الفَصل العَاشِر: يُونَاتانُ رَئيسُ اليهُودِ

الفَصل العَاشِر
يُونَاتانُ رَئيسُ اليهُودِ
9: 23- 73

أ- المقدّمة
ظهر حزبان بعد موت يهوذا، حزب الأشرار والمتعاملين مع الأمم الغربية على حساب الشريعة، وحزب أصدقاء يهوذا الذين قالوا ليوناتان: "نختارك اليوم رئيسًا لنا وقائدًا يقود معاركنا". فقبل يوناتان المهمّة وبدأ عمله كرئيس لليهود. ويموت يوحنّا أخو يوناتان وسمعان، فينتقمان لموته. ثمّ انتقل يوناتان إلى حرب بكيديس. في ذلك الوقت بدأ الكيمس بهدم حائط دار الهيكل الداخليّة فأصابه المرض، فمات بعد عذاب أليم.

ب- تفسير الآيات الكتابية
1- يوناتان يخلف يوذا (9: 23- 32)
(آ 9: 23-24)، عاد أعداء يهوذا إلى العمل واستفادوا من المجاعة التي حصلت ليؤلّبوا الجموع على المكّابيين.
(آ 25-27)، بدأ بكيدس يلاحق أصحاب يهوذا وينتقم منهم ويذلّهم.
(آ 28-32)، بايع أصحاب يهوذا يوناتان. فقبل المهمّة. ولمّا علم بكيدس بالأمر عزم على قتله.
2- يوناتان ينتقم لمقتل أخيه يوحنّا (9: 33-42)
هرب يوناتان إلى البرّية. وأراد أن يُودِع الأمتعة عند النباطيين، فما كان منهم إلاّ أن أسروا أخاه يوحنّا واستولوا على الأمتعة. فأنتهز يوناتان مناسبة عرس من أعراسهم، فانقضَّ على المدعوّين فقتل من قتل وسلب ما سلب. فتحوَّل العرس إلى مناحة.
(آ 33) برّية تقوع (2 أصل 20: 20).
بريّة يهوذا الواقعة بين تقوع (موطن النبي عاموس الذي يبعد 18 كلم إلى الجنوب الشرقيّ من أورشليم) والبحر الميّت. كانت هذه البرّية موضع الثائرين على السلطة في كل زمان: حين ثار داود على شاول ذهب إلى هناك (1 صم 24: 26)، وكذلك فعل أبن الكوكب خلال الثورة اليهودية الثانية على الرومانيين (132-135 ب م). بئر أسفار: إحدى الآبار التي تبعد 6 كلم إلى الجنوب من تقوع، وليست كما قال بعضهم البحر الميّت رغم تقارب الكلمات: أسفار، بحيرة الأسفلت.
(آ 34) سنقرأها مرّة ثانية في محلّها في آ 43.
(آ 35)، أحسّ يوناتان بقرب المعركة، فحاول أن يخفِّف من الأمتعة وأراد أن يضعها عند النباطيين الذين استقبلوا في الماضي يهوذا المكّايى (5: 25).
(آ 36)، بني يمري، قبيلة عربية تختلف عن النباطيين. ما كانوا يضمرون العداء لليهود ولكنّهم أرادوا أن يستفيدوا من الظرف. ميدابا: مدينة موآبية قديمة تقع على تلّ وتبعد 20 كم عن الشاطى الشماليّ للبحر الميّت. يوحنّا بكيديس (2: 2): يجعله يوسيفوس قائد القافلة.
(آ 37) ناباطة (أو ندابة)، حصن قريب من جبل نبو (عد 32: 2). أحد حكّام كنعان، أي: إنّه كان غريبًا ووثنيًّا.
(آ 38) فتذكّرا أخاهما، حرفيًا دم أخيهما، أي مقتل أخيهما وهذا أمر لم يذكر قبل (رج آ 36).
(آ 39- 41)، تروي هذه الآيات العملية العسكرية ضدّ عرس تحوَّل إلى مناحة.
(آ 42)، بعد هذا رجع يوناتان ومعان إلى مستنقع الأردنّ الذي يصعب الوصول إليه بسبب الأشجار الكثيرة الشوك. يسمّى بالعربية الزارة: الأجمة ذات الماء والقصب والحَلفاء.
3- معركة عند نبر الأردنّ (9: 43- 52)
وكانت أولى المعارك بين بكيديس ويوناتان، واجبر يوناتان على الهرب عبر النهر إلى ضفّة الأردنّ الأخرى، بعد أن قَتلَ لبكيديس ألفًا من رجاله. أمّا بكيديس فعاد يرمّم الحصون ويجهِّز نفسه لمعركة ثانية.
(آ 43) يوم سبت، حَسب بكيديس أنّ اليهود لن يبدأوا الحرب في هذا اليوم المقدّس، ولكنّهم فعلوا.
(آ 44-46)، خطبة يوناتان وفيها ينبه رجاله إلى الخطر: فا عليكم إلاّ أن تصرخوا إلى السماء (أي إلى الله. لا يجسرون أن يتلفّظوا باسم الله، رج 3: 18 ح) لتخلّصكم من أيدي أعدائكم.
(آ 47-49)، وكانت المعركة سريعة انتهت بانتقال يوناتان إلى ضفة النهر الغربية.
(آ 50)، أريحا: مدينة في وادي الأردنّ تبعد 5 كلم إلى الشمال من البحر الميّت و37 كلم عن أورشليم. تمنة (أو تمناتا): هي تمنة حارس (يش 19: 50؛ 24: 30؛ قض 2: 9) التي ثقع في جبل افرائيم والتي تبعد 5 كلم إلى الشمال من بيت أيل. فرعتون: (قض 12: 13): تبعد 10 كلم إلى الجنوب الغريى من شكيم. تفون (يش 12: 17) هي على حدود افرائيم ومنسّى أو تلك المذكورة في يشك 15: 14 والتي تبعد 5 كلم إلى الغرب من حبرون. وصنع لها أبوابًا ومزاليج. هذا يعني أنّه حصّنها بحصون منيعة. رج تث 3: 5؛ قض 16: 3؛ 1 صم 23: 7؛ ار 49: 31.
(آ 52)، بيت صور: رج 4: 29 ح. جازر رج 4: 15 ح. قلعهَ أورشليم: رج 1: 33 خ.
(آ 53)، ولكي يخضع السكّان أخذ أبناء الأشراف رهائن، فإن ثار السكّان قتل الرهائن.
4- موت الكيمس وفشل بكيديس (9: 54- 73)
ومات الكيمس. فأغرى أهل السوء بكيديس ليلاحق يوناتان ففعل، ولكنّه فشل. فأرسل يوناتان وفدًا يعرض عليه الصلح، فقبل بكيديس ورجع إلى بلاده، فزال خطر الحرب عن بني إسرائيل.
(آ 54) سنة 153 أي سنة 159، الشهر الثاني هو أيّار الذي يقابل نيسان أيّار. حائط دار الهيكل الداخلية: يفصل رواق الأمم عن رواق اليهود. ما أنجز عمله الأنبياء، ولاسيَّمَا حجّاي وزكريّا اللذين لعبا دورًا هامًّا في إعادة بناء الهيكل الذي دشّن سنة 515.
(آ 55)، أساء الكيمس إلى الهيكل فلحقه السؤ: أصابه المرض وانعقد لسانه وانفلج.
(آ 57)، لمّا علم بكيديس بموت الكيمس عاد إلى ديمتريوس وعمّ الهدوء أرض يهوذا سنتين (1: 3 ح).
(آ 58-59)، عاد أهل السوء ونصحوا بكيديس بملاحقة يوناتان.
(آ 60- 61)، محاولة أولى باءت بالفشل. لم يعتِقل يوناتان، بل اعتقل خمسين رجلاً من أهل الفتنة.
(آ 62)، لجأ يوناتان إلى بيت باصي. هي بيت بصا الحالية الواقعة بين بيت لحم وتقّوع. نقرأ في عز 2: 17: بني بيصاي بين العائدين من بابل والذين أعطوا اسمهم لهذا المكان.
(آ 66)، أودوميرا وفاسرون: قبائل عربيّة تتعاون مع بكيديس.
(آ 68-69)، فشل بكيديس في محاولته الثانية فانتقم من الرجال الأشرار الذين أثاروه على يوناتان واستعدّ للعودة إلى بلاده.
(آ 70-72)، عرض يوناتان الصلح على بكيديس فقبل وردّ الأسرى، ثم عاد إلى بلاده.
(آ 73)، زال خطر الحرب أو هدأ السيف (رج ار 47: 6-7). ودام هذا الهدوء 5 سنوات تقريبًا من سنة 157 إلى سنة 152. مكاش (1 صم 13: 2، 5، 11، 16، 23؛ 14: 5، 31): تبعد 12 كلم إلى الشمال الشرقي من أورشليم، وفيها قام يوناتان بن شاول (1 صم 14: 1 ي) بعمل جليل. بدأ يوناتان يحكم الشعب ويقضي فيه شأنه شأن القضاة الذين عاشوا قبل زمن الملوك (قض 2: 16، 17، 18؛ 3: 10؛ 12: 7؛ 15: 20؛ 16: 31). وأزال الأشرار من البلاد (رج 3: 8، في مديح يهوذا المكّابي). ولكنّه هل يقدر؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM