الرب ملجانا وحمانا

الرب ملجانا وحمانا
المزمور السابع عشر

1. المزمور السابع عشاء هو مزمور توسّل أنشده المرتّل عندما لاحقه أعداؤه في القضاء، فدعا الرب لكي يعلن على الناس براءته: ليَبرُز من لدنك قضائي. نجد تقاربًا بين هذا المزمور والمزمور السابق، وكلاهما ينظران إلى الملجأ الذي يبحث عنه المرتّل فيجده في الهيكل: إحفظني حفظ الحدقة بنت العين، وبظلّ جناحيك استرني.

2. الرب ملجأ البريء المضطهد.
آ 1- 2: دعاء يرفعه المؤمن إلى الله ليسمع صلاته ويحكم له بالعدل.
آ 3- 5: يُعلن المرتّل أنه بريء: لم يصدر خطأ عن فمي.
آ 6- 9: صلاة جديدة: ليسمع الله ويهب الخلاص والحماية للمؤمن الضارع إليه.
آ 10- 12: يشكو المرتّل أمره إلى الله مصوّرًا أعداءه وشرورهم.
آ 13- 14: ويتمنّى في صلاته على الله أن يعاقبهم وينتقم له منهم.
آ 15: ويعبّر المرتّل عن ثقته بالله: يعاين وجهه، ويشبع من صورته، على مثال موسى الذي كان يحدّث الله وجهًا لوجه.
يصلّي المرتّل طالبًا من الرب أن يحكم له بالعدل، فيساعده على تخطّي المحنة (محصتني بالنار) لتظهر براءته. ويجدّد صلاته متأكّدًا أن الله يسمع له. لا حاجة إلى القلق، لأنه يحسّ بحماية الله له وقد التجأ إليه في الهيكل: إن الله يقف حاجزًا بينه وبين أعدائه الذين يهجمون عليه كالأسد أو كالشبل لافتراسه. ولكنه لا يخافهم، والله سيسبق فيصرعهم، وينجّي نفس حبيبه من يد المنافق.

3. المرتّل إنسان يتّقي الربّ ويتألّم مات الاضطهاد بسبب أمانته للعهد. تألّم قلبه، فأفرغ ما فيه أمام الرب وهو عالم أن حقّه سيظهر. نسمع كلمات الصلاة والصراخ: إسمع، أصغِ، أصخ، إستمع. وكلمات العدالة: القضاء والاستقامة، إمتحنت قلبي ومحصتني بالنار. ونقرأ عن الاعداء المنافقين الذين يقومون ليجوروا على البائس، فيحاصرونه ويحيطون به ويكمنون له في الخفاء كما الأسد لفريسته. ولكن الله يخلّصه، وهو مخلّص المحتمين به، وهو يحفظه ويستره من الذين يطالبون حياته. يصرع الاعداء وينجّي البائس الملتجئ إليه.

4. إنه لأمر خطير أن نتّهم الغير، وأخطر من ذلك أن نتّهمهم زورًا، لأننا بذلك نتّهم الرب الذي ربط قضيّته بقضيّة المحتمين به، وهو سيحكم لهم. وننظر إلى المسيح الذي يشهد عليه شهود زور يوم المحاكمة. ولكن يسوع لما يطلب الانتقام للذين اتهموه باطلاً، بل صلَّى من أجل مضطهديه. ونحن نطلب من الرب خلاص الانسان، وفي الوقت ذاته نطلب منه أن ينجّينا من كل شر فيضع حدًا للشرّ في العالم. ولا ننسى أن الجياع والعطاش إلى الحق والعدل سوف يُشبعون (مت 5: 6). لأنمهم أمام عرش الله والحمل لن يجوعوا ولن يعطشوا، لأن الحمل الذي في وسط العرش يرعاهم ويهديهم إلى ينابيع ماء الحياة (رؤ 7: 15- 17).

5. شروط الدخول إلى المعبد
يعرض مز 17، شأنه شأن المزمورين السابقين، شروط الدخول إلى المعبد. ولكننا هنا أمام حالة خاصّة، حالة البريء الذي يُلاحق ظلمًا، فيأتي إلى الرب طالبًا ملجأ عنده.
هناك اعتراف سلبيّ ينتهي بالقول إن الملجأ المطلوب هو الهيكل. فباسم البرّ يطلب المؤمن من الرب أن يسمع له. هذا البرّ الذي هو صفة من صفات الألوهة. فالله لا يستطيع إلاّ أن يقف بجانب كل قضيّة عادلة.
لا يعتبر الطالب أن الرب سيصّدقه بناء على كلامه. فنظرة الله تلقي الضوء على حقّه (37: 6). وهو يدعو الديّان السامي ليسبر أعماق قلبه، وذلك حتى في ظلمة الليالي حيث تحاك الأعمال السيّئة (4: 5؛ 36: 5؛ مي 2: 1) وتأتي محنة النار فتدلّ على ملء براءته.
والمؤمن لا يطلب فقط تبريرًا سلبيًا محضًا. إنّه يعلن أنه ظلّ أمينًا كل الأمانة لمتطلّبات الله. وهذا ما يجعلنا في إطار العهد. إلتزم كل الالتزام في الطريق التي رسمها له الله، فلم يترك مواعيد البشر الكاذبة تسحره وتجتذبه.
لا يريد الربّ أن يكون "ضيوفه" قد سقطوا في الشرّ، وإلاّ كان متواطئًا معهم. إنه يطلب منهم أن يدخلوا بشكل إيجابي في مخطّطه. أن يشاركوا في مجيء ملكوت برّه وقداسته.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM