الخاتمة

الخاتمة
بعد قراءة سفر الخروج واللاويّين وتفسير آياته، يمكننا أن نستخلص ببضع كلمات الموضوعَ اللاهوتيّ الذي ذكرنا عناصره خلال ارتحالنا عبرَ هذين السفرين اللذين يصوّران انتقال العبرانيّين من عالم العبوديّة لمَلك مصر، إلى عالم العبادة للربّ الإله.
إكتشف العبرانيّون أنّ الربّ هو المخلّص الذي يُعنى بشعبه ساعةَ يكون الضيق على أشَدّه، ولايَني يقدّم له علاماتٍ عن أمانته عبرَ أحداث الطبيعة أو عطايا نعمته العجيبة. واكتشفوا ايضا أنّ الله هو إله العهد الذي تنازلَ بصورة مجّانيّة، فارتبط بشعب محدّد، وقال له: أنا أكون إلهك.
واكتشفوا في الخروج من مصر رمزًا لكلّ خلاص. وعندما يأْمَلون الرجوعَ من نفي بابل، يتصوّرونه خروجًا جديدًا. "أخرجوا من بابل، اهرُبوا من الكلدانيّين. أَعلنوا الخبر ونادوا به بصوت الترنيم أَذيعوه الى أقاصي الأرض، قولوا قد افتدى الرب عبده يعقوب " (اش 48: 20). واكتشفوا في عبور البريّة رمزًا عن مسيرتهم بقيادة الربّ بانتظار الأحداث الأخيرة التي تحقّقت بالنسبة إلينا في شخص يسوع الذي هو الطريق الذي يقود الى الحقّ والحياة (يو 14: 6).
التحرّر من العبوديّة، من عبوديّة الإنسان وعبوديّة المادّة، والارتباطُ بالله في عهدٍ نصبح بموجِبه عُبّادًا له، هذان هما الموضوعان المهمّان اللذان نجد صدًى لهما في الكتاب المقدّس بعهديه القديم ِ والجديد. وسنتعلّم مع الرب أن نقرأ من خلال الأحداث التاريخيّة المتعدّدة ، الواو التاريخيّ السامي، وأن نعبُر من حياةٍ في هذا العالم الى حياة في الله، في الآخرة. وسنترجّى أن نترك الطريق فنصلَ الى الهدف، وأن نستريح بعد حجّنا الطويل في المدينة السماويّة. بعد مسيرة الصحراء وصل شعب الله الى أرض الميعاد، الى حيث وعدهم الربّ أن يلتقيهم. وبعد مسيرة الكنيسة الطويلة سنلتقي الربَّ، لا في أرض محدّدة، بل في أورشليم السماويّة، المدينةِ المقدّسة النازلة من السماء، من عند الله (رؤ 10:21).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM