الفصْلُ الحَادي عشَر: مَنَاطِق شَرقي الأردُن

الفصْلُ الحَادي عشَر
مَنَاطِق شَرقي الأردُن
13 : 1 – 33

أ- المُقدّمة
1- يُقسم هذا الفصل إلى مُقدّمة تُهيئنا لعَمَل القِسْمة، مع لائحة بمَا بقي من أرضٍ يحتلونها في غربيّ الأردن (آ 1-7)، وإلى مقطع يُجْمِلُ احتلالات غربيّ الأردن، فيُشكّل مُقدّمة ثانية (آ 7-14)، وإلى حديث عن قبيلتي رأوبين وجاد مع أرضهما (آ 15-28)، وعن نصف قبيلة منسّى، مع الخاتمة (آ 29-33). ألمقطعان الأول والثاني يُشكّلان مُقدّمة للمَقْطع الثالث، والمَقْطع الرابع يُشكّل الخاتمة.
2- في ف 13 وما يتبعه من فصول، يتمّ اقتسام الأرض بين قبائل إسرائيل. لهذا يغتنم الكاتب المناسبة، لينشد البلد الطيّب الذي منحه الله لشعبه، وليُؤكّد حقّ العبرانيين كشَعْب في هذه الأرض، وحقّ كلّ عيلة في أرضها. على أساس هذه البُنْية الثابتة، صار بإمكانه أن يبني نُظمًا دينية واجتماعية، كالسنة السبتيّة واليُوبيل.

ب- تفسير الآيات الكتابية
1- الأرض التي لم يحتلّها يشوع (13: 1-7)

(آ 13: 1) شاخ يشوع، وهو سيموت بعُمْر 110 سنين (24: 29). وأحسّ أنه بقي قِسْم كبير من الأرض المقدّسة، لم يُحتلَّ بعد (رج قض 2: 20-23، 3: 1-6؛ تث 7: 22)، بينما ظنّنا أنّ يشوع وضع يده على الأرض كلّها (11: 16-20). ولكن مع هذا ستُفرَز الأرض وتُقسّم.
(آ 2-6) ينطلق الكاتب من الأرض المقدّسة، كما كانت في أيام داود وسليمان، فبِقَاع الفلسطيين بمُدُنها الخمس، وأرض العويين الذين صاروا الحويين في السبعينية وفي قض 3:3، تمتدّ حدودها إلى الجانب الشرقيّ من نهر النيل. أما المُدُن المذكورة فهي غزّة وأشدود وأشقلون، وعقرون التي نجدها في خربة المقدم، وجت الموجودة في تلّ الصافي. شيحور هي وادي مصر الذي يشكّل الحدود بينها وبين الأرض المقدّسة (15: 4، 47)، أفيق يُمكن أن تكون أفقا اللبنانية. أرض الجبليين أو أرض جُبيل. بعل جاد تحدَّثْنا عنه في 17:11 و 7:12. ليبو (مدخل) حماة هي حدود الأرض المقدسة الشمالية أو تلك التي وصلت إليها جيوش سليمان في وقت من الأوقات (عد 21:13؛ قض 3:3).
(آ 7) وها البلاد ستُقَسَّم بالقُرْعة على تسع قبائل ونصف قبيلة منسّى، لأنّ القبائل الباقية أخذت حِصّتها في شرقيّ الأردن. ألقسمة بالقُرْعة عادة عَمِلَ بها الشعب في الحياة الخاصّة (اش 17:34 ؛ مي 2: 4- 5)، وقد حُسِبَتَ أرض كنعان قطعة أرض يُقَسِّمُها أب بين أولاده.
2- عودة إلى شرقيّ الأردن (13: 8-14)

نجد هنا ثلاث طبقات مختلفة. طبقة أولى تُقدّم رسمًا لأرض بني إسرائيل في شرقيّ الأردن بحسب الجغرافيا (آ 9، 11) وهي ترتبط بتث 3: 8، 10. طبقة ثانية تُحدِثنا عن مناطق ملكين أموريين، فتُقدّم لنا رسمًا تاريخيا. طبقة ثالثة تُحدِّثنا عن مملكة جشور ومملكة معكة، وكلتاهما لم يحتلّهما العبرانيون.
دخلت مملكتا الاراميين في ارض بني إسرائيل أيام داود وسليمان. مملكة جشور ضمّت حين تزوج داود ابنة ملك البلاد (2 صم 3:3) فكانت علاقات ودية بين العبرانيين والجشوريين (2 صم 13-15)، اما معكة فألحِقَت بأرض العبرانيين (2 صم 6:10-8)، لأن أهلها حاربوا داود فقهرهم (1 أخ 7:19)
أمّا بالنسبة إلى الأمكنة والأنهار فراجع ما قُلناه في 12: 1- 5
3- أرض قبيلتي رأوبين وجاد (13: 15-28)

تمتدّ حِصّة رأوبين من أرنون (12: 1) إلى الجنوب، إلى حشبون إلى الشمال الشرقيّ لفَسجة وَنْبو. هذه المِنطقة لم يحتلّها بنو إسرائيل إلا في زمن داود وسليمان (2 صم 24: 5؛ 1 مل 4: 19 ؛ 2 صم 2:8). في النصف الثاني من القرن التاسع، احتلّ ماشع ملك موآب، ألمنطقة بعد حَمْلة عسكرية جرّدها عليها. أما ميدبا فاحتلّها عمري ملك إسرائيل، وظلّ فيها أربعين سنة.
نجد هنا لائحة بالمُدُن رج عد 34:32-38 (آ 17- 20، 27)، ثمّ سلسلة من الخطوط والنقاط الثابتة، ألتي ترسم طريقًا من الجنوب إلى الشمال، عَبْرَ أرنون وبَحْر طبريّة (آ 16، 26، 27). وأخيرًا نجد مُلخّصات (آ 16، 17، 21، 25) تجمع أسماء جُغرافية وجدناها في النصّ.
(آ 15- 20) ديبون تقع شماليّ أرنون. باموت بعل هي اليوم مَعْن القريبة من ميدبا. بيت فغور هي خربة الشيخ جائل، وتبعُد عشر كلم عن حشبون (رج 12: 1-6؛ 8:13-14)
(آ 21-23) بالنسبة إلى سيحون رج عد 31 : 8، وعن موت بلعام رج عد 8:31
(آ 24-28) تضمّ حصّةُ جاد أرضَ يعزير وجلعاد بمنطقتها الجبليّة عند وادي نهر الأردن (عد 32: 34- 36). عروعير قريبة من ربة عاصمة العمونيين. رامة المصفاة هي راموت في جلعاد. سكوت وصافون تقعان إلى الشمال من يبوق.
4- أرض نصف قبيلة منسّى (29:13-33)

ألكلام عن الأرض المُعطاة للنصف الشرقي من قبيلة منسّى قليل، وهو لا يتضمّن لائحة بالمُدُن ولا نِقاطًا ثابتة ومحدّدة.
ونتساءل: ما هي العلاقة بين منسّى وماكير؟ إذا عدنا إلى تك 23:50 نفهم أنّ ماكير هو ابن منسّى. كما نعرف أن لا علاقة البتّة بين جاد وجلعاد إلاّ قُرْب الجِوار

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM