تقديم

المقدمة

في أساس هذا الكتاب ثلاث مقالات عن الإفخارستيّا عند أفرام السريانيّ هي:

وإذ تكلّمت وضعتُ المراجع الكثيرة ونقلتها إلى العربيّة، بعد أن اخترتها من كتب أفرام المختلفة.

وكان لي الحظّ أن أعود إلى "أيّام الصبا" ساعة كنت أهيئ للدكتوراه في رومة. أناشيد المائدة التي نشرها الكردينال أغناطيوس رحمانيّ. الكلام فيها عن الطعام مناسبة لأحاديث وأحاديث في الحياة العائليّة والاجتماعيّة.

وسنة الإفخارستيّا دعتني إلى أن أنقل خمس أناشيد في الإفخارستيّا دوّنت في اللغة الآراميّة ونقلتها عن اللاتينيّة والفرنسيّة. وبحثت فوجدت بعض الميامر في أناشيد الإيمان وأناشيد البتوليّة.

ورجعت إلى أيّام كنت أعمل مع الأستاذ يوسف الخال، رحمه الله، فاقترحت عليه أن أقدّم شعر أفرام حول المرجانة. نحن لا ننسى صيد المرجان في المحيط الهنديّ والبحار الملتصقة به. خمس قصائد في المرجانة نقلتها، وقرأتها مع الخوري مارون مطر، رحمه الله. ولكن بعد سنوات من رفقة الآباء السريان، ولا سيّما أفرام والسروجيّ، أعدتُ الترجمة وقدّمتها في القسم الأخير من الكتاب. فالمرجانة هي الدرّة الثمينة التي يبيع المؤمن كلّ ماله ويشتريها. والمرجانة هي يسوع المسيح في الجسد. وهي موهبة المواهب التي أعطيتْ للمؤمنين وسط الصعوبات التي يمكن أن يتعرّضوا لها في حياتهم اليوميّة.

نشير أنّنا في أناشيد البتوليّة والإيمان، لن يكون فقط الموضوع الإفخارستيّا. ولكنّ القدّيس أفرام يترك العنان لأريحته الشعريّة ولعمق الإيمان في قلبه، ولهمّه الرعويّ، فيعالج أكثر من موضوع، بحيث يكون الكلام عن الإفخارستيّا في بضعة أشعار.

وأضفت إلى المواضيع حول الإفخارستيّا، موضوعين عزيزين. الأوّل، الإفخارستيّا والفردوس. هناك كانت ثمرة أولى قادت إلى البرّ والحياة. وهكذا ننتقل من آدم الأول إلى آدم الثاني، ومن حياة عتيقة رافقتها الرغبات البشريّة إلى حياة جديدة في البرّ والاستقامة.

هذه المحاولة العفويّة جاءت في مكانها. فنحن منذ الآن نستعدّ للاحتفال بالقدّيس أفرام الذي وُلد سنة 306 تقريبًا، كما يقول العلماء. ولكن يبدو أنّ ابن العبريّ تحدّث عن ولادته سنة 303. مهما يكن من أمر، فمار أفرام قيثارة الروح القدس نستطيع أن نعيّده كلّ سنة، بل كلّ يوم حين نقرأ أشعاره ونتأمّل في لاهوته، ونكتشف قراءته للكتاب المقدّس في قلب الطبيعة المخلوقة، فنغوص في حياة الإيمان التي تجعلنا نخرج من حياتنا العاديّة، إلى حياة أسمى على هذه الأرض تجعلنا نرى بعض ما في السماء.


 

 

 

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM