 29؛ 49:51.
آ 3- من كل الأراضي (الماسوري). في اليوناني: من كل الأرض. من الأرض كلها. هو توسّعٌ يتعدّى أرض يهوذا.
آ 4- "مفقود". نجد هنا أيضاً الفعل "ف ق د" ولكن في معنى آخر. رج 1 صم 18:20-19؛ 7:25.
آ 5- ترى بهس آ 5- 6 شعراً (عكس البعض). رج قولاً نبوياً مماثلاً في 15:33- 16. "نبتًا صدّيقاً"، أو "نبتاً شرعياً"، أي مأخوذاً من شجرة أصيلة. في اليونانية: فرع صدّيق، القائد الآتي (زك 3: 9؛ 6: 12).
آ 6- واسرائيل. تزيد اليونانية (كما في السينائي): "أورشليم". "يهوه صدقنا، برّنا". رج صدفيا.
آ 7- آ 7- 8= 16: 14- 15. رج ما قلناه عن 16: 14- 15. إن اليونانيّة تجعل آ 7- 8 بعد 23: 40. هذه الوحدة تليق بأن تكون ملحق 23: 1- 4، 5- 6، لا بأن تكون تفسير 16: 10- 13، 16- 18. ولكن لا علاقة لها حقيقيّة مع الدورة حول الرعاة والبيت الملكي (لهذا كان موقعها في اليونانية). وبسبب ارتباطها مع 3:23، هي حاشية هامشيّة. نقرأ في آ 7: لا يقولون فيها: 16: 14: لا يُقال فيها (المجهول المفرد). في الماسوري: بني اسرائيل. في اليونانية: بيت اسرائيل. رج 16: 15 (اليوناني).
آ 8- لا نجد في اليونانية "أصعد والذي". في 16: 15 نجد "أصعد" (هـ ع ل هـ) لا "أتى بهم". أضافت اليونانية "كل" على "زرع" (في الماسوري). نقرأ في الماسوري: زرع (ذرية) بيت اسرائيل. في اليونانيّة (وهذا أفضل): زرع اسرائيل. في الماسوري: طردتهم (أنا). في اليوناني: طردهم (هو الربّ). رج 16: 15. في الماسوري: فسكنوا. في اليونانيّة: أقامهم، أعاد بناء هم. في 16: 15: أعادهم.
ب- تفسير
آ 1- تركوا القطيع. تركه الملوك. تركه الأنبياء. ولكن الله سيجعله في أيدٍ أمينة. رج 21:10؛ 6:50.
آ 2- الرعاة لم يهتمّوا بالقطيع، قصّروا. أما الله فيهتم بالرعاة ولا يقصّر في معاتبتهم. رج 23: 22.
آ 3- ويعيد الربّ الأمور إلى نصابها في ثلاث مراحل: أجمع بقيّة القطيع. أعيدها إلى حظائرها حيث تنمو. أقيم عليها رعاة (آ 4). حين تعود إلى الحظائر تنمو وتكثركما في بداية الخليقة (تك 1: 26). حين يكون لها رعاة، لا تخاف ولا يُفقَد منها أحد. يدعوها الرعاة فتلبّي نداءهم. هذه هي السعادة في الأزمنة المسيحانيّة. رج 3: 15؛ 29: 10- 14؛ 10:30.
آ 5- تأتي أيام. أيام قليلة. أي بعد فترة من الزمان. عند ذاك، يفعل الربّ: يقيم لداود نبتاً صدّيقاً. رج زك 3: 8 ؛ 6: 12؛ أش 4: 2. هو صدّيق عكس الملوك الاشرار وآخرهم يوياقيم. أو هو نبت شرعيّ أي من بيت داود. نستطيع أن نقرأ في إطار مسيحيّ أن هذا النبت لا يمكن أن يكون إلاّ يسوع المسيح الذي يسمّي نفسه الراعي الصالح (يو 10). رج 2 صم 7: 12؛ مي 3:5؛ أش 9: 6. أما عمل هذا الراعي: بقيم العدل والانصاف. يحمل الخلاص والأمان. يجعل الله الصادق حاضراً وسط شعبه، لأنه صدقيا.
ما قام الرعاة بواجبهم (22: 13، يوياقيم)، فاستعاد الربّ أمر قطيعه (صف 3: 3- 5) بواسطة شخص من آل داود انتظره الناس (حز 23:34). هذا الراعي يكون أداة طيّعة بين يدَي ملك اسرائيل الحقيقيّ الذي هو يهوه (1 صم 12: 12)، فيعاد العدالة والمساواة، ويضّم جزئي الشعب، اسرائيل ويهوذا (31: 27- 28؛ 33: 7؛ 50: 4).
آ 7- رج 14:16- 15. إن آ 7-8 هي في موضعها. وقد وُضعت في ف 16 ككلمة رجاء بعد الكلام القاسي عن الضيق الذي يحلّ بالشعب.
ج- دراسة عامّة
وتنتهي هذه المجموعة بعدد من القطع القصيرة تشرح مسألة "الرعاية" في الجماعة، وتتطلّع إلى الملك (الراعي) الجديد الذي سيجلس على عرش داود. في آ 1- 4، نجد انتقاداً "للقوّاد" (للرعاة) (22: 22)، ووعداً برُعاة للجماعة يرسلهم يهوه. هناك عقاب للرعاة الأشرار وإقامة رعاة جدد.
في آ 5- 6 قطع نثرية وشعريّة حول المدينة، حول الرعاية، حول الملك الخاص. بعد الأمور العامة في آ 1- 4، يتحدّث النصّ عن الملك الآتي من نسل داود الذي سيقود البلاد بالعدالة والحكة، ويجعل السلام بين يهوذا واسرائيل بانتظار أن يجمعها. أما آ 7- 8 فتعبّر عن الرجاء العتيد بأن الذين اخذوا إلى بابل (إلى الشمال)، سيعيدهم الربّ إلى الأرض. وتتوسّع آ 8 في موضوع العودة من بابل فتجمع المشتتين في أي مكان اقتادهم الربّ (الشتات) وتعود بهم. وهكذا تكون آ 1- 8 خاتمة لما قيل عن ملوك يهوذا. ومقدّمة لما سيُقال عن الأنبياء

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM