الفَصل العَاشِر: بناءُ المَعبَد وَتَنْظيمُ شَعَائِرِ العِبَادَة

الفَصل العَاشِر
بناءُ المَعبَد وَتَنْظيمُ شَعَائِرِ العِبَادَة
25 : 1 – 31 : 18

أ- مقدّمة
ترجع الفصول 25- 31 والفصول 35- 41 إلى التقليد الكهنوتيّ. كُتبت بعد الجلاء، فجمعت في صورة واحدة خيمة الاجتماع في البريّة والهيكل الأوّل (أي هيكل سليمان) والهيكل الثاني (أي ذلك الذي بني بعد الجلاء).
إنّ الكاتب المُلْهم أراد بذلك أن يبيّن أنّ التنظيمات الدينيّة في بني إسرائيل على مرّ العصور، ترجع الى إرادة الله الخاصّة. فالربّ هو من يُملي على موسى كلّ التفاصيل التي تتعلّق بشعائر العبادة (25- 31)، وسينفّذ موسى هذه التعليمات بطريقة دقيقة (ف35- 41؛ رجلا 8: 1ي).
يقول الكاتب إنّ الله حاضر في شعبه (40: 34-38)، حتى قبلَ دخوله أرض كنعان، وقد تعوّدوا أن يشعروا بحضوره هذا على جبل سيناء، وفوق خيمة الاجتماع أو تابوت العهد، كما سيشعرون بهذا الحضور عينه في الهيكل عندما يمتلىء دُخانًا كثيفًا. كان الخطر يحيط بالعبرانيّين الأوّلين، فيلتفتون إلى مصر وأصنامِها وأرضها الخَصبة، وها هو الخطرُ يُحيق بالعبرانيّين بعد الجلاء، فتجتذبهم آلهةُ بابل وجيشها القدير. أطاع الشعب موسى وهارون ولبّوا نداءهما، كذلك سيطيع الشعب الراجع من الجلاء الكهنةَ واللاويّين، فيلبّون نداءهم ولا يكونون أقلّ سخاءً من جدودهم الذين تبرّعوا لبناء معبدهم في البريّة، فكان ما تبرّعوا به أكثرَ من كافٍ لإتمام العمل (7:36).
إذن نحن نرى في هذا النصّ الذي دُفع الى الشعب بعد الرجوع من الجزء وفي زمن بناء الهيكل الثاني، كلامًا يعطيهم مثالاً حيًّا يقرأونه في حياة الجماعة الأولى (رج حج 1: 1 ي ؛ اش 13:58-14). وهو بعد أن يعطي التعليمات الأولى، يتحدّث عن المعبد والأواني والملابس المقدّسة، وتكريس الكهنة، ويُرثي كلّ ذلك بشرائعَ ملحقة.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة
1- تابوت العهد، المائدة، المِسرَجة (25: 1- 40)

يمكننا أن نميّز في هذا الفصل أجزاءَه المختلفة. بعد مقدّمة عن التَقْدمات التي يأتي بها الشعب لبناء المعبد (آ 1-9)، يتحدّث الكاتب عن تابوتْ العهد (آ 10-22)، ثم عن المائدة التي يوضع عليها خبزُ التقدمة (آ 23-30)، وأخيرًا عن الِمسْرَجة (آ 31-40).

أولاً: التقادم والتبرّعات لبناء المعبد (25: 1-9)
الشريعة الكهنوتيّة هي وحيُ الله إلى موسى، وهذا الوحيُ يوصله موسى بدوره إلى الشعب.
بعد أن تعرّفنا الى الشرائع المتعلّقة بالحياة الأخلاقيّة والاجتماعيّة والدينيّة، ها نحن نتعرّف إلى فرائض تتعلّق بشعائر العبادة. وأوّل ما طلبه موسى من الشعب، هو إسهام كل فرد في بناء المعبد (وصنع الأواني) الذي هو دلالة على حضور الله وسْطَ شعبه.
يدعو موسى كلّ واحد إلى التبرّع بأثمن ما عندَه. وستكون العطايا غزيرةً إلى درجة جعلت موسى يأمرهم بالتوقّف عن التبرّع (4:36-7). ونحن نستشفّ من خلال ما حدث تحريضًا للمؤمنين الراجعين من الجلاء على التبرّع من أجل بناء الهيكل.
أمّا نوعيّة التقادم فهي: الذهب والفضة والنحاس، والأنسجة من كلّ الألوان، وجلود المَعز والكِباش، وخشب السِنط والزيت والعطور والحجارة الكريمة. ولكن من أين جاء شعب إسرائيل بكلّ هذا الغنى، وهو الذي فرّ من مصرفي ظروف نعرفها؟ من أين يأتي بالزيت شعبٌ يعيش حياةَ البَداوة؟ الجواب هو أنّ الكاتب فكّر بما عمله الشعب في عهد سليمان، فجعله وكأنه عُمِلَ في إطار الحياة في البريّة.
وعلى موسى أن يصنع كلّ شيء بحسب المِثال (على الشكل) الذي أراه الله إيّاه (25: 10 - 40) . الكلمة العبريّة التي تعني " المثال " هي "تبنيت " (راجع بنى في العربيّة التي تعني أيضًا إقتدى وامتثل) وهي تدلّ على الصورة الموضوعة أمام موسى، والتي أوحى بها الله الى موسى في شأن بناء المعبد وصنع الأواني المقدّسة. وإذا كان الهيكل صورة عن السماء، فكلّ أواني العبادة على الأرض ترتبط بأصل سماويّ.

ثانيًا: تابوت العهد (25: 10-22)
كلمة "أرون " (راجع أران في العربية) تَعني الصندوق والخزنة، وتعني أيضًا التابوت (تك 50: 26) وصندوق التقادم (2 مل 12: 9-10). ولكنّ النصوص تدلّنا على شيء يُحْمل، وهي تذكر تابوت العهد (تث 6:3) وتابوت الشهادة (33:29) والتابوت المقدّس (2 اخ 3:35) وتابوت الله (1 صم 4: 11).
يبدو تابوت العهد بشكل صندوق مستطيل طوله 25، 1 مترًا، وعرضه وعلوّه ثلاثة أرباع المتر. كان مصنوعًا من خشب السّنط ومُغَشّى بالذهب من الداخل والخارج. وكان يحمَل على الأكتاف بواسطة عتَلَتين تدخلان في أربع حلقات صنعت خصّيصًا لذلك.
فوق التابوت كان غشاء ("كفره " في العبريّة. في العربيّة كفر يعني غنى وستر) من الذهب، وهو سيدلّ عمّا يكفّر به، أي إنّه يغطّي الإثم ويكفّر عنه (لا 16: 13-14). في ما بعدُ سينفصل هذا الغِشاء عن التابوت؟ لاسيَّما بعد أن زال التابوت ولم يعد له من وجود في الهيكل الثاني.
وجُعل كَروبان على كلّ طرَف من طرَفَي التابوت. للكَروب أدوارٌ مختلفة: هو حارسُ جنّة عَدْن (تك 24:3)، وحامى جبلِ الله (حز 14:28-16) وسندُ عرش الربّ (1 صم 4:4) ومَطِيّة الرب (2 صم 22: 11، مز 18: 11) وحاملُ مركبة مجد الله (مز 3:9؛ 10: 1-8). أمّا شكل الكَروب فصورة مصغّرة عن ذلك الذي كان في هيكل سليمان (وكان علوّه خمسة أمتار) والذي كان بأجنحته يغطّي التابوت ويملأ المكان المقدّس.
كان التابوت أصلاً صندوقًا فارغًا، أو كان يَحوي بعض الحجارة أو الأواني المقدّسة كما عند المصريّين. كان معبدًا متنقّلاً ومَسكِنَ الله الذي يرافق شعبه عَبْرَ مسيرته في البريّة، وشاهدًا على حضور الربّ بجانب شعبه، لاسيَّما في وقت الحرب. كان يمثّل قداسة الله، ولهذا منعَ أيّ شخص أن يلمسه. ولمّا تجاسر عزّة أن يلمُسه مات حالاً (2 صم 6: 7). ولذلك خاف منه الفلسطيّون، وأرادوا التخلّص منه بأيّة حيلة كانت (1 صم 5: 1ي).

ثالثًا: مائدة التقدمات (25: 23- 30)
ووضعَ أمام تابوت العهد مائدةٌ لتحمل التقدِمات من زيت وخمر ولاسيّمَا خبزِ التقدمة.
ما هو خبز التقدمة؟ يسميّه الكتاب "خبزَ الوجوه " (لحم فنيم في العبريّة) لأنّه يوم أمام الله (13:35 ؛ 39: 36؛ 1 صم 7:21؛ 1 مل 7: 48) "والخبز الدائم " (لحم- هاتميد) لأنّه يوجد باستمرار أمام الله (عد 4: 7) و"خبز التقدمة " أو "خبز التهيئة " ( لحم ها معركت، وعرك يعني رتب، نظم، هيّأ الطاولة للطعام). لأنّ الطحين كان يعرك ويفرك دون أن يعجن (1 اخ 32:9؛ 29:23)، و"الخبز المقدّس " (1 صم 21: 2- 5) لأنّه مكرّس للرب. ويوضح سفر اللاويّين (24: 5-9) أنّه يكون على المائدة اثنتا عَشْرَة خبزة، تُصَفّ كلّ ستّة منها على حِدَة. في كلّ سبت يرفع الكاهن الخُبزات القديمة، ويجعل مكانها خُبزاتٍ جديدة. وهذه الخُبزات كانت بمثابة تقدمة دائمة للرب تذكّره بالعهد الذي قطعه مع شعبه.

رابعًا: المِسْرَجة (25: 31- 40)
وصنعت مِسْرَجة (أي شَمْعدان) مؤلّفة من سبع شُعَب (7 هو عدد الكمال) لتضيء المعبد الذي لم يكن له إلاّ بابٌ واحد. كانت المِسْرَجة تضاء من المساء الى الصباح (27: 20- 21)، وسيصبح هذا الضوء في ما بعدُ رمزًا الى حضور الرب في الكون ونظرِه الى الأرض كلِّها (زك 4: 15)
2- المَسكِن (26: 1-37)

المَسكِن (شكن في العبريّة) هو المعبد المنقول في البريّة، والذي يدلّ على أنّ الله يسكن وسْطَ شعبه. يتألّف من ألواح من خشب السنّط تغطّى بالنسيح وجلد المَعز... يقسم داخله إلى قسمين بواسطة ستار: قسم أوّل هو القُدس أي المكانُ المقدّس، حيث تكون المائدة والمِسْرَجة، وقسم ثانٍ هو قدس الأقداس أو المكانُ الكليّ التقديس، حيث يكون تابوت العهد وغِشاؤُه.
هل كان لوجود مثل هذا المسكن في البريّة؟ الجواب: كلاّ. فالكاتب تصوّره على شكل هيكل أورشليم، ولكنّ هذا لا ينفي أنّه لم يكن وجود لأيّ مَسْكِن البتّة. فقد كان في زمن موسى خيمة خاصّة (7:26؛ 36: 14) سُميّت خيمةَ اللقاء والموعد ("أهل موعد" في العبريّة. رج 27: 21؛ 28: 34؛ 29: 4) أو خيمةَ الشهادة (عد 9: 15؛ 17: 22؛ 18: 2). إلى هذه الخيمة كان بنو إسرائيل يأتون ليسألوا موسى ، وكان الجواب يصل إليهم من عند الله الحاضر وسَط سحاب يغطّي الخيمة (7:33- 11). أتكون هذه الخيمة مُنطلقًا لعيد المَظالّ (لا 23: 39-44) الذي سيجمع في عيدٍ واحد عوائدَ البَداوة وعوائدَ الزراعة، كما جمع عيد الفصح عادةَ ذبح الحمَل وعادةَ أكل الفطير في عيدٍ واحد، وربطها بقصّة الخلاص من مصر؟
هذا المَسْكِن هو رمز إقامة الله وسْطَ شعبه، لأنّ فيه تابوتَ العهد، وهو موضع لقاء الله لشعبه. عندما ستتكلّم الرسالة الى العبرانيّين (9: 1-24) عن هذا المَسكِن، سترى فيه صورةً عن السماء، حيث دخل يسوع ليكفّر عن خطايا العالم: "ولكنّ المسيح جاء كاهنًا أعلى للخيرات المستقبلية، واجتاز خيمة (أو مسكنًا) أعظم وأكمل من تلك الخيمة الأولى... فدخل قُدس الأقداس مرّة. واحدة، لا بدم التيوس والعجول، بل بدمه، فكسِب لنا الخلاص الأبديّ... إنّ المسيح ما دخل قُدسًا صنعته أيدي البشر صورةَ القُدس الحقيقيّ، بل دخل السماء ذاتها ليظهر الآن في حضرة الله من أجلنا".
3- المذبح، الرواق، زيت المِسْرجة (27: 1- 21)

نجد ثلاثة أقسام في هذا الفصل. في القسم الأوّل (1-8) نقرأ عن صورة المذبح. في القسم الثاني (9-19) نقرأ عن صورة الرواق. في القسم الثالث (20- 21) نقرأ عن زيت المِسرجة.
كان للعبرانيّين مذبحٌ صغيرٌ يرافقهم خلال تَجْوالهم في الصحراء، ولكنّ الكاتب الملهم تصورّه على مثال المذبح الذي عرفه في هيكل سليمان.
كان لهذا المذبح قرون على أربع زواياه، وكان الكاهن يفرُك هذه القرون بدم الذبائح، لأنّه يعتبرها موضعَ التكفير عن الخطايا (29: 12؛ 30: 10؛ لا 7:4؛ 18:16). وكانت هذه القرون وسيلةَ حماية للقاتل من وجه العدالة. يمسك بها (1 مل 1: 50؛ 2: 28) فلا يَمَسّه أحد، وهو قد لجأ الى الربّ فاعتبره الربّ ضيفه. بالإضافة الى ذلك كانت القرون تعتبر رمزًا الى القوة والعظمة والغنى.
وجعل حول المذبح رواق يتجمعّ فيه المؤمنون، وهذا الرِواق تصوّره الكاتب على صورة رِواق سليمان. وتبقى المِسْرجة مضاءة أمام الربّ من المساء الى الصباح.
4- لباس الكهنة (28: 1-43)

يصوّر الكاتب المُلْهم لباس الكهنة كما عرفه بعد زمن الجلاء، فربطه بعهد موسى الذي اعتبره أوّلَ من نظّم لباس الكهنة. وكما ربطَ شريعةَ السبت بخلق العالم، ووصيّةَ الخِتان بشخص إبراهيم، ها هو يربِط الكهنة بشخص موسى، ليدلّ على أنّ الكهنوت نظامٌ قديم في بني إسرائيل.
ما نلاحظه في هذا النصّ هو دور هارون كرئيس للكهنة: إنّ نسله هو نسل الكهنوت الحقيقيّ الآتي من سِبط لاوي. ونلاحظ أيضا أنّ لباس الكهنة يشبه لباسَ الملوك، ولا عجبَ في ذلك بعد أن أخذ رئيس الكهنة دور الملك بعد الرجوع من الجلاء. منذ الزمن الفارسيّ خسِر بنو إسرائيل كلّ وجود سياسيّ، فجمع رئيس الكهنة في شخصه صورةَ الكاهن وصورة الملك، ووضع يده على امتيازات كانت خاصّة بالملك: يتقبّل المَسحة بالزيت المقدّس، يرتدي الملابس الملوكيّة، يضع التاج على رأسه، ويزيّن صدره بالحجارة الكريمة.
(آ 1-5) المقدّمة. كان الكاتب قد ذكر هارون وأبناءه بصورة سريعة، وها هو يتوقّف على دورهم في حياة بني إسرائيل. عليهم أن يَكْهنوا للرب، أن يكونوا له كهنة، ولهذا يحتاجون الى أجوَد الملابس وأثمنها.
(آ 6-14) الأَفود " أفود " في العبريّة يعني ثلاثةَ أشياء: الأول: تمثال صغره (قض 8: 24-27، 18-14)، الثاني ثوب خاصّ بالكهنة يُخفي عَوْرتهم عند ذبح الذبائح (1 صم 18:2، 18:22؛ 2 صم 6: 14-20) الثالث: ثوب رئيس الكهنة كما عرفه الكاتب الملهم بعد الجلاء.
(آ 15-30) الصدرة (حشن في العبريّة) يلبَسها رئيس الكهنة عندما يأتيه الناس ليسألوه عن أمر من الأمور (راجع معنى كلمة كاهن في العربيّة). وكان يستعمل للإجابة أيضاً الأوريم والتوميم، أي الوحي والحقّ بحسب الترجمة السبعينيّة، أو النور والكمال ("أور" تعني النور، " ثم " تعني التامّ والكامل) إذا رجعنا الى الأصول العبريّة، أو النور والسلام إذا رجعنا الى السريانيّة. كان على هذه الصورة إثنا عشرَ حجرًا ثمينًا تمثّل أسباط إسرائيل الاثني عشر. وهذا يعني أنّ الكاهن يتذكّر دومًا أبناءَ شعبه، ولا يَني يصلّي من أجلهم.
(آ 31-35) الجُبّة توضع فوق الأَفود.
(آ 36-38) التاج (أو العِمامة) ينقش عليه " قدس الأقداس ". إنّ الكاهن مقدّس للرب لأنّه يخصّ الرب. والتاج الموضوع على رأسه يذكّره بوظيفته في كل وقت.
(آ 39) الكتّونة أو القميص المصنوع من الكتّان.
(آ 45-43) يذكر الكاتب ثياب الكهنة (قميص، حزام، قلنسوة) بعد أن ذكر ثياب رئيس الكهنة.
5- تقديس الكهنة وتكريسهم (29: 1-46)

يقسم هذا المصل الى ثلاثة أقسام. القسم الأوّل (آ 1-9): تقديس الكهنة؛ القسم الثاني (آ 10-37): الذبائح؛ القسم الثالث (آ 38-46): الذبيحة اليوميّة.
(آ 1-3) تُهيّأ الذبائح قبل الاحتفال بتقديس الكهنة ودخولهم في وظائفهم.
(آ 4) يغتسل الكاهن قبل دخوله الخيمةَ ليكون بكليّته طاهرًا. والغُسْل علامة الطهارة بحسب الشريعة.
(آ 5-6) اللباس الخاصّ كما ذكرناه في الفصل السابق. على الكاهن أن يتميّز عن الشعب حتى بالزيّ الخارجيّ.
(آ 7) يُمسح الكاهن بالزيت المقدّس مثلَ الملوك (28: 41 ؛ 30:30؛ 14:40-15)
(آ 8-9) يُلبِس موسى الكهنة ويكرّس أيديهم.
(آ10-14) يقدّم موسى الذبيحة عن الخطيئة. يضع هارون يديه عليها فتنتقل خطيئتهم عنهم.
(آ 15-18) المحرقة: ترفع الذبيحة وتحرق فيرتفع دخانها الى السماء.
(آ 19-28) ذبيحة السلامة. يُحرَق دمها وشحمها، ويأكل الحاضرون من لحمها.
(آ 29-30) لباس الكهنة.
(آ 31-37) فرائض متفرّقة.
(آ 38-46) الذبيحة اليوميّة أو الذبيحة الدائمة. كان يُذبح حملٌ في الصباح وحمل في المساء (رج حز36 : 13- 15).
6- فرائض متنوّعة (30: 1- 31 : 18)

نجد هنا ملحقات تحتوي فرائض متنوّعة، بعضها قديمِ وبعضها جديد، قد جمعها هنا الكاتب الكهنوتيّ لتكون مجموعةَ شرائع العبادة كاملةَ.

أولاً: مذبح البخور (30: 1- 10)
كان في هيكل سليمان مذبحُ بخور ذهبي (1 مل 48:7)، وكذلك في الهيكل الثاني (1 مك 1: 21). ولكن الزمان الذي فيه دخل هذا المذبحُ في عادات بني إسرائيل، لا نزال نجهله.
إنّ البخور على المذبح هو رمز إلى سحاب مجد الله.
واعتبر التقليدُ اليهوديّ المتأخّر أنّ دخان البخور يرمُز الى صلاة القديّسين (رؤ 5: 8)

ثانيًا: ضريبة الهيكل (30: 11-16)
نحن هنا أمام ضريبة يدفعها كلّ فَرد ذكَر في الجماعة كفدية عن حياته للربّ. تُدفع بمناسبة الإحصاء أو تسجيل الأسماء، وإن يكن الإحصاء أمرًا فيه خطر، بعد أن ضرب الربّ الشعب لأن داود أخطأ، فقام بإحصاءٍ لبني إسرائيل فتعدّى على حقّ الله (2 صم 24: 1 ي).
يدفع الجميع فيشاركون في نفقات العبادة. الكلّ يدفعون، الغنيُّ كالفقير، إذ عند الله لا غنيَّ ولا فقير، وحقُّ الفقير أمام الله كحقّ الغنيّ.

ثالثًا: مِغْسلة النحاس (30: 17- 21)
إنّ القيام بشعائر العبادة يفرِض على هارون وبنيه أن يغتسلوا قبلَ وبعد القيام بواجبهم الكهنوتيّ. لهذا وجب أن يكون هناك مِغْسلة عند باب خيمة الاجتماع.
مَن أهمل أن يغتسل يعاقبُ بالموت.

رابعًا: الزيت المقدّس (30: 22-33)
قلنا إنّ رئيس الكهنة يُمسح بالزيت المقدّس (7:29)، وها هي الشريعة تقول كيف يُصنع هذا الزيتُ المقدّس. يُمسَح الكاهن بالزيت فيتقدّس، وتُمسح خيمة الاجتماع وتابوتُ الشهادة، فيكون ذلك تعبيرًا عن امتداد قداسة الله الى الأشخاص والأشياء.

خامسًا: البخور (30: 34-38)
نجد هنا تعليماتٍ عن كيفيّة تهيئة البخور الذي يُحرق في المعبد على مذبح البخور. هذا البخور مقدّس ولا يستعمل في الحياة العاديّة.

سادساً : صانعان ماهران للقدس ( 31 : 1 – 11 )
وعيّن الربّ صانعين ماهرين : بَصلِئيل بن أُوري ( رج عز 10 : 24 – 30 ) ، وأهليآب .
لا شك في أن هذين الصانعين كانا معروفين في شعب إسرائيل القديم ليذكر الكتاب اسمهما .


سابعاً : تذكير بشريعة السبت ( 31 : 12 – 18 )
في خاتمة التعليمات عن بناء المعبد وصنع آنيته ، يستفيد الكاتب من هذا الظرف ليذكر الشعب بشريعة السبت التي هي قديمة العهد في بني إسرائيل ، إلا أنها ستأخذ أهمية كبرى في ما بعد الجلاء . ليس السبت يوم راحة وحسب ، إنه أيضاً علامة العلاقة القائمة بين الله وشعبه من جهة ، والعهد الأبدي من جهة أخرى

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM