الفصل التاسع: ملحق رتبتان طقسيتان

الفصل التاسع
ملحق رتبتان طقسيتان
26: 1 – 15

أ- المقدمة
كان القانون الاشتراعي قد أطال في الحديث على الطقوس الزراعيّة وحذّر الشعب من أن يُدخل فيها عناصر مأخوذة عن الديانة الكنعانية. وها هو يعود إلى هذه الطقوس مشدِّداً على الروح التي تنعش شعائر العبادة فتجعلها تعبيرًا حقيقيًا عن إيمان الشعب بربه.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة 26: 1- 15
26: 1- 11: أوائل ثمر الأرض
عندما يأتي الإسرائيليّ ليقدّم للربّ أوّل أثمار أرضه، فليعرفْ أنّ هذا الثمر هو عطيّة من الرب، وأنّ هذا الحصاد هو بركة من بركاته.
يأتي المؤمن ويعلن إيمانه: كان أبي أراميًّا تائهاً... ويقدّم تقدمته بواسطة الكاهن (18: 4) ويدعو الجماعة إلى مشاركته في الوليمة.
إنّ إعلان الإيمان الذي نقرأه في آ 5- 9 هو فريد من نوعه في أسفار التوراة، وهو ذو مضمون تاريخي (رج 6: 20- 23 ؛ يش 24: 1- 13، نح 9: 7- 25). أمّا الأحداث التي يوردها فهي ملخّص لما ورد في أسفار موسى الخمسة.
كان أبي أراميًّا تائهاً (آ 5). هذا الكلام يذكّرنا بيعقوب وقد كانت أمّه من أرام النهرين (تك 24: 10) كان تائهاً لأنّه ترك مدينة آبائه ولم يجد له مكاناً يقيم به بصورة ثابتة.
فأخرجنا من مصر لا ذكر لأحداث سيناء. ما يهمّ الكاتب هو أن يقابل بين تيهان الآباء والعبوديّة في مصر، وبين امتلاك أرض هي هديّة من الرب. ولولا أنّ الله خلّصهم من مصر، لما تمتّعوا بثمار كنعان الطيّبة. بهذا الكلام يعترفون أنّ الرب هو سيّد التاريخ وسيّد الطبيعة، وأنّه بارك شعبه في أحداث التاريخ وباركهم في عطيّة الأرض.

آ 12- 15: أعشار السنة الثالثة
كان المؤمن يقدّم العُشْر كلّ ثلاث سنوات للفقراء (14: 28- 29). ولكن كيف السبيل إلى مراقبة المتهرّبين من هذه الشريعة؟ لقد فرض سفر التثنية أن يحلف المؤمن أنّه استعمل العشور بحسب ما تفرضه الشريعة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM