الفصَل السابع وَالأربَعُون: مقابلة يعقوب لفرعون وسياسة يوسف الزراعية

الفصَل السابع وَالأربَعُون
مقابلة يعقوب لفرعون وسياسة يوسف الزراعية
(47: 1- 31)

أ- المقدّمة:
1- ويتابع التقليد اليهوَهيّ روايته فيخبرنا كيف استقبل فرعون يعقوب وأبناءه (آ 1- 5 أ)، ويردّد التقليد الكهنوتيّ (آ 5 ب- 11) ما قاله اليهوَهيّ فيحدّثنا عن عمر يعقوب لمّا جاء إلى أرض مصر.
2- ويطالعنا مقطع ثانٍ (آ 13- 26) عن سياسة يوسف الزراعيّة يعود إلى التقليد اليهوَهيّ المطعّم بالألوهيميّ، وهدفه إظهار فضل يوسف الذي جعل ملكيّة الأرض بيد فرعون، وهذا ما حدث فِعلاً في القرن السادس عشر ق. م.
3- وينتهي الفصل بمقطع ثالث (آ 27- 31) يورد وصيّة يعقوب الأخيرة كما في اليهوهيّ (قابلها مع 49: 29- 32: كهنوتيّ)، وفيها يطلب الأب من ابنه أن يدفنه في أرض الآباء.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- مقابلة يعقوب لفرعون (47: 1- 12)
(آ 1- 6) إستقبل فرعون خمسة من إخوة يوسف، وللعدد خمسة رمز في تقاليد المصريّين (43: 34). سمح الملك بناءً على طلب يوسف إلَيه بأن يقيم إخوته في أرض جاسان فيكونون، إذا شاؤوا، رؤساء رعاة في الأرض الملكيّة.
(آ 7- 12) إستقبل فرعون يعقوب، فباركه يعقوب. سأل الملك الشيخ الجليل عن اسمه. عمره قصير (130 سنة) بالنسبة إلى عمر والده (180) وجدّه (175)، وحياته قضاها في هجرة دائمة. وهذا يعني أنّه لا يتوقّف على الحاضر، بل يتطلعّ إلى المستقبل فيرجو تحقيق وعد الله بأن تقيم عياله في أرض كنعان.
2- سياسة يوسف الزراعيّة في مصر (47: 13- 26)
(آ 13- 26) يتحدّث هذا المقطع عن قضايا إداريّة في مصر وعن الإجراءات التي اتّخذها يوسف ليكفل الربح الوفير لخزينة الدولة دون أن يجوع الشعب. في مرحلة أولى اشترى الشعب القمح بالمال ما دام له المال (41: 56). في مرحلة ثانية قايض الشعب القمح بمواشيه التي أصبحت ملك الفرعون. في مرحلة ثالثة قدّم الشعب أرضه إلى فرعون وباعوا نفوسهم عبيداً له لئلاّ يموتوا جوعاً. وفي مرحلة رابعة نظم الزراعة من جديد ففرض على الشعب خُمس الغلَّة لفرعون على أن يبقى للمزارع أربعة أخماس الغلّة الباقية.
فَضْل يوسف كبير وقد حفظ حياة الشعب في زمن الضيق. تصرّف بحكمته وبُعد نظره فمرّت سنوات الجوع السبع (أو سنتا الجوع كما يفهم البعض 47: 18)، فبقي قح لأكل الناس وبذار لزرع الأرض. هكذا يستطيع الحاكم أن يتغلّب على المشاكل الاجتماعيّة والزراعيّة في شعبٍ كشعب إسرائيل، وفي أرض زراعيّة كأرض كنعان. وضع يوسف يده على أرض المصريّين ولكنّه ترك أرض الكهنة جانباً لأنّ أملاك الكهنة مُعفاة من الضرائب كما يقول المؤرّخان اليونانيّان ديودوروس الصقلّيّ وهيرودوتيس.
3- وصيّة يعقوب الأخيرة (47: 27- 31)
(آ 27- 31) قضى يعقوب زمناً قصيراً في مصر على ما نستنتج من التقليد اليهوهيّ والتقليد الألوهيميّ، أمّا التقليد الكهنوتيّ فيذكر أنّه أقام هناك 17 سنة. لمّا أحسّ بدنوّ أجَله طلب إلى يوسف ألاّ يدفنه في أرض مصر، بل مع آبائه في مغارة المكفيلة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM