تقديم

تقديم

حين انطلقت سلسلة القراءة الربيّة، أرادت أن تكون رفقة مع الرب يسوع. قرأت مقاطع من أناجيل متّى ومرقس ولوقا، كما قرأت إنجيل يوحنا كلّه. وتأمّلت في بعض المزامير بشكل صلاة توسّعت في النصّ الكتابي فربطته بالكتاب المقدّس كلّه، وبحياة الكنيسة والمؤمنين.
ومع هذا الكتاب الذي سيليه إثنان، أردنا أن نقدّم "دراسة" بسيطة للمزامير كلها، بعد أن اعتاد من المؤمنين على تلاوتها، هذا فضلاً عن الكهنة والرهبان والراهبات.
أما الدراسة فتبدو في أربع محطات: الفن الأدبي، العنوان والتصميم، المعاني الكتابية، المزمور في حياة المسيح والكنيسة. أمّا الفنّ الأدبيّ فيدلّ على نوع الصلاة التي يتلوها صاحب المزمور الذي نسمّيه المرنّم أو المرتّل لأننا لا نعرفه. وإن كان هذا المزمور أو ذاك قد ارتبط بشخص من الأشخاص، إلاّ أنه في النهاية، قد أعيدت تلاوته فصار صلاة الجماعة. صار وكأن الجماعة كلّها كتبته، وإن طُلب إلى هذا اللاويّ أو ذاك أن يدوّنه بالحبر على "الورق". والتصميم يقدّم لنا أقسام كل مزمور بحيث نستطيع أن نضع خطوطًا على "كتابنا" وندوّن في الهامش الأفكار الرئيسيّة. مع المعاني الكتابيّة، ننطلق من المزمور لنكتشف ما ارتبط به من نصوص في العهد القديم وفي العهد الجديد. وفي النهاية، نجعل من كل مزمور صلاة مسيحيّة. قد يكون المسيح تلاها. قد يكون عاش الخبرة التي عاشها صاحب هذا المزمور. وفي أي حال، على الكنيسة أن تصلّيها في إطار حياتها اليوم. والمؤمن كذلك.
بعد تلك الدراسة، نقدّم تعليقًا قصيرًا أو تأملاً أو شرحًا إضافيًا. وإن كان لنا شرح من الآباء، ننهي كل مزمور بمقطع أو أكثر من آباء الكنيسة الشرقيّين والغربيّين.
هذا هو الكتاب الذي نقدّمه الآن. أما طريقة استعماله فتقوم بتفاعل بينه وبين نصّ المزمور في الكتاب المقدس. ما وضعنا نصًا من النصوص. بل تركنا القارئ يختار النصّ الذي يحبّ منذ ترجمات القرن التاسع عشر حتى ترجمات القرن العشرين. لا شكّ في أنّه لو وضعنا نصًا لسهّلنا على القارئ استعمال الكتاب. ولكنّنا ما أردنا أن نفرض ترجمة من الترجمات. فلكل منها حسناتها وسيئاتها، إمكاناتها وحدودها. ولكن قد يكون الواحد منّا حفظ نصًا من النصوص غيبًا. فلماذا نفرض عليه نصًا ما اعتاد عليه. لهذا آثرنا أن نشير إلى المزمور، ونعود إلى النصّ العبريّ أو إلى أي نصّ من النصوص يقع بين أيدينا، فنورده إذا احتاج الأمر إلى ذلك.
محاولة بسيطة لا تطمح إلى التفسير العلمي. فمثل هذا التفسير نستعدّ له إن شاء الله في إطار المجموعة الكتابيّة. أما في هذا الكتاب واللذين يتبعانه، فنسعى إلى تقديم رفيق يسير معنا فلا تعود صلاة المزامير تكرارًا مملاً ومتعبًا، بل تصبح صلاة يدعونا فيها الرب للذهاب إلى الأعماق. فهناك نجد الدرّة الثمينة التي نبيع كل شيء من أجل الحصول عليها.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM