الفصَل السابع عَشَر: الخِتَان عَلامَة العَهْد

الفصَل السابع عَشَر
الخِتَان عَلامَة العَهْد
(17: 1- 27)

أ- المقدّمة:
1- بعد أن مرّت ثلاث عشرة سنة على ولادة إسماعيل ظهر الله لإبراهيم ووعده بنسل كبير سيرث أرض كنعان، ثمّ قطع معه عهداً تكون علامته الختان. أمّا وارثه فسيكون الابن الذي ستلده له سارة في السنة القادمة. نفّذ إبراهيم ما أمره به الربّ، فاختتن وختن كلّ الذكور في بيته.
يعتبر الفكر اليهوديّ أنّ الختان يُكوِّن المرحلة الثالثة من مراحل وحي الله إلى البشر في تاريخ الخلاص. فبعد عهد آدم ونوح يأتي عهد إبرام بالختان بانتظار عهد موسى.
2- يرجع هذا الفصل إلى التقليد الكهنوتيّ وفيه تذكير ببعض ما قرأناه في15: 1 ي، عن نسل كبير يكون لإبراهيم وأرض يمتلكها، وتهيئة لما سيورده 18: 1 ي عن ذلك الابن الذي سيأتي وإن كان الأمر لا يُصدَّق.
3- أسلوب هذا الفصل يتَّسم بالإيجاز والفكر اللاهوتيّ، ويهتمّ بممارسات الشريعة التي تجعل الإنسان كاملاً. بهذا يبان حبّ الشعب لربّه إن هو حفظ شريعة الختان كعلامة تذكَرهم مدى الدهر بالرباط الذي يربطهم بربهم.
4- بعد الحديث عن عهد الله مع إبرهيم ونسله (17: 1- 8) نقرأ عن الختان كعلامة للعهد (17: 9- 14)، ثمّ عن مواعيد الله وإعلانه لسارة بأن سيكون لها ابن يسمّيه والده إسحق (17: 15- 22). ويُنهي الفصل قوله بأن إبرهيم نفّذ حرفياً ما أمره الرب به (17: 23- 27).

ب- تفسير الآيات الكتابيّة:
1- عهد الله مع إبراهيم ونسله (17: 1- 8)
(آ 1) لا نعرف أين ظهر الله لإبراهيم. فالتقليد الكهنوتيّ لا يربط حضور الربّ بمكان من الأمكنة لئلاّ يصبح المكان مركز عبادة على حساب أورشليم، المركز الوحيد. ظهر الله لإبراهيم وحدّثه، وهذا ما يهمّ الكاتب الكهنوتيّ الذي لا يذكر إلاَّ ظهوراً واحداً لله على إبراهيم، وهدفه في ذلك المحافظة على تسامي الله الذي لا يحتاج إلى الصور والتشابيه ليكون قريباً من الناس (كالتقليد اليهوهيّ)، بل يكتفي بأن يقول كلمة فيتمّ له ما يشاء.
"أنا إيل شداي". شداي اسم علم (49: 25؛ حز 1: 14؛ أي 5: 17؛ 6: 4؛ 8: 3- 5) يدلّ على الله، وصفة تصف اسم الله فنقول "إيل شداي" كما نقول "إيل عليون". ما معنى كلمة "شداي"؟ تعني القويّ القدير بحسب السبعينيّة اليونانيّة، وقابلها بعض الشرّاح بكلمة "شديد" العربيّة وبعضهم الآخر بكلمة "شادو" الأشوريّة، أي الجبل. أيكون "شداي" اسم مكان على جبل فقالوا "إيل شداي" كما قالوا "إيل بيت إيل"، ثمّ ترك الرواة اسم المكان وحافظوا على الاسم؟ إيل شداي هو أيضاً اسم إله في كنعان، أيكون العبرانيّون أخذوا به وجعلوه صفة لإلههم فقالوا: ربّنا هو الإله الشديد والقويّ والقدير.
ذكر الكاتب الملهم في 15: 9- 10 أنّ إبراهيم قدّم ذبيحة للرب، أمّا في هذا النصّ فلا يشير إلى ذبيحة قدّمت، لأنّ التعليم الكهنوتيّ يعتبر أنّ الذبائح الشرعيّة بدأت مع موسى (راجع ما قلناه عن ذبيحة نوح وهي ترجع إلى التقليد اليهوهي). قلنا في 15: 17 إنّ الله عبر بشكل نار بين قطع الذبيحة وحده ليدلّ على أنّ الله يلتزم، وأنّ على إبراهيم أن يقبل خاضعاً. أما في هذا النصّ فالتزام الله يقابله التزام إبراهيم بأن يسلك مع الربّ، أي بأن يعبده ويرضيه بحياته ويكون كاملا بلا عيب. متطلّبات العهد مع إبراهيم كثيرة بالنسبة إلى متطلّبات العهد مع نوح ولكنّها قليلة بالنسبة إلى ما يطلبه الربّ بواسطة موسى لمّا أقام عهده مع شعبه إسرائيل.
(آ 2- 3) "أجعل عهدي" الكلمة العبرانيّة "نق" تعني وهب، أعطى وفيها تشديد على مجّانيّة العطاء، وهي قريبة إلى العربيّة "أوثن" التي تعني: أجزل العطيّة وأكثر المال. يعد الربّ إبرهيم بنسل كبير "جدّاً جدّاً". تجاه هذا الوعد سقط إبراهيم على وجهه ساجداً أمام الله معبّراً عن عمق العبادة التي يقدّمها لله (عد 14: 5؛ قض 13: 20).
(آ 4- 5) يعاهد الله إبراهيم أن يعطيه نسلاً كبيراً وأرضاً واسعة سيسكنها. ولن يكون أبا أمّة كبيرة (12: 2، 18: 8) فحسب، بل أيضاً أبا أُممٍ كثيرة منتشرة في كلّ مكان. وقد استفاد الكاتب من تقارب كلمتَين "أب هامون" فأعطى تفسيراً لاسم إبراهيم الذي هو أبو جماعة أمم. غير أنّ الواقع اللغويّ لا يفرّق بين "أبرام" و"إبراهيم" (أو أبرأم) والهاء كالألف تحلّ محلّ الفتحة، ومعنى الاسم "أبي رفيع عال" (الريم في العربية هو الجبل الصغير). أمّا كلمة "هامون" التي ترجمت "جماعة" فهي تعني رجوعاً إلى العربيّة (همى) كلّ ما انتشر وتفرّق، "أو رئيس القوم وسيّدهم". غيّر الرب اسم إبراهيم وسيغيّر اسم سارة (وكانت ساراي فصارت سارة) أي المولاة والأميرة. إن الكاتب لا يهتمّ بقضايا الاشتقاق اللغويّة التي كان يجهلها، بل بالمعنى الدينيّ الذي يستطيع أن يستنتجه من تغيير اسم كلّ من إبراهيم وسارة، اللذَين صارا خاصّة الله، فلم يعد لهمَا سلطة على ذاتهمَا.
(آ 6- 8) أُمم وملوك يخرجون من صُلب إبراهيم. في هذا الكلام تلميح إلى ملوك إسرائيل (36: 31): سيعطيه الربّ الأرض التي وعده بها ويكون معه ومع نسله إلى الأبد.
إيل شداي سيكون إلههم وهم يكونون له شعباً فيعبدونه هو سيّدهم وحافظهم والمدافع عنهم والمحسن إليهم. يقول الله على لسان إرميا (7: 23): "إسمعوا لصوتي، فأكون لكم إلهاً وتكونوا لي شعباً، واسلكوا في كلّ طريق أمرتكم به لكي يكون لكم خير" (رج ار 11: 4؛ 14: 7؛ حز 11: 20؛ 14: 11؛ 34: 24). يكون الشعب لله عندما يعتبرون نفوسهم يخصّون الله كمواطنين أوفياء صادقين، يتصرّفون بحسب أوامره ويعملون بإرادته ويعيشون في حمايته. غير أنّ نسل إبرام لن يكون أبناء إسرائيل وآدوم فحسب، بل أيضاً جميع الأمم والشعوب، ونسله لا يقتصر على الذين يخرجون منه بحسب الجسد، بل يشتمل على أبنائه بالروح، لا على الذين ينتسبون إلى شريعة موسى ويمارسونها فحسب، بل أيضاً على الذين يرتبطون معه في الإيمان بالله الواحد.
2- الختان علامة العهد (17: 9- 14)
(آ 9) إحفظ عهدي...
يبدأ النصّ بصيغة الخاطب المفرد (أنت) وكأنّه يخاطب إبرهيم وكلّ واحد من المؤمنين، ثمّ ينتقل إلى الخاطب الجمع (أنتم) ليدلّ على أنّ الوصيّة تتوجّه إلى كلّ شعب الله.
(آ 10- 11) يختن كلّ ذكر... الختان علامة تذكّر الله بعهده مع الإنسان (9: 12- 17) وتذكّر الإنسان بانتسابه إلى شعب الله.
(آ 12- 13) إبن ثمانيّة أيّام (21: 4؛ لا 12: 3). لقد تبدّلت الحالة ولم يعد الختان طقساً يسبق الزواج، بل يدلّ على دخول المؤمن في جماعة الله. ثمّ لا شكّ في أنّ الختان يسبّب آلاماً للطفل كما للمراهق أو البالغ من الرجال.
ويجب أن يُختن الغريب والعبد لأنّهم من أهل البيت. وهكذا تمتدّ امتيازات العهد إلى أبعد من نسل إبراهيم بالمعنى الحصريّ فتصل إلى سائر الشعوب.
(آ 14) يُقطع أي يُفصل عن الجماعة فيخسر حقوقه المدنيّة والدينيّة ويسلّم لغضبة الله، ويمكن أن يُحكم عليه بالإعدام (خر 31: 14).
3- مواعيد الله لسارة بأن يكون لها ابن (17: 15- 22)
(آ 15- 17) يعلم الله إبراهيم أنّ وارث الوعد ليس ابن الأمَة هاجر، بل ابن الأميرة سارة، تلك الزوجة العاقر. وكما غيّر اسم إبراهيم غيّر اسم سارة فشدّد على عظمة وعده الذي يتمّ في أوانه. وكما بارك إبراهيم وجعله أبا شعوب وملوك (17: 5- 6) سيبارك سارة ويجعلها أمّ أمم وملوك وشعوب.
بشّر الله إبرهيم فسقط على وجهه وسجد أمام الله خاضعاً، ثمّ ضحك في نفسه. أيكون ضحكه تعبيراً عن فرحته حين سمع البشارة العظيمة، أم تعبيراً عن قلّة إيمانه؟ نراه يتذكّر عمره (مئة سنة) وعمر امرأته (90 سنة)، ويصلّي إلى الله ليقبل بإسماعيل وارثاً للموعد فيرتاح من قلقه وتنتهي فترة الانتظار.
إنّ كتاب اليوبيلات يفسّر ضحك إبراهيم وسارة بأنّه تعبير عن ارتياح وفرح. لقد دهش إبراهيم وكاد لا يصدّق هذه السعادة التي وعده الله بها، وخاف من أن يراها تتلاشى كحلم من الأحلام. وعلى هذا قدّم إلى القه ابنه إسماعيل لتكون عليه البركة ويصبح وارثا للوعد. ولكنّ أفكار الله ليست أفكار البشر.
يلمّح القدّيس بولس إلى هذا المشهد في رسالته إلى الرومانيّين فيقول: "إنّ إبراهيم آمن على خلاف كلّ رجاء فصار أباً لأمم كثيرة على نحو ما قيل له: هكذا يكون نسلك. لم يشكّ قطّ في وعد الله بنقص في إيمانه، بل تقوّى في الإيمان ممجداً الله ومتيقّناً أنّ الله قادر على أن ينجز ما وعد به، فلذلك حسب له برّاً (روم 4: 18- 22). لا يعتبر بولس ضحك إبراهيم دليلاً على شكّه، بل يتوقّف على إيمان إبراهيم وتدخّل الله العظيم ليسير بالأمور بحسب مخطّطه.
بقي إبراهيم ثابتاً في إيمانه مع أنّه رأى جسده قد مات وأحشاء سارة قد ماتت. أمَا سلّم ذاته إلى الله الذي يستطيع أن يعطي المائتين الحياة؟ نحن نقرأ في النصّ أنّ عمر إبراهيم كان مئة سنة، وعمر سارة تسعين. لن نتوقّف على حرفيّة النصّ بل نفهمه كتعبير عن عدم إمكانيّة إيلاد البنين بالظروف الطبيعيّة.
يورد الكتاب مراراً فعل "سحق" وهو يعني السرور والضحك (18: 12- 15: تقليد يهوهيّ، 21: 16: تقليد ألوهيميّ). هذا الفعل يرتبط باسم إسحق وأصل اسمه إسحقيل أي الله يبتسم، الله يضحك.
(آ 18- 19) ويعود إبراهيم إلى الوسائل البشرّية وشريعة حمورابي: أمَا يمكن أن يكون إسماعيل، وارثاً للموعد؟ كلاّ. فالعهد محفوظ لابن سارة.
(آ 20) غير أنّ الله لا ينسى إسماعيل ويستجيب صلاة إبراهيم من أجله ويجعله أمّة عظيمة. كما سمع الله لهاجر واستجاب صلاتها، ها هو يسمع لإسماعيل عبر صلاة والده.
(آ 21- 22) بعد أن حدّد الله زمن الولادة وأكّد العهد، ارتفع عن إبراهيم.
4- فاختتن إبرهيم وأهل بيته (17: 23- 27)
(آ 23) ونفّذ إبراهيم أمر الله، فسار على خطى الآباء الذين لم يتعوّدوا أن يناقشوا الله.
(آ 24) وكان إبراهيم شيخاً لمّا ختن. لم يتساءَل: ما نفع الختان في هذا العمر؟ تصرّف مع الله كالطفل مع والده.
(آ 25) وكان إسماعيل ابن ثلاث عشرة سنة. هناك قبائل عربيّة ما تزال تمارس الختان في هذا العمر.
(آ 26- 27) ويجمل النصّ أمر الربّ وما فعله إبراهيم لكي ينفّذ أمر الرب.

ملاحظات:
1- العهد يعني اتّفاقاً بين الله وإبراهيم. يعد الله إبراهيم بأن يكون معه ويحميه هو ونسله، ويعد إبراهيم الله بأن يمارس شريعة الختان، فتكون العلامة الخارجيّة لقبول داخليّ ببنود هذا الإتّفاق الذي صار شريعة مفروضة على أبناء شعب الله "مدى أجيالهم". الختان يطال الذكور دون الإناث، وتتمّ طقوسه في اليوم الثامن لولادة الولد، فيرتبط الإسرائيليّ منذ ولادته بالله. كان بعض الشعوب ينتظرون زمن الصبا والمراهقة أو فترة الزواج ليختنوا أولادهم، أمّا العبرانيّ فينطبع باكراً بهذه العلامة لينضمّ صغيراً إلى شعب الله. كانوا يختنون العبرانيّ الحرّ "مولود البيت"، تم العبيد، أكانوا من أصل غريب أو من أصلٍ عبرانيّ .
ويشدّد الكتاب على هذه الشريعة فيردّد كلماتها ويهدّد بالعقاب كلّ الذين لا يعملون بها: "كلّ ذكر لم يُختن يقطع من الشعب"، أي أنّه يُنبذ من الجماعة ويخسر جميع حقوقه الماديّة والدينيّة والاجتماعيّة فيتيه شريداً طريداً مهملاً إلى أن يموت، أو أنّه يحكم عليه بالموت فيُقتل قتلاً (رج خر 31: 14).
2- من رفض الختان ارتكب معصية كبيرة، لأنّ الختان يذكّر المؤمن بالعهد الذي قطعه الشعب مع الله (تث 10: 16؛ 30: 6؛ ار 4: 4؛ مز 45: 7). من لم يختن لا يحسب من شعب الله فيمنع من الاشتراك في عيد الفصح (خر 12: 48) ويحرم من الحياة مع الجماعة. إنّ الإسرائيليّ يقسم العالم إلى فئتَين، المختونين وغير المختونين (1صم 17 : 26 يتحدّث عن الفلسطينيّين القُلف، أي غير المختونين)، كما كان اليونانيّ يقسم الناس إلى متمدّنين وبرابرة. أن أراد أن ينتمي إلى شعب الله يختن، لأنّ الختان شرط لا بدّ منه للدخول في القبيلة (34: 14). ولقد أحسّ اليهود بضرورة الختان إلى درجة جعلت رسل المسيح يتساءلون: هل يفرض الختان على الوثنيّين الذين يرتدّون إلى المسيحيّة (اع 15: 16؛ غل 2: 11 ي؛ 5: 2- 11)؟ وبعد أن التأموا في أوّل مجمع كنسيّ تفهّموا الختان عملاً روحيّاً على خطى الأنبياء، وقالوا إنّ الطاعة لله لا تكون بختانة اللحم، بل بختانة القلب الذي يرضي الله وختانة الأذنَين اللتَين تسمعان كلامه (ار 6: 10؛ 9: 25؛ حز 44: 7). إذا كان الختان رمز تعلّق بني إسرائيل بالربّ، فالإيمان بيسوع المسيح هو ما يربطنا نحن المؤمنين بالربّ: "ليس الختان شيئاً ولا عدم الختان، بل الإيمان الذي يعمل بالمحبّة" (غل 5: 6)، لأنّه إن كان الله يطهّر الحدود بالختان فهو يطهّر قلوب الوثنيّين بالإيمان (ا ع 15: 9).
3- يرجع طقس الختان إلى عهد بعيد جدّاً، وقد استعمل العبرانيّون في ممارسته سكيناً من الصوّان للدلالة على قِدَم هذه الممارسة التي لم تقتصر على شعب الله، بل تعدّتهم إلى المصريّين والأحباش وغيرهم من الشعوب الأفريقيّة. مارسه الناس بسبب الفوائد الصحيّة الناتجة عنه، ولكنّهم جعلوا منه طقس تدريب على الحياة الزوجيّة، يعيش فيه الشابّ عهد الدم قبل أن يعيش عهد الزواج. وارتباط الختان بالزواج واضح، والدليل على ذلك الأصول اللغويّة القديمة. فكلمة "ختن" في العربيّة و"حتنو" في السريانيّة تعني الزوج. وكلمة "حوتين" في اللغة العبريّة تعني الحمو (خر 3: 1؛ 4: 18؛ 18: 1) و"حتن" تعني الصهر (19: 12، قض 15: 6). وبسبب علاقة الختان بالزواج قبل أهل شكيم بممارسة طقوسه قبل زواج حمور بدينة بنت يعقوب، وأبناء شكيم ببنات إسرائيل (34: 15- 17). وعلى هذا الأساس ختن إبرهيم إسماعيل ابنه وهو ابن ثلاث عشرة سنة. ولكنّه سيختن ابنه إسحق وهو ابن ثمانية أيّام. لقد تطوّرت الطقوس وصار الختان علامة تكريس الولد لله، فلا يجوز أن يحرم طويلاً هذه النعمة ويبقى خارج العهد. وفضلاً عن ذلك فقد صارت هذه الممارسة طقساً دينيّاً ووطنيّاً،علامة على ارتباط الإله بالأمّة وارتباط الأمّة بالإله الواحد. وهكذا أصبح الختان علامة عهد الله مع شعبه وعربون بركات إلهيّة على المؤمنين لا في هذا العالم فحسب، بل أيضاً في العالم الآتي، وقد كان المعلّمون يقولون: إن اليهوديّ الذي يرفض الختان يمنع من دخول الملكوت ويسقط في جهنّم

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM