الفصَل الأول: أسبابُ الثَّوْرَة

الفصَل الأول
أسبابُ الثَّوْرَة
1: 1- 63

أ- المُقدّمة
بعد مُقدّمة تاريخية قصيرة (آ 1- 9)، عرض الكاتب الأحداث التي سبقت الثورة، ودفعت متتيا وبنيه إلى إعلان هذه الثورة: تطوّر الحضارة الهِلينيّة في فلسطين (آ 10- 15)، تصرّف أنطيوخس العنيف الذي سلب الهيكل والمدينة (آ 16- 40)، وإضطهاد اليهود الأتقياء (آ 41-64).
2- قدّم لنا الكاتب أعمال أنطيوخس الشريرة في أربع لوحات: أدخل العوائد اليُونانيّة إلى المدينة المُقدّسة. سَلَب الهيكل بعد رجوعه من مصر. أرسل جيشه فنَهَبَ المدينة وضربها، وبنى فيها قلعة ليُخْضعها. هدّد الذين يُمارسون الختان، ويُحافظون على السبت ويحتفلون بالأعياد. حينئذٍ سيطر الموت على البلاد، وحلَّ غضب الله، بعد أن حلّت رجاسة الخراب في المكان المُقدّس.
3- هذا الفصل، يعرض بإيجاز سيطرة الهلِينيّة على الشرق. هذه الحضارة الزاهية، التي جعلت الديانة الوثنية جذّابة، حتّى بالنسبة إلى اليهود، قد نظر إليها كاتب 1 مك، على أنّها العَدُوّ الأكبر للديانة اليهوديّة التقليديّة. تحدّث دانيال عن الإسكندر الكبير، ذلك الملك الشُجاع، وأقّر ياسون القيرينيّ بسخاء سلُوقس الرابع تُجاه الهيكل. أمّا صاحب 1 مك، فنظر بجفاء إلى المحتلّ المتكبّر الذي قتل ودمّر وسَلَب ونَهَب، فملأ الأرض بشرور سيزيدها خُلفاؤه من بعده.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- تمهيد (1: 1- 9)
(آ 1: 1)، الإسكندر: كان ملك اليونان، ثمّ ملك الفُرْس والمادايين (336- 323). كتيم (8: 5) أي كتيون (لارنكا) في جزيرة قبرس. دلّت الكلمة أولاً على قُبرس (عد 24: 24؛ اش 23: 1، 12)، ثمّ على جُزُر وشواطى القِسْم الشرقيّ من البحر المُتوسّط (ار 2: 10؛ حز 27: 6؛ تك 10: 14)، بل على مناطق بعيدة (دا 11: 30).
داريوس: هو داريوس الثالث (336- 331). بعد أن احتلّ كورش الأكبر، بلاد ماداي (سنة 550)، لُقّب ملكُ الفُرْس بمَلِك فارس ومَادَاي.
ملك مكانه: بعد معركة إيسوس (سنة 333)، جعل الإسكندر نفسه خَلَفًا لمَلِك الفُرْس. اليونان: أي البُلدان المُرتبطة باللّغة والحضارة اليونانية. واليُونان بالمعنى الحصريّ، جُزُر بحر إيجه، مُدُن شاطئ آسية الصُغرى أو إيونية.
(آ 2)، معارك عديدة، أشهرها: غرانيك (سنة 334)، إيسوس (سنة 333)، أربيل (سنة 331).
ملوك الأرض. (رج مز 2: 2؛ 76: 13؛ 89: 28؛ 102: 16؛ 138: 4). هذه العبارة الكتابيّة، تدلّ على القوة المتمثّلة في هؤلاء الملوك. نُشير إلى أنّ الإسكندر لم يقتل ملوك الأرض.
(آ 3)، إلى أقاصي الأرض: عبارة كتابيّة تدلّ على البُلدان البعيدة. رج أش 5: 26، 48: 20؛ 49: 6؛ 62: 11ح ار 25: 31؛ تث 13: 8؛ 28: 64؛ مز 48: 11؛ 65: 6.
سَلَب الإسكندر غنى مُدُن فارس: بابل، شوشن، أحمتا...
سكتت الأرض (أو استسلم الجميع): عبارة كتابية (7: 50؛ 9: 57؛ 11: 38؛ 52)، نجدُها في قض 3: 11، 30؛ 5: 31؛ 2 أخ 13: 23، 14: 4؛ مز 76: 9.
إعتزّ وملأ الطُموح قلبه: كلّ هذا يدلّ على الكبرياء. رج 16: 13؛ هو 13: 6؛ دا 11: 12؛ تث 8: 14؛ 17: 20؛ 2 مل 14: 10.
(آ 4)، جيشًا قويًا، لا بعدَدِه، بل بتنظيمه. كان جيش الإسكندر أقلّ عددًا من جيش الفُرْس.
يدفعوا الجزية. رج يش 19: 47؛ قض 1: 29- 35.
(آ 6)، رجاله أو قواده: برديكاس، بطليموس بن لاجوس، أنطيوخس، أنطيتروس، أنطيغونيس، ليسيماكيس وسلوقُس. نُشير أنّ الإسكندر لم يُقَسِّم مملكته قبل موته، بل سلّم خاتمه إلى برديكاس.
(آ 7)، حكَمَ الإسكندر 12 سنة، من سنة 336 إلى سنة 323.
(آ 9)، تمّ تقسيم مملكة الإسكندر بعد معركة هَبْسُوس سنة 301.
2- أنطيوخس أبيفانيوس ودخول الحضارة الهِلينيّة إلى فلسطين (1: 10- 15)
(آ 10)، رجل شرّير أو: فرع شرير. رج أش 11: 1؛ سي 47: 22؛ تث 29: 17. أنطيوخس الرابع أبيفانيوس (أو تجلّي الله). هو ابن أنطيوخس الكبير، وأخو سلوقُس الرابع فيلوباتور (187- 175). ظلّ مدّة اثنتي سنة، رهينةً في رومة، تنفيذًا لإتّفاقيّة أفامية (سنة 188). دعاه أخوه، وأرسل ابنه ديمتريوس يحلّ محلّه. ولما مات سلوقُس، وضع أنطيوخس يده على المُلْك، في أيلول سنة 137، لمملكة اليُونان، أي سنة 175. ونُشير إلى أنّ حساب مملكة اليونان، يبدأ في خريف 312.
(آ 11)، وفي تلك الايّام: إشارة زمنية غامضة لا ترتبط بشيء. رج تك 6: 4؛ تث 17: 9؛ 19: 17؛ 26: 3؛ يش 20: 6؛ 18: 1؛ 19: 1؛ 21: 25 الخ...
رجال أشرار: رج آ 34؛ 10: 61؛ 11: 21؛ 2 مك 13: 7.
تعالوا نتحالف: لقد اتخذت المُبادرة، الطبقةُ الارستقراطيّة في إسرائيل، وبالأخصّ رؤساء الكهنة، ولم ينتظروا أن تُفْرضَ عليهم فَرْضاً. رج 2 مك 4: 10- 15. منذ انفصلنا عنهم أي: حين عانَدْنا، ورَفَضْنا مُمارسات الهِلّينيّين وعاداتهم.
توالت علينا أو وجدتنا: رج تك 44: 34؛ خر 18: 8؛ عد 20: 14؛ 32: 23؛ مز 119: 143. ونحنُ نقرأ كلامًا مُماثلاً في إر 44: 17- 18: "نُقرّب التَقْدمات لملكة السماء (الإلهة عشتار) من البَخُور والخَمْر، كما عَمِلنا إلى الآن، نحن وآباؤنا وملوكنا ورؤساوءنا في مُدُن يهوذا وشوارع أورشليم. في ذلك الوقت، أكلنا خُبزًا فشبعنا، وكنّا نجير وما رأينا شرًا. ولكن منذ أهملنا تَقْدِمات البخور والخَمْر، صِرْنا مُحتاجين إلى كلّ شيء. وفنينا بالحرب والجوع". والموقف في كلام إرميا، كما عند المُتعاملين مع الحُكْم السلوقي هو: لنَتْبعَ عادات الأمم، ولنَعْبُد آلهتهم.
(آ 12)، فاقتنع كثيرون.
إن حَسُنَ هذا الكلام، رج تك 34: 18، 41، 37؛ تث 1: 23؛ يش 22: 30؛ 2 أخ 30: 4.
(آ 13)، إلتمسوا منه السماح، وهو ضروريّ بعد الدُستور الذي مُنِحَ لهم سنة 200، والذي بمُوجبه يُمارسون عاداتهم الوطنيّة. نُلاحظ أنّ المُتعاملين، يسبقون الحاكم إلى فَرْض الحضارة اليونانيّة.
(آ 14)، فبنوا ملعبًا: المَلْعب هو من المؤسسات التي تُمّيز الحضارة اليونانية، المُولَعَة بجمال الأجسام، وبكلّ أشكال الرياضة البدنيّة. أمّا اليهوديّ التقليديّ، فَيَشْمَئِزُّ من العُرْي الذي يعتبرُه عارًا وسَفالَةً.
(آ 15)، حاولوا سَتْر أختانهم. حرفيًا: عَمِلوا قَلْفًا (1 كور 7: 18)، ليزيلوا إحدى العلامات التي تُميّزهم كأعضاء ينتمُون إلى شعب إسرائيل.
فألغوا العهد المُقدّس، (رج 2: 19؛ 2 مك 1: 7؛ آ 63؛ دا 11: 28، 30). واندمجوا، حرفيًا، وضعوا نفوسهم تحت نير. رج عد 26: 3، 5، حيثُ نقرأ: وضعوا نفوسهم تحت نِير بَعْلِ فغور. وفي 2 كور 6: 4، نقرأ: "لا تَقْتَرنُوا بغيرالمُؤمنين في نيرٍ واحدٍ". تدلّ العبارة على سلوك لا مَنْطِقَ فيه ولا كرامة. وقاموا بأعمال، حَرْفيّاً، باعوا نفوسهم أي استسلموا للشرّ كالعبيد المُباعين. رج 1 مل 21: 20، 25؛ 2 مل 17: 17، روم 7: 14 (بَشَر بيعَ عبدًا للخطيئة).
3- أنطيوخس يسلُب الهيكل والمدينة (1: 16- 40)
وبدأ أنطيوخس أعمال السَلْب والنَهْب في أورشليم. أوّل عَمَلٍ قام به، بعد رجوعه من حملته الأولى على مصر: نَهَب الهيكل (آ 16- 24). والعمل الثاني قام به بواسطة أحد رجاله: هَجَم على المدينة، وأنْزل فيها الخراب (آ 29- 35). وبعد كلّ من هذين العملين، نقرأ رثاءً (آ 25- 28، آ 36- 40).
(آ 16)، هنا يبدأ العمل الأوّل، وهو نَهْبُ الهيكل.
وطّد أركان مملكته. رج 1 صم 13: 13؛ 20: 31؛ 2 صم 7: 12؛ 1 أخ 17: 11؛ 2 أخ 12: 1، وعزم على احتلال مصر. هذا مشروع رجل مُصابٍ بمرض العَظَمة. ولكنّ الهدف المُباشر لأنطيوخس، هو أن يحتلّ سَهْل البقاع وأرض فلسطين، اللذين شكّلا مَهْر أخته كليوبترة، من بطليموس الخامس أبيفانيوس. أخلف مَلِك مصر بوعده، فقام مَلِك أنطاكيه بحملة أولى تكللّت بالنجاح. لم يذكر 2 مك هذه الحملة، بل ذكر الحملة الثانية (2 مك 5: 1 ي).
(آ 17)، جيش جّرار (رج آ 20، 29)، قابل مع عد 20: 20: شعب عظيم. منعت اتفاقية أفامية (سنة 188)، السلوقييّن من استعمال الفِيَلَة في حروبهم، ولكنّ الرومان لم يفرضوا دومًا احترام هذا البَند من الاتفاق. ونحنُ سنرى الفِيَلة في 3: 34؛ 6: 30، 43- 44، 2 مك 11: 4، 13: 2.
(آ 18)، بطليموس: أي بطليموس السادس فيلوميتور (180- 145).
قَتْلى كثيرون: رج 3: 11؛ 8: 10؛ 9: 17، 40؛ 16: 8). نقرأ هذه العبارة المقولبة في سائر الكُتُب التاريخيّة: قض 9: 40؛ 1 أخ 10: 1؛ 2 أخ 13: 17.
(آ 20) سنة 143، أي خريف 169 ق م.
(آ 21)، باعتزاز: يُشير النصّ مرارًا إلى موقف أنطيوخس المُتعالي والَوقِح: 2 مك 1: 28؛ 5: 21؛ 7: 36؛ 9: 4، 7، 11.
مذبح الذَهَب (1 مل 7: 48)، الذي عليه يُحرق البخور، قد صُنعَ من خَشَبِ السَنْط (أو الأكاسيا)، وطُليَ بالذهب الخالص (خر 30: 1- 3). أمّا الشمعدان، فهو المذكور في خر 25: 31- 39؛ 38: 41؛ عد 4: 9.
(آ 22)، مائدة خُبْز التَقْدمة: طاولة من خَشَب السَنْط المُغَشَّى بالذَهَب (خر 25: 23)، تُوضَعُ عليها اثنتا عشرة خبزة في صفّين أمام الربّ (خر 25: 30؛ 35: 13؛ لا 24: 6). هذه العبارة دخلت في العهد الجديد. رج مر 2: 26. الحِجاب: يفصل بين القُدْس وقُدْس الأقداس في الهيكل (خر 26: 31- 35). الاكاليل: أي التَقْدِمات والنُذُور، وربما تكون تيجان العواميد.
(آ 23)، الأنية الثمينة أو المرغُوبة. رج هو 13: 15؛ 2 أخ 32: 27؛ 36: 10؛ دا 11: 8.
الكُنوز الدفينة: أي كنوز الهيكل أو المال المُودعَ في الهيكل. رج 2 مك 3: 10- 11.
(آ 24)، أخذ هذا كلّه، لأنّه يحتاج إلى مالٍ كثير. فاتفاقيّة أفامية شكَّلت عِبئًا ثقيلاً على خزينة الملك السلوقيّ، فلجأ إلى سَلْب المعابد، ولا مَنْ يُداء عنها. ولكنه سيختبر الخَطَر في الاستيلاء على كنوز الهيكل. رج 6: 1- 3؛ 2 مك 1: 13- 16؛ 9: 1- 29.
أكْثَرَ من القَتْل بسبب الحرب. رج 2 مك 5: 11- 14. بمُنتهى الكبرياء: رج دا 7: 8، 20 (ينطق بعظائم الأمور)؟ رؤ 13: 5؛ رج أيضاً دا 7: 25؛ 11: 36.
(آ 25)، هنا تبدأ المَناحة: إنْتَحَبَ الرُؤساء والشُيوخ.
(آ 26)، الفَتيات والفِتيان. رج عا 8: 13.
(آ 27)، رج يؤ 2: 16؛ ار 7: 34؛ 16: 9؛ 25: 10، حيثُ يقول: أبِيدَ منهم صوت الطرَب وصوت الفرَح، وصوت العريس وصوت العروس، وصوت الرَحَى ونُور السِراج.
(آ 28)، تزلزلت الأرض، فشاركت سُكّانها في مُصيبتهم. الزلزال يُرافق ظهورات الله، ويَحدُث أيضاً حين تحصل أمور فظيعة (أم 30: 21).
غطّاهم العار: عبارة كتابيّة نجدها في أي 8: 22؛ مز 132: 18.
(آ 29)، هنا يَحدّثنا الكاتب عن مجيء رئيس جُباة أنطيوخس وانه أبولونيوس (3: 10- 12؛ 2 مك 5: 24). سَلَب المدينة وأحرقها، ثمّ بنى قلعةً لحاميته.
بعد سنتين من الأيّام: عبارة عبريّة، للتأكيد. رج تك 41: 2؛ 2 صم 13: 23؛ يه 3: 10. نحن الآن في خريف سنة 167.
(آ 30)، أنزل فيها الخراب. حرفيا: ضَرَبها ضربةً شديدةً. رج 7: 22؛ 13: 32؛ 15: 29، 35.
(آ 31)، أشعل فيها النار: عبارة تضخيميّة، نجدها مِرارًا في الكتاب المُقدّس: عد 31: 10، تث 13: 17؛ يش 8: 19؛ 11: 9 ألخ...
(آ 33)، مدينة داود (2: 31؛ 7: 32؛ 14: 36)، لا تدلّ كما في 2 صم 5: 7، على التلّة الشرقيّة، الواقعة بين قَدْرون وتيروبيون، بل على تلّة غربيّ تيروبيون. هناك بُنِيَت القَلْعة (3: 45؛ 4: 2 41؛ 6: 18، 24، 26، 32؛ 2 مك 15: 31، 35) التي سيتركها السلوقيّون في حزيران سنة 141 (14: 16).
(آ 36)، وتبدأ مرثاة ثانية على أورشليم.
(آ 37)، سفكوا دم الأبرياء: رد مز 79: 3.
(آ 38)، هجّروها: رد مك 5: 27.
(آ 39)، أعيادها صارت مناحة. رج عا 8: 10؛ طو 2: 6؛ مرا 2: 6؛ 5: 14- 15، وأيّام السبت مَذَمّة. رج 2 مك 6: 6 حيث نقرأ: "ماكان مسمُوحًا لأحدٍ، أن يُمارس تقاليد السَبْت وأعياد الأباء".
4- فَرْض الحضارة اليونانيّة على البلاد (1: 41- 64)
وصدر قرار من أنطيوخس أبيفانيوس، دشّن بمُوجبه الاضطهاد الدينيّ. فأزال النُظُم الدينيّة، ولاحق اليهود المُحافظين على إيمانهم، وبنى "رجاسة الخراب" على المذبح المبنيّ بحَسَب الشريعة. فتخلّى الكثيرون عن الشريعة، ولكنّ الكثيرين ارتضوا أن يَمُوتوا من أجل الشريعة.
(آ 41)، وأمر المَلِك (كتابةً). لا نجد أثرًا لهذا القرار، لا في آداب اليُونان ولا في 2 مك. أمّا مضمُون القرار، فيُوافق ما نعرف من سياسة السلوقيّين، الذين أرادوا أن يَفِرْضُوا على شعوبهم الحضارة الهلينيّة.
(آ 42- 43)، وجب على كلّ واحد، أن يترك العادات والمُمارساتِ التقليديّة في شعبه وديانته (رج آ 14، 44؛ 3: 21، 29؛ 6: 59؛ 2 مك 4: 11؛ 11: 24). فأطاعت الأمم أمر الملك، ومنهم كثيرون من بني إسرائيل الذين تركوا ديانة آبائهم، وعَمِلوا بدِين الملك (2: 9، 22)، فدنّسوا السبت (آ 45؛ 2: 34).
(آ 44) بلاغًا: حرفيا، كُتُبا. لا يُعطي الكاتب نصّ هذه الكتب، بل يكتفي بتلخيصها. رج 2 مك 6: 1- 8؛ دا 7: 25؛ 8: 11؛ 11: 31.
(آ 45- 46)، عدم تقديم المُحرقات وسكيب الخمر: هذا ما لا نجده في النصّ المُقابل في 2 مك 6: 1- 8. السبت: رج آ 43. يُدنّسوا المكان المُقدّس (آ 37)، بواسطة بني إسرائيل الذين تنجّسوا. الأقداس أو القِدّيسين. هذه العبارة قديمة في العهد القديم (خر 19: 6؛ لا 11: 44؛ 19: 20؛ تث 33: 3؛ 34: 10)، ونجدها في كتب الجَلْيان، وفي أسفار العهد الجديد، حيثُ تدلّ على المُؤمنين (أع 9: 13، 32، 41؛ روم 1: 7 ألخ).
(آ 47)، معابد للأصنام (10: 83؛ 1 كور 8: 10): تُشْبِهُ المزارات الصغيرة على الطرقات. الحيوانات النَجِسَة (آ 62؛ مر 7: 2، 5؛ أع 10: 14، 28؛ روم 14: 14، رؤ 21: 27) نجد لائحة بها في لا 11: 1 ي؛ تث 14: 1 ي، وكان الخِنْزير أكثرها نجاسةً (رج اش 65: 4؛ 66: 3، 17؛ 2 ملك 6: 18- 20؛ 7: 1).
(آ 48)، يتركوا بنيهم دون خِتان: وهكذا ينقُضون العهد. رج تك 17: 10- 14.
(آ 50)، يكون الموت عِقابه: رج آ 63.
(آ 51)، رُقباء، رج 2 مك 5: 22؛ 6: 1- 11، لكي يُقدّموا الذبائح. هذا الأمر يُهيّى ما سنقرأ في 2: 15 ي، حيث جاؤوا بالناس، ليَذْبحوا في مُودين.
(آ 53)، أماكن يلجأون إليها، لا في الهيكل، بل في المغاور والأماكن الوَعِرَة المسالك، لئلا يصل إليهم جُنْد الملك. كذلك فعلت كلّ الأقليّات المُضْطَهَدَة.
(آ 54)، كسلو: الشهر التاسع (4: 52)، ويُقابل تشرين الثاني- كانون الأوّل. سنة 145 أي: كانون الأوّل 167. رَجَاسة الخراب: عبارة تحقير، أخذها الكاتب من دانيال (9: 27؛ 11: 31؛ 12: 11؛ رد مت 24: 15؛ مر 13: 11)، في ترجمته اليونانيّة حَسَب السبعينية، وهي تدلّ على مذبح وثني، شُيّدَ على مذبح المُحرقات (الذي كان بَشْكل مِصْطَبة، طولُها 20 ذراعًا، وعرضها 20 ذراعًا، وارتفاعها عشرة أذرع. رج 2 أخ 4: 1).
(آ 55)، ألبخور: تعوَّد الوثنيون أن يُحرقوا البخُور للالهة في البيت والشارع والساحة العامة، وعلى مُلْتقى الطرق.
(آ 56)، أسفار الشريعة: كتب تتضمّن الشريعة (دا 9: 13) التي حاول الملك أن يُبْطِلَها، أي التوراة بالمعنى الحصريّ، وهي تُقابل كتاب العهد في آ 57؛ رج 2: 27، 50؛ سي 24: 23.
(آ 59)، الخامس والعشرين، لا من شهر كسلو بل من كلّ شهر، بمعنى أنّ الذبيحة تُقدَّم في الخامس والعشرين من كلّ شهر، لتُذكّر الناس بعيد مولد المَلِك (2 مك 6: 7).
(آ 63)، فضّلوا الموت: نتذكّر ألعازار (2 مك 6: 18)، والإخوة السبعة (2 مك 7: 1 ي).
(آ 64)، غَضَب عظيم: غضب سريّ من عند الربّ، ضرب شعب إسرائيل. نجد هذه العبارة في عد 1: 53؛ 18: 5؛ يش 9: 20؛ 22: 20؛ 2 مل 3: 27؛ 1 أخ 27: 24؛ 2 أخ 19: 10، 24: 18؛ 29: 8؛ 32: 25؛ عز 7: 23.
وانتهى هذا الفصل بشكل قاتم. هل ستزول عبادة الربّ من هيكله ومدينته؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM