القِسمُ الثَالِث: في قبيلة دَان ، في قبيلة بنيامين

القِسمُ الثَالِث
في قبيلة دَان ، في قبيلة بنيامين
17 : 1 – 21 : 25

1- مع ف 17 يبدأ القسم الثالث من الكتاب. ألقسم الأوّل عَرَض النظرة الرئيسية بأبعادها الأربعة، من الخطيئة إلى العِقاب، ومن التوبة إلى الخلاص. ألقسم الثاني أعطانا أمثلة حيّة، تُبيّن صحّة هذه النظرية من خلال نشاط اثني عشر قاضيًا، خلّصوا شعبهم من الضيق. أما القسم الثالث فيتألّف من مُلحقين يتميزان بروح مَلكيّة وليتورجيّة، فيُعارضان الكهنوت والمُلْك في مملكة الشمَال.

2- هذان مُلحقان يرسمُان لوحة عن التجاوزات المدنيّة والدينيّة، قبل تأسيس المَلَكية الداودية. والمَلكية هي الوسيلة التي توسّلتها العناية، لخلق أمانة لله، تُساعد الشعب على تجنّب الخطيئة والعقاب اللاحق لها. ويُشدّد المُلحق الثاني بنوع خاص، على عطف الربّ الذي يُحاول أن يُنْهِضَ شعبه من الذلّ. وهكذا يُكمّل هذان المُلحقان اللوحة التي ترسم زمن القضاة، فتستخلص العِبْرة اللاهوتية التي قرأناها في القسم الأوّل.

3- هذان المُلحقان يساعداننا على التعرّف إلى المؤسسات والعوائد في زمن القضاة. يرسمان أمامنا لوحة عن التقلّبات والفوضى والعُنف والعادات الجَلِفة والبربريّة، يَوْمَ لم يكن في إسرائيل مَلِك بعد (6:17؛ 18: 1؛ 25:21). وهكذا نستعدّ لتقبلّ فكرة المَلكية التي ستوحّد الشعب، وتُنظّم شرائعه، وتدفعه إلى ممارسة وصايا الله على خُطى المَلِك كهنته. غير أنّ سِفْري الملوك، سيُبيّنان لنا أنّ الشرّ لم يُقْتلعَ من إسرائيل في زمن الملوك. وهكذا سننتظر الملك الآتي من عند الربّ، الذي سيكون مثل داود بحسب قلب الربّ.

4- في هذا الإطار من الفوضى، يروي المُلحق الأوّل هُجرة الدانيين وبداية معبد دان (ف 17-18)، ويروي المُلحق الثاني الجريمة التي اقترفها أهل جبع، والحرب التي شنّتها القبائل الإسرائيلية على بني بنيامين الذين رفضوا أن يقتصّوا من الجُناة (ف 19- 21). وهكذا ينقلنا المُلحق الأوّل إلى قبيلة دان، والمُلحق الثاني إلى قبيلة بنيامين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM