تقديم

تقديم
هذا هو الجزء الثالث والأخير من تفسير إنجيل ربنا يسوع المسيح بحسب القديس لوقا. كان عنوان الجزء الأول: ظهور الكلمة والرسالة إلى الجليل. وُضعت له مقدّمات عرّفتنا بكاتب الإنجيل، بالوجهة التعليمية، بزمن يسوع والكنيسة. ثم فسّرت النصوص حتى 9: 50، فتوقّفت أولاً عند "ولادة الكلمة وظهورها في العالم" (1: 1- 4: 13). وثانياً عند "رسالة يسوع في الجليل". وكان عنوان الجزء الثاني: صعود يسوع إلى أورشليم. فبعد مقدّمات عرضت نظرة شاملة إلى الجزء الأولى وتحدّثت عن هذا الصعود، كانت ثلاث محطات. الأولى (9: 51- 13: 21) استضاءت بهذه الآية: "وإذ كان زمن ارتفاعه قد اقترب، صمّم أن ينطلق إلى أورشليم. والثانية (13: 22- 17: 10): "وكان يجتاز المدن والقرى، وهو يعلم، قاصداً في طريقه إلى أورشليم". والمحطة الثالثة (17: 11- 19: 27) أوصلتنا إلى أورشليم واستنارت بهذه الآية: "وفيما هو شاخص إلى أورشليم، جاز على حدود السامرة والجليل".
وها هو الجزء الثالث. عنوانه: يسوع في أورشليم، الآلام والقيامة. بعد مقدّمات تتحدّث عن الإنجيل حسب القديس لوقا، عن التقليد والتدوين في الإنجيل الثالث، وعن يسوع الرب، يتوزّع  الكتاب  على  قسمين :  مجيء  يسوع  في  حياتنا   (19: 28- 21: 38). ثم: آلام يسوع وقيامته.
الأسلوب هو هو كما في الجزئين الأولين، وكما في تفسير مرقس ويوحنا. بعد نظرة شاملة إلى القسم الذي ندرس، نتوقّف عند كل مقطوعة ونتوسّع في تفسيرها. قد يكون التفسير طويلاً. فلأنّنا فكرّنا بأولئك الذين يستعينون بالكتاب من أجل السهرات الإنجيلية أو المشاركة. قد نجد دراسات أدبية وكلمات يونانيّة. إننا فكّرنا بطالب اللاهوت والباحث عن التعمّق في النصّ الأصلي للإنجيل. أما ذلك الطالب المعنى الروحي والبعد الرعائي، فما له إلاّ أن يترك هذه الأمور جانباً، إن هي حالت بينه وبين فهم النصّ، ويذهب إلى ما يراه مغذّياً لحياته.
تفسير لوقا في أجزائه الثلاثة، أردناه كتاباً متعدّد الاستعمال. فنرجو أن نكون قد وفّقنا في ما وضعنا نصب عيوننا من هدف. والرب نسأل أن يجعل منه أداة يوصل القارئ إلى كلمة يسوع كما وصلت إلينا في إنجيل لوقا، بل إلى شخص يسوع الذي ما زال يكلّمنا كما كلّم التلميذين على طريق عماوس. فيا ليت قلوبنا تضطرم حين يسير برفقتنا ويفسّر لنا الكتاب، فيجعل كلامه في أعماق قلوبنا وحياتنا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM