سِفرُ صَمُوئيل الأوّل
توطئة وتمهيد
أولاً: قلنا في المُقدّمة إنّ سِفْري صموئيل شكّلا في البداية كتابًا واحدًا، وذلك بشهادة أوريجانس كيرلّس الأورشليمي وأيرونيموس. نقرأ في أحد المخطوطات في نهاية 1 صم هذه الملاحظة: "نهاية سِفْر الملوك الأول (حسب اليونانية) بنعمة الله ". إلا أنّ أكيلا اقتفى أثر العبرانيين، فجعل من السفرين كتابًا واحدًا. وتبدو هذه الوحدة من خلال التقليد الماسوري الذي يُشير في آخر كتاب صموئيل إلى عدد الآيات: 1506.
ثانيًا: قسّمت السبعينية كتاب صموئيل (كما ستُقسّم كتاب الملوك، مجموع حروفه 170000)، لأنّ عدد حروفه يساوي 163000، فيُشكّل مادة درجين (مع العلم أنّ الدرج يضمّ ما بين 80000 و. 10000 حرف). أمّا في العبرانية، فأول مخطوط يُقسّم كتاب صموئيل سفرين، هو من سنة 1448، وأوّل مطبوع يعود إلى سنة 1547 في البندقية، على يد دانيال بونبرج.
ثالثًا: إذًا نبدأ بقراءة سفر صموئيل الأوّل، فنكتشف فيه أقسامًا ثلاثة: قسم أوّل (ف 1-7) وموضوعه: صموئيل، قسم ثانٍ (8-15) وموضوعه: صموئيل وشاول، قسم ثالث (16- 31) وموضوعه: شاول وداود.
رابعًا: تمتدّ أخبار 1 صم من ولادة رجل اسمه صموئيل، وتنتهي بمَلِك اسمه شاول. يروي لنا 1صم كيف صار صموئيل قاضيًا (حاكمًا)، فعمل على تنصيب شاول أول ملك في إسرائيل. سُمّي السِفْر باسم صموئيل، ولكنّ صموئيل سيموت قبل نهايته (25: 1، وتوفي صموئيل)، غير أنّ شخصيته تسيطر على الأحداث وتوجّهها. أما هو الذي اختار داود ليَخْلُفَ شاول؟ فكأني به دفع بالأحداث التي سيرويها 2 صم، فاثَّر فيها تأثيرًا مباشرًا