القِسمُ الأوّل: مقَدّمَتَان

القِسمُ الأوّل
مقَدّمَتَان
1 : 1 – 3 : 6

1- نكتشف في سفر القضاة ثلاثة أقسام: مُقدّمتان (1: 1-3: 6)، جسم الكتاب وهو تاريخ القضاة الاثني عشر الذين حملوا الأمانة من يد يشوع، وأوصلوها الى الملوك (7:3-16: 31)، ومُلحقان يُهيئان القارىء للدخول في أسفار صموئيل والملوك (ف 17-21).

2- في هذا القسم الأول، نقرأ مُقدّمة أولى (ف 1) تعرض أمامنا إقامة القبائل الإسرائيليّة في أرض كنعان مع نجاحهم أو فشلهم. حالة القبائل لا تدعو إلى الأمل، وعملهم لا يعرف التنسيق، والخطر يهدد وجودهم، بسبب المُدُن الكنعانية المحصّنة في وسط كلّ قبيلة من قبائلهم. ويُحاول الكاتب المُلهم أن يعطي تفسيرًا لهذه الحالة التي تتعارض ووعد الله (2: 1- 5). بعد هذا نقرأ مُقدّمة ثانية تُعطي المعنى الديني لهذه المرحلة من تاريخ القبائل (2: 6-3: 6): كان زمن يشوع زمن الأمانة لله، أما زمن القضاة فزمن خيانة الشعب لربّه.

3- تبدأ هذه المُقدّمة بلوحه تاريخية، تُعطينا نظرة عامّة عن حالة الشعب في زمن يشوع وبعد موته. إن إقامة القبائل في كنعان، تمّت تدريجيًا، وظلّت إقامة عابرة لأنّ كلّ قبيلة عملت بمعزل عن سائر القبائل. وسيأتي رسول من الله، ويُبيّن لهم أنّ هذه الحالة هي وليدة التخلّي عن العهد والتعلّق بالعبادات المحظورة. ويستعيد الكاتب هذه الفكرة، فيُبيّن أنّ شقاء الشعب في زمن القضاة، يعود إلى سلوك بني إسرائيل الذين تركوا الربّ فعاقبهم الرب، فمَا عليهم الآن إلا أن يتوبوا ليعود إليهم خلاص الربّ. وسوف يشدّد الكاتب على أنّ التجربة لا تبغي إيقاع الضرر بالشعب. إنّها تنبيه لهم في أيّام القُضاة، بل في أيّام المنفى، يوم وُضِعَت اللمسات الأخيرة لسفر القضاة ولغيره من أسفار التاريخ الاشتراعيّ. يكفي أن يتوب الشعب إلى ربّه، ليعود إلى أرضه وإلى مدينته، رغم قساوة المنفى وبُعْدِ الطريق بين بابل وأورشليم

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM