الفَصلُ الثامن: الرّوُمانيوّنَ

الفَصلُ الثامن
الرّوُمانيوّنَ
8: 1- 33

أ- المُقدّمة:
1- يتضمّن هذا الفصل مقطعين. الأوّل (آ 1-16): مديح الرومانيين. الثاني: (آ 17-32) تَحالُف مع الرومانيين. يُعبّر هذا المديح للرومانيين، عن الإعجاب الذي استولى على الشعوب، حين رأت رومة تَسْحَقُ قرطاجة (سنة 202). وسيُشدّد الكلام على نجاح الرومانيين، في مجال الحرب، وفي مجال الدبلوماسيّة، فلا يَقِفُ في وجههم أحد.
2- حينئذ اختار يهوذا أوبوليمُس بن يوحنا، وياسن بن العازار، وأرسلت إلى رومة، ليَعْقِدا مع الرومانيين مُعاهدة مودّة وتعاوُن: إذا اعلنت الحرب على رومة... فعلى شعب اليهود أن يهبّوا إلى نجدتها... وإذا هُوجم شعب اليهود، فعلى الرومانيين أن يُناصروهم بكلّ قلوبهم، وأن لا يُمِدّوا المُعتدي بالطعام والسِلاح...

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- الكاتب يمتدح الرومانيين (8: 1- 16)
(آ 8: 1)، وسمع يهوذا بصِيت الرومانيين. وهكذا سيدخل عُنْصُر جديد على تاريخ المكّابيين، هو علاقتهم مع رومة. عرفوا عنهم، فأرادوا التعرّف إليهم أكثر. وماذا عرفوا؟ قوتهم العسكرية، والعَوْن الذي يُقدّمونه لحُلفائهم، والرَغبة في إقامة علاقات طيّبة مع الذين حولهم.
(آ 2)، وقاتلوا الغَاليّين الذين في شماليّ إيطالية، وأخضعوهم سنة 222 ق م. حَرفيّاً: ألغلاطيين، المُقيمين في آسية الصغرى. ولا يجهل أحد أنّ هؤلاء الغلاطيين هم جماعة من الغاليّين.
(آ 3)، بلاد إسبانية اعْطِيت لهم سنة 202، بعد انتصارهم على قرطاجة في معركة زامة، سنة 202، ولكنّ تهدئة البلاد أخذت وقتًا طويلاً، وامتدّت حتى سنة 19 ق م. ولم يأخذ الرومانيون الفِضّة والذَهَب فقط، بل الحَديد والنُحاس والقَصْدير.
(آ 4)، سياسة فيها الرُشْد وطُول البال، تلك كانت سياسة رومة. أقاصي الأرض، أي البُلدان البعيدة، قهروا (1: 22) المُلوك وفتكوا بهم (1: 30).
(آ 5)، فيلبُّس. هو فيلبُّس الخامس مَلِكُ مكدونية، الذي انتصروا عليه سنة 197 في سينوسيفاليس. وفرساوس هو ابنه، وقد انتصروا عليه في فدنة سنة 168. ملك كتيم: رج 1: 1ح. كلّ من تصدّى لقتالهم: أي التراقيّون والأبيريّون والتساليّون، سُكان اليونان الحاليّ.
(آ 6)، أنطيوخس الكبير. هو أنطيوخس الثالث، مَلِك آسية. نجد هنا تَضْخيمًا للأمور (رج 11: 11؛ 12: 39؛ 13: 32؛ 2 مك 3: 3)، لإظهار قوّة السلوقيين الذين قهرهم الرومانيّون.
(آ 7-8)، قبضوا عليه حياً. هذا ما حدث لفرساوس بعد هزيمته في فَدْنة. أما أَنْطيوخُس الثالث، فأفلت من أيديهم. فرضوا عليه مُعاهدة أفامية، التي بمُوجبها دع لهم 15000 وَزْنة، وسلّمهم أسطوله وفِيَله. أمّا الرهائن، فمنها أنطيوخس الرابع أبيفانيوس لمّا كان ولدًا (1: 9 ح). يزيد النصّ بلاد الهند. ولكنّ الهند لم تكن جُزءاً من مملكة السلُوقيّين. ولم يقتطع الرومانيّون المناطق الواقعة غربيّ طورس وهاليس. أرمينيس: هو أومينيس الثاني مَلِك برغامة (197-160)، الذي ساعد الرومانيّين بخيّالته، فانتصروا في مغنيزية.
(آ 9- 10)، يُشير النصّ إلى ما فعله الرومانيّون في اليونان، وكيف دمّروا حِلْفَ إخائية، يوم دمّروا كورنتوس.
(آ 11)، الجُزُر: أي سواحل البَحْر المتوسّط الشرقيّة.
(آ 14-16)، ما نقرأه هنا لا يتوافق والحقيقة التاريخيّة. كان مجلس الشيوخ يَعُدّ 300 شيخ، لا 320 شيخًا. والرجل الواحد، هو السلطة القُنْصلية التي يتقاسمُها شيخان، لئلا يتفرّد الواحد بالسُلطة.
2- مُعاهدة بين اليهود والرومانيين (8: 17- 32)
(آ 17)، أوبوليمُس: يرد اسمُه ووظيفته في 2 مك 4: 11. أكوس: نقرأ في 1 أخ 24: 10 اسم هقُوص الذي هو رئيس فرقة الكهنة السابعة.
(آ 18)، يرفعون النير، يضعُون النير. نحن أمام صورة كتابية، تعني حرّر واستَغتد. 1 مل 12: 4، 0 ا- 11؛ 2 أخ 10: 4، 10- 14؛ اش 9: 3، 10: 27؛ سي 51: 26.
(آ 22)، نُسخة الكتاب. قال يوسيفوس: كتَبَ مجلس الشيوخ قرارًا في هذا الموضوع، وأرسل منه نسخة إلى اليهودية، ووُضِعَت في الكابيتول (أو المركز البلديّ) النُسخةُ الأصليّة المحفورة على ألواح من نحاس.
(آ 23)، يتحدّث النصّ عن شعب اليهود أو أمّة اليهود (رج آ 25؛ 10: 25؛ 11: 30، 33؛ 12: 3؛ 13: 36؛ 15: 2).
(آ 24-26)، واجبات اليهود: نَجْدَة رومة وحلفائها، الامتناع عن إمداد العدوّ بالطعام أو السلاح أو المال أو السُفُن.
(آ 27- 29)، واجبات الرومانيّين: يُناصرون اليهود، لا يُمدّون المُعتدي بالطعام والسلاح.
(آ 30)، يُمكن للفريقين بالاتفاق، أن يُضيفا أو يَحذفا ما هو مُقرّر في هذه المُعاهدة
(آ 31)، تهديد إلى ديمتريوس. إنْ اشتكوا منك، فسنَحْكم لهم (رج تك 18: 25؛ تث 10: 18؛ مز 99: 4).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM