الفصل السادس عشر: موت موسى

الفصل السادس عشر
موت موسى
34: 1 -13

وينتهي البنتاكوس بهذا الخبر القصير عن موت موسى.
لقد تحدّثت كلّ التقاليد عن ساعات موسى الأخيرة، أكان التقليد الالوهيمي (عد
27: 12- 14) أو الإشتراعي (3: 23- 28) أم الكهنوتي (32: 48- 52). وستلتقي هذه التقاليد الثلاثة لتؤلِّف خاتمة أسفار موسى الخمسة.
صعد موسى إلى قمّة جبل عباريم (عد 47:33- 48) التي يسمّيها التقليد الكهنوتي "نبو"، والتقليد الاشتراعي "فسجة".
إذا نظر الإنسان من فسجة وصلت عيناه إلى جبال جلبوع وجلعاد وشرقي جبال يهوذا. ولهذا كان لا بدّ من معجزة ليستطيع موسى أن يرى من هناك كلّ أرض الميعاد، إلاّ إذا كانت رؤية الجزء تكفي كرمز إلى الكلّ. ومن فسجة ينطلق النظر بشكلِ دائرة من الشمال إلى الجنوب.
آ 5: ومات موسى ودُفن في الوادي. لا توردِ التقاليد الكتابيّة مكان دفنه، لأنّ في عبادة الشخص البشري خطرًا على الإيمان.
بكى بنو إسرائيل موسى ثلاثين يومًا كما بكوا هارون من قبله.
وفي تلك الساعة امتلأ يشوعُ من روح الحكة، فقاد شعب الله بعد موسى.
آ 10: ولم يقم من بعدُ نبيٌّ في بني إسرائيل كموسى. لم يكتفِ الكاتب بأن يعدّ موسى بين الأنبياء (عد 11: 25- 29، تث 18: 15؛ 33: 1) بل جعله فوق جميع الأنبياء لأنّه كان صديقًا حميمًا لله (خر 33: 11). وقد تميَّزت رسالته عن رسالة الأنبياء، وافترقت علاقته بالرب عن علاقتهم: فَمًا إلى فمٍ خاطبه الرب، صراحةً لا بألغاز، وعَيانًا عاين شبه الرب (عد 7:12).
بعد هذا النبي العظيم ستأتي سلسلة من الأنبياء. ومهما كان موسى، ومهما كان تأثيره في تاريخ شعب الله، فموته ليس إلاّ حدثًا من الأحداث. بعد موته لن يتوقّف تاريخ شعب الله، بل يتابع مسيرته.
بالنسبة الينا، نحن المسيحيين، قمّة مسيرة شعب الله هي يسوعُ المسيح، ومعه ننطلق في مسيرة جديدة تُدخلنا لا إلى مدينةٍ وبلاد، بل إلى ملكوتٍ الله، إلى أورشليم السماويّة، إلى مدينة الله الحيّ.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM