القِسمُ الثالِث: شاوُل وَدَاوُد

القِسمُ الثالِث
شاوُل وَدَاوُد
16 : 1 – 31 : 13

يحدّثنا القسم الثالث عن ارتفاع نجم داود وهبوط نجم شاول.
1- في فصل أوّل نتعرّف إلى داود يعيش في البلاط الملكيّ (16: 1-18: 30): بعد أن مسحه صموئيل مَلِكًا، عِوَضًا من شاول، نجح في قتل جُليات، جبّار الفلسطيين، فزوّجه شاول بابنته ميكال. في فصل ثانٍ (18: 1- 21: 16)، نرى الخطر يُهدّد حياة داود: فشاول يُريد قتله، وقد رأى فيه مُزاحمًا يُحسب له حسابٌ ، بعد أن أنشدت النساء: قتل شاول الألوف، أمّا داود فقتل عشرات الألوف (31: 11). في فصل ثالث نُرافق داود، رئيس العِصابة الهارب من وجه شاول (22: 1-26: 25)، والذي سيعفو عنه مرّة بل مرّتين، لأنّه مسيح الرب (26: 11). في فصل رابع، (27: 1- 31 : 13) نلازم من سيُصبح ملكًا على شعب إسرائيل، في طريق المنفى: سيلتجىء إلى الفلسطيين، ويصير تابعًا لهم في جت، بانتظار موت شاول في جبل الجلبوع.
2- بعد أن تعرّفنا إلى صموئيل ابن المعجزة، وإلى شاول، ألملك التعيس الذي اختاره الله ثمّ رذله، سنتعرّف إلى داود الذي يُحبّه جميع الناس، وأولهم شاول، فيجتذبه إليه ويجعله في خدمته، بل يزوّجه ابنته. ورغم نوايا شاول السيئة، لا يفتأ داود يُكِّنّ كلّ احترام لمَن يعتبره مسيح الرب الذي لا يحقّ لأحد أن يمدّ يده إليه. لم يُرِد داود أن يَستبِقَ حكم الرب، بل تركه يُدبر الأمور إلى الساعة التي هيأها لتَتْميم مقاصده.
3- يبدأ صعود نجم داود في ف 16، ويصل إلى كماله في 2 صم 5، عندما يُنادى به في أورشليم ملكًا على يهوذا وإسرائيل. نحن هنا أمام مجموعة من التقاليد فيها بعض التكرار. قابل بين 16: 14-23 وبين 17: 55-18: 5؛ قابل بين 18: 6-16، وبين 19: 8- 10؛ بين 19: 1-7 وبين 20: 1- 21؛ بين 21: 11-16 ، وبين 27: 1 ي؛ بين 24: 1 ي وبين 26: 1 ي.
ويورد الكاتب الاشتراعي هذه التقاليد، فيربطها بالحرب بين بني إسرائيل والفلسطيين (17: 1؛ 19 : 8 ؛ 23: 1؛ 28: 1؛ 31: 1). وفي كل حدث يروي الراوي قصتّه ليَرسم أمامنا شخصية داود وشخصية شاول: لم يزل داود يتقوّى وبيت شاول يضعف (2 صم 3: 1). وكان داود لا يزال يتعاظم والربّ القدير معه (2 صم 5: 10). أجل، كان الربّ مع داود (16: 18)، فجعله شاول حامل سلاحه وأحبّه جدًّا. وكان معه (17: 33)، فأرسله شاول لمحاربة جُليات، وهو متأكّد أنّ الله سيُنقذه. كان الربّ مع داود (18: 12، 14، 28)، فخاف منه شاول، وأحبّه يوناتان (13:20).
كُتِبَ هذا القسم كلُّه لمَجد داود، ألرجل المستقيم مع شاول (24: 11) والأمين له (26: 23)، رغم وِشاية الواشين. وكان داود الصديق الصَدُوق ليوناتان، والإنسان الكريم بالنسبة إلى ايشبوشت (2 صم 4: 1 ي)، والمُرتبط بشعبه رغم الظروف التي دفعته إلى الهرب إلى بلاد الفلسطيين (8:27-12؛ 29: 2-25؛ 26:30-31).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM