إنجيل لوقا، صعود يسوع إلى أورشليم :تقديم
 

تقديم

هذا هو الجزء الثاني في تفسير إنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس لوقا. عنوانه: الصعود إلى أورشليم وهو يمتد من 9: 51 إلى 19: 27.
كيف يبدو هذا الكتاب؟ الأسلوب هو هو. نقسم الفصول الإنجيلية إلى مقطوعات كما تقرأ في الليتورجيا، ونفسّر كل مقطوعة في ذاتها، في علاقتها مع ما قبلها وما بعدها، في علاقتها مع الإنجيل كله. حين نشرح الفصل كله، نقع في خطرين: إما نوجز الشرح بحيث لا يستخلص القارئ الشيء الكثير. وإما نطيل الشرح فيضيع القارئ ويخاف ويترك الكتاب جانباً. ولكن الإقتصار على كل مقطوعة على حدة، يجعل المؤمن يقرأ حوالي عشر صفحات فيغذي صلاته الفردية، أو مشاركته الإنجيلية. وإذا كان كاهناً، اكتشف مواد لعظته أو لسهرة إنجيلية في رعيته. وقد يكتشف فيه دارس اللاهوت ما يشبع فضوله من دراسة علمية وتحليلية تغنيه عن كتب عديدة.
قال بعض القراء: إن الجزء الأول من تفسير لوقا هو كبير، فمن يستطيع أن يقرأه؟ ولماذا لا نقرأه مستعينين بالنصّ الإنجيلي بل بالكتاب المقدس لكي نغني حياتنا الروحية فلا تبقى عواطف وشعوراً تتزعزع أمام أول صعوبة؟ وإن كنا لا نجد الوقت الكافي لقراءته كله، حينذاك نعود إلى الفصل الذي نحتاجه، كما نعود إلى قاموس من القواميس. وقال آخرون: لا نستطيع أن نجد فيه عظة كاملة. وقابلوا بينه وبين كتاب صغير هو "من القراءة إلى التأمّل مع القديس متّى". هذا الكتاب الصغير هو للمبتدئين، ونحن نشكر الرب إن وجد فيه المتقدّمون في الحياة الروحية ضالتهم. أما تفسير لوقا أو يوحنا، فهو يتوجّه إلى الذين يطلبون مزيداً من التعمّق في الإنجيل، مزيداً من البحث العلمي. وهو لا يقدّم لهم "عظة" جاهزة، بل يفرض عليهم أن يتعمّقوا فيه، كما في غيره، لكي يخلقوا "تفسيراً" ينبع من قلبهم، ولا يكّرروا أقوالاً قد تصبح حرفاً ميتاً إن لم ينفحها روح الإنسان وروح الله.
هذا ما أردناه حين قدّمنا الجزء الثاني من تفسير القديس لوقا. فبعد مقدمات تستجمع ما قلنا في الجزء الأول، وموضوع عام حول ما يُسمّى الصعود إلى أورشليم، نقدّم تفسير المقطوعات مقطوعة مقطوعة، ساعين إلى مجابهة الصعوبات على المستوى الإجمالي كما على المستوى التفصيلي. ولم ننسَ من خلال الشرح الناحية الروحية والناحية الرعائية. فكلمة الله تتوجّه إلى البشر، سواء كانوا أفراداً أم جماعات. وكل همّنا أن تصل هذه الكلمة إلى الجميع، فلا يكون الكلام الذي كتبناه حاجزاً بين المؤمن وبين الله. ففي النهاية، إن كل كلام على الإنجيل يجب أن يوصلنا إلى صاحب الإنجيل، إلى يسوع المسيح، إلى حياته وآلامه وموته، إلى أعماله وأقواله. يجب أن يجعلنا نتعلّق بمن هو المسيح الرب الذي يدعو كل واحد باسمه.
كم نودّ أن نكون قد وصلنا إلى هذا الهدف الذي وضعناه أمام عينينا!

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM