الفصل الثالث والثلاثون
بنو اسرائيل والتجاوب مع الانجيل
10: 14- 21
وضح لنا الآن أن هدف بولس هو أن يشرح لماذا رذل بنو اسرائيل الانجيل، ولماذا فشلوا في فهم شريعتهم وكتبهم المقدّسة. مجمل اليهود، بني قومه، فهموا شريعة البرّ في لغة الأعمال، فركّزوا على الأعمال الخارجيّة والعادات الوطنيّة، فما استطاعوا أن يقدّروا ما تعنيه طاعةُ القلب. وفشل أكثَرهم، فما رأوا كيف أن الكتاب يدلّ على المسيح الذي تضع قيامتُه وتمجيدُه نهايةً لحقبة قديمة انحصرت فيها الامتيازات بشعب اسرائيل، وبدايةً واسعة لمخطّط الله الخلاصيّ. هي نهاية اسكاتولوجيّة، نظر إليها الله دوماً منذ عهد أول لابراهيم، بل منذ عصيان آدم الأول. ولكن لماذا لم يفهم معظم بني اسرائيل ما بدا واضحاً لبولس، ولماذا رذلوا دعوة الله؟ كيف نسوا كلام النبي يوئيل: كل من يدعو باسم الرب يخلص؟ كل هذا في الواقع يأخذ مكانه في قصد الله. إذا كان الأمم بلا عذر لأنهم ما مجّدو الله ولا شكروه، فاليهود هم أيضاً بلا عذر لأنهم لم يكتشفوا مخطّط الله في يسوع المسيح. لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح. وهذه هي الخطيئة الكبرى كما قال يوحنا في إنجيله.
1- دراسة النصّ وبنيته
أ- دراسة النصّ
في آ 14، نقرأ: وما سمعوا. هي صيغة الافتراضيّ ولا سيّما في «سمع» (أكوسوسين).
في آ 15، كما كتب. في اليونانية «كاتوس». وهناك اختلافة «كاتابار». رج 3: 4. ونقرأ: ما أجمل خطوات. هناك اتجاه بتقريب النصّ من السبعينيّة وإدراج «المبشّرين بالسلام». إن التعريف «تا» أمام «الخير» غير أكبد.
في آ 17، نقرأ «كلمة (ريما) المسيح». لا ترد هذه العبارة إلاّ هنا في كل العهد الجديد. لهذا كان اتجاه بأن يقال: كلمة الله (لو 3: 2؛ يو 3: 34؛ أف 6: 17؛ عب 6: 5؛ 11: 3).
في آ 19، نقرأ موسى مع من قبل (بروتوس)، لا مع السؤال (مثلاً: ما فهموا من قبل).
في آ 21، ألغى 010، و011، وغيرهما «وعنيد» بالنظر إلى النصّ الماسوريّ.
ب- بنية النصّ
يرتبط خط البرهان، في كل خطوة، بإيراد من الكتاب المقدس، بدءاً في آ9، وتواصلاً عبر آ 21. يتوزّع النصّ في إعلان يتبعه إيرادٌ من الكتاب المقدس. وفي النهاية تأتي الخاتمة. في آ 9- 10 هو الاعلان (فإذا شهدت بلسانك). في آ 11 يرد اش 28: 16. في آ 12 هو الاعلان (ولا فرق بين اليهوديّ). في آ 13 يرد يوء 3: 5. في آ 14- 15 أ، الاعلان (ولكن كيف يدعونه). في آ 15 ب يرد اش 52: 7. في آ 16 أ الاعلان (ما قبلوا البشارة). في آ 16 ب يرد اش 53: 1. في آ 17 تبدأ الخاتمة. وترد النصوص الكتابيّة المتتالية (مز 19: 5؛ تث 32: 21؛ اش 65: 1- 2). كما في المرحلة الأولى من الجدال في ف 9- 11، أنهى بولس البرهان مع جملة إيرادات كتابيّة ترتبط بعضُها ببعض (9: 24- 29؛ 10: 18- 21).
2- تحليل النصّ الكتابيّ (10: 14- 21)
نجد هنا مقطعين. في مقطع أول، تتناوب الايراداتُ الكتابيّة مع أقوال بولس حول الإيمان (آ 14- 17). في مقطع ثان (آ 18- 21)، تتلاحق الآيات الكتابيّة لتدلّ على أن شعب اسرائيل لم يسمع. بل هو ما أراد أن يسمع.
أ- ما آمنوا به (آ 14- 17 )
«كيف يدعونه» (آ 14) «بوس» (كيف). والجواب يكون: مستحيل. رج 3: 6؛ 6: 2؛ 8: 32 «ابيكالاين» (دعا). رج آ 12. ترك بولس الجواب غامضاً، بحيث بدا التقريرُ بين اليهود والآخرين غير ضروريّ. «وكيف يؤمنون» (بستاواين). رج غل 2: 16؛ فل 1: 29؛ كو 2: 5؛ ق مت 18: 6؛ أع 10: 43؛ 14: 23؛ 19: 4؛ 1 بط 1: 8. المسيح هو الذي يحمل الرسالة. «كيف». هي المرة الثالثة في هذه الآية مع جواب: هذا غير ممكن. «كيريساين»، كرز، بشّر، أعلن. لا يُستعمَل كثيراً في السبعينيّة. رج اش 61: 1؛ يوء 2: 1؛ صف 3: 14؛ زك 9: 9 (إطار مسيحاني واسكاتولوجيّ). ق مر 1: 4، 7، 14، 38، 39؛ لو 4: 18- 19؛ أع 20: 25؛ 28: 31. هو إعلان يصل إلى الأمم (يوء 3: 9؛ يون 1: 2؛ 3: 2- 7؛ سيب 1: 128). مثلُ هذه الأسئلة ترتبط بمجتمع يُسيطر فيه التقليدُ الشفهي، ساعة لم يكن الانجيلُ بعدُ قد كتب.
«وكيف يبشّرهم» (آ 15). صورة الكارز (كيريكس) المبشّر ضمنية. الصورة الأساسيّة عند بولس هي المبشّر الذي يتكلّم عن آخر، ولا يتكلّم باسمه ويقدّم تعليمه. رج 1 كور 15: 9- 11؛ 2 كور 4: 5؛ 11: 4؛ غل 2: 2. والعلاقة مع «ابوستاليو» (أرسل) ليست وليدة الصدفة (اش 61: 1؛ مر 3: 14؛ لو 4: 18، 43- 44؛ 9: 2؛ 1 تم 2: 7؛ 2 تم 2: 11). المبشّر والمرسل صورتان تتداخلان. «كما كُتب» (1: 17). عاد النصّ إلى اش 52: 7 (ما أجمل على الجبال أقدام المبشّرين، المنادين على مسامعنا بالسلام) مع إشارة إلى نا 2: 1 (ها على الجبال قدما مبشّر منادٍ (بالسلام). رج يوء 2: 32. «أورايوس»: في وقته، في الفصل المناسب. وهناك معنى «جميل، ناعم». رج مت 23: 37؛ أع 3: 2- 10. ق سي 26: 18. ترك بولس السلام واحتفظ بالخير (أغاتا). هي آية مسيحانيّة، اسكاتولوجيّة. فالمهمة الرسوليّة هي مشاركة في رسالة المسيح وامتداد لها.
«ولكن ما كلمهم» (آ 16). ما سمعوا (هيبيكوو). ما أطاعوا. لا كلّهم، ولكن بعضهم. هي إشارة إلى البقيّة. «إونغليون»، الانجيل، البشارة. ويُذكر اش 53: 1 (من آمن بما سمع منا) حسب السبعينية، مع إضافة «يا ربّ». استُعمل هذا النصّ في يو 12: 38 للغرض نفسه. إن نص اشعيا يشير إلى عالم كرستولوجيّ في معناه الكامل. كما يبيّن أن اسرائيل لم يقبل انجيل يسوع المسيح. «أكوي»، السماع. ترد في أش 52: 7.
«فالإيمان من السماع» (آ 17). هو الفعل الذي به نسمع، وما نسمعه. كلمة (ريما). رج آ 8. كلمة المسيح هي الكلمة التي كاتبُها المسيح وتدلّ على المسيح الذي هو حامل الرسالة.
ب- مع أنهم سمعوا (آ 18- 21)
«غير أني أقول» (آ 18). استعمل بولس أسلوب الالتزام في الجدال. أقول أنا. اتّخذ موقفاً شخصياً من تصرّفات اسرائيل. طُرح السؤال، وسيأتي الجواب بالإيجاب: نعم... «مانونغي»، بالعكس. رج 9: 20. «وصل صوتهم». رج مز 19: 5. ما أسبق بولس الأبرار بعبارة: كما كتب. «باراتا (باراس): حدود الأرض. «اويكوماني»، المسكونة، الأرض التي يقيم عليها البشر.
«ولكني أقول» (آ 19). اسرائيل. رج 9: 4. إشارة إلى شعب العهد. فموسى قال من قبل. ذُكر موسى، لا لكي يدلّ على الحقبة القديمة (آ 5)، بل ليعطي ثقلاً للمقطع التالي الذي سيكون مفتاحاً يفتح سرّ رذل اسرائيل للانجيل. «أثير الغيرة». هذا يعود بنا إلى تث 32: 21. هي صيغة المضارع تعطي النص طابع النبوءة. أهميّة هذه الآية هي أنها تجمع طبقتين فُصلتا في ف 9- 10: هدف الله أن يدعو «لا شعباً» (9: 25). ورفضُ اسرائيل للانجيل («كارورغيزو» أثار، حرك) حرّك غضب الله. رج اش 65: 3؛ وص لاوي 3: 10؛ وص زبولون 9: 9؛ وص أشير 2: 6. نشير إلى أن نشيد موسى (تث 32) استُعمل في المسيحيّة الأولى. 1 كور 10: 20، 22 (تث 32: 16- 17)؛ فل 2: 15 (تث 32: 5)؛ عب 1: 6 (تث 32: 43 حسب السبعينيّة).
«أما اشعيا فيقول» (آ 20). في الأسلوب اليهوديّ، بعد إيراد من اسفار الشريعة، يأتي إيراد من الأنبياء. وهنا نرى أهميّة اشعيا في ف 9- 11. «أبوتولماوو». لا يرد في اليونانيّة البيبليّة إلاّ هنا وفي 15: 15- 18؛ تجرّأ. رج اش 65: 1 حسب السبعينيّة: «ظهرتُ لمن لا يسألون عني، ووُجدت لمن لا يطلبونني». قلبَ بولسُ النصّ: وُجدت... ظهرتُ. نجد فعل «درش» العبري: طلب. والصيغة هنا في المجهول: ترك الله الناسَ يطلبونه، يسألون عنه. صار منظوراً (إمفانيس). أجل، كشف لهم عن نفسه. إلى موسى بشكل خاص، خر 3: 14. ان «امفانيس» قيل عن ظهور الآلهة للبشر. وقد استُعمل لدى بولس لتجسيد الحكمة (1 كور 1: 24، 30). هذه الذي تتطلّع أولاً إلى بني اسرائيل، ولكنها تنفتح على الجميع (9: 30)، على أولئك الذين يبحثون عن الله (9: 31؛ 10: 2). فالذين هم خارج العهد يمكن أن يُدعوا هم أيضاً. تحدّث التقليد اليهوديّ عن راحاب وراعوت. وشدّد بولس على أن رسالته بين الأمم دخلت في هذا التقليد.
«ولكنه يقول» (آ 21). بدت آ 20 كأنّها تتوجه إلى الجميع، وخُصصت آ 21 للكلام عن اسرائيل. هو نصّ يعود إلى اش 65: 2. تبع بولس النص، وجعل «النهار كلّه» في البداية، لا في النهاية. وهو تشديد على مبادرة الله. ما نلاحظ هو أن الايرادات الأخيرة، هي كلام مباشر من قبل الله مع صيغة المتكلّم المفرد (أنا). «مددتُ (إكباتانيمي) يديّ». هو الانسان عادة من يرفع يديه إلى الله. رج خر 9: 29، 33؛ عز 9: 5؛ سي 48: 20؛ 51: 19. لا ما رذل الله شعبه، وهو يمدّ إليهم يده كما الوالد مع ولده. وأمانته ليست لليهود وحدهم، وليست للأمم في نظر اليهود. أمانته هي للجميع أفراداً وجماعات. ولكن ما حيلة الربّ أمام التمرّد والعناد!
3- خلاصة لاهوتيّة
في آ 14 جاء نداء يوئيل لأن ندعو الربّ في خطّ ما سبق من كلام. هذه الدعوة تأتي من الإيمان، والإيمان من السماع، والسماع من التبشير، والتبشير من الإرسال. الدعوة إلى آخر تعني إعطاءه قوّة من دعاه. ومن أراد أن يعمل دون أن يؤمن؟ يؤمن أنه يساعده، يثق بعونه. والخلاص يأتي فقط إلى من يؤمن إيماناً لا يتوقّف عند الألفاظ، بل يثق بالله. مثل هذا الإيمان يأتي من السماع، والسماع بفهم مع الجواب المناسب. العودة إلى السماع تعكس وعي بولس الواعظ انتقال الكلمة المكتوبة وجذب انتباه السامع. والواعظ ينتظر قوّة الروح لتصبح كلمتُه كلمة الله (1 تس 2: 13؛ 1 كور 2: 4). ولكن كيف يسمع الناس إن لم يكن هناك من يبشّر؟ أترى لم يرسَل أحدٌ إلى اليهود؟ انتشر اليهود في عالم البحر المتوسط، وانتشرت البشارة بينهم، كما نرى في أعمال الرسل.
ويجب على المبشّر أن يُرسَل (آ 15). وعى بولس أن الله أرسله مع واجب اعلان البشارة (1: 1؛ 1 كور 15: 8- 11؛ غل 1: 15- 16). بدون هذا الارسال الالهي، لا تعود كرازتُه قدرةَ الله من أجل الخلاص (1: 16). وما هو صحيح بالنسبة إلى بولس، صحيح بالنسبة إلى سائر المبشّرين. تلك هي بداية الحلقة. وذاك هو ينبوع القوّة التي تقود إلى الخلاص، بواسطة الكرازة والسماع والإيمان والنداء. ويعود بولس إلى الكتاب (اش 52: 7).
في آ 16- 17 بان لبولس أن الجميع لم يسمعوا للبشارة، كما قال اشعيا. نجد هنا الضيق الذي يحسّ به الرسول. كما أن فكرة «البقية» لا تبارح فكره. وهناك المعادلة بين الإيمان والطاعة. والإيمان بالمسيح هو الطاعة للشريعة. ولكن القليل القليل آمنوا. وهكذا أبرز اشعيا عدم الإيمان. وراح بولس يسأل: أما سمعوا؟ وجاء الجواب أيضاً من الكتاب. وتوالت الأسئلة لتصل في النهاية إلى الانجيل والبشارة بالمسيح.
إن فُهمت الحلقةُ التي تربط الشريعة بالبرّ (آ 18) في لغة الإيمان، مع الإيمان بالمسيح، فعدم إيمان اسرائيل يعني أنهم لم يدركوا هذا الرباط. والكلام عن المسيح لا يعني فقط فتح العيون على هويّة المسيح، بل على تحويل فهم الشريعة والإدراك أن الشريعة هي كلمة الإيمان التي تدعو إلى الإيمان بالمسيح. أجل، أضاع اليهود هذا الرباط. وأورد الرسول مز 19. عاد المزمور إلى شهادة السماء لمجد خالقها، وهذا ما يكفي بولس ليتحدّث عن الرسالة المسيحيّة في الشتات.
ما سمع اسرائيل كلمة الحياة (آ 19)، وفشل في إدراك العلاقة بين الشريعة والمسيح. هذا لا يعني أن عدم فهم الشريعة لدى اليهود جعلهم لا يسمعون الانجيل. بل إنهم جهلوا الكتب المقدّسة التي تمّت في رذل اسرائيل وقبول الأمم. هذا ما سبق الرسولُ وبرهن عنه في 9: 25- 29 حول انجيل قبِلَه الأممُ، وبقيّةُ اسرائيل الذين هم جزء من مخطّط الله (لا ينحصر فيهم). اذن، لا عذر لهم إن لم يسمعوا الانجيل. ولا عذر لهم لأن قراءتهم للكتب المقدّسة لم تَقُدهم إلى فهم الانجيل أو أقلّه إلى السماع. ويرد كلام موسى في تث 32: 21: الربّ يثير غيرة شعبه بحيث يتحرّك ويعرف موقعه في قصد الله.
وعاد بولس إلى اشعيا (آ 20) نبيِّه المفضّل (15: 1- 2): كان بإمكان اسرائيل أن يعرف فلم يعرف... أما الأمم فتجرّأوا وبحثوا عن الله حتى وجدوه (المجوس في مت 2: 1 ي)، مع أنهم جهلوه في الماضي وفشلوا في البحث عنه. نعموا بامتيازات شعب العهد (خبرة كشف الله عن نفسه)، مع أنهم لم يبحثوا عن الله مثل موسى (خر 33: 18).
بالإضافة إلى ذلك (آ 21)، حين يُفهم اش 65: 1- 2 هكذا، يمكن أن يعبّر بوضوح عن التعارض بين إيمان الأمم ولاإيمان اسرائيل. وهذا ما يسبّب الألم لبولس. تحدّث اشعيا عن عصيان اسرائيل ورفضه، بعناد، اتجاه الأمم الذين أطاعوا واعترفوا اعتراف الإيمان (رج آ 16 ثم 9- 10). ما كان ذلك أمراً عابراً، بل تشبّثوا في عنادهم ورفضوا التجاوب مع الله، مع أن الله واصل نداءه إلى اسرائيل اللامؤمن. كان باستطاعة اسرائيل أن يكتشف العلاقة بين الكتاب المقدس والوضع الناتج عن رسالة بين الأمم الذين آمنوا بيسوع المسيح. فالذين دخلوا في كلام الله، لا يقدرون أن يعذروا نفوسهم لأنهم لم يعرفوا من تنبّأ عليه الكتاب بوضوح.
خاتمة
عرف بولس الطريق التي فيها تمّ نداء الرب وقصدُه. والآن أوضح طابعَ عدم إيمان اسرائيل بلغة صريحة ومتنامية، عائداً إلى الكتب المقدسة. شرح أن هذا اللاإيمان هو فشل في فهم الشريعة على أنها كلمة الإيمان التي تدلّ على المسيح، في النهاية. ورفض أن يعذر اسرائيل على أنهم لم يسمعوا كلمة الإيمان، أو أنهم لم يجدوا إشارة كافية حول الطريقة التي بها يكمل الله مقصدَه في الأيام الأخيرة. إن تداخل هذين العنصرين في فكره، وطريقة فهمه للشريعة في لغة الإيمان مع نبوءات حول لاإيمان اليهود وإيمان الأمم، كلُّ هذا قدّم لبولس اليهوديّ السند المركزيّ لايمانه بالمسيح. أجل، رأى أن الأكثرية اليهوديّة رفضت كلمة الإيمان التي حملتها المسيحيّة، وأن بقية فقط آمنت، فطرح على نفسه السؤال قبل أن يقدّمه لشعبه. أتراه أخطأ؟ أتراه صار خارج العهد الذي أعطي في ابراهيم؟ من أجل هذا عاد إلى الكتب المقدسة، فوجد فيها الجواب الذي ينتظره، لا في النصوص وحسب، بل على ضوء خبرته مع يسوع المسيح ولقائه به على طريق دمشق.