الفَصل الخامِسَ والعِشرُون
مُلحَق
عَنِ النّذورِ وَالتّبَرّعَاتِ لله
27 : 1 – 34
أ- مقدّمة
قد زاد "الناشر" على موادِّ شريعة القداسة هذا الفصلَ الذي يشكّل آخر ما جعلهِ التقليد الكهنوتيّ في سفر اللاويّين. روحُه هي ذاتُ الروح القانونيّة التي عرفناها، عندما قرأنا النصوص المتعلّقة بسنة اليوبيل (23:25 ي)، فرأينا فيها نصوصًا جافّة تتكلّم في ما تتكلّم عنه، عن التخمينات والتسعيرات: كيف تُثمَّن التقدِمات، وتقدّر للمؤمن الذي جاء يدفع ما عليه، ويزيد خُمسَ تقدمته كعطل وضرر للكهنة. يعد الانسان الله أن يقدّم له تقدمة، فإذا أراد أن يتحرّر ممّا وعد به الربّ، يدفع قيمةَ وعدِه بتقدمته. وهذا ما يعرفه المؤمنون اليومَ بإبدال النذر، لأنّه يتعذّر على الإنسان الوفاءُ به.
ب- تفسير الآيات الكتابيّة
(آ 27: 1-8) نَذْر الإنسان: النَذْر هو وعد بأن نقدّم لله تقدمة نستعطفه فيها ونطلب نعمه. يمكن للنذر أن يتّخذ شكلَ ذبيحة نقدّمها (16:7)، أو عملٍ نقوم به (تك 28: 20-22). من وعدَ الربّ مثل هذا الوعد، عليه أن يفيَ بوعده: أيّ رجل نذر نذرًا... فلا يُخْلف قولَه، بل يعمل بكل ما خرج من فمه (عد 2:30).
يمكن للإنسان أن ينذُر إنسانًا، أي أن يقدّمه ذبيحةً لله. هكذا نذر يفتاحُ ابنتَه (قض 11: 30 ي)، بعد أن تغلّب على بني عمّون، وهكذا نذرت حنّةُ ابنَها صموئيل، ليكون خادمًا للربّ في الهيكل (1 صم 1: 11). فإذا أراد الأهلُ أن يسترجعوا ولدَهم الذي قدّموه للربّ، فعليهم أن يدفعوا كميّة من المال (7: 16؛ 22: 21 ؛ عد 3:30 ي؛ تث 12: 6 ي؛ 23: 19).
(آ 9-13) نذر حيوان: من نذرَ بهيمةً، لا يستطيع أن يغيّرها أو يبدّلها إلاّ إذا كانت نجِسة.
(آ 14-15) نذر البيت: يقوِّمه الكاهنُ على حسب جودته أو رداءته.
(آ 16-25) ندْر الحقل: يميّز المشترع بين حقل ورثه الناذر وحقلٍ اشتراه. بالنسبة إلى الحالة الثانية يقوّم الكاهن الحقلَ بحسب قرب سنة اليوبيل أو بُعدِها.
(آ 26-34) أحكام عامّة: هذه الأحكام تتعلّق بفدية الأبكار (آ 26-27)، بما يحرِّمه الإنسان على نفسه (آ 28-29)، وبالعشور (آ 30-33).
تلك هي الوصايا... وينتهي سفر اللاويّين بذكر اسم موسى وجبل سيناء، حيث كلّم الله شعبه