القسم الخَامِس
الإنجيل وَاختيَار النعمَة
9: 1- 11: 36
تبدو ف 9- 11 وحدة تامة مع بداية واضحة (9: 1- 5) ونهاية (11: 33- 36)، وطرْحٍ نقرأه في 9: 6: هل خاب وعدُ الله؟ هل فشلت كلمةُ الله؟ ما تمّ في نداء الله، ووعدُه لابراهيم في شعبه، هما خبرة العهد وخبرة الرحمة. وكمال الوعد في الأمم وفي اليهود. أضاع اسرائيل الطريق، أما الأمم فأجابوا جواب الإيمان. والنتيجة: بقية اختارها الله، والآخرون قسّوا قلوبهم. لهذا كانت نتيجة سقوط اسرائيل إيجابيّة، فتمّ الخلاص للأمم. وفي النهاية، انكشف مخططُ الله كله: فُتحت الطريق للأمم. ثمّ يعود شعبُ اسرائيل.
وجاءت فصول هذا القسم كما يلي:
1- الله ومختاروه (9: 1- 5)
2- اختيار الله الحرّ (9: 6- 13)
3- غضب الله ورحمته (9: 14- 24)
4- المدعوّون من اليهود والأمم (9: 25- 33)
5- برّ الشريعة وبرّ الإيمان (10: 14- 21)
6- البقيّة بحسب النعمة (11: 1- 10)
7- الرجاء بعودة بني اسرائيل (11: 11- 24)
8- رحمة الله للجميع (11: 25- 36).
هذه الفصول ليست ملحقاً لبرهان قدّمه بولس وأنهاه. فالمسألة التي طُرحت في 9: 6 (كلمة الله) و11: 1 (هل نبذ الله شعبه) جاءت منذ البداية في 1: 18- 2: 29، واتهام بولس للأمم واليهود معاً. وكان سؤال أول في 3: 1 (ما فضل اليهودي) وسؤال ثان في 3: 3 (فماذا إن خان بعضهم). كل هذا نجد جواباً عنه في ف 9- 11 التي تتحدّث عن برّ الله في وضع اسرائيل. مع أن الله كان أميناً، فالشعبُ اليهوديّ ما تجاوب مع الانجيل. رُذل بأكثريّته، ولكن بقيت بقيّة.