الفصْلُ الثَالِث عَشر: الجُوع وَالوَبَاء

الفصْلُ الثَالِث عَشر
الجُوع وَالوَبَاء
21 : 1 – 24 : 25

أ- المقدّمة
إذا كان موت أمنون وأبشالوم، عقابًا لداود على قتل أوريا الحثي، وإذا كان اغتصاب سراري داود، جوابًا على ما فعله مع تبشابع امرأة أوريا، فالجوع الذي يضرب البلاد، يذكّر بني اسرائيل، بما فعله بيت شاول بالجبعونيين الذين لم يكونوا من بيت إسرائيل، والوباء الذي حلّ بالبلاد، ينّبه داود إلى أنّ الله وحده هو الملك، وأنّ داود هو ممثّله على الأرض.
يُوقف الكاتب قِصّة عائلة داود وخِلاف أبنائه على العرش، فيُورد ملحق تُقابل بعضها بعضًا. فمجاعة ثلاث سنين (21: 1-14) يُقابها وباء يدوم ثلاثة أيّام (ف 24)، وذكر الفلسطيين الأربع (21 : 15-22) يتبعه ذِكْر أبطال داود (8:23-39). ونشيد داود (ف 22) يجد امتدادًا في كلمات داود الأخيرة (23: 1-7).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
1- ألجوع وكل بعض سلالة شاول (21: 1-14)

سبب الجوع نَقْضُ معاهدة وقّعها بنو إسرائيل مع بني جبعون (يش 9: 4)، ولكي تكفّ الضربة، سلّم داود إلى الجبعونيين سبعة من بني شاول. ولكنّ مراسيم قتلهم، تبدو قريبةً من مراسيم طلب الشتاء بعد القَحْط والمجاعة (6، 9- 10). أبعد داود عن شعبه المجاعة، وتخلّص من أشخاص يُمكن أن يُزاحموا سُلالته على العرش. كان بإمكان الكاتب أن يذكر هذا الحَدَث في السابق (رج 3:9)، ولكنّه لو ذكره، لتشوّهت صورة داود الحليم الكريم من مُخيّلة المؤمنين. وإذ كتبه هنا، مُستقيًا التقليد القديم الذي نقرأه في آ 2، 4، 6، 8- 10، نقّحه مُشدّدًا على أنّه فعل في ذلك إرادة الربّ. فقضى بالإنصاف للجبعونيين دون المساس بالإكرام الواجب لشاول وبنيه.
كان جوع (آ 1): تبدو العاطفة الدينيّة ظاهرةً أمام الضربة التي تحلّ بالبلاد.
إلتمس داود وجه الربّ، كما يلتمس إنسان مُواجهة شخص كبير (1 مل 10: 24). فكان له الشتاء (آ 10)، هذا ما نقرأه في هوشع (5: 15) قبل رجوع المطر (هو 3:6).
رفض الجبعونيون المال تكفيرًا عن إثم شاول، وطلبوا سبعة من بنيه ليقتلوهم. هم لا يستطيعون أن ينتقموا من شاول، ولهذا هم ينتقمون من أبنائه. والعدد سبعة يعني كمال الانتقام.
قُتلوا وتُركوا في الشمس، فأخذت رصفة (إبنة آية والدة أرموني ومفيبوشت اللذين قُتلا) المسح وجعلته عليهم (بَدَل الرداء خر 25:22 ي؛ تث 13:24)، فلا يمسّهم طير السماء أو وحش البرّ. حينئذ أمر داود، فدُفنوا في أرض بنيامين، فعاد الشتاء (آ 10) وتوقّفت المجاعة. قَبِل الربّ القُربان الذي قُدّم له.
صيلع تقع في أرض بنيامين (يش 28:18).
2- بُطولات ضدّ الفلسطيين (21 : 15-22)

هذه الأحداث المجيدة (على مثال ما فعله داود بجُليات رج 1 صم 17: 1 ي)، كان محلّها في بداية عهد داود (17:5-25). وُضعت هنا، واستقى منها المؤرّخ الكهنوتي معلوماته (1 أخ 20: 4-8)، ليُورد لائحة الأبطال الذين حاربوا مع داود.
يَرِدُ اسم "يشبينوب" من الجبابرة أو "الرفائيم"، وهي فرقة حربيّة من الفلسطيين الذين تقول الأسطورة إنّهم نزلوا إلى مثوى الأموات (اش 14: 9 ؛ اي 26: 5)، وخرجوا منه أحياء. بقي بعض منهم في شرقيّ الأردن، وفي وادي الرفائيم قُرْبَ أورشليم (5: 18). هذا البطل القويّ والمُدجّج بالسلاح الثقيل، هاجمه داود، ولكنّ أبيشاي أنجد داود وقتل يشبينوب.
وجود السراج في البيت علامة الحياة المُستمرة، أمّا انطفاء السراج، فيعني أنّ الموت حلّ بأهل البيت. أمّا إذا انطفأ سراج بني إسرائيل، فهذا يعني أنّ المَلِك مات، وأنّ حياة الأمّة هُدِّدت.
ويَرِدُ اسم "سفّ"، أحد الجبابرة، الذي سيقتله سبكاي الحوشيّ.
جُليات الجتي سيقتله، على ما يبدو (1 صم 7:17)، ألحانان بن يعري (لا داود) من بيت لحم.
الرابع لم يذكر اسمه. قتله يوناتان بن شمعا أخي داود.
3- مزمور لداود (22: 1- 50)

نقرأ هذا المقطع مع بعض الاختلافات في المزمور 18
يبدأ بعبارة (آ 1) تذّكرنا ببدايات المزامير. أمّا المُتكلّم فهو مُقاتل مُنتصر، ثم ملك (آ 44) مسحه الربّ (آ 51)، ووعده بدوام ذُرّيته.
متى "كتب" هذا المزمور؟ يوم وصل داود إلى قمّة المجد، بعد أن تغلّب على أعدائه، أنشد نشيد الشكر هذا للربّ الذي نال منه كلّ خير وبركة: يوم أنقذه ألرب من أيدي أعدائه، ومن يد شاول، أي بعد ان التحق به أبنير، فجرّ وراءه كلّ إسرائيل، وأراحه من جهة شاول، وأما الأعداء فهم الذين يتحدّث عنهم الكاتب في 8-9.
دوِّن المزمور في بداية العهد الملوكيّ، والأمر واضح بسبب الأسلوب القديم. والعبارات الآتية من العالم الكنعاني، تدفعنا إلى القول إنّ هذا المزمور دُوَن في العهد الملوكيّ، وأقحم في هذا المكان، فجاء قريبًا من نشيد حنّة أم صموئيل (1 صم 2: 1-11).
(آ 2:22-4) ألربّ صخرتي وملجأي، خلّصني من العُنْف يوم دعوتُه.
(آ 5-7) إكتنفني الموت، حاصرني الجحيم، دعوت إلى الربّ، فسمع صوتي من هيكله.
(آ 8-9) بل ظهر على صفيّه، كما اعتاد أن يظهر: دخان، نار، ضباب.
(آ 10-15) أحنى السماوات، ونزل وسط البرق والرعود، كما على جبل سيناء.
(آ 16- 20) بل نزل إلى أعماق البحر، ومن هناك "انتشل" من اتّكلَ عليه.
(آ 21-28) كافأني بحسب برّي، وبحسب طهارة يديّ أثابني.
(آ 29- 31) ألربّ يُضيء ظُلمة حياة المؤمن.
(آ 32-43) هو الله وحده، هو القدير وحده، وهو يساعد من اصطفاه على أعدائه.
(آ 44-46) نجيتني وحفظتني.
(آ 47-49) تبارك الرب الحي.
(آ 50- 51) "لذلك أسبّحك يا ربّ بين الأم، وأرنّم لاسمك ".
موضوع المزمور: إمتنان وعِرفان جميل. يذكر المؤمن هنا حالته النفسيّة، وينتظر من الله أن يأتي بقوّة ويُنجيّه. والان قد وصل إلى ما وصل إليه، فهو مُتيّقن أنّ رحمة الله، أنعمت عليه بكلّ هذا الخير.
4- كلمات داود الأخيرة (23: 1-7)

يُشبه هذا المقطع وصيّة يعقوب لأبنائه (تك 49: 1 ي)، أو موسى لشعبه (تث 33: 1 ي)، وهو يُشيد بعدالة المَلِك: من يقضي للبشر بالعدل، من يقضي لهم بمخافة الله، هو كضوء الصباح عندما تُشرِقُ الشمس، كصباح لا غيم فيه (آ 3-4 ؛ رج مز 72: 6).
في آ 5 نقرأ عن عهد الرب مع داود (رج مز 89: 29-38)، فنفهم أنّ العدالة النبي تسود البلاد هي ثمرة هذا العهد.
يجدر القول هنا، إنّ وصيّة داود التاريخية نقرأها في 1 مل 2: 5-9. أمّا هذه الكلمات فهي وصيّته الروحية: هذا ما استُنْتِج من تعليم دينيّ: ألبارّ يَزْدَهِرُ، والشرّير يشقى (مز 1: 1 ي؛ أم 4: 10-19).
كلمة داود (رج عد 24: 3، 4، 15، 16: بلعام) هي ككلمة الأنبياء، لأنّ روح الربّ (آ 2) يتكلّم فيه كما يتكلّم فيهم (1 صم 13:16؛ اش 2:11).

5- رجال داود الأشدّاء (23: 8-39)

هذا المقطعُ يكمّل ما قرأناه في 15:21 ي، وقد فصل بينهما مزمور داود وكلام وصيّته. (آ 8-12). إنه يتحدّث عن ثلاثة أبطال فاقوا جميع الأبطال بأعمالهم.
(آ 13-17) حادث من حرب الفلسطيين مع بني إسرائيل.
(آ 18-23) ما فعله أبيشاي وبنايا بن يُوياداع.
(آ 24-39) لائحة برجال داود الثلاثين.
هذه اللائحة تَرِدُ مع بعض الاختلافات في 1 أخ 11: 11- 41؛ 27: 2- 15.
في آ 39، نقرأ العدد النهائي 37، وهو جَمَعَ 30 (أ 24- 39) مع يُوآب (آ 37)، وأبيشاي وبنايا وعسائيل (آ 18- 24)، والثلاثة الأولين (آ 8- 12).
6- إحصاء الشعب وما تَبِعَهُ من أحداث (24: 1- 25)

(آ 24: 1-9) ألإحصاء: هذا الفصل هو امتداد للفصل 21: 1-14.
ربط التقليد القديم بِناء الهيكل، بخبر الوباء الذي تبعته عبادة تكفيريّة على مذبح الربّ، وجعل الإحصاء الذي قام به داود مُسبّبًا للوباء. في الأساس أمر داود بالإحصاء، وهمّه أن يُنظِّم المملكة تنظيمًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، ولكنّ مُعارضة الشعب لهذا الإحصاء كانت عظيمة.
لمّا دوَّن الكاتب الاشتراعي هذا النصّ، قال: إنّ الربّ أغرى داود، "فصارت" خطيئة داود "سببًا" لخَيْرٍ عام، هو تأسيس عبادة الله في أورشليم. وشدّد على مُعارضة يُوآب لمشروع الإحصاء (آ 3-4)، كما عاد إلى الفصل 12، ليُعلن بلسان جاد عن العِقاب الآتي: سبع سنوات جوع (رج 21: 1، وثلاث سنوات الجوع)، ثلاثة أشهر من الفَرار أمام الأعداء (ف 15-19، وهرب داود إلى شرقيّ الأردن)، ثلاثة أيّام من الوباء.
كان التقليد القديم يُرْجعُ كلّ شيء إلى الله: تأتي الضربة من الله. ينوي الإنسان فتَصْدُر نيتّه عن الله، يُجرَّب الإنسان، ولكنّ الله يُجرّبه. يُقَسّي الإنسان قلبه، فيكون الله هو من يُقسّي قلب الإنسان. ولكنّ 1 أخ 21: 1؛ رج أي 3:2 سيقول إنّ الشيطان جرّب داود، لا الله.
أمر الملك يوآب رئيس الجيش، بالإحصاء وهدَفُه هدف عسكريّ بالدرجة الأولى: معرفة عدد الرجال القادرين على حَمْلِ السلاح (آ 9). يبدو يُوآب هنا كمُعبّر عن صوت الشعب: ألإحصاء هو تعدٍّ على سُلطة الربّ على شعبه. وخوفًا من اللعنة قال كلام البركة: ليَزد الربّ الشعب (آ 3 ؛ رج 3:21).
بدأت فرق الإحصاء في عروعير (تقع في شرقيّ الأردن على حدود موآب) وانطلقت إلى جاد ويعزير. وصَلَت إلى الشمال في دان، وبعد أن دارت إلى الغرب وصلت إلى بئر سبع في الجنوب.
جاءت الأرقام ضخمة: 000 800 لإسرائيل و 000 500 ليهوذا. أمّا سفر الأخبار فيجعلها 000 100 1 لإسرائيل و 000 470 ليهوذا.
(آ 10- 17) ألوباء يحلّ بالشعب: فخفق قلب داود. عرف أنّه أخطأ في ما فعل، فوبّخه ضميره.
جاءه جاد النبي وعرض عليه ثلاثة أمور: ألجوع، ألهرب، ألوباء، فاختار داود الوباء، قال: أقع في يد الله، ولا أقع في يد الناس، لأنّ مراحم الله كثيرة (آ 14).
مات الكثيرون، وأراد الملاك المُهلك والمنفِّذ لإرادة الله (خر 12: 23)، أن يُدمّر أورشليم (آ 16)، ولكنّ الربّ تراجع وقال: "كفي. كفّ الآن يدك ".
صلّى داود إلى الربّ: أنا الذي خَطِئت، وأنا الذي فعلت السوء، وأمّا أولئك الخراف، فماذا فعلوا؟ ليقع عقابك عليّ وعلى بيتي (آ 17). كان داود قد اختار الوباء، ولكنّه رأى الكارثة تحلّ بالشعب، فتراجع وطلب من الربّ أن يعفو عن الشعب.
نحن هنا أمام تقليدين. واحد يعتبر أنّ الربّ كفّ عن الضربة، حين صلّى داود وبنى مذبحًا على بيدر أرونا. وآخر يعتبر أنّ الله عفا عن أورشليم، لأله يُحبّ مدينته.
(آ 18-25) داود يبني مذبحًا للربّ: ألصلاة والذبيحة هما أفضل عمل يقوم به الإنسان، ليعود إلى ربّه وُيكفّر عن خطاياه. صلّى داود، ثم سمع كلمة النبيّ جاد (آ 19)، فاشترى بيدر أرونا اليبوسيّ بخمسين مِثقالاً من الفِضّة. (يعتبر 1 أخ 21: 25 أنّ هذا قليل، فيجعل سِعْر البيدر 600 مِثقال من الذهب)، وقدّم مُحرقات وذبائح سلامة.
وكما رحم الربّ الشعب بعد الجوع الذي حلّ به (21: 14)، هكذا سيُشفق على شعبه فتكفّ الضربة عنه.

ج- مُلاحظات: موضع لبيت الربّ
1- كان تابوت العهد في خيمة، على مثال تلك التي كانت في البريّة، ولكنّ هذه الخيمة لا تكفي لتجعل من أورشليم مقامًا دينيًا ومركز عبادة لبني إسرائيل. فأورشليم كانت مدينة وثنية، وقد عبدت آلهة غريبة في زمن اليبوسيين. لا شكّ في أنّ سائر المعابد (بيت أيل، حبرون)، اختُصّت بآلهة أُخَر قبل أن تصير ليهوه، ولكنّها لم تصر كذلك، إلا بعد أن تكرّست بحضور الله فيها. في شكيم تجلّى الربّ لإبراهيم، فبنى إبراهيم مذبحًا تكرّس بحضور الله (تك 6:12-8)، وتجلى في ممرا (تك 18:13) وقرب تادش (تك 16: 13- 14) وبئر سبع (تك 21: 33- 34)، فصارت أماكن مقدّسة لبني إسرائيل. كانت لوز المدينة التي نام فيها يعقوب، فلمّا تراءى له الربّ فيها، صارت بيت إيل (تك 28: 10-22) أي موضع بيت الله (رج تك 43:31-54؛ 23:32-32).
2- إحتاجت أورشليم أن يظهر الله فيها، كما في سائر المُدُن، ليكون لها الحقّ في أن تستقطب الجماهير المُصلّية وتنظم العبادة الرعيّة. أجل، سيظهر الرب فيها على بيدر أرونا اليبوسي، وهو المكان الذي سيبني فيه سلمان الهيكل المقدّس (2 أخ 3: 1). بعد العودة من الجلاء بدأ بنو إسرائيل، فبنوا مذبحًا يُقدّمون عليه ذبائحهم، ثمّ بنوا الهيكل الثاني، هيكل زربابل، كما سبق لهم أن فعلوا في أيّام ملوكهم. بدأ داود فبنى مذبحًا، ثمّ جاء ابنه سليمان فبنى هيكلاً في موضع المذبح. بنى داود المذبح فكفّ الوباء عن الشعب.
ويوم دشّن سليمان الهيكل، صلّى متذكرًا الجوع الذي حلّ بالشعب، نتيجة الجفاف والوباء الذي ضربهم قال: إذا احتبست السماء، ولم يكن مطر بسبب خطيئتهم إليك، وصلَّوا نحو هذا الموضع... فاسمع أنت من السماء... وإذا حدث في الأرض جوع أو وباء... فاسمع أنت من مكان سُكناك واغفر (1 مل 35:8-39).
3- حدّثنا سفر صموئيل عن إقامة تابوت العهد إقامة مؤقّتة في شيلو، قبل انتقاله بطريقة نهائية إلى أورشليم، مسكن الله وسط شعبه. وهكذا عندما يُصْعِدُ داودُ تابوتَ عهد الربّ (6: 1 ي) إلى أورشليم، نُحسّ وكأنّ الربّ يصعد إلى المكان الذي اختاره. أمّا تسلسُل الأحداث فيبدو كالآتي: نوى داود أن يبني بيتًا للربّ على مثال ملوك الأمم المُجاورة، فاشترى أرضًا يبني فيها هيكلاً، ويجعل فيها تابوت عهد الرب. ولكنّ ناتان النبي سيُفْهِمُ داود أنّ بيت الربّ، هو جماعة الربّ بمَلكها المُمثّل في شخص داود. منذ البداية، حذّر الكتاب المقدّس الشعب من التعلّق بحجارة الهيكل، والتطلعّ إلى وصايا الله الذي يعبُدونه في الهيكل، ولكنّهم لم يفهموا. يوم ذهب الشعب إلى الجلاء سنة 587 ق. م.، ظنّوا أنّ الربّ تخلّى عنهم، ولكنّ النبي حزقيال، رأى الغمامة التي كانت فوق الهيكل (وقد رافقت الشعب في برّية سيناء، وقبل الدخول إلى أرض الميعاد)، إنتقلت من هناك ورافقت الذاهبين إلى المنفى. ولكن لما بنى الشعب الهيكل الثاني، وزيّنه هيرودس بالحجارة البديعة والتُحَف (لو 21: 5)، ما زال اليهود يظنون أنّهم إن تعلّقوا بالهيكل (رج ار 7: 1 ي) كان لهم به الخلاص. غير أنّ يسوع قال لهم: لن يُتْرَك هنا حجر على حجر، بل يُهدم كلّه (مت 24: 2). وسيفهم المسيحيون الذين كانوا يلتقون في الهيكل (أع 2: 46) في بداية عهد الكنيسة، أنّ هيكل الله الجديد هو الكنيسة، أو جماعة المؤمنين، يسير الله في وسطهم فيكون لهم إلهًا ويكونون له شعبًا

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM