الفصل الخامِس عشرَ: عَظمةُ سِمعَانَ

الفصل الخامِس عشرَ
عَظمةُ سِمعَانَ
14: 1- 49

أ- المقدّمة
ويمتدح النصّ سمعان لأعماله التي جعلت اليهود يفلَحون أرضهم ويزرعونها بسلام... وحافظ سمعان على الشريعةِ وأباد كل شرّير أثيم، وزيَّن الهيكل، وأكثر من آنية العبادة، وأعلم أهل رومة وإسبرطة بموت يوناتان فكتبوا إلى سمعان يعربون عن أسفهم ويجددوا معه عهد الصداقة.
وسيحفر شعب إسرائيل على ألواح من نحاس وثيقة توضح ما عمله سمعان وتوضع في مكان بارز في رواق الهيكل حتى يقرأها الجميع.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
1- ملك ماداي يأسر ديمتريوس الثاني (14: 1-3)
(آ 14: 1)، سنة 172 تبدأ في تشرين الأوّل 141 وتنتهي في أيلول 145. ذهب ديمتريوس إلى ماداي (شمالي غربي أيران) ليأتي بالجنود والمال كما فعل أسلافه (رج 6: 2). دعاه عبيده القدماء الذين لا يحتملون سلطة سيدهم الجديد أرساكيس.
(آ 2)، أرساكيس هو ميتريدات الأوّل أو أرساكيس السادس (171-138) مؤسسّ مملكة الفراتيين.
(آ 3)، القي ديمتريوس في السجن، وبعد أن أذلّ عُومل معاملة حسنة.
2- مديح سمعان (14: 4- 15)
(آ 4)، فعمّ الهدوء أرض يهوذا طول عهد سمعان... مديح يشبه ذلك الذي قيل في يهوذا أخيه. رج 3: 3- 9.
(آ 5)، أخذ يافا (رج 12: 33 ي)، وفتح الطريق إلى جزر البحر (6: 29 ح).
(آ 7)، أعاد أسرى كثيرين أي يهودًا عائشين كمنفيين في أرض غريبة فأعادهم الى اليهودية. استولى على جازر (13: 43-48) وبيت صور (11: 65-66) والقلعة (13: 49-52) وأخرج منها النجاسات (13: 50)، ولم يقاومه أحد: هذا كلام خطابي وفيه ما فيه من تضخيم.
(آ 8-9)، لوحة مثاليّة عجيبة نقرأ مثلها في اش 65: 19-23؛ زك 48- 5
(آ 10)، وصل صيته إلى أقمى الأرض. هذه أيضاً عبارة تضخيمية.
(آ 11)، فعمّت البهجة: رج ما قلناه في هذا المعنى في 4: 56 ح.
(آ 12)، تحت كرمته وتينته. رج مي 4: 4 حيث نقرأ: "ويقيم كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا أحد يذعره".
(آ 13)، الملوك غُلبوا: إشارة إلى ديمتريوس وتريفون.
(آ 14)، الوضعاء في شعبه: لا تعني هذه العبارة البؤساء والمحتاجين بل من سوف يُسمَّون في ما بعد "مساكين الرب". أعلن صفنيا (2: 3؛ 3: 12) أنهم سيكونون شعب المستقبل، فظهروا في المزامير (18: 28) وفي كتابات قران: إنهم جماعة يهودية رقيقة الحال تتعبّد لله ببساطة قلب، وتستسلم إليه بثقة تامة.
وحافظ (غار) سمعان على الشريعة (مز 104: 45 حسب اليونانية): التعبّد للشريعة من السمات المميِّزة للعالم اليهودي. فالمزمور 119 يطيل الحديث عن سمو الشريعة وعن الفائدة في ممارستها. كل شرير: حرفيًّا من هو بلا شريعة. أي: اليهود الذين جحدوا إيمانهم وتخلّوا عن شعبهم وساروا وراء الوثنيين (رج 2: 44؛ 3: 5- 6 الخ). أثيم: نفهم هذه الكلمة بالمعنى الديني ونقرِّبها من الجاحد.
(آ 15)، زيّن: حرفيا أعاد المجد، أي أعاد إلى الهيكل مجده وبهاءه وعظمته وغناه. الهيكل: حرفيا المكان المقدّس. وأكثر من آنية العبادة. كان سلبُ الهيكل انتهاكًا لقدسيّة الهيكل وعارًا على الأمّة وبداية كل الشرور (1: 21-28). أمّا الآن فقد تغيّرت الحال مع سمعان. ثمّ إنّه لا يجب أن ننسى أنّ حياة الشعب اليهودي في القرن الثاني ق م تتركّز كلّها حول هيكل كان سمعان كاهنه الأعظم (آ 27).
3- تجديد العهد مع إسبرطة ورومة (14: 16-24)
(آ 16)، وصل خبر موت يوناتان إلى إسبرطة ورومة.
(آ 17-19)، كان سمعان قد طلب تجديد العهد مع رومة سنة 142. أرسل نومانيوس إلى رومة ومعه ترس عظيم. حينئذ أجابت رومة إلى كتاب سمعان. أمّا النصّ هنا فيجعلنا نعتقد أن رومة هي التي بادرت وكتبت إلى اليهود، وهذا غير معقول، فلا هي عادة الرومانيين أن يفعلوا هكذا، ولا هي كرامة مجلس الشيوخ تسمح لهم بهذا التنازل. نشير هنا إلى أن آ 24 ليست في مكانها. فإذا أردنا أن نقرأ النصّ بطريقة منطقيّة نقول (آ 24): وبعد ذلك أرسل سمعان نومانيولس إلى رومة ومعه ترس عظيم من الذهب وزنه نصف طن ليؤكّد على الروابط بينه وبينهم (آ 17). ولمّا علم الرومانيون أنّ سمعان حلّ محل أخيه... (18) كتبوا على ألواح من نحاس يجددون معه روابط الصداقة... ونلاحظ أيضاً أنّ النصّ (15: 17- 20) سيتحدّث أيضاً عن هذا الترس وعن تجديد الصداقة والعهد. وسيحدد القنصل لوكيوس (15: 16) التاريخ: سنة 142.
(آ 20 ي)، هذه نسخة عن الرسالة التي أرسلها أهل إسبرطة إلى سمعان رئيس الكهنة، وإلى الشيوخ والكهنة وسائر شعب اليهود... والهدف: تجديد عهد الصداقة الذي بيننا.
4- مرسوم تكريميّ لسمعان (14: 25-49)
(آ 25)، وتساءل الهود: كيف نعبّر عن شكرنا لسمعان؟
(آ 26)، حفروا على ألواح من نحاس ما فعله هذا البطل وإخوانه.
(آ 27)، 18 أيلول (الشهر السادس من السنة اليهودية ويوافق آب أيلول) 172، أي 13 أيلول سنة 140 ق م. حصرمئيل: حرفيا حصرعم أيل أي رواق شعب الله. هذا هو اسم رواق المعبد الخارجي (آ 48؛ 9: 54).
(آ 28)، في مجمع كبير. نقول اليوم: في اجتماع عام. رج 5: 16.
(آ 29)، ياريب: رج 2: 1 ح. خاطروا بأنفسهم: رج 11: 23.
(30)، جمع شمل شعبه. هذا الكلام لا يشير إلى حادثة معينة، بل يقدّم حُكمًا عامًا على أعمال يوناتان. صار فيهم رئيس الكهنة: (رج 10: 20، 69، 11: 27). عاجلته الوفاة: حرفيا انضمّ إلى قومه: رد تك 25: 8؛ 49: 13.
(آ 32)، إهتم سمعان بتنظيم جيش وجهّزه بالعتاد ردع له أجره، فلم يعد يكتفي بالمتطوعين.
(آ 33)، حصَّن مدن اليهودية (رج 13: 33)، وبيت صور (رج آ 7؛ 13: 10).
(آ 34)، وحصَّن يافا (رج 12: 33- 34) وجازر (رج 13: 43-48).
(آ 38)، وثبّته ديمتريوس الملك في رئاسة الكهنوت لسببين: أعماله أوّلاً، ثمّ اعتبار الرومانيين له ولشعب اليهود.
(آ 48-49)، وُضعت الكتابة في رواق الهيكل ليقرأها الناس، ووضعت نسخة منها في خزانة الهيكل لتُحفظ

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM